الثورة نت:
2025-07-12@12:50:16 GMT

فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين!!

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

 

(١) نظرية المؤامرة والهوس المرضي.!
قرأت وسمعت بعض تحليلات المهووسين بنظرية المؤامرة حول عملية طوفان الأقصى ورد الفعل الإجرامي المجنون بحق سكان قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، وذهبت بعض تلك الهلوسات إلى الحديث عن مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وبعضها شطح بها مذهبياً وأنها مؤامرة إيرانية إسرائيلية للقضاء على حركة حماس.


وعندما تستقر نظرية المؤامرة في ذهن النخب، ويتم تفسير كل الأحداث على أساسها، وتتحول مع الزمن إلى وعي سائد، فإنها تتحول إلى مرض عضال يشل قدرة الناس على الفعل والتغيير خصوصاً لو جاءت نتائج الأحداث على عكس آمال الناس وتطلعاتهم، حيث يتكرس في الوعي الجمعي القدرة الفائقة للمنتصر ويتعاظم جبروته وتغدو مواجهته مستحيلة، فتستقر الإرادات الجمعية في الهزيمة الدائمة، هنا تكمن خطورة هذا النوع من التحليلات، وهذا لا يعني نفي وجود المؤامرة، لكن علينا أن نأخذها في سياقها الصحيح باعتبارها إحدى أدوات السياسة المليئة بالدسائيس والألاعيب والأفخاخ، وفي المقابل الطرف المستهدف ينبغي أن يتحلى بقدر عالٍ من المسؤولية في مواجهتها، وينبغي أن يمتلك عقولاً قادرة على مواجهتها على أرض الواقع وإبطال مفعولها.
إن تحليل الأحداث بالنظر إلى نظرية المؤامرة وإرجاع كل شيء يحدث في حياتنا إليها ومحاولة تصويرها من منطلقات نظرية المؤامرة، لا يعد تحليلاً سياسياً، وإنما هلوسات مرضية تهدف إلى شل وتعطيل إرادات الناس الجمعية على الفعل، كما تهدف إلى استقرار وعيهم في حالة عدم الفعل « وما فيش فائدة يا صفية «.
وينبغي أن ندرك أن صراع الحياة صراع إرادات ومصالح يحكمها قانون التناقض الذي قد يصل إلى أعلى مستوياتها « التناحر» وكل طرف يمتلك عدته ووسائله للظفر بقضيته، والنصر فيها يكون حليف الطرف الأحق بها، والقضايا العادلة مهما تأخر انتصارها، فإنها تنتصر لا محالة عندما تتوافر العوامل المساعدة لهذا النصر، وأهم عامل لها هو الإنسان الواعي القادر على مجابهة المصاعب ولديه استجابات تكون بحجم التحديات الماثلة.
(٢) القضية الفلسطينية من أوسلو حتى طوفان الأقصى..!!
إذا كانت اتفاقية أوسلو شجعت كثيراً من اليهود على الهجرة إلى الكيان الغاصب، حيث هاجر أكثر من ثلاثة ملايين يهودي من أوروبا الشرقية، هجرة تزامنت مع انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي، فإن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية سيكون لها أثر عكسي وهجرة أو عودة المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية، وبداية العد التنازلي للكيان الذي بات يعيش أزمة وجودية، وبالإضافة إلى هذه الآثار والتداعيات، فإن العملية بحد ذاتها أفشلت مشاريع التطبيع وأوقفت هرولة أنظمة الخيانة العربية صوب التطبيع وأحرجتها أمام شعوبها، كما سيكون لها تداعياتها على مشروع الهند الاقتصادي الذي سيمر عبر الإمارات والمملكتين السعودية والأردنية صوب الموانئ الإسرائيلية كنقطة عبور صوب قارة أوروبا.
الأمن والاستقرار هو العامل الذي يحتاجه الكيان الصهيوني الغاصب للبقاء والاستمرار، لكن عملية طوفان الأقصى نسفت هذا العامل وألغته من بند البقاء والديمومة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب تحرير شاملة ومتواصلة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين، ومعروف عن هذا الكيان أنه متعود على شن حروب سريعة خاطفة ولا يستطيع أن يتحمل كلفة حرب طويلة، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية ستلعب على هذا العامل من أجل إنهاك اقتصاد الكيان، ورقتان بيد المقاومة رابحتان هما ورقة زعزعة الأمن وورقة الاستنزاف الاقتصادي في إطالة مدة الحرب، والحرب في المقام الأول إنهاك اقتصادي والعزيمة العسكرية فيها تبدو جلية في قدرة هذا الطرف أو ذاك على إدارة مواردها وإيجاد موارد لها، وأمريكا وأوروبا ليست بأحسن حال لتمويل حرب طويلة فقد استنزفتها الحرب الروسية الأوكرانية دون أن تحقق فيها أي نتائج تذكر ..
النظام الرأسمالي بأيديولوجيته الليبرالية ظل يتفاخر في مرحلة الحرب الباردة بأنه نظام المجتمع الحر في مقابل ذلك وصف أنظمة خصومه بأنها أنظمة شمولية استبدادية الفرد فيها ليس أكثر من ترس في آلة النظام الذي يحركها زنبرك « حزب شمولي» هو المسؤول الأول عن إدارة عجلة الآلة وتدور وفق مشيئته.
وما إن سقط المعسكر الاشتراكي، ودخلنا مرحلة هيمنة الٱحادية القطبية التي عدها بعض مفكري الليبرالية نهاية التاريخ، وسعت أمريكا جاهدة إلى تعميم نموذجها الليبرالي على بقية دول العالم، والمفارقة أن أحد خلافاتها تركزت حول سعي النظم الشمولية إلى تصدير الثورة وتعميم نمطها على العالم كله، وما إن سقطت تلك الأنظمة حتى ذهبت الليبرالية إلى تصدير نموذجها وفرضه على العالم كله.
واليوم بلغت الأيديولوجية الليبرالية أعلى مراحل قبحها بأن صارت شمولية استبدادية تقف ضد فكرة التضامن وتمنع أي نشاط تضامني مع المظلومين والمنتهكة حقوقهم، لا بل وتبرر انتهاكات الحقوق الإنسانية حتى لو بلغت إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وما يجري في غزة من جرائم مرتكبة خير مثال لها، وتضييق دول العالم التي كانت تطلق على نفسها بالعالم الحر على كل نشاط من شأنه التضامن مع القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، لا وبل طمس تلك الجرائم بالتجاهل الإعلامي وتزييف الحقائق على الأرض.
نحن أمام شمولية قذرة ترتقي أفعالها إلى مستوى أفعال النازية، نازية على المستوى النظري وفاشية على المستوى العملي..!
الخلاصة : لقد أكدت عملية «طوفان الأقصى» أن فلسطين عدد صحيح لم يعد قابلاً للقسمة على أثنين، وأن الكيان الصهيوني في عد تنازلي، ولذا وبعد أن كشر الكيان عن أنيابه وبات يرتكب مجازر إبادة بحق الشعب الفلسطيني، فإنه من الضروري على محور المقاومة بكل فصائله أن يدخل معركة التحرير، لأنه أمام لحظة مفصلية إما أن يكون وينجز مهمته، ما لم فإن الكيان ومن خلفه أمريكا والغرب لن يتوقفوا عند كسر المقاومة الفلسطينية، وإنما سيستمرون بكسر كل فصائله في كل مكان..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مليونية صنعاء تبارك عمليات المقاومة الفلسطينية وعمليات القوات المسلحة


وعبرت الحشود عن الفخر والاعتزاز بالعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني المجرم، وآخرها إغراق سفينتين تابعتين لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وجددّت التأكيد على مواصلة الاستنفار والتحشيد وتعزيز الجاهزية استعداداً لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي وأدواته، وكذا الثبات على الموقف الجهادي المساند والمناصر للشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات.
وأشارت إلى أن هذا الموقف هو مبدئي ولا يمكن أن يتزحزح حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.. مستنكرة استمرار الخذلان العربي والإسلامي إزاء مظلومية الشعب الفلسطيني المسلم الذي ما يزال يتعرض للإبادة والتجويع والحصار منذ واحد وعشرين شهراً.
كما جددّت الحشود في المسيرة، تفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والاستعداد الكامل لتنفيذ أي خيارات يوجه بها في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
ورددت الجماهير المحتشدة عبارات (هو من يا شعب هو الله.. لا قوة إلا بالله)، (بالله وتأييد الله.. حاصرنا أعداء الله)، (يا غزة هذه جبهتكم.. والبحرية بحريتكم)، (باب المندب باب العزة.. بحر ساحله في غزة)، (كل الساحات اليمنية.. غزاوية فلسطينية)، (في غزة آيات الله.. تتجلى برجال الله)، (غزة شرفت الإسلام.. عزماً وثباتاً إقدام).
وهتفت بشعارات الجهاد والحرية والبراءة من أعداء الله، وعبارات (من يخذل شعب فلسطين.. ليس من الله أو الدين)، (اليهود أشد عداء.. هم ووحوش الغاب سواء)، (يسعون لنزع السلاح.. كي يبقى لبنان مباح)، (الجهاد كل الشعب على استعداد)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم).
وأوضح بيان صادر عن المسيرة، ألقاه رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي، أنه واستجابة لله تعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، خرجنا اليوم في مسيراتنا المليونية نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ولمواجهة الطغيان والإجرام اليهودي الصهيوني الأمريكي، الذي يرتكب أبشع جريمة إبادة جماعية في غزة على مدى واحد وعشرين شهراً.
وقال "نحمد الله سبحانه وتعالى على عونه وتأييده لمجاهدي المقاومة الفلسطينية ومجاهدي قواتنا المسلحة، وبارك تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وتصاعد عمليات قواتنا المسلحة على عمق العدو الصهيوني، والعمليات البحرية الأخيرة الفعالة التي أجهزت على ما تبقى من أحلام العدو في اختراق قرار الحظر البحري اليمني الناجح وكسر الحصار المفروض على موانئه، وفي الوقت الذي يبيد فيه أبناء غزة بجرائمه تقتيلا وحصاراً وتجويعاً وتعطيشاً.
وأشار إلى أن العدو قد تلقّى بعون الله صفعات قوية ومدوية ورادعة شاهدها العالم كله بالصوت والصورة.. مباركا التصدي القوي والفعال وغير المسبوق لقواتنا المسلحة في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير على بلادنا، سائلا الله سبحانه وتعالى لهم مزيداً من البصيرة والتوفيق والتسديد والثبات.
وأضاف البيان "إننا ونحن نتابع العمليات القوية للمجاهدين في غزة خلال الأيام الأخيرة والتي أرهقت العدو قتلاً ذريعاً، وكمائن نوعية فتاكة، ونتذكر في نفس الوقت معاناة مجاهدي المقاومة ومعهم كل أبناء غزة من شدة المجازر والتجويع والتعطيش والحصار الشديد، نزداد عزيمة وثباتاً وثقة ويقيناً بأن هزيمة العدو ممكنة مهما كانت إمكاناته، ومهما كانت المعاناة، وبأن العدو كما أخبرنا الله عنه ضعيف وجبان مهما أظهر من إجرام ووحشية، وأن ثمار الصبر والعمل والثقة بالله حتماً هو النصر للمؤمنين الصابرين، وهزيمة العدو المجرم".
وجدد التأكيد للقيادة الحكيمة ولمجاهدي القوات المسلحة والمجاهدين في غزة بأن الشعب اليمني المسلم المجاهد وبكل إيمان وبصيرة ووعي وقناعة لن يتراجع، ولن يكل ولن يمل، ولن يتخلى عن موقفه هذا، مهما كانت المعاناة والصعوبات، وأنه سيصبر في سبيل الله، ليقينه بأن الصبر والثبات مع الثقة بالله هو الطريق الأوحد للفتح الموعود والفرج القريب، وأن كل الخيارات الأخرى قطعاً- فيها من المعاناة ما هو أكبر، ولكن بدون أي ثمرة ولا نتيجة إلا الخزي والعار والخسارة في الدنيا والآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا يكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
  • مليونية صنعاء تبارك عمليات المقاومة الفلسطينية وعمليات القوات المسلحة
  • المقاومة الفلسطينية تنفذ 15 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية 
  • ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطين الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى أفق للسلام
  • نائب العربي للدراسات: المقاومة الفلسطينية ألحقت خسائر لا تُحتمل بإسرائيل
  • مُفتى عُمان يحيي المقاومة الفلسطينية ويؤكد أهمية دعمها
  • أبو عبيدة يبارك عمليات الضفة ويدعو للانتفاض قبل ضياع ما تبقى من فلسطين
  • لجان المقاومة في فلسطين تبارك عملية إطلاق النار البطولية في الخليل
  • أحمد جبريل الـذي أرعـــب إســـرائيل