القاهرة- عمر حسن: من بنك يدير ثروات المليارديرات حول العالم إلى مُتهم بالتساهل مع عملاء أثرياء متورطين في غسل الأموال، يبقى "كريدي سويس" أحد أكثر البنوك إثارة للجدل خلال عام 2023.

ما القصة؟ وكيف هوى نجم البنك الشهير المعروف بكونه خزينة المليارديرات حول العالم؟، وما هي تلك الاتهامات؟

كريدي سويس

بدأت قصة بنك "كريدي سويس" في يوليو من عام 1856 عندما أسس السياسي البارز ورائد الأعمال ألفريد إيشر (عضو المجلس الوطني السويسري آنذاك) شركة SKA بهدف تمويل توسيع شبكة السكك الحديدية، وزيادة معدلات التصنيع في سويسرا.

تحولت الشركة لاحقًا إلى "كريدي سويس"، لتمر برحلة طويلة ناهزت القرن ونصف من الزمن (167 عاماً تحديداً)، تمكن خلالها البنك من أن يصبح واحداً من أهم البنوك على مستوى العالم.

ما إن بدأ كبنك استثماري سويسري تحول "كريدي سويس" إلى قصة نجاح امتدت على مدى أكثر من قرن ونصف، وذلك مع تطوره تدريجياً إلى مزود عالمي رائد للخدمات المالية.

محطات عديدة مر بها البنك، ومن أبرزها تلك التي حدثت خلال أثناء الأزمة المالية العالمية (2007-2008) حيث تمكن "كريدي سويس" من النجاة، دون أن يكون بحاجة لخطة إنقاذ حكومية بخلاف منافسه UBS الذي شاءت الأقدار أن يستحوذ عليه لاحقاً في 2023 بعد أن واجه "كريدي سويس" أزمة شكلت تهديداً كبيراً للقطاع المصرفي حول العالم.

واحدة من المحطات المثيرة للجدل في تاريخ المجموعة كانت في العام 2022، والمرتبطة بفضيحة تجسس مصرفي نتج عنها رحيل رئيسها التنفيذي السابق ثيام عن المجموعة.

وفي مارس 2022 تكبدت المجموعة خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار على وقع انهيار صندوق الاستثمار الأميركي Archegos.

مرّ كريدي سويس بعامين شهدا العديد من الفضائح التي كشفت باعتراف الإدارة عن "نقاط ضعف جوهرية" في "ضوابطه الداخلية". فقد اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق بـ"الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية" بخصوص إفلاس شركة غرينسيل المالية الذي مثّل بداية انتكاساته.

وبعد اضطرابات طُويت صفحة البنك عقب استحواذ بنك يو بي إس العملاق على منافسه الأصغر كريدي سويس في محاولة لتجنب المزيد من الاضطرابات التي هزت سوق الخدمات المصرفية العالمية.

بلغت قيمة الصفقة ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.25 مليار دولار)، وجاءت الصفقة بسعر أقل من نصف قيمة الأخير البالغة 7.4 مليار فرنك عند إغلاق تداولات الجمعة.

 

غسل الأموال

في فضيحة هزت سنغافورة، تخض وحد بنك "كريدي سويس" للتدقيق من جانب الجهات المعنية هناك، وذلك بعد توجيه الاتهام إلى واحد من عملائه على الأقل بغسل الأموال.

ستكون وحدة "كريدي سويس" المحلية من بين البنوك التي تعتزم السلطة النقدية في سنغافورة إخضاعها للتدقيق لتحديد ما إذا كانت قد تعاملت مع رصد معاملات العملاء الأثرياء بشكل صحيح أم لا، وسيستجوب مسؤولون من الجهة التنظيمية الموظفين، وسيراجعون المستندات خلال أسابيع.

وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات نقلا عن "اقتصاد الشرق"، ستكون زيارة السلطة النقدية المقبلة بعيداً عن ترتيباتها الدورية مع البنوك.

وهي تشير إلى مخاطر محتملة في تعرّض البنوك الكبيرة للمشتبه فيهم والتعامل العام مع التحقق من العملاء، بحسب المطلعين على الأمر.

و"كريدي سويس" من بين البنوك التي لديها علاقات، سواء مع المتهمين أو شركاتهم، حيث احتفظ فانغ شويمينغ، أحد المشتبه فيهم، بمبلغ 92 مليون دولار سنغافوري في المصرف السويسري، وهو أكبر حساب مُكتشف في القضية حتى الآن.

بالنسبة إلى "كريدي سويس"، فإن المراجعة ليست إلا إحدى المشكلات التي يتحتم على مالكه الجديد "يو بي إس" التعامل معها، وسط تركيزه على دمج آلاف الموظفين من منافسه السابق في أنحاء العالم.

