واشنطن: سفينة حربية أمريكية تعترض قذائف "حوثية" قرب اليمن
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
صرّح مسؤولان أمريكيان لقناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية بأن سفينة حربية تتبع البحرية الأمريكية تنشط في منطقة الشرق الأوسط اعترضت عدة قذائف بالقرب من سواحل اليمن اليوم الخميس.
وأوضح مسؤول أمريكي -حسب "سي إن إن"- أن الصواريخ أطلقتها عناصر ميليشيا "الحوثيين" في اليمن، فيما قال المسؤول الآخر إنه تم اعتراض صاروخين أو 3 صواريخ.
ولفت المسؤولان، اللذان لم تشرْ القناة إليهما، إلى أنه لم يتضح بعد الهدف الذي كانت تستهدفه الصواريخ.
وصرح أحدهما أن الصواريخ أطلقها مقاتلو الحوثي المدعومين من إيران والذين يشاركون في صراع مستمر في اليمن.
أما المسؤول الثاني فقد أفاد بأنه تم اعتراض 2 أو 3 صواريخ.
وذكرا أنه لم يتضح بعد الهدف الذي كانت تستهدفه الصواريخ، حيث أشارا إلى أنه من الممكن أن تكون الصواريخ قد أطلقت على المدمرة الأمريكية "يو أس أس كارني" أو تم إطلاقها نحو هدف آخر.
وعبرت السفينة الأمريكية "يو أس أس كارني" قناة السويس إلى البحر الأحمر يوم الأربعاء.
وقالت قيادة قوات الأسطول الأمريكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "يو أس أس كارني" "ستساعد في ضمان الأمن البحري والاستقرار في الشرق الأوسط".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: واشنطن قرب اليمن حربية أمريكية
إقرأ أيضاً:
شرم الشيخ تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. مفاوضات شاقة بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية .. وضغوط أمريكية لإنهاء حرب غزة
تعيش مدينة شرم الشيخ المصرية لحظة تاريخية حاسمة، إذ تحولت من وجهة سياحية هادئة إلى مركز الأعصاب السياسية للشرق الأوسط، مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" برعاية مصرية ودولية مكثفة.
الجلسات التي تُعقد خلف الأبواب المغلقة تجري وسط أجواء "صعبة ومتوترة"، لكنها تحمل في طياتها بارقة أمل لوقف نزيف الحرب المستمرة منذ عامين على قطاع غزة، والتي أنهكت البشر والحجر.
وبينما يتمسك كل طرف بشروطه وحدوده الحمراء، تتقاطع المصالح وتتصادم الإرادات في محاولة لصياغة اتفاق شامل يعيد ترتيب أوراق المنطقة.
أفادت مصادر مطلعة أن الجلسة المسائية التي ستُعقد، مساء الثلاثاء، ستركز على مناقشة خرائط الانسحاب الإسرائيلي وآليات تبادل الأسرى والرهائن، ضمن المفاوضات غير المباشرة الجارية في شرم الشيخ.
وأكد أحد قياديي حركة "حماس" أن إسرائيل قدمت بالفعل خرائط تحدد مراحل الانسحاب بالتوازي مع عمليات تبادل الأسرى والرهائن، مشيراً إلى أن المناقشات كانت معقدة وشاقة.
وأضاف المصدر أن تل أبيب ما زالت تصر على إطلاق سراح جميع الرهائن خلال ثلاثة أيام فقط مقابل انسحاب محدود من بعض المناطق داخل القطاع، وهو ما اعتبره الوفد الفلسطيني مقترحاً غير كافٍ ولا يضمن تهدئة دائمة.
من جانبها، أبلغت "حماس" الوسطاء بموقفها الثابت الداعي إلى تهيئة الظروف الميدانية أولاً عبر وقف العمليات العسكرية والقصف بجميع أنواعه، بما في ذلك الطيران الحربي والاستطلاعي، قبل تنفيذ أي عملية تسليم للرهائن.
وطالبت الحركة بوضع جدول زمني واضح للانسحابات الإسرائيلية وصولاً إلى انسحاب كامل من قطاع غزة، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية واسعة النطاق، تمهيداً لإعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية تدريجياً.
كما شددت الحركة على ضرورة أن يشمل اتفاق تبادل الأسرى القادة البارزين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد، معتبرة أن إطلاق سراحهم سيكون اختباراً حقيقياً لجدية الجانب الإسرائيلي.
وطالبت "حماس"، بحسب المصادر، بتوفير ضمانات دولية واضحة، بالإضافة إلى ضمانات شخصية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لضمان وقف الحرب بشكل دائم، ومنع الاغتيالات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها، مع رفع الحصار عن القطاع وبدء آلية دولية لإعادة الإعمار.
ويأتي هذا المطلب في ظل إدراك الحركة أن أي اتفاق من دون ضمانات قوية سيظل هشاً وقابلاً للانهيار في أي لحظة، كما حدث في اتفاقات سابقة.
في واشنطن، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب بشأن غزة، مؤكداً أن فريقاً أمريكياً قد غادر للمشاركة في المفاوضات الجارية بشرم الشيخ.
وقال ترامب في تصريحات من المكتب البيضاوي: "أعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً لأن ننعم بالسلام في الشرق الأوسط، وربما أبعد من غزة. وبمجرد التوصل إلى اتفاق، سنفعل كل ما بوسعنا لضمان التزام جميع الأطراف به."
وعقد ترامب اجتماعاً مع فريق الأمن القومي قبل مغادرة مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى مصر، في إشارة إلى أن واشنطن قررت الدخول بثقلها الكامل في هذه الجولة الحساسة.
كوشنر يعود إلى المسرح... وترامب يُعيد إحياء مشروعه المؤجليؤكد الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن عودة كوشنر إلى واجهة المشهد ليست خطوة عابرة، بل رسالة مدروسة من إدارة ترامب، مفادها أن واشنطن لا تزال تعتبر نفسها الوسيط المركزي وصاحبة القرار الأول في الشرق الأوسط.
ويضيف أن كوشنر، أحد مهندسي ما عُرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، يجسد الرؤية الترامبية التي تسعى إلى فرض السلام عبر القوة والتأثير الاقتصادي والسياسي، وليس عبر التوازنات التقليدية.
ويرى اللواء نبيل أن ترامب يسعى اليوم، من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق اختراق دبلوماسي يُضاف إلى سجله الرئاسي، وربما يمهّد للحصول على جائزة نوبل للسلام كإنجاز رمزي يرسّخ صورته كـ“رجل الصفقات الكبرى”.
يُشدد اللواء نبيل السيد على أن اختيار شرم الشيخ كمقر للمفاوضات يعكس إدراكًا دوليًا بأن مصر ما زالت رمانة الميزان في إدارة الأزمات الإقليمية، وخاصة الملف الفلسطيني.
ويضيف أن القاهرة تتحرك بمنطق الراعي المسؤول لا الوسيط العابر، فهي تنظر إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمن قومي مصري وعربي في آنٍ واحد.
ويتابع: "مصر ترفض أي تسوية مؤقتة أو جزئية، لأنها تدرك أن الحلول المؤقتة تعني عودة الحرب مجددًا، وأن الاستقرار لا يتحقق إلا بوقف دائم لإطلاق النار، وضمانات دولية، وآلية عربية لإعادة الإعمار."
ويرى اللواء نبيل أن مصر تمسك بخيوط اللعبة بدقة، موازنةً بين ضغوط واشنطن وطموحات الفلسطينيين، مع الحفاظ على موقعها كـ"صاحبة الكلمة الأخيرة" في مسار التسوية.
خطة ترامب المعدّلة... وعود براقة تخفي ألغامًا سياسيةيُحلّل اللواء نبيل السيد تفاصيل ما يُعرف بـ"خطة ترامب المعدّلة"، قائلاً إنها تبدو على السطح إنسانية ومنطقية، إذ تتحدث عن وقف لإطلاق النار ومنع التهجير وضمان وصول المساعدات الإنسانية، لكنها تحمل في جوهرها أبعادًا مقلقة تتعلق بخريطة الانسحاب الإسرائيلي وآلية إدارة غزة بعد الحرب.
ويؤكد أن البنود الخاصة بالانسحاب الإسرائيلي "غامضة وفضفاضة"، مما يمنح تل أبيب مساحة للاحتفاظ بنقاط نفوذ داخل القطاع بحجة “الأمن الميداني”.
ويصف اللواء تلك البنود بأنها انسحاب وهمي، أشبه بإعادة انتشار تُبقي غزة تحت السيطرة غير المباشرة لإسرائيل، وتؤجل الانفجار المقبل بدلًا من منعه.
يقول اللواء نبيل السيد إن الوفد الفلسطيني يتحرك في أجواء من الشك والحذر الشديدين، لا سيما وفد حركة حماس، الذي يستحضر تاريخًا طويلًا من التجارب التي تراجعت فيها إسرائيل عن التزاماتها بعد توقيع الاتفاقيات.
ويرى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية عنيفة من اليمين المتطرف، تجعله أكثر ميلًا للمراوغة والتأجيل في تنفيذ البنود الحساسة، مثل تبادل الأسرى ورفع الحصار التدريجي عن غزة.
ويضيف أن حماس، رغم الضغوط، ترفض التسرع في التوقيع على أي اتفاق هش دون ضمانات دولية حقيقية، وتسعى عبر مشاوراتها مع القاهرة والدوحة وطهران إلى تأمين الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية قبل أي خطوة سياسية.
واشنطن تبحث عن "مشهد نصر".. أكثر من بحثها عن سلامبحسب تحليل اللواء نبيل السيد، فإن واشنطن لا تتحرك بدافع إنساني بقدر ما تتحرك بدافع صورة سياسية يريدها ترامب لنفسه.
فالبيت الأبيض يسعى إلى تسويق مشهد "الرئيس الأمريكي الذي أنهى حرب غزة" قبل الانتخابات المقبلة، في وقتٍ يتزايد فيه الانتقاد الدولي لتراجع الدور الأمريكي في المنطقة أمام تمدد موسكو وبكين.
ويضيف: "تحاول إدارة ترامب أن تُظهر للعالم أنها ما زالت تمسك بخيوط اللعبة، لكنها في الحقيقة تبحث عن انتصار إعلامي، لا عن سلام حقيقي."
مصر.. الثابت الوحيد وسط عواصف الشرق الأوسطيختتم اللواء نبيل السيد تحليله بالتأكيد على أن مصر تبقى الثابت الوحيد في معادلة الشرق الأوسط المتغيرة.
ففي الوقت الذي تتبدل فيه الإدارات الأمريكية وتتناوب العواصم على لعب أدوار الوساطة، تبقى القاهرة وحدها قادرة على الجمع بين المتناقضات، وتحويل الملفات المستعصية إلى اتفاقات قابلة للحياة.
ويقول اللواء نبيل:
"انضمام ويتكوف وكوشنر إلى مفاوضات شرم الشيخ هو اعتراف أمريكي ضمني بأن مفتاح الحل في الشرق الأوسط لا يزال في يد مصر، وأن أي تسوية لا تمر عبرها ستظل ناقصة وغير قابلة للاستمرار."
في مشهدٍ تتقاطع فيه المصالح وتتعقد فيه الحسابات، تظل مصر الثابت الوحيد وسط اضطراب الشرق الأوسط.
وبينما يسعى ترامب إلى تسجيل انتصار رمزي جديد يحمل توقيعه، تواصل القاهرة أداء دورها التاريخي كـ“صوت العقل” و“درع العروبة”.
وفي الوقت الذي يُخاض فيه صراع الإرادات على طاولة شرم الشيخ، تبقى الحقيقة الأهم أن مصر لا تفاوض فقط من أجل غزة، بل من أجل استقرار المنطقة بأسرها، ولمنح شعوبها فرصة لالتقاط أنفاسها بعد سنوات من الدمار والدماء.