سواليف:
2025-06-27@14:20:11 GMT

د. خالد أحمد حسنين

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

د. خالد أحمد حسنين

ماذا يقول #الزعماء في #القمم ؟

د. #خالد_أحمد_حسنين

يدفعني الفضول لمعرفة الإجابة عن سؤال: ماذا يدور في الغرف المغلقة عندما يلتقي الزعماء العرب معا؟ ففي الأيام الماضية تواصل أصحاب الجلالة والسيادة والسمو معا كثيرا بعد معركة طوفان الأقصى، وعقدوا عشرات الاجتماعات عبر وسائل الاتصال الحديثة، وقاموا بزيارات، واستقبلوا موفدين من كل دول العالم، كان أهمهم ربما بلينكن، وزير خارجية أميركا، فماذا قالوا له؟ وماذا فال لهم؟

استطيع أن أخمن بأن غالبية الزعماء يدينون من أقدمت عليه حماس، لأنها فتحت جبهة مع (اسرائيل) ستجرّ الويلات على غزة، بل يمكن أن تتمدد إلى دول مجاورة، وذلك استنادا لمواقفهم السابقة التي ترى أن حماس حركة متمردة على السياق العام الذي تتبناه القيادة الفلسطينية (الشرعية) والدول الداعمة لها، كما أنهم في الغالب يدينون قتل (المدنيين الإسرائيليين) واحتجاز (الرهائن)، وهذه مواقف متوقعة في ظل الواقع العربي المتردي الذي وصلنا إليه.

مقالات ذات صلة غزة..الكرامة..والدم… ! 2023/10/19

على الجانب الآخر وللانصاف فإن الزعماء يدينون (بصدق) قتل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، ويطالبون بإدخال المساعدات، وفتح المعبر لخروج الأجانب من القطاع، كما أنهم يتيحون المجال (إلى حد معين) للمواطنين الغاضبين للتعبير عن آرائهم، عبر مسيرات ومظاهرات في بعض الدول، وعبر الدعاء بصمت (لا أكثر) في دول آخرى.

كشف حديث السيسي يوم أمس في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني كيف يفكر النظام المصري على الأقل، فهو لا يمانع من تهجير أهل القطاع إلى صحراء النقب، حتى تنتهي دولة الكيان من القضاء على المقاومة (وكأنها مسألة داخلية تتعلق بالكيان الصهيوني) ثم تعيد السكان إلى غزة بعد إكمال مهمتها، وعبّر عن خشيته من أن تهجير الفلسطينين إلى سيناء لن يوقف العمليات (الإرهابية) ضد (اسرائيل) وسيؤدي في النهاية إلى تخريب عملية السلام بين البلدين.

بعد تصريحات السيسي (الصريحة!!) يلتقي الملك عبدالله الثاني معه اليوم لبحث ملف غزة، وبالرغم من مرارة ما قاله السيسي فإنني أرجو أن يتوقف الزعيمان عند جملة من الحقائق التي لا يجوز تجاوزها بعد مرور تسعة عشر يوما من الحرب. أول تلك الحقائق أن (اسرائيل) تلك الدولة التي يتحالف معها عدد من حكام العرب (ربما في مواجهة ايران ومشروعها) لم تعد (اسرائيل) التي كانت يوم الجمعة السادس من تشرين الأول/اكتوبر، فقد تم تبديد ذلك الوهم العالق في الرؤوس منذ سبعين عاما، حيث ثبت للجميع أنها نمر من ورق، وأنها محض خيال نشأ عن سردية متوارثة وغير حقيقية مفادها أنها (دولة لا تقهر)، والمضحك المبكي أن تبديد هذا الوهم كان على يد حركة محاصرة، بدأت مشروعها المقاوم بمجموعة من الهواة، وطوّرت نفسها حتى صارت قوة قادرة على سحل جنود الاحتلال وجنرالاتهم في الشوارع، وأمام الكاميرات. وهذا الدرس مهمّ للمقارنة، فالجيوش التي تتبع للزعيمين في مصر والاردن قادرة بالتأكيد على أكثر مما فعلته حماس بكثير، وأنا هنا لا اتوقع منهما دخول الحرب لنصرة غزة وأهلها، لأن حسابات الحرب مختلفة، بل أدعوهما إلى تغيير زاوية النظر، وامتلاك الشجاعة الأدبية لفرض أكثر مما يتطلبه القانون الإنساني الدولي بوقف الحرب واستهداف المدنيين، وإدخال المساعدات إلى المنكوبين في القطاع.

الحقيقة الثانية تتمثل في الحشود التي تخرج للشوارع، والتي تمثل ضمير الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، فهي تدعم حماس وأخواتها بشكل صريح، وتهتف لمحمد ضيف (زعيم الارهابيين عند بعض العرب)، وتفرح لإهانة جنود الاحتلال، كل ذلك يدعو الزعماء إلى مراجعة مواقفهم، والانسجام مع شعوبهم، ربما نحتاج إلى الدبلوماسية نعم، ولكن إلى متى سننظر إلى شعوبنا وكأنهم مجموعات من الجهلة الذين لا يقدرون (دقة المرحلة وحساسيتها) مع أنهم في الأصل مصدر السلطة والشرعية لأي نظام سياسي.

الحقيقية الثالثة: أن دولة الكيان العنصرية هي دولة احتلال، وربما أطول احتلال في التاريخ الحديث (بحسب خطاب الملك الأخير)، وأن قيادتها السياسية قيادة يمينية متطرفة، لا تحفل بأي زعيم عربي، وتنظر لكافة القيادات العربية كحثالة وعبيد عليهم أن يركعوا لها كي ترضى عنهم، ولا تقبل ولن تقبل بأي تسوية سياسية على المدى المنظور… ومن جانب آخر تعتبر المقاومة حق مشروع للشعوب التي تقع تحت الاحتلال، أليس هذا هو القانون الدولي أيها الزعماء، فلماذا التردد وانتقاء الكلمات، والاستمرار في النهج السابق دون تغيير.

الحقيقة الرابعة تتمثل في أن نتنياهو وحكومته عجزت عن حماية فرقة غزة أمام هجوم حماس، مع أن جيش الاحتلال يزعم بقدرته على التعبئة للرد على أي هجوم خلال 13 دقيقية، فلماذا عجزت دولتهم المتخمة بالطائرات والدبابات عن الرد على الهجوم بعد مضي 40 دقيقة على بدايته، وبقي رجال المقاومة يجوسون الأرض شمالا وشرقا وغربا لساعات، بل إن أخبار الأمس تؤكد وجود مقاومين حتى اليوم داخل مستعمرات غلاف غزة. ورسالتي أيضا لدول الخليج التي تعجلت بالتطبيع مع العدو، هل هذا هو الجدار المناسب الذي سيحمي دولكم من البعبع الإيراني؟

دروس المعركة كبيرة وكثيرة، ولكن في الختام أذكّر الزعماء بمثل عربي قديم يقول: نفس الرجال بيحيي الرجال، فاستعيروا نفس شعوبكم الذين خرجوا إلى الشوارع، فهم رصيدكم الحقيقي إذا ضاقت الأرض عليكم، واستعيروا أصوات الأبطال الذين يدفنون شهداءهم ويهتفون لن نرحل ولن نركع، فآباء الشهداء لا يكذبون ولا يجاملون أحدا.

19/10/2023م

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الزعماء القمم خالد أحمد حسنين

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي

«الخليج»

