تتوسع الهجمات على القواعد الامريكية في الشرق الأوسط، يشكل تصاعدي وغير مسبوق في المنطقة العربية، في مؤشر على اتخاذ الحرب مسارا اقليميا سبق وحذرت منه دول كبرى .

وتعرضت قواعد أمريكية في سوريا والعراق لهجمات جديدة خلال الساعات المتأخرة.

وأفادت ما تعرف بـ” المقاومة الإسلامية” في العراق بانها شنت هجوم بطائرات مسيرة على حقل  غاز كونيكو شمال سوريا والذي تتخذه القوات الامريكية  كقاعدة لها، وتزامن الهجوم على كونيكو مع هجوم مماثل طال القاعدة الامريكية الرئيسية في التنف على حدود الأردن وسوريا والعراق.

ورغم تأكيد “المقاومة الإسلامية” تحقيق إصابات مباشرة بصفوف القوات الامريكية ، اكتفت وسائل اعلام أمريكية بوصفها  بـ “إصابات طفيفة”.

كما استهدف صاروخين القاعدة الامريكية فيكتوريا بالقرب من مطار بغداد في وقت متأخر الليلة.

واعترفت الولايات المتحدة الامريكية بان احد افراد قواتها في العراق قد توفي بسبب ازمة قلبية اثناء حدوث الهجوم على قاعدة امريكية في العراق.

هذه التطورات تأتي بعد يوم على هجمات طالت قواعد أمريكية في العراق ابرزها  عين الأسد على الحدود السورية في حين تخوض المقاومة الفلسطينية معارك مع الاحتلال الاسرائيلي بدعم امريكي .

وتتزامن هذه الهجمات التي تتبناها “المقاومة الإسلامية” مع تدشين الحركة الجديدة عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية والسورية وفق ما أعلنته في وقت سابق.

و “المقاومة الإسلامية” تضاف إلى حركات عدة في المنطقة تستعد للهجوم على تل ابيب وحليفتها أمريكا  في حال شنت هجوم بري ولم توقف مجازرها في القطاع. وتشير هذه التطورات إلى دخول الحرب في المنطقة بعد إقليمي سبق لدول كإيران وروسيا وان حذرت الولايات المتحدة من اتساع رقعتها.

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الحوثي الصواريخ الحوثية العراق اليمن صواريخ من اليمن فلسطين قواعد امريكية المقاومة الإسلامیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

ترامب يوقف حرب غزّة.. خطة سلام أم فخّ لإعادة رسم الشرق الأوسط؟

مقدمة: بين هدنةٍ إنسانية ومشروعٍ سياسيٍّ مموّه

بعدَ عامين من انطلاقِ طوفانِ الأقصى، وعام كاملٍ من الحربِ المدمِّرة في قطاعِ غزّة، خرجت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لتطرح ما وُصف بأنه خطة شاملة لوقف الحرب.

الخطة التي كشفت عنها قناة الجزيرة تتضمّن بنودا تنفيذية دقيقة تبدأ بوقف إطلاق النار خلال 72ساعة، وتنتهي بتسليم الأسرى وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، لكنها في الجوهر تتجاوز البعد الإغاثي لتلامس قلب المعادلة السياسية في المنطقة.

فهذه الخطة ليست مجرّد مبادرة إنسانية عابرة، بل مشروع لإعادة ترتيب البيت الشرق أوسطي وفق الرؤية الأمريكية الجديدة التي يسعى ترامب إلى ترسيخها كإرثٍ سياسيٍّ في ولايته الثانية والأخيرة.

أولا: ملامح الخطة ومضامينها العميقة

تقوم "خطة ترامب لوقف الحرب في غزة" على ثلاث ركائز رئيسة:

1- هدنة قصيرة الأمد تستمرّ 72 ساعة لتهيئة الانسحاب الإسرائيلي من محيط القطاع.

2- تبادل متزامن للأسرى والمعلومات بين حماس وإسرائيل، بإشراف الصليب الأحمر ووساطة مصرية وقطرية.

3- فتح شامل للمعابر وإدخال المساعدات بما لا يقلّ عن 600 شاحنة يوميا، وإطلاق مشاريع عاجلة لإزالة الركام وإعادة تشغيل محطات الكهرباء والمياه.

ظاهريا، يبدو الأمر إنسانيا بحتا؛ غير أنّ المتعمق في نصوص الوثيقة يلحظ أنّها تمهّد لمرحلة جديدة من إدارة الصراع لا إنهائه، عبر تدويلٍ مدروس للقطاع، يُمكّن واشنطن من إعادة الإمساك بخيوط اللعبة الإقليمية بعد سنواتٍ من الارتباك في عهدَي أوباما وبايدن.

ثانيا: خلفيات القرار الأمريكي ودلالاته

يُدرك ترامب أنّ استمرار الحرب أضعف صورة الولايات المتحدة عالميا، وعمّق الفجوة بين واشنطن وحلفائها العرب، كما زاد من نفوذ محور موسكو-بكين-طهران في الشرق الأوسط، لذلك سعى إلى تثبيت حضور أمريكا كقوة ضابطة، ليس عبر السلاح بل عبر إدارة ما بعد الحرب.

فهو لا يسعى إلى "سلامٍ دائم" بالمعنى الكلاسيكي، بل إلى هدوءٍ قابلٍ للتحكم، يسمح له بإعادة بناء التحالفات العربية على قاعدة المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة، مع إبقاء السيطرة الأمريكية على مفاتيح التمويل والإعمار.

بهذا، تحاول واشنطن أن تُظهر نفسها كمنقذٍ من الأزمة، بينما تُبقي جذور الصراع حيّة لتظلّ المنطقة بحاجةٍ دائمةٍ إلى إشرافها السياسي والعسكري.

ثالثا: إسرائيل بين انسحابٍ ميدانيٍّ وفشلٍ استراتيجيٍّ

من الجانب الإسرائيلي، تمثل الخطة اعترافا غير معلنٍ بالعجز عن تحقيق الحسم العسكري.

فبعد عامين من طوفان الأقصى، لم تتمكّن تل أبيب من القضاء على البنية العسكرية للمقاومة، رغم الدمار الهائل الذي خلّفته في القطاع.

الانسحاب التدريجي من محيط غزة ليس نصرا تكتيكيا، بل إعادة تموضعٍ اضطرارية تحت غطاء الاتفاق الأمريكي.

إسرائيل خرجت من الحرب مثقلة بالخسائر البشرية والاقتصادية وبانقسامٍ داخليٍّ متفاقم، وهي اليوم تبحث عن مخرجٍ يحفظ ماء وجهها دون أن تعترف بالهزيمة صراحة.

رابعا: الدور العربي والإقليمي في إدارة ما بعد الهدنة

الخطة أعادت رسم الأدوار الإقليمية بوضوح:

- مصر استعادت موقعها المحوري كوسيطٍ رئيسيٍّ، مع ضماناتٍ أمريكية بإدارة مشتركة لمعبر رفح وتشغيله في الاتجاهين.

- قطر عادت إلى واجهة التمويل الإنساني والسياسي للقطاع.

- تركيا تترقّب مساحة المشاركة في الإعمار وفي ترتيبات الأمن البحري والجوي، خصوصا في ظلّ تزايد ثقة واشنطن بقدراتها في ضبط التوازنات.

لكنّ الأهم هو أنّ الشعوب العربية والإسلامية لم تعد متلقية صامتة؛ فالمزاج الشعبي الرافض للاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين قد يشكّل ضغطا متزايدا على الأنظمة الرسمية، وربما يمهّد لمرحلة جديدة من الصحوة السياسية والإيمانية تعيد ترتيب أولويات المنطقة.

خامسا: المقاومة الفلسطينية.. الرقم الصعب في كل المعادلات

رغم الحصار والدمار، أثبتت المقاومة أنّها الرقم الذي لا يمكن تجاوزه. فهي لم تنهزم عسكريا، بل نجحت في استنزاف الجيش الإسرائيلي وفرض معادلة "الردّ بالردّ" حتى اللحظة الأخيرة. كما أنّها اليوم أمام اختبارٍ جديد: كيف تُحافظ على تماسكها العسكري والسياسي داخل هدنةٍ قد تُستغلّ لإعادة هندسة القطاع؟

ومهما كان حجم الضغوط، يبقى أنّ أيّ اتفاقٍ لا يضمن سيادة الشعب الفلسطيني على أرضه ومقدّراته سيكون هشّا ومؤقتا، ذلك لأن المقاومة لا تستمدّ شرعيتها من رعاية الخارج، بل من نبض الشارع ودماء الصمود الممتدّة منذ عقود.

سادسا: الاحتمالات المستقبلية

1- تهدئة قابلة للتمديد: إذا نجح تنفيذ الاتفاق الإنساني، قد تتحوّل الهدنة إلى مسارٍ سياسيٍّ جديد يعيد ترتيب العلاقة بين الفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي.

2- عودة التصعيد: أيّ خرقٍ إسرائيلي أو محاولةٍ لتقويض المقاومة قد تُعيد إشعال الميدان بسرعة أكبر.

3- إدارة دولية للقطاع: احتمال تشكيل قوّة رقابية أو عربية- دولية لإدارة غزّة مؤقتا، وهو خيارٌ يحمل في طيّاته الكثير من الحساسية.

4- صحوة شعبية عربية وإسلامية: الاحتمال الأكثر تفاؤلا، حيث تُعيد الجماهير فرض القضية الفلسطينية على جدول السياسات الإقليمية، وتكسر احتكار القوى الكبرى لرسم مستقبل المنطقة.

خاتمة: الهدنة ليست قدرا مقدورا

إنّ خطة ترامب لوقف حرب غزة لا ينبغي أن تُقرأ كقَدَرٍ محتومٍ لا يُمكن دفعه، بل كاختبارٍ جديدٍ لإرادة الشعوب وقدرة المنطقة على صياغة مستقبلها بيدها. فما يجري في فلسطين ليس مسألةَ "سلامٍ عادل" ولا "تسويةٍ مقبولة"، بل نضالٌ طويلٌ من أجل التحرير الشامل للأراضي الفلسطينية المحتلة.

الشعب الفلسطيني لا يقبلُ بأقلّ من استعادةِ كامل حقوقه الوطنية والسيادية، ويؤمنُ أنَّ الكيانَ المحتلَّ مصيره إلى زوالٍ لا محالة. والهدنةُ، إن وُفِّقَت، يجب أن تكون بوابة لإطلاقِ مسارٍ يضمنُ الكرامةَ والعودةَ والحريةَ، لا حصارا سياسيا يمهّد لإدارةٍ مؤقتةٍ تُبقي الاحتلال في صورٍ أخرى. فالتاريخ لا يُكتَب باتفاقياتِ الورق، بل بإرادة الشعوب وصمودِها.

مقالات مشابهة

  • مصدر ب"حماس": المقاومة أنهت إحصاء الأسرى الأحياء تحضيرًا لتسليمهم
  • حماس: المقاومة أنهت إحصاء الأسرى الأحياء لديها.. واجتماع للاتفاق على آلية التسليم
  • "حماس": المقاومة أنهت إحصاء الأسرى الأحياء تحضيرًا لتسليمهم
  • افتتاح دبلوم الدراسات القرآنية بكلية الأمير حسن للعلوم الإسلامية
  • ترامب يوقف حرب غزّة.. خطة سلام أم فخّ لإعادة رسم الشرق الأوسط؟
  • وزارة الماء:تركيا تحارب العراق مائيا والاجتماعات معها بلا فائدة
  • الخارجية الامريكية:لن يبقى العراق تحت الحكم الإيرلاني
  • تعرف إلى تفاصيل عملية تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى لاتفاق غزة / فيديو
  • أرنولد يعول على هجوم العراق في مواجهة إندونيسيا بتصفيات المونديال
  • قوات أمريكية تصل الأراضي المحتلة للإشراف على تنفيذ بنود اتفاق غزة