حكم ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الإشارة.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ترجمة معاني القرآن الكريم بِلُغَةِ الإشارة من الأمور الجائزة شرعًا، بل ذلك مِن أَجَلِّ الأعمال وأَحَبِّها إلى الله تعالى ورسوله؛ لأنَّه تبليغٌ لِدِينِ اللهِ ومُرادِهِ مِن كِتَابِهِ.
ترجمة القرآن الكريموأوضحت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما حكم ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الإشارة؟ أن هذا الأمر لابد وأنْ يكون مُقَيَّدًا بالضوابط الشرعية، التي منها: ضرورة فهم اللغة العربية فهمًا صحيحًا.
كما ينبغي أن يكون ثُبُوتُ المعنى وصِحَّتُه مأخوذًا مِن تفسيرٍ مَقبولٍ جارٍ على قواعد المُجتَهِدِين في القبول والرَّدِّ، ويجب عند تحقيق معاني الألفاظ القرآنية القيام بجمع طرق تفسيرها مِن كُتُبِ التفسيرِ المُعتَمَدَةِ واجتهاد المُجتَهِدِين المُعتُمَدِين؛ للوصول إلى المعنى الذي يَغلِبُ على الظَّنِّ أنه هو المراد مِن الله سبحانه وتعالى.
وأوضحت، أن ينبغي أن يكون التمثيلُ الإشاريُّ لمعاني الألفاظ القرآنية واضحًا في أنه محاكاةٌ لِلمعنى وليس بديلًا لشيءٍ مِن اللَّفظ القرآني.
وأسارت دار الإفتاء إلى أنه لا يَسَعُها إلَّا الإشادة بهذا العمل الذي تَتَعَطَّشُ إليه المكتبة الإنسانية وذَوُو الِاحتِياجات الخاصة مِن إخواننا وأخواتنا مِن الصُّمِّ والبُكْمِ.
ترجمة القرآن حرفياقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه لا يجوز ترجمة القرآن حرفيا إلى اللغات الأخرى.
وأضاف علي جمعة، في فيديو له، أن الترجمة الحرفية للقرآن الكريم، تؤدي إلى التحريف في معاني الألفاظ والكلمات، فمثلا تترجم كلمة "هن لباس لكم" على أنها بنطلون، وآية "الرحمن على العرش استوى" فترجم أحدهم كلمة استوى بأنها يقفز، وهذا لا يليق.
وأشار إلى أن الترجمة للقرآن لابد أن تعي معنى كل كلمة في القرآن لأن مجمع اللغة العربية حصر الجذر اللغوي لكل ألفاظ القرآن الكريم البالغ عددهم 1790 ، فكلمة عين، ترد بكلمة بئر أو عين الشخص التي يرى بها، فحصر المجمع هذه الألفاظ وموضع كل واحدة.
وأكد أنه لابد من دراسة هذه الألفاظ ووضع المقابل لهذه الكلمة على قدر المستطاع في اللغات الأخرى ، ووضع ترجمة لكل لفظ تناسب المعنى الصحيح.
وأشار إلى كلمة "استوى" في اللغة العربية يرادف لها 15 معنى في اللغة، فترجمة المعانى تحتاج لمجهود كبير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترجمة القران ترجمة القران الكريم دار الإفتاء القرآن الکریم ترجمة القرآن دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن حفظ القرآن الكريم لا ينبغي أن يُختزل في التكرار والترديد المجرد، بل لا بد أن يكون حفظًا واعيًا، متصلًا بالتدبر والتفكر، مقترنًا بالعمل والسلوك، حتى يؤتي ثماره في بناء الإنسان وتهذيب المجتمع، خاصة في زمن تتزاحم فيه الفتن وتتشعب فيه التحديات، وتشتد فيه الحاجة إلى مرجعية روحية وأخلاقية تضبط حركة الحياة وتوجهها نحو الحق والخير.
جاء ذلك خلال كلمة مفتي الجمهورية، في احتفالية قرية أم الزين بمحافظة الشرقية؛ لتكريم حفظة كتاب الله، بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وعدد من المسؤولين والشخصيات العامة، ونخبة من القيادات الدينية والتنفيذية، وحضور شعبي كبير، في مشهد احتفالي يعكس ما للقرآن من مكانة في وجدان المجتمع المصري.
و أشار المفتي، إلى أن من مقاصد القرآن الكريم حفظ كيان الأسرة وبناء الإنسان على أسس راسخة من البر والرحمة، مؤكدًا أن من أعظم القيم التي رسخها القرآن الكريم وقامت عليها شريعته الغراء، الإحسان إلى الوالدين، بوصفه من تمام الإيمان، ومن حسن التربية التي تنعكس على تماسك الأسرة واستقامة المجتمع. واستشهد فضيلته بقوله- تعالى-: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
ولفت إلى أن بر الوالدين لا ينبغي أن يكون موسميًّا أو مشروطًا، بل هو خلق دائم، يتجلى في القول والفعل والدعاء، وفي رد الجميل بالوفاء، لا سيما حين يبلغ الوالدان الكِبَر ويشتد بهما الضعف، إذ يظهر البر في أبهى صوره وأصدق معانيه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن التمسك بأحكام القرآن الكريم والعمل بحدوده هو السبيل الأمثل للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي، في مواجهة موجات التفكك الأخلاقي والاضطراب الفكري التي باتت تهدد تماسك المجتمعات وتمايز هوياتها.
وشدد على أن القرآن الكريم يحوي من القيم والمبادئ ما يكفل بناء إنسان متوازن، يدرك واجباته قبل أن يطلب حقوقه، ويحرص على إعمار الأرض بقيم الرحمة والعدل، ويعلي من شأن العمل والإتقان والصدق.
ولفت إلى أن بناء الأوطان لا ينفصل عن بناء الإنسان، وأن الحافظ الحقيقي للقرآن هو من اتخذ من كتاب الله دليلًا يهديه، ومن تعاليمه ميزانًا يزن به أقواله وأفعاله، ومن آياته زادًا في دروب الحياة المليئة بالتحديات.
وفي ختام كلمته، وجّه مفتي الجمهورية التهنئة للحضور بمناسبة حلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مذكرًا بما ورد عن النبي ﷺ من أنها “أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله”.
وأكد أن الاجتماع على تكريم حفظة كتاب الله في هذه الأيام المباركة؛ هو في ذاته صورة من صور العمل الصالح، وشهادة عملية على بقاء الأمة متمسكة بكتاب ربها.
من جهته، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به حفظة القرآن الكريم في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية، مؤكدًا أن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًّا بدعم الأنشطة الدينية والثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وبناء الإنسان على أسس من الفضيلة والانتماء.
وشهدت الاحتفالية في ختامها تكريم حفظة كتاب الله، وتوزيع الجوائز والهدايا، وسط أجواء من البهجة والإجلال، بحضور جماهيري واسع ضم مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، ممن جاءوا ليشهدوا هذا اللقاء الجامع تحت راية القرآن.