 أجرت السلطة النقدية تفتيشاً مشابهاً على "كريدي سويس" أيضا في 2017 بسبب تورطه في فضيحة صندوق "ون ماليزيا ديفلومومبنت" (1MDB)، أكبر قضية فساد في ماليزيا، وغُرِّم البنك بعدها 700 ألف دولار سنغافوري، وهي أقل غرامة فرضتها الجهة التنظيمية على بنك في سنغافورة حينها.

 

 

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

إقرأ أيضاً:

بعض من أطماع الإمارات والسعودية في اليمن

 

 

الاستيلاء على الثروات والمواقع الاستراتيجية، يمثل أحد أهم الأسباب للتحرك الإماراتي السعودي في سعيهما للسيطرة على اليمن والتحكم في قراراته المصيرية؛ فقد أدى انتعاش اقتصاديات النفط في العالم ودول الخليج إلى وضع استراتيجية التابع الخاضع لا المتحكم المسيطر، فالأنظمة التي تسيطر على منابع الثروات تمت صناعتها من القوى المهيمنة العالمية إنشاء واستمراراً وانتهاءً.
أما الأنظمة التي حاولت الاستقلال بقراراتها أو الوقوف في الحياد فمساحة التحرك كانت محدودة بما لا يتعارض مع سياسة التحالف الصهيوني الصليبي، ولأن التفاوت الحضاري يلعب دوراً مهماً في السياسة والواقع خاصة في علاقة اليمن بهذه الأنظمة التي أوكل إليها فرض وجودها وسلطانها في الجزيرة العربية.
الإمارات هي أحد هذه الأنظمة المحدثة، لذلك استغلت التحالف مع السعودية لشن العدوان على اليمن والدخول في حرب مباشرة لاستكمال تحقيق استراتيجيتهما في مصادرة موارده وثرواته، فاستولت الإمارات على ميناء بلحاف وفتحت المعتقلات والسجون السرية مع السعودية؛ ووجهت مليشياتها لقمع كل الأصوات المعارضة؛ وجلبت مافيا الإجرام من جميع أنحاء العالم لاغتيال الشخصيات الاجتماعية وإن كان تركيزها أكثر على الشخصيات الدينية.
وفي نشوة الاندفاع سيطرت الإمارات على جزيرة سقطرى واقتلعت أشجارها مع تربتها وأرسلتها إلى عاصمتها وفتحت التجنيس للمواطنين اليمنيين بالقوة وسخرتها للسياحة لجميع الجنسيات ما عدا اليمنيين.
وقبل ذلك كانت قد حرضت الصومال على السيطرة على الجزيرة، لكن لما خابت المساعي كشفت عن نواياها الحقيقية؛ ولم تكتف بأرخبيل سقطرى، بل استغلت أوضاع الحرب وسيطرت على بقية الجزر القريبة وأنشأت مطارا للتحكم والسيطرة وخدمة الكيان الصهيوني المحتل والأجندة الإجرامية للتحالف الصهيوني الصليبي الذي تقوده أمريكا.
اشترت ولاءات الكثير من السياسيين والشخصيات الاجتماعية والمؤثرين وفتحت لهم مجال الاستثمار هناك وأما رجال المليشيات فقد استضافت أسرهم لديها وأغدقت عليهم جزءا يسيرا من الموارد التي سيطرت عليها لتضمن عدم الخروج عن سياستها.
الإمارات من حيث العدد دولة عربية لكن من حيث الجوهر والمضمون تمثل النهج الإجرامي للصهيونية وكل القتلة والمجرمين الذين يعملون على إبادة العرب والإسلام والمسلمين.
موَّلت الأحزاب المتطرفة لمحاربة الإسلام والمسلمين والتضييق عليهم وطردهم من أمريكا وأوروبا؛ ومولت جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في غزة وفلسطين ودعمت تدمير العراق وأفغانستان وسوريا واليمن؛ وحاربت بقواتها وجواسيسها في غزة واليمن؛ فسياستها لا تختلف عن سياسة اشد الناس عداوة للذين آمنوا، وتبنت كل المواقف للإجرام الصهيوني في المحافل الإقليمية والدولية.
ستدفع الجزية لأمريكا تحت عناوين الاستثمار (تريليون وأربعمائة ملياردولار) وتستثمر في موانئ مصر بمليارات وتطور ميناء طرسوس في سوريا بثمانمائة مليون دولار واستولت على ميناء عدن بعائدات الثروات التي نهبتها من اليمن ومن سيعارض تعتبره إرهابي يجب إبادته.
في توصيف عبدالله بن زايد للتطرف والإرهاب إنها أصوات تنادي للقتل وسفك الدماء واستحلال ثروات الناس؛ وأن أكثر من 60 % من الإرهابيين من المنضمين لداعش من الدول الأوروبية)، الإجرام الصهيوني استحل دماء أكثر من خمسين ألف شهيد على أرض غزة وهناك ما لا يقل عن مائة وخمسين ألف جريح وأنكر العالم كله جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري، ومع ذلك ففي نظر (بن زايد) ونظامه ودولته يجب دعم الإجرام والمجرمين الصهاينة مادياً ومعنوياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وفي توصيفه لهم (يستحلون ثروات الناس).. فهل يعني هذا أننا نستطيع وصف ترمب بأنه أكبر إرهابي لأنه حصل على أكثر من عشرة تريليونات من دول الخليج منها تريليون وأربعمائة مليار دولار من بلاده الإمارات؟ وهل تعتبر الإمارات والسعودية في سيطرتهما على ثروات اليمن دولتين إرهابيتين لأن سياستهما في اليمن هي ذاتها في السودان وليبيا وسوريا والعراق وتونس ومصر وغيرها. فسياستهما تمثل القاعدة المتقدمة للتحالف الصهيوني الصليبي.
وفي وصفه لجنسيات الإرهابيين أن 60 % من المنضمين لداعش من أوروبا ومن المتحولين إلى الإسلام، ومعروف أن داعش وغيرها من الواجهات الإجرامية هي صنيعة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية لتشويه الإسلام والقضاء على المسلمين وإسكات كل الأصوات المعارضة للاستفادة من خدمات صهاينة العرب والمسلمين في تسليم الجزية والتحول إلى الوثنية وإنتاج الجاهلية.
فتمويلات الإرهابيين يحصلون عليها من منظومة دول الخليج خاصة السعودية والإمارات وآخرهم كان الجولاني الذي اعترفت أمريكا بإعداده وتسليمه مقاليد السلطة في سوريا ومثل ذلك بقية الجماعات التي كانت تعلن أنها من أجل تحرير الأقصى والآن تقاتل في صفوف شُذاذ الآفاق في فلسطين وترتكب جرائم الإبادة.
سياسة التدمير الممنهج لليمن أرضاً وإنساناً وحضارة وتاريخاً من أجل السيطرة عليه، لن تتوقف، لأن من يحتمون بالإجرام والمجرمين مهما كانت قوتهم وإمكانياتهم فهم إلى زوال ومن يرضي ترمب واليهود والنصارى والهندوس ويغلق المساجد ويفصّل الدين على هواه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الجاثية-23-.
من العيب أن تتفاوض أمريكا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على البرنامج النووي وأنتم أيها الإماراتيين تدعمون الإجرام الصهيوني الصليبي وتتركون المفاوضات معها؛ وليس من المقبول أن تتركوا جزركم التي تدعون ملكيتها لدى الغير وتحاربون اليمن وتحتلون موانئه وجزره وتدعون ملكيتها وتحاولون استعمارها بالقوة والإجرام، ما بالك أن يتم الاستيلاء عليها وتسخيرها لخدمة إجرام التحالف الصهيوني الصليبي.
التحالف الإجرامي الذي تستندون إليه وتحتمون في ظله وتنفذون توجيهاته هو من سيوصلكم إلى الإفلاس والتاجر الذكي لا يضع البيض كله في سلة واحدة، فاستثمروا لدى الأنظمة الاقتصادية التي ستعيد ثروات شعوبكم لا التي أخذها مقابل حمايتكم من شعوبكم، وحسب وصفكم أن الإرهاب والتطرف يستحل ثروات الناس، لكنكم تستولون على ثروات اليمن وتسلمونها لترامب من أجل أن يرضى عنكم وذلك مستحيل (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

مقالات مشابهة

  • الحضور الجماهيري ولياقة اللاعبين.. إليك أبرز التحديات التي ستواجهها كأس العالم للأندية
  • ما قيمة الجائزة التي سينالها بطل كأس العالم للأندية ؟
  • البنك المركزي :أكثر من( 118) مليار دولار ديون العراق الخارجية والداخلية
  • بعض من أطماع الإمارات والسعودية في اليمن
  • سعر الريال العُماني مقابل الجنيه المصري في البنوك اليوم الجمعة 13 يونيو 2025
  • كم يبلغ سعر الدولار الكندى فى البنوك بـ جنيه مصري ؟
  • أعلى سعر دولار في البنوك اليوم 13-6-2025
  • اتهام طيران إلعال الإسرائيلي باستغلال الحرب لتحقيق أرباح احتكارية
  • إدراج سندات خضراء بقيمة 1.72 مليار دولار من البنك الصناعي الصيني بـ «ناسداك دبي»
  • سعر الدولار اليوم أمام الجنيه المصري.. ارتفاع مفاجئ في البنوك وعودة نشاط السوق السوداء