بدأت اليونان وتركيا، الإثنين، محادثات للتقارب بعد أعوام من التوتر، في اجتماع عُقد بأثينا، بين نائبي وزيري خارجية البلدين.

وتهدف المحادثات التي جرت بين اليوناني كونستانتينوس فراجوجيانيس، ونظيره التركي بوراك أكابار، وحضرها أيضا خبراء من الجانبين، إلى إيجاد مجالات يمكن أن تتعاون فيها الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في القضايا الاقتصادية، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

ومن المتوقع أن تكون السياحة والطاقة والبيئة والحماية المدنية على جدول الأعمال، بحسب ما قالته مصادر في الحكومة اليونانية.

ومن المقرر أن تنتقل المحادثات، غدا الثلاثاء، إلى موضوعات أكثر إثارة للجدل، تشمل السيادة في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط والهجرة.

وفي السياق، نقلت الإذاعة اليونانية عن مصادر حكومية في أثينا أنه ليست هناك توقعات بشأن الوصول لنتائج محددة من المحادثات.

وكانت العلاقة بين البلدين قد اقتربت من الحرب في عام 2020، عندما اصطدمت السفن الحربية التركية واليونانية بسبب خلاف حول التنقيب عن الغاز عن المناطق الاقتصادية الخالصة بالبحر المتوسط.

وتآكلت العلاقة أكثر بعد أن التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مارس/آذار 2020 في إسطنبول، حيث قرر الجانبان تهدئة الأجواء قبل الانتخابات الوطنية في كلا البلدين، ووعدا بعدم استخدام بعضهما البعض خلال الحملة لجمع الأصوات، ثم انضم ميتسوتاكيس في مايو/أيار الماضي إلى حملة لمنع الطائرات العسكرية الأمريكية من الوصول إلى تركيا خلال خطاب ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي.

اقرأ أيضاً

تركيا واليونان.. هذا مصير أغصان الزيتون أمام رياح مفاوضات الشتاء

لكن مصادر تركية ويونانية مطلعة على العلاقة بين البلدين تتوقع إحراز تقدم حقيقي في إصلاحها، حسبما أورده موقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، مشيرة إلى أن تركيا لديها حوافز للتقارب مع اليونان، حيث يريد الرئيس، رجب طيب أردوغان، إحياء مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لجذب المستثمرين الغربيين مرة أخرى، ومن الممكن أن يساعد تحسين العلاقة مع اليونان في تحقيق ذلك.

وفي سياق عودة التقارب بين البلدين، بحث أردوغان، الإثنين، مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في اتصال هاتفي، الاثنين، بحسب تدوينة نشرتها دائرة الاتصال بالرئاسة التركية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبادل أردوغان وميتسوتاكيس وجهات النظر بشأن التطورات المثيرة للقلق، على رأسها انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة والاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية.

وذكر أردوغان أن تركيا بذلت وستواصل بذل قصارى جهدها لإنهاء الاشتباكات، "التي قد يتمخض عنها نتائج سلبية للغاية على المستويين الإقليمي والعالمي".

وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن تقوم دول المنطقة، إلى جانب الحفاظ على السلام، ببذل الجهود لوقف الاشتباكات وانتهاكات حقوق الإنسان، وتوجيه رسالة إلى العالم في هذا الصدد.

وأوضح أنه سيكون من الصواب اتخاذ خطوات تقلل من ردود الفعل بدلا من تصعيدها، في أسرع وقت.

اقرأ أيضاً

الاتحاد الأوروبي والديناميكيات الإقليمية.. لماذا قررت تركيا واليونان التقارب الآن؟

المصدر | الخليج الجديد + د ب أ

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليونان تركيا

إقرأ أيضاً:

الحزب الحاكم في تركيا يشعل الجدل ويطالب أردوغان بالترشح لولاية جديدة

رغم تأكيده المتكرر على عدم ترشح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددًا من خلال الدستور الجديد الذي ينتوي الحزب الحاكم تقديمه للبلاد، عاد الجدل ليتجدد حول إمكانية بقاء أردوغان في السلطة، بعد دعوات صريحة من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم لإعادة انتخابه رئيسًا للبلاد في الانتخابات المقبلة.

