خصوبة الرجال تنخفض عالميا والعلماء يدقون ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كشف اتحاد مكون من 25 خبيرا وعالما -من العاملين في نطاق دراسات الخصوبة- عن توصيات للحكومات والمنظمات العالمية الصحية يمكن أن تساعد في سياق أزمة تتزايد يوما بعد يوم تتعلق بخصوبة الرجال حول العالم.
وبحسب المراجعة البحثية -التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر ريفيو يورولجي"- فإن العقم الآن يصيب واحدا من كل 6 أزواج في سن الإنجاب.
وكان دراسة موسعة شملت عينات من كل قارات العالم تقريبا قد صدرت عام 2022 تشير إلى أن نسب خصوبة الرجال على الطريق للانخفاض، فخلال حوالي 50 سنة مرت ارتفع معدل التراجع في تركيز الحيوانات المنوية لدى 57 ألف شخص من 53 دولة، من 1.2% سنويا في التسعينيات، إلى 2.6% سنويا بعد عام 2000.
وفي المجمل، بحسب تلك الدراسة، وصلت نسب التراجع إلى 50% خلال الفترة من أوائل السبعينيات إلى الآن.
ناقوس الخطرويقول فريق الخبراء -في بيان صحفي صادر من جامعة مونتريال الكندية المشاركة بالدراسة- إنه لا يمكن تفسير الانخفاض السريع في خصوبة الرجال بالعوامل الوراثية فقط، ولكن البيئية كذلك، والتي يعدونها القوة الدافعة الرئيسية لتسارع معدلات انخفاض خصوبة الرجال، مثل تلوث البيئة والسمنة وسوء التغذية والإجهاد والتدخين بكل صوره.
وتضيف الدراسة أن انخفاض جودة السائل المنوي ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الرجال حاليا، بل كذلك زيادة وتيرة الإصابة بسرطان الخصية، والعيوب الخلقية بالجهاز البولي التناسلي، مما يشير إلى أن الصحة الإنجابية للذكور قد تراجعت على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة.
وفي هذا السياق، يدق العلماء ناقوس الخطر، ويطالبون الحكومات والمنظمات المختصة بتمويل العمل البحثي في هذا النطاق للوقوف على أسباب تلك المشكلة، وكيف يمكن عكس هذا الاتجاه.
ويقترح الفريق البحثي إنشاء شبكة عالمية من البنوك الحيوية التي تحتوي على معلومات عن نمط الحياة والحالة المرضية وطبيعة أنسجة الرجال القادرين وغير القادرين على الإنجاب، وكذلك زوجاتهم وأطفالهم. وإلى جانب ذلك، يقترح الباحثون تطوير اختبارات لتحسين تشخيص وتبيان أسباب عقم الرجال.
ويؤكد الخبراء ضرورة إجراء اختبارات صارمة لتأثير المركبات الكيميائية على خصوبة الرجال، بما في ذلك الملوثات البيئية والمبيدات وغيرها.
وفي هذا السياق، يقترح العلماء تنظيم حملات لتوعية الناس بشكل عام من أضرار "نمط الحياة غير الصحي" وتوعية الشباب -بشكل خاص- باحتمال أن يتسبب ذلك في أضرار وخيمة ومنها العقم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خصوبة الرجال
إقرأ أيضاً:
الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
كل الأحداث والأزمات والتحديات التي كانت السبب الرئيسي في خلق ثقب في جسد الأمن القومي هو (الفقر).
الفقر.. هو السرطان الذي ينخر جسم أي أمة مهما امتلكت من إمكانيات أمنية وحربية وسياسية.
ولذلك فإن أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي يستغل المجتمعات الفقيرة كثغرة فاعلة لزعزعة أمن أي دولة معادية أو منافسة.
البيئة الفقيرة ليس لديها ما تخسره لأنها دائماً تنظر إلى أهدافها من الزاوية المظلمة.
عندما نتطرق إلى الفقر، فإننا نعني بذلك تلك المجتمعات التي تعيش في حالة الشعور بعدم العدالة الاجتماعية، والتهميش، وعدم الشعور بالعدالة في توزيع ثروة الدولة، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى غياب الحياة الكريمة وانعدام فرص العمل، وعدم الحصول على الحد الأدنى من الأجور بما يتماشى والوضع الاقتصادي، هذه الظروف تخلق حالة غامضة متخبطة ومظلمة تعيش في دوامة البحث عن وسائل للخروج من هذا النفق، ويكون لديها هدف هو رأس الدولة باعتباره المسؤول عن الحال الذي يعانون منه.
وهذه الأسباب والمعطيات دائماً هي القمة السابغة لطرف المعادي ووسيلة سهلة لخلق قاعدة متماسكة لتهديد الأمن القومي لأي دولة.. لسهولة التجنيد والإقناع والاستعداد لضرب الهدف الذي يعتقدون بأنه السبب الرئيسي في حالة مجتمعاتهم الفقيرة والمقهورة.
الأحداث السابقة في كل مكان وأينما وقعت أبطالها جاءوا من مجتمعات معدومة وفقيرة.
إن البيئة الحاضنة للإرهاب بأشكاله وصوره هي تلك البيئة التي تعاني الفقر في معناه الواسع وما يترتب عليه من سلوكيات متشددة والصور المظلمة اتجاه رأس الدولة.
العـلاج.. لا يكمن العلاج من وجهة نظرنا في محاربة هذه المجتمعات بقوة السلاح والترهيب وإرهاب الدولة والقتل والاعتقال والتهجير والإقصاء إلى آخر تلك الأساليب البوليسية التي أثبت الزمن وأثبت الأحداث بعدم جدوتها، وإنما زادت من تنامي ظاهرة الإرهاب بل زادت من استقطاب الرأي العام ضد الدولة.
إن العلاج.. يتطلب إعادة هيكلة الدولة في ملفاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، والتركيز على العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، والعدالة في توزيع ثروة الدولة، وتحسين الظروف المعيشية، والتعليم والصحة وأمن المواطن. وبذلك يمكن قطع الطريق أمام أي طرف معادي يسعى إلى استخدام تلك المجتمعات الفقيرة وتوجيهها إلى زعزعة أمن الدولة.
وهذا يشير إلى ضرورة اهتمام رأس الدولة بغالبية الشعب الذي عادة ما يمثل الطبقة البسيطة والمتوسطة والتي إذا ما ثارت قلبت الموازين رأساً على عقب دون مراعاة لأي معايير أو ترتيبات أو استراتيجيات ودون حساب العواقب وهنا يكون الكل خاسر الحاكم والمحكوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.