أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن منطق القوة لا يمكن بأي حال أن ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وأنه لا بديل عن استتباب السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط إلا بضمان أسس مستدامة ومقومات راسخة لبناء سلام إقليمي حقيقي ومنصف وعادل في إطار أحكام وقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية عبر إحياء مسار عملية السلام والعمل، دون تأخير، على معالجة الجذور العميقة لهذا الصراع المرير الذي يغذي مشاعر اليأس والتطرف ودورات العنف.

جاء ذلك في مقال للسفير خطابي تحت عنوان (حرب غزة .. لا بديل عن سلام إقليمي حقيقي ومنصف وعادل) في افتتاحية العدد 50 للنشرة الالكترونية الصادرة اليوم الثلاثاء عن قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية.

وقال السفير خطابي "منذ تنفيذ حماس عملية طوفان الأقصى وإعلان اسرائيل عملية طوفان الأقصى حرب تعتبر الأكثر شراسة وضراوة في تاريخ الحروب على قطاع غزة، عادت القضية الفلسطينية لتحتل صدارة المشهد الدولي مع كثافة التحركات والاتصالات لوقف الأعمال القتالية، وانتشار صور المآسي المروعة للغارات المدمرة للمباني السكنية والتهجير القسري وسقوط مئات المدنيين وخاصة من النساء والأطفال ، والتي ذهبت إلى حد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية ، والصحفيين من وسائل إعلام فلسطينية وأجنبية والعاملين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا".

وأضاف أن الوضع الميداني تفاقم مع تزايد القصف الإسرائيلي الذي أخذ شكل عقاب جماعي بحرمان المدنيين في قطاع غزة، الخاضعة للحصار أصلا، من مقومات العيش الضرورية من ماء وغذاء ودواء ووقود وكهرباء ورفض إسرائيل فتح ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات العاجلة لإغاثة المدنيين ضحايا ويلات هذه الحرب التراجيدية التي تنذر بدخول المنطقة في مزيد من التوتر والاحتقان".

وأشار خطابي إلى أنه منذ بدايات اشتعال هذا التصعيد البالغ الخطورة انعقدت دورة طارئة لوزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية صدر عنها قرار يطالب على الخصوص بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية مع التأكيد على البعد التضامني الإنساني والبحث عن أفق سياسي للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ورؤية حل الدولتين لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة لإنهاء الظلم الذي لحق بهذا الشعب الأصيل منذ أربعينيات القرن الماضي.
وقال السفير خطابي "إنه تماشيا مع هذه الإرادة الجماعية وفي سياق المساعي المكثفة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، مع الأطراف الأممية والدول الفاعلة ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وجه نداء عاجلاً لاستنهاض الضمير الإنساني، ومشددا على ضرورة توفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني، والوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي رافضا أي شكل من أشكال الترحيل للسكان الفلسطينيين في انتهاك سافر للقانون الدولي الانساني".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي حرب غزة عملية طوفان الأقصي الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

المنطقة بين “المنطق” و”اللامنطق”

 

 

منطق اللامنطق قد يُفرض بالحروب وإما بالسياسة، وحين تصل إلى منطق اللامنطق فذلك هو العجز والفشل معاً..
لنسوق مثلين لذلك من أهم الأحداث في المنطقة..
الأول:عندما تصل أمريكا وإسرائيل إلى حاجية التفاوض مع “حماس” أو المقاومة الفلسطينية فهناك أساس تفاوضي وسقف تفاوضي لكل طرف..
منطق اللامنطق الأمريكي الإسرائيلي أن يكون التفاوض لإخراج الأسرى “الصهاينة”، وذلك يعني ضمناً ومباشرة أن “المقاومة” توقع على اتفاق يقضي بحق الكيان الصهيوني في قتل المقاومين والمقاومة، فهل من عاقل أو صاحب عقل يقبل بهذا؟..
ما لم يتحقق مثل هذا بالعمل العسكري كانهزام أو استسلام فيستحيل القبول به من خلال التفاوض..
ومع ذلك ستظل أمريكا في هذيان وتردد هذيانها كأن تقول وتكرر” الكرة في ملعب حماس “أو حماس فقط هي من يعطل وقف إطلاق النار بل وتوصف ما شرحناه بأن إسرائيل قدمت عرضاً سخياً..
أنت كطرف تطلب مني أن أطلق أسراك وبعد ذلك تأتي لتقتلني فأي عرض هذا وأي سخاء تتحدث عنه أمريكا وأي منطق وأي تفكير كهذا؟!..
الثاني: في ظل ما يمارسه الكيان الصهيوني من حرب وحصار ودمار وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة فقد فتحت جبهات إسناد للمقاومة وكل ما يطلبه هؤلاء هو إيقاف هذه الحرب ووقف الإبادة الجماعية وإدخال الدواء والغذاء للشعب الفلسطيني وعند تحقيق ذلك ستتوقف كل جبهات المساندة..
هذا مطلب واقعي في مطلبه وفي سقفه، ومعظم شعوب العالم تؤيده ومع تكرار وتأكيد محور المقاومة التمسك بهذا الشرط إلا أن أمريكا وفي أي مسألة تتصل بالكيان تفقد الحد الأدنى من منطق السياسة بل وحتى من اللياقة الدبلوماسية، ولذلك فرسلها من الغرب لتهديد لبنان لمنع حزب الله من هذه الشراكة أو المشاركة والانسحاب إلى ما وراء نهر الطلياني وطرح قضايا وملفات أخرى فليست هي قضية الواقع ولا قضية الساعة..
مثل هذا مورس ويمارس تجاه اليمن وآخره استصدار قرار من خلال المرتزقة في عدن حول البنوك، وذلك يمثل “حرب تجويع” ضد الشعب اليمني تقودها أمريكا وعملاؤها كأنظمة في المنطقة أو مرتزقة في واقع اليمن يحسبون على أنهم أطراف سياسية..
آخر التصريحات الأمريكية أنه لا سلام في اليمن إلا إذا أوقف “الحوثيون” الهجمات في البحر الأحمر..
أين هذا السلام في اليمن قبل طوفان الأقصى، ربطاً بهذه الهجمات وخلال قرابة عقد من الزمن؟..
الإجابة أنه أوقفوا الحرب والتدمير والإبادة الجماعية والتجويع للشعب الفلسطيني في غزة وحينها سنتوقف تلقائياً عن تنفيذ الحصار البحري ضد الكيان الصهيوني..
أمريكا في كل هذه الحالات ترفض “المنطق” وتصر على أن تفرض “اللامنطق” وكأنها لم تعد تفهم ولم تعد تفرق بين الحرب والسياسة أو بين العمل العسكري والعمل السياسي، ولم يعد لدينا ما نقوله لأمريكا في هذا السياق غير المثل العربي القديم “ما هكذا يا سعد تورد الإبل”..
من هذا التعامل الأمريكي منذ طوفان الأقصى وقبله فإني ألاحظ أن الإعلام العربي المؤمرك بطبعه والمتواطئ تطبيعاً كأنما بات يتسلل إلى إعلام المقاومة ومحورها في التعاطي مع ما يسمى “مقترح إسرائيلي” وما تسمى كذلك “ورقة بايدن” ولا أرى إلا أن هذا المقترح أو الورقة هي مجرد “فخ”، وهي التفخيخ وأياً ما حملته من بنود أو عبارات فالمراد هو إخراج الأسرى “الصهاينة” ومن ثم استئناف الحرب والإبادة للشعب الفلسطيني..
لا علاقة لمثلي البتة بما يحمله هذا المقترح أو الورقة ببنودها ومحتواها ولكني ببساطة فاقد الثقة كلياً ونهائياً بأمريكا والكيان، وبالمقابل أثق بحنكة وقدرات قيادات المقاومة الفلسطينية وأطلب منها المزيد من الاحتراز والتدقيق حتى لا يمرر عليها ما لا يقبل ونصل إلى رفض المنطق وفرض اللا منطق كأمر واقع، واللهم إني بلغت.

مقالات مشابهة

  • الجمعة.. السفير حسام زكي ضيف إيمان أبوطالب على الحياة
  • المنطقة بين “المنطق” و”اللامنطق”
  • الصومال والسعودية تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
  • وزير البترول يبحث مع السفير اليابانى الترتيبات للمنتدى الاقتصادى العربى اليابانى
  • وزير البترول يستقبل السفير الياباني لبحث التعاون في الطاقة النظيفة والتحول الرقمي
  • غزة حجر الزاوية.. كتاب عن الإبادة الجماعية وسقوط مقولة القوة التي لا تقهر
  • السفير حسام زكي ضيف إيمان أبو طالب على «الحياة» الجمعة
  • غليان في جيش الاحتلال الإسرائيلي.. ضابط ينهي حياته وتحرك مفاجئ ضد نتنياهو
  • التعاون الخليجي يدين العدوان الإسرائيلي المستمر على رفح الفلسطينية.. ويدعو لوقف فوري ودائم لإطلاق النار
  • التعاون الخليجي يدين العدوان الإسرائيلي المستمر على رفح الفلسطينية .. ويدعو لوقف فوري ودائم لإطلاق النار