الجزيرة:
2025-06-25@15:56:36 GMT

الأنهار الساخنة.. هل تعوق حرب غزة جهود تبريدها؟

تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT

الأنهار الساخنة.. هل تعوق حرب غزة جهود تبريدها؟

تركت تغيرات المناخ بصمتها المدمرة على الطقس والزراعة والبيئة، وتحذر دراسة بريطانية جديدة بقيادة جامعة برمنغهام، بالتعاون مع جامعة نوتنغهام، والمديرية البحرية التابعة للحكومة الأسكتلندية، من امتداد تلك التأثيرات إلى الأنهار، وهو ما يضع تحديا جديدا أمام قادة العالم الذين سيجتمعون في الإمارات نهاية الشهر المقبل في قمة المناخ "كوب 28".

وتكشف الدراسة الجديدة، المنشورة في دورية "هيدرولوجيكال بروسيس"، أنه مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تغير المناخ، يصبح الجفاف أكثر تواترا وشدة، وهو ما يؤدي  إلى تسخين الأنهار، ويخلق تحديات كبيرة، رصدتها الدراسة قبل أسابيع من القمة المنتظرة، التي ستعقد على وقع توتر "جيوسياسي" غير مسبوق، فجرته الحرب الدائرة في قطاع غزة.

ثلاث آليات أساسية

وتعد درجة حرارة الماء عنصر تحكم حيوي لجميع العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية في الأنهار، وهذا مهم بشكل خاص للكائنات الحية التي لا تستطيع تنظيم درجة حرارة جسمها، مثل الأسماك، كما تعتبر ضرورية لصحة الإنسان والاستخدامات الصناعية والمنزلية والترفيهية للناس.

بعض المبادرات والتدخلات قد تساعد في تعويض درجات الحرارة المرتفعة أثناء فترات الجفاف (شترستوك)

وحدد العلماء 3 آليات أساسية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مياه الأنهار أثناء فترات الجفاف، وهي الخلل في ميزانية الطاقة، أي الخلل في التوازن بين ما تتلقاه الأنهار من حرارة، وما تفقده مرة أخرى في الفضاء الخارجي، وتأثيرات الموائل المادية (التظليل وأشكال قنوات النهر التي تتحكم في تدفق المياه)، ومساهمات مصادر المياه المختلفة، حيث تميل المياه الجوفية إلى تبريد الأنهار في الصيف.

وتسلط الدراسة الضوء على أن إشعاع الموجات القصيرة المكثف خلال الفترات الحارة والجافة، من المرجح أن يكون العامل الأكبر لارتفاع درجات حرارة مياه النهر، هذا بالإضافة إلى انخفاض مستويات المياه وأحجامها، وبطء سرعات التدفق، وهو ما يؤدي إلى تسخين المياه بسرعة أكبر.

ويقول ديفيد هانا، أستاذ الهيدرولوجيا بجامعة برمنغهام في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة "تتزامن ظروف الجفاف غالبا مع ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي، وستصبح هذه الاتجاهات أكثر كثافة وتكرارا مع تغير المناخ، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على درجات حرارة مياه الأنهار بسبب مزيج من الإشعاع الشمسي المكثف وانخفاض تدفقات المياه".

ومع ذلك، يؤكد هانا على أن "بعض التدخلات الإدارية مثل الزراعة على ضفاف الأنهار، ومبادرات استعادة  هذه الأنهار، بما في ذلك إعادة إنشاء أشكال القنوات الطبيعية وإعادة توصيل المياه الجوفية، يمكن أن تساعد في تعويض درجات الحرارة المرتفعة أثناء فترات الجفاف إذا كانت التدخلات مستهدفة بشكل جيد".

خبراء يأملون أن تنجح قمة المناخ "كوب 28" في وضع حد لمشكلة "الأنهار الساخنة" (هيئة المسح الجيولوجي الأميركي) المطلوب من كوب 28

ويأمل كيران خميس، الباحث بكلية الجغرافيا وعلوم الأرض والبيئة بجامعة برمنغهام، والباحث المشارك بالدراسة، أن تجد مثل هذه القضايا الحاسمة مكانا في قمة المناخ.

ويوضح في تصريحات خاصة بالبريد الإلكتروني للجزيرة نت أن "الدراسة تساعد على وضع نموذج أفضل لديناميات درجة حرارة مياه الأنهار أثناء فترات الجفاف، وهو ما يضع تصورا واضحا أمام واضعي السياسات خلال القمة لكيفية إدارة الظواهر الحرارية المتطرفة من خلال إستراتيجيات التخفيف والتكيف، بما يساعد على تبريد الأنهار".

وتهتم قمم المناخ بقضايا "التخفيف" و"التكيف"، بالإضافة  إلى تعويضات "الخسائر والأضرار"، حيث تعني الأولى بالإجراءات للحد من حجم أو معدل الاحتباس الحراري وآثاره عن طريق قرارت تتعلق بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية وزيادة سعة مصارف الكربون، على سبيل المثال من خلال إعادة التحريج، بينما تعنى في ملف التكيف، بالتغيير في السياسات والسلوكيات بهدف المرونة مع آثار تغير المناخ التي حدثت بالفعل أو متوقع حدوثها.

ويكون ملف الخسائر والأضرار معنيا بالتعويضات التي تدفعها الدول الغنية للدول الفقيرة التي تضررت من تغيرات المناخ، رغم عدم مساهمتها في حدوثها.

ويقول كيران خميس إنه من الضروري "تسليط الضوء خلال القمة على الإستراتيجيات الناجحة في التخفيف والتكيف للتعامل مع مشكلة سخونة الأنهار، التي كان بعضها مدفوعا بحافز اقتصادي قوي، كما في الحالة الأسكتلندية".

وتمتلك أسكتلندا شبكة لمراقبة درجة حرارة النهر، وتعطي الشبكة الأولوية لزراعة الأشجار لتظليل الأنهار، حيث تعتبر درجة حرارة النهر عنصر تحكم مهم في صحة مجموعات الأسماك، لاسيما مصايد السلمون، التي تعد جزءا مهما من الاقتصاد، كما يوضح خميس.

جفاف الأنهار يخلق تحديات كبيرة للحياة المائية والنظم البيئية (الأناضول) تأثير حرب غزة

ما يأمله خميس، قد يصطدم بوضع "جيوسياسي" متوتر نتيجة حرب غزة، قد يؤثر على مخرجات قمة المناخ بالإمارات، ويقول خميس "ليس هناك شك في أن مثل هذه النزاعات ستؤثر على قدرة الأمم وإرادة الدول على التحول إلى الاقتصاد الأخضر"

ويضيف "لكن ما أخشاه أنه مع استمرار نمو عدد السكان في العالم، فقد نتحرك خارج منطقة التشغيل الآمنة للعمليات الطبيعية للأرض، وبالتالي ورغم تلك التوترات، فإن الوقت الحالي هو الأفصل لاتخاذ قرارات حاسمة، وأتمنى ألا يستخدم قادة العالم الوضع الجيوسياسي الحالي كمبرر للتقاعس، حيث لم يعد لدينا وقت نضيعه".

ما يتمناه خميس يرى مجدي علام، الأمين العام لإتحاد خبراء البيئة العرب، أن عدم تحقيقه هو الأقرب، ويقول في تصريحات هاتفية للجزيرة نت "رغم أهمية المشكلة وتأثيراتها، إلا أن قمم المناخ دائما ما تتأثر بالسياسة، وظهر ذلك في قمة كوب 27 بمدينة شرم الشيخ المصرية، وسيصبح أكثر وضوحا في قمة كوب 28 بالإمارات".

ويوضح أن "الحرب الأوكرانية الروسية، وما ترتب عليها من اضطراب في أسواق الطاقة العالمية، حالت دون إقرار التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في كوب 27، وسيكون الوضع أكثر صعوبة في كوب 28، حيث من المتوقع أن تحدث تلك الحرب تأثيرات أقوى وأشد على سوق الطاقة".

ويضيف أن "الانقسام العالمي الذي جسدته مواقف دول العالم من الحرب، سينعكس أيضا على قمة المناخ، لذلك ليس من المتوقع تحقيق ما ينتظره بعض خبراء البيئة منها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قمة المناخ درجة حرارة حرارة میاه وهو ما فی قمة

إقرأ أيضاً:

موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة

تشهد الولايات المتحدة موجة حر غير مسبوقة في شهر يونيو، مع درجات حرارة قياسية اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، خصوصًا في الشرق والغرب الأوسط، وسط تحذيرات متزايدة من تهديدات صحية وبيئية.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع، مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة قد تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض المناطق، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

من شيكاغو إلى نيويورك

أعلنت المدن الأميركية، حالة الطوارئ استعدادًا لتأثيرات “القبة الحرارية”، وهي ظاهرة مناخية ناتجة عن ارتفاع ضغط الهواء في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، تؤدي إلى حبس الهواء الساخن ومنع تدفق الهواء البارد، حتى في الليل.

وفي شيكاغو، أعلن العمدة براندون جونسون إنشاء مراكز تبريد في أنحاء المدينة، ووجّه فرق الطوارئ لتقديم المساعدة للمشردين وحثّهم على اللجوء إلى تلك المراكز. واستحضر جونسون الذكرى الثلاثين لموجة الحر المميتة التي ضربت المدينة عام 1995 وأودت بحياة نحو 700 شخص.

وفي نيويورك، دعا العمدة إريك آدامز السكان لتحديد أقرب مركز تبريد لهم، وأطلقت البلدية شبكة واسعة من نقاط الدعم والمعلومات الخاصة بالسلامة من الحرارة، خصوصًا لكبار السن والمرضى.

ووضعت هيئة الأرصاد الجوية معظم المناطق من مينيسوتا إلى مين، مرورًا بولايات أركنساس وتينيسي ولويزيانا وميسيسيبي، تحت تحذيرات من درجات حرارة “شديدة الخطورة وتهدد الحياة”، كما توقعت وصول المؤشرات الحرارية إلى ما يزيد عن 42 درجة مئوية في بعض المدن مثل فيلادلفيا، وواشنطن العاصمة، وبوسطن.

تجنب الأنشطة خلال الظهيرة 


وأوصت الهيئة، المواطنين باتخاذ تدابير احترازية تشمل البقاء في أماكن مكيفة، وشرب كميات كبيرة من المياه، وتجنب الأنشطة الخارجية خصوصًا خلال ساعات الظهيرة، مشددة على ضرورة توفير الظل والماء للحيوانات أيضًا.

وفي ولاية نيويورك، لقيت طفلتان توأم (6 سنوات) وامرأة في الخمسين من عمرها مصرعهم بعد أن تسببت العواصف الرعدية المصاحبة للحرارة في سقوط أشجار على منازلهم في مقاطعة أونيدا وغمرت الأمطار بلدة كيركلاند الصغيرة خلال ساعات قليلة، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل.

وأعلنت حاكمة الولاية كاثي هوشول حالة الطوارئ في 32 مقاطعة، بسبب العواصف ودرجات الحرارة الشديدة.

وفي فيلادلفيا، أعلنت إدارة الصحة العامة حالة طوارئ حرارية وتوجية السكان إلى المكتبات والمراكز المجتمعية المكيّفة، كما خصصت خطًا ساخنًا للاستشارات الطبية المتعلقة بمضاعفات الحر.

وفي شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، ازدحم الشاطئ في محاولة للهروب المؤقت من الحرارة، إلا أن بعض مرتاديه أكدوا أن الوضع يزداد سوءًا، وقال أحدهم إن “الجو أصبح أشبه بالمشي في مستنقع”، في إشارة إلى شدة الرطوبة.

إرتفاع درجات الحرارة تهديدًا مباشرًا على حياة السكان

أوضح خبراء الصحة أن درجات الحرارة المرتفعة تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان، خصوصًا مع ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في مدن مثل بيتسبرغ، كولومبوس، ومديسون.

تشمل أعراض الإجهاد الحراري: الصداع، الدوخة، التعرق الشديد، والرعشة، ويمكن علاجه في حال خفف الشخص من حرارته خلال 30 دقيقة. أما ضربة الشمس، فهي حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم 40.6 مئوية، وقد تؤدي إلى فشل عضوي أو الوفاة.

وقد سُجلت حالات مرضية بالفعل، مثل إصابة لاعب البيسبول إيلي دي لا كروز من فريق “سينسيناتي ريدز”، ولاعب آخر من “سياتل مارينرز”، أثناء المباريات بسبب شدة الحرارة.

وفي ولاية كونيتيكت، خلال الجولة الأخيرة من بطولة “PGA Travelers Championship”، اضطر الجمهور للاختباء تحت الأشجار أو استخدام مظلات ومراوح يدوية، وسط مؤشرات حرارة قاربت 41 درجة مئوية في كرومويل.

يرى علماء المناخ أن موجات الحر أصبحت أكثر تواترًا واتساعًا بسبب الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة شائعة في الصيف الأميركي، إلا أن امتدادها الواسع هذا العام — من جبال روكي إلى الساحل الشرقي  يُعد غير معتاد.

وقال مارك جيرينج، خبير الأرصاد في ولاية ويسكونسن: “إنها واحدة من أكبر موجات الحر من حيث التغطية الجغرافية التي رأيناها في يونيو”.

طباعة شارك موجة حر تاريخية الولايات المتحدة تحذيرات واسعة

مقالات مشابهة

  • حرارة أربعينية في هذه المناطق غدا الأربعاء
  • لهذا السبب.. احذر ممارسة الرياضة في درجات حرارة مرتفعة
  • احترس.. الإستحمام بالماء البارد في الحر يضر أكثر مما ينفع
  • مفاجأة.. تناول الأطعمة السبايسي يخفض درجة حرارة الجسم في الصيف
  • 5 ولايات عُمانية ضمن المراكز الأولى عالميًا في شدة الحرارة
  • الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع بمعدل مضاعف في آسيا
  • خمس ولايات عمانية ضمن المراكز الأولى عالميا في شدة الحرارة
  • موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة
  • درجات الحرارة في المملكة اليوم.. الدمام الأعلى بـ45 مئوية
  •  المشروب الساخن.. مفاجأة علمية تنعش أجسامنا في أحرّ أيام الصيف!