نيابة عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة 'حفظه الله'، شارك سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي، الذي انعقد اليوم في قصر الاستقلال بالعاصمة البيلاروسية مينسك.
وشهد اللقاء عقد اجتماع موسع لقادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، برئاسة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، بالإضافة إلى قادة الدول المدعوة للمشاركة في أعمال القمة الاقتصادية العليا لقادة دول الاتحاد الأوراسي: أوزبكستان، وكوبا، وأذربيجان، وتركمانستان، ومنغوليا، وزيمبابوي، وميانمار.
وألقى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كلمة دولة الإمارات خلال القمة الاقتصادية العليا لقادة دول الاتحاد الأوراسي والتي نقل من خلالها تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة 'حفظه الله'، إلى رؤساء وقادة الدول المشاركين في أعمال القمة، وتمنّياته للقمة بالنجاح والتوفيق، ولدول وشعوب الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الرخاء والازدهار.
كما تقدم سموّه بالشكر إلى ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا، على حسن الاستقبال والضيافة، وعلى دعوته دولة الإمارات للمشاركة في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تستضيفها بلاده.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقات الصداقة مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة من الازدهار والنمو الاقتصادي المشترك، بما يحقق المصالح المشتركة ويخلق المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية لكلا الجانبين.
شارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي كل من فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية؛ وألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا؛ وقاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان؛ وصدير جاباروف، رئيس جمهورية قيرغيزستان؛ ونيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا.
كما حضر الاجتماع كل من شوكت ميرزاييف، رئيس جمهورية أوزبكستان؛ وإلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان؛ وسردار بردي محمدوف، رئيس جمهورية تركمانستان؛ وميغيل دياز كانيل، رئيس جمهورية كوبا؛ وأوخنا خوريلسوخ، رئيس جمهورية منغوليا؛ وإيمرسون منانغاغوا، رئيس جمهورية زيمبابوي؛ ومين أونغ هلاينغ، رئيس وزراء جمهورية ميانمار.
وشهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وقادة ورؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مراسم تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي تهدف إلى تسهيل حركة التجارة البينية وفتح آفاق جديدة من التعاون في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وخدمات البناء والتشييد.
وأكد سموّه أن هذه الاتفاقية تعد محطة مهمة في مسار العلاقات بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ودافعاً نحو مواصلة زيادة حجم التبادل التجاري وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي.
وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات تتطلع، من خلال اتفاقية الشراكة الاقتصادية، إلى تعزيز التعاون بين مجتمع الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال في الدولة ودول الاتحاد، بما يسهم في ترسيخ روابط اقتصادية متينة، ويعكس في الوقت ذاته عمق الصداقة والتعاون البنّاء الذي يجمع الدولة والدول الأعضاء في الاتحاد.
ويُتوقع أن تسهم الاتفاقية في تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، وتقوية سلاسل الإمداد، وتمكين رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة من توسيع نطاق أعمالهم على المستوى العالمي، وتعزيز مسيرة التعاون الاقتصادي بين الجانبين على مدى السنوات الماضية، وذلك بعد أن حققت التجارة الثنائية غير النفطية بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي نمواً ملحوظاً بنسبة 27% في عام 2024، لتصل إلى 29 مليار دولار أمريكي، فيما ارتفع حجم التبادل التجاري بين الطرفين بزيادة تجاوزت أربعة أضعاف مقارنة بعام 2021.
ووقّع اتفاقية الشراكة الاقتصادية كل من الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية؛ مهير جريجوريان، نائب رئيس وزراء جمهورية أرمينيا؛ وناتاليا بيتكيفيتش، نائبة رئيس وزراء جمهورية بيلاروسيا؛ وسيريك جومانجارين، نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان؛ ودانيار أمانجيلدييف، النائب الأول لرئيس مجلس وزراء قيرغيزستان؛ وأليكسي أوفيرشوك، نائب رئيس الوزراء الروسي؛ وباكيجان ساجينتاييف، رئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوراسية.

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد يشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأوراسي
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟
  • تحالف إسرائيلي يطلق حملة لدعم التطبيع.. صور الزعماء العرب في تل أبيب (شاهد)
  • كمين خانيونس بعيون إسرائيلية.. يعيدنا لمعضلة حرب غزة
  • أغلبية في دولة الاحتلال تريد وقفا للحرب في غزة بهدف استعادة المحتجزين
  • حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم جميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها
  • هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
  • ارتفاع كبير في استهلاك أدوية الاكتئاب والقلق في دولة الاحتلال بعد التصعيد مع إيران
  • الرئيس الإيراني لأمير قطر: نأسف للأضرار التي سببها الهجوم على قطر