تقرير: 49% من سكان جنوب إفريقيا مهددون بخطر انعدام الأمن الغذائي بحلول عام 2025
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أفادت دراسة دولية بأن ما يقرب من نصف سكان جنوب إفريقيا (49%) مهددون بخطر مواجهة انعدام الأمن الغذائي بحلول عام 2025.
وأوضحت دراسة مؤسسة "World Data Lab" للأبحاث، التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا لها، أنه إذا كانت قضية السمنة تشغل ساحة النقاش حول الغذاء في جنوب أفريقيا، التي سجلت أعلى معدلات سمنة على مستوى أفريقيا جنوب الصحراء، فإن نقص التغذية أيضا يمثل عبئا لا يقل أهمية عن هذه القضية.
وأشارت الدراسة إلى أنه مع ظهور جائحة "كوفيد ـ 19"، التي فاقمت التحديات الاقتصادية وحالة عدم الاستقرار، لم يتمكن 30.8 مليون شخص في جنوب أفريقيا (52% من سكان البلاد) من تناول غذائهم بشكل كافٍ عام 2020.
وأضافت أن 70% من أطفال جنوب أفريقيا يولدون في أوساط فقيرة وبحلول سن الخامسة يعاني 1 من كل أربعة أطفال من عجز في النمو البدني والمعرفي، متوقعة أن يعاني 21.18% من أطفال جنوب أفريقيا من التقزم بحلول عام 2025.
ونبهت الدراسة إلى أن مقاطعة "ليبموبو" الجنوب أفريقية ستكون الأكثر تضررا بحلول عام 2025 حيث سيتأثر 54% من سكانها بانعدام الأمن الغذائي تليها مقاطعات: "كوازولو ـ ناتال" و"الشمالية الغربية" (53%) ثم "كيب الشمالية" (52%) و"مبومالانجا" (50%).
تجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير يأتي في سياق أزمة طاقة كبرى تواجهها جنوب أفريقيا فضلا عن تراجع القوة الشرائية للمستهلكين على خلفية ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سكان جنوب إفريقيا انعدام الأمن الغذائي جنوب أفریقیا بحلول عام 2025
إقرأ أيضاً:
تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
بينما ينشغل العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية، ثمة تهديد صامت يتسلل إلى موائدنا اليومية تغيُّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي.
تقريرٌ جديد صادر عن "مؤسسة المناخ الأوروبية" يسلّط الضوء على تداعيات هذه الأزمة البيئية المتفاقمة على أمن الغذاء في أوروبا، محذّرًا من أن ستة من أهم المواد الغذائية التي تستوردها دول الاتحاد الأوروبي، أبرزها الكاكاو والقمح والقهوة، مهدّدة بشكل غير مسبوق.
تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الأغذية الأساسية، مثل القمح والذرة والأرز والكاكاو والقهوة وفول الصويا، تأتي من دول تعاني من هشاشة بيئية وضعف في القدرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.
وعلى وجه الخصوص، فإن واردات الكاكاو والقمح والذرة – التي تشكّل جزءًا كبيرًا من استهلاك السوق الأوروبية – تُستورد في ثلثيها من دول لا تزال تحتفظ بتنوّع بيولوجي نسبي، لكنه مهدّد بالتآكل. وتكمن الخطورة هنا في أن تلك الدول غالبًا ما تفتقر إلى الموارد المالية والمؤسسية لمواجهة تداعيات المناخ.
القهوة والكاكاو... مستقبل مجهول للمذاق العالميتُمثّل صناعة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي أحد أبرز القطاعات المتأثرة. فالاتحاد يُعدّ أكبر منتج ومُصدِّر للشوكولاتة في العالم، وتُقدَّر قيمة هذه الصناعة بحوالي 44 مليار يورو. إلا أن المكوّن الرئيسي للشوكولاتة، الكاكاو، يأتي بنسبة 97% من دول ذات مرونة مناخية منخفضة أو متوسطة، مثل ساحل العاج وغانا والكاميرون ونيجيريا.
تشير كاميلا هيسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير، إلى أن هذه التهديدات "ليست افتراضية أو بعيدة"، بل تنعكس بالفعل في تذبذب سلاسل التوريد، وضغوط على الأسعار، وتهديد لوظائف عديدة في قطاع الصناعات الغذائية.
المناخ والسكرلم تقتصر الضغوط البيئية على الكاكاو فحسب، بل طالت أيضًا أسعار مدخلات أخرى، مثل السكر، الذي شهد بدوره ارتفاعًا مدفوعًا بالتغير المناخي، مما تسبب فيما يشبه الضرر المزدوج لصُنّاع الشوكولاتة والمنتجات الغذائية الحسّاسة بيئيًّا.
ووفقًا لتحليل حديث صادر عن وحدة الطاقة والاستخبارات المناخية (ECIU)، فقد ارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 43% خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أدّى إلى ظهور "علامات استفهام" واضحة على أرفف المتاجر الكبرى، حيث بات المستهلك يلاحظ تراجع الكميات وارتفاع الأسعار.
أزمة عالمية في طبقنا اليوميأصبح من الواضح أن تغيُّر المناخ لم يعد قضية بيئية فقط، بل تحوّل إلى تهديد حقيقي لأمن الغذاء والاقتصاد العالمي. وما لم تتخذ أوروبا خطوات جادّة لدعم الدول المورِّدة في بناء قدراتها المناخية والحفاظ على تنوّعها البيولوجي، فإن مستقبل العديد من المنتجات الأساسية، من فنجان القهوة الصباحي إلى قطعة الشوكولاتة، سيكون على المحك.