وقال حسين يامان، مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان، خلال فعالية حزبية بولاية موغلا:"لا تقلقوا، شعبنا يحب رجب طيب أردوغان، وسنعمل على إعادة انتخابه رئيسًا، ونوجه نداءنا من هنا إلى الرئيس: نطلب منك الترشح من جديد"

ورغم أن هذه التصريحات لا تمثل إعلانًا رسميًا من الحزب، إلا أنها جاءت بعد أيام فقط من تأكيد أردوغان نفسه أنه لا يعتزم الترشح مرة أخرى، معتبرًا أن الوقت حان لكتابة دستور مدني جديد بدلًا من الالتفاف على القوانين الحالية.


لكن تصريحات حزب العدالة والتنمية لم تكن الوحيدة في هذا السياق، حيث ذهب زعيم حزب الحركة القومية المتحالف مع أردوغان، دولت بهجلي، إلى أبعد من ذلك بقوله إن الرئيس "ليس لديه الحق في التنحي، والشعب التركي بحاجة إلى قيادته"، في تلميح واضح لرغبة التيار القومي باستمرار أردوغان في الحكم مهما كانت التحديات القانونية.

ويواجه أردوغان عقبة دستورية واضحة إذ يسمح الدستور التركي بولايتين رئاسيتين فقط، ومع ذلك، يرى عدد من المسؤولين أن بإمكانه الترشح مجددًا إذا تم إجراء انتخابات مبكرة، وصرح وزير العدل التركي، يلماز تونج، بأن الرئيس يمكنه الترشح لولاية ثالثة إذا ما دعا البرلمان لانتخابات مبكرة.

ولكن هذا السيناريو ليس سهل التحقيق؛ إذ يحتاج قرار إجراء انتخابات مبكرة لموافقة 360 نائبًا في البرلمان، بينما لا يمتلك تحالف الحزب الحاكم سوى 315 مقعدًا، مما يتطلب تنسيقًا أو صفقة مع أحزاب المعارضة.


في المقابل، تتحرك المعارضة من جهتها لتغيير قواعد اللعبة، فقد بدأ حزب الشعب الجمهوري – أكبر أحزاب المعارضة – حملة لجمع التوقيعات من أجل المطالبة بانتخابات مبكرة، إلى جانب الضغط لإطلاق سراح رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يرى فيه كثيرون منافسًا قويًا لأردوغان في أي استحقاق انتخابي قادم.

مقالات مشابهة

  • عثمان غازي: مسار تركيا نحو الاكتفاء الذاتي في الطاقة
  • رويترز: سوريا وإسرائيل تجريان محادثات مباشرة لتهدئة التوتر
  • مصادر: سوريا ودولة الاحتلال عقدتا اجتماعات وجهاً لوجه لاحتواء التوتر الأمني
  • وفد إماراتي في بيروت... وعون يؤكّد متانة العلاقة بين البلدين
  • وزير خارجية تركيا في روسيا لبحث السلام في أوكرانيا
  • الحزب الحاكم في تركيا يشعل الجدل ويطالب أردوغان بالترشح لولاية جديدة
  • رئيس الوزراء الباكستاني يشيد بروابط الصداقة بين بلاده وتركيا
  • أردوغان وشهباز شريف يبحثان تعزيز التعاون بين تركيا وباكستان
  • باكستان وتركيا تؤكدان تعزيز شراكتهما الاستراتيجية
  • تركيا تتقدم بخطوة نوعية في سوريا.. قواعد عسكرية جديدة وتحالفات لتعزيز مكافحة الإرهاب