ميدل إيست: هذا هو شعور المرأة الحامل تحت الحصار والقصف الإسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
هناك نحو 50 ألف امرأة فلسطينية حامل في قطاع غزة المحاصر، لم تتمكن من الحصول على رعاية ما قبل الولادة منذ بدء الحرب على غزة، كما كتبت الصحفية أصيل موسى، في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
واستعرضت الكاتبة غيضا من فيض هذه الأعداد الهائلة من النساء الحوامل، وهي حالة حنين موسى -أم حامل في شهرها الثالث، وترعي بنتين عمرهما عامان و3 أعوام- حيث تفيض عيناها بالدمع وهي تتأمل واقعها الحالي، الذي بدأ على مدار الـ12 يوما الماضية، وكأنه كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه في ظل التهديد باجتياح بري إسرائيلي لهذا القطاع المحاصر.
فقد كانت تعاني من نوبات نزيف وهي في حاجة ماسة إلى فحص طبي. ومع ذلك، فإن حملة القصف العنيفة والمتواصلة التي تشنها إسرائيل على غزة، جعلت الوصول إلى الأطباء والخدمات الطبية شبه مستحيل بالنسبة لغالبية النساء الحوامل في القطاع.
وذكرت الكاتبة أن حنين فرت من جباليا بعد أن أصبح الوضع "مرعبا" إلى حد كبير. وتروي حنين، البالغة من العمر 28 عاما، أنها لاذت بمنزل والديها في مخيم "المغازي" للاجئين في قلب قطاع غزة.
مستشفيات خارج الخدمة
وقالت، "كانت الرحلة من بيتي إلى المغازي تجربة مروعة. وكان الأطفال يصرخون خوفا، وكان الرجال والنساء في حالة ذعر، وبدا الأمر كما لو كانوا مشوشين، ولا يعرفون إلى أي وجهة يلوذون". وأضافت، "هرمونات الحمل تؤثر بشكل كبير في الحالة العاطفية للأم، لكن الحرب المستمرة زادت معاناتي".
ومما زاد المعاناة أن محاولاتها للاتصال بطبيب أمراض النساء والتوليد لم تفلح، حيث انقطعت الاتصالات في غزة بعد ضرب الجيش الإسرائيلي شركات الاتصالات الرئيسة في القطاع. وقالت حنين، إن اللحظة الأكثر رعبا التي عاشتها حتى الآن خلال الحرب، كانت قصف منزل جيرانها.
وتابعت، "لقد أجبرنا على البحث عن ملاذ في منزل جيران آخر بعيدا عنا. وكانت تلك الليلة بالذات الأشد قسوة في الحرب، حيث اجتمعت أكثر من 60 امرأة وطفلا منكوبين في المنزل، الذي بالكاد تبلغ مساحته 150 مترا مربعا. وحتى هذا اليوم ما زلت لا أعرف جنس طفلي الذي لم يولد بعد، ولكني قررت تسميته "سلام"، سواء كان ابنا أو بنتا".
ولفتت الكاتبة إلى أن ما مجموعه 33 مستشفى وعيادة، و23 سيارة إسعاف أصبحت خارج الخدمة؛ بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وفقا لوزارتي الصحة والداخلية الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك تلقى 22 مستشفى تحذيرات إسرائيلية بالمغادرة، أو المخاطرة بالقصف.
واختتمت بما قاله عدنان راضي، طبيب في مستشفى العودة، "منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة لم أغادر مستشفى العودة. ومع الأسف، لم تتمكن سوى أقل من 10 نساء حوامل من الوصول إلى المستشفى خلال الأيام الـ12 الماضية. وفي ظل الظروف العادية، كنا نقدم الرعاية اليومية لحوالي 100 امرأة حامل".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غزة.. الجيش الإسرائيلي يطرد المرضى والموظفين من مشفى العودة
بدأ الجيش الإسرائيلي عملية "إجلاء قسرية"، للمرضى والموظفين، في مستشفى العودة، وهو آخر مستشفى أهلي لا يزال يعمل في مناطق شمال قطاع غزة.
وأورد المستشفى في بيان: "تقوم قوات الاحتلال في هذه الأثناء بعملية إجلاء قسرية للمرضى والطواقم الطبية من داخل مستشفى العودة في تل الزعتر، المستشفى الوحيد الذي كان لا يزال يعمل شمال قطاع غزة".
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي بعد "أيام من الحصار والاستهداف المتكرر للمستشفى، مما يشكل تهديدا مباشرا على الحق في الصحة والحياة، ويمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".
وفي وقت سابق، أفادت جمعية العودة الصحية والمجتمعية بأن الجيش الإسرائيلي أبلغ إدارة المستشفى بضرورة الإخلاء الفوري، موضحة أن داخل المستشفى يتواجد 97 شخصا، بينهم 13 مريضا ومصابا، بالإضافة إلى 84 من الكوادر الطبية.
وأضافت الجمعية أن القوات الإسرائيلية فجّرت عدة "روبوتات" مفخخة في محيط المستشفى، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف استهدف مباني المستشفى ومرافقه.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن هذا التطور يُعد "استمرارا للانتهاكات الإسرائيلية بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة"، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل وتوفير الحماية للمرافق الصحية في القطاع، وفقًا لما تنص عليه القوانين الدولية والإنسانية.
وكانت الوزارة قد أوضحت في وقت سابق أن 22 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة خرجت عن الخدمة منذ بدء الحرب، والتي تجاوزت الآن 600 يوم من التصعيد المستمر.
وتشهد المرافق الصحية في قطاع غزة أوضاعا إنسانية صعبة وسط تراجع كبير في القدرات التشغيلية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود، في ظل استمرار العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي.