لا شك أن أحدا لا يستطيع التنبؤ بمسار الامور في لبنان والمنطقة بعد "طوفان الاقصى"، فالعملية تدخل اليوم يومها الخامس عشر، وسط ترجيحات وتحليلات منها من يقول ان الحرب على غزة سوف تستمر أشهرا، ومنها من يعتبر أن حزب الله لا بد وأن يتدخل في الحرب اذا حصل اجتياح إسرائيلي لقطاع غزة وسط سيناريوهات مطروحين وهما الاجتياح الكامل والاجتياح المحدود.


السيناريو الثاني قد يكون خيار الإسرائيليين والاميركيين،  لاعتبارات تتصل بالموقف الأميركي الذي لا يريد ان تطول الحرب وان تفتح الجبهات خاصة بعد هجمات استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا وصواريخ كروز التي اطلقها الحوثيون واعترضتها البحرية الأميركية، في حين أن إسرائيل من جهتها لا تريد أن تفتح أكثر من جبهة لاقتناعها انها ستكون الخاسر، لكن تريد من الاجتياح المحدود استعادة هيبتها التي سقطت أمام عملية "طوفان الأقصى".
وفي هذا الوقت فإن القصف الإسرائيلي يتواصل على جنوب لبنان، في حين أن حزب الله يرد بعمليات نوعية على الضربات والاستهدافات الإسرائيلية،  لكن كل ذلك، بحسب مصادر مطلعة، لا يزال ضمن قواعد الاشتباك، بمعنى أن اي ضربة سوف تقابل بضربة .
وفي هذا السياق يعتبر المصدر أن الضربات العراقية والسورية والصواريخ اليمنية ضد الأميركيين، ربطا بما تقوم به مجموعات  فلسطينية من جنوب لبنان، في اشارة الى كتائب القسام وسرايا القدس، من عمليات تجاه العدو الإسرائيلي ، يمكن وصفها بأنها تأتي في سياق  الرسائل  الردعية لأي حرب قد يعرف الإسرائيلي والاميركي كيف تبدأ لكن لا يعرفان كيف ستنتهي.
وهنا يعتبر مصدر سياسي ان ما جرى في الساعات الماضية ليس إلا رسالة للإدارة الأميركية من أجل الضغط على إسرائيل لوقف الحرب وعدم المغامرة باجتياح بري وبالتالي الذهاب إلى التفاوض، الا ان هذا كله لا يزال ينتظر كيفية تعاطي واشنطن مع الرسالة الإيرانية، وسط ترقب لما ستكون عليه الأمور في الساعات المقبلة لجهة كيفية تمرير المساعدات الانسانية والطبية لقطاع غزة وفتح معبر رفح، لأن ذلك من شأنه أن يكون مدخلا لوقف إطلاق النار وإطلاق عجلة التفاوض.
غير أن سلوك إسرائيل مسارا تصعيديا يعني ان العمليات العسكرية من حماس والحركات المقاومة في المنطقة سوف تزداد، خاصة وان حزب الله لم يصدر اي موقف يمكن أن يبنى عليه تجاه دخوله الحرب من عدمه من أجل أن لا يطمئن الإسرائيلي، وهو يتعاطى مع ما يجري بحذر، وفي الوقت نفسه يقدم دعما عسكريا لحماس من خلال الهاء الإسرائيلي في بعض العمليات في جنوب لبنان.
في المقابل ثمة من يعتبر في الاوساط السياسية المطلعة على الموقف الأميركي أن ما يحصل يؤكد أن الحرب انتهت رغم ان القصف لا يزال مستمرا، في اشارته الى ان قطاع غزة قد دمر، وأن مخطط التهجير قد يسلك طريقه ولو بعد حين وفق منطق المصالح الدولية، لا سيما وأن مخطط إنهاء حماس قد اتخذ على المستوى الدولي. وتشير هذه الاوساط إلى اتصالات قطرية وتركية مكثفة مع "حركة حماس" من أجل إطلاق سراح الرهان تمهيدا لإيجاد حل.
 وفي هذا الوقت، وفيما لبنان يترقب مآل الأمور، تكثفت الاتصالات الدولية مع الحكومة اللبنانية لخفض مستوى التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وجاء أبرزها من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالتوازي مع وجود وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، حيث دعت إلى "ضرورة تلافي الحسابات الخاطئة".
وقال ميقاتي خلال لقائه الوزيرة الألمانية: "نبذل كل جهدنا لعودة الهدوء إلى الجنوب"، داعياً إلى "ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان، ووقف إطلاق النار في غزة".
وليس بعيدا تشير المعلومات الى اتصالات فرنسية حصلت مع مسؤولين في حزب الله من أجل تجنيب لبنان الحرب وعدم التصعيد  خاصة وأن الأوضاع غير مستقرة، علما أن عددا من السفراء الأجانب حاول التواصل مع الحزب من أجل الاستماع  لقراءته لما يجري في غزة وكيفية الذهاب إلى حل، والاستفسار حول  احتمال دخوله الحرب .

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله من أجل

إقرأ أيضاً:

انطلاق حملة دولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

أعلنت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين في لبنان، عن انطلاق الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة واسعة من أسرى محرَّرين، وعشرات المنظمات العربية والأممية والحقوقية حول العالم. 

السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمةالأردن تبحث إدراج اللغة الصينية ضمن برامج التعليم في المدارس


 يذكر أن الحملة يأتي موعد انطلاقتها تزامنًا مع "اليوم العالمي لحقوق الإنسان" في العاشر من ديسمبر، مشيرة إلى وجود نحو 20 أسيرًا لبنانيًا في السجون الإسرائيلية.

ونشرت الهيئة على صفحاتها الرسمية سلسلة من رسائل التضامن المصوَّرة، عبر فيديوهات قصيرة شارك فيها ناشطون وشخصيات سياسية وصحفيين من بلدان متعددة.

وشهدت الحملة حضورًا بارزًا لأسرى فلسطينيين محرَّرين، شددوا فيها على ضرورة فضح الجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الأسرى اللبنانيين، والتصدّي لسياسات الإخفاء والتعذيب والاعتقال التعسّفي. 

كما شاركت منظمات وجمعيات شبابية وطلابية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيرها، معلنة دعمها للتحرك الأممي ومطالبتها بالإفراج الفوري عن الأسرى ووقف كل الانتهاكات بحقهم.

بدورها، أشادت "شبكة صامدون" بدور عوائل الأسرى وصمودهم ومشاركتهم البارزة، وبالاستجابة الشعبية الواسعة لنداء الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين.

وأكدت أن هذا التفاعل على الصعيد العالمي يعكس تنامي الوعي بجرائم الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين، ليس في السجون الإسرائيلية وحسب، بل وفي السجون الأميركية والبريطانية والأوروبية أيضًا.

وأعلنت "صامدون" عن إطلاق عريضة أممية كجزء من فعاليات الحملة، تطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى اللبنانيين ووقف جميع الانتهاكات بحقهم، داعية المنظمات وحركات التحرر والمؤسسات الحقوقية حول العالم إلى التوقيع عليها وتعزيز الضغط الشعبي الأممي على الاحتلال.


 

طباعة شارك الحملة الدولية الأسرى اللبنانيين المنظمات العربية اليوم العالمي لحقوق الإنسان الأسرى

مقالات مشابهة

  • مخزومي يقترح خفض سن الاقتراع إلى 18 عامًا في لبنان
  • انطلاق حملة دولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • رجي التقى نظيره العماني: عُمان تؤكد دعمها لبسط سلطة الحكومة اللبنانية واسترجاع قرارها الوطني
  • الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه لمجلس القيادة والحكومة ويشدد على الحوار لخفض التوتر
  • إسرائيل تتوقّع إعلانًا لبنانيًا عن نزع السلاح جنوبي الليطاني
  • حمادة: الحكومة لم تقدّم فلسًا واحدًا لمن فقد منزله من جراء العدوان الإسرائيلي
  • موقع أميركي: سلاح حزب الله.. اختبار الحكومة اللبنانية الهشة
  • إستمرار الاحتلال والتشكيك بحصر السلاح يفاقم التوتر جنوباً
  • إتصالات دبلوماسية نشطة لإعادة إحياء فكرة تجميد السلاح
  • إسرائيل أعادت فتح ملف جنوب لبنان... هل تذهب إلى الحرب؟