العريان: الاحتياطي الفيدرالي لا يملك رؤية.. والتشديد المفرط خطر
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة "أليانز"، إن صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الامريكي يخاطرون بكبح النشاط الاقتصادي بشدة عن طريق استجابتهم بقوة لكل نقطة بيانات تظهر، مضيفاً أنه ينبغي وضع رؤية طويلة الأمد للمنطقة التي تتجه إليها سياسة سعر الفائدة.
وصرح العريان، وهو أيضاً كاتب عمود في قسم "رأي بلومبرج"، لتلفزيون "بلومبرج" أمس: "ليس بمقدروك قيادة السيارة دون فهم طبيعة الطريق أمامك، ولا يمكنك النظر فقط إلى مرآة الرؤية الخلفية ومحاولة التكيف مع كل منحنى يظهر أمامك فوراً".
أضاف: "هذه طريقة غير ملائمة للتحكم في السياسة النقدية وبالتأكيد لا تُعد الطريقة المناسبة للسياسة النقدية عندما يحتاج ظهور تأثيرها لوقت طويل. هذه أول إدارة لبنك الاحتياطي الفيدرالي أعرفها لم تدرك ذلك الأمر".
تأتي تصريحات العريان بعد يوم من إلقاء رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً أمام النادي الاقتصادي في نيويورك أمس الأول، أعقبه دردشة ودية مع ديفيد ويستن من "بلومبرغ".
وأشار باول، إلى أن البنك ينزع للحافظ على أسعار الفائدة ثابتة مرة ثانية خلال اجتماعه المزمع من 31 أكتوبر الجاري إلى الأول من نوفمبر مع ترك احتمال إقرار زيادة أخرى مفتوحاً في حالة ظهور بوادر أخرى على نمو اقتصادي قوي.
وقال العريان، إن مخاطر التشديد المفرط للسياسة النقدية بهدف تخفيض معدل التضخم الأمريكي إلى 2% حقيقية، وإنه يأمل أن يحافظ "الفيدرالي" على سعر الفائدة القياسي دون تغيير بقية العام من أجل الاستقرار الاقتصادي.
وتابع: "يوجد خطر من أننا إذا حاولنا بلوغ 2% بسرعة كبيرة، فسيحطم ذلك شيئاً ما في الاقتصاد. إنهم بحاجة إلى التحول من الاعتماد المفرط على البيانات الحالية، إلى الاعتماد على البيانات التي تشتمل على عنصر مستقبلي أكثر. كان يحدوني الأمل في حدوث ذلك الأسبوع الحالي وهو ما لم يحدث".
سندات الخزانة
اقتربت عائدات سندات الخزانه الامريكيه لأجل 10 أعوام من 5% أمس الأول، في حين هبطت عوائد سندات الخزانة أجل سنتين -أشد حساسية لتحركات "الفيدرالي" الوشيكة- بعد أن صرح باول بأن البنك سيواصل بحذر زياده أسعار الفائده واستشهد بأدلة على أن السياسة النقدية لا تُعتبر متشددة للغاية. بدأت عائدات سندات الخزانة الأميركية تتراجع خلال التداولات في الولايات المتحدة أمس.
وبيّن العريان: "يظهر لك ذلك فقط أنه يصعب للغاية في الوقت الراهن تحقيق التوازن السليم عن طريق الحديث عن السياسة النقدية. ومن الجيد أنهم سيلتزمون الهدوء لأن كثرة الحديث تشكل مصدراً لعدم الاستقرار.
ويشير هنا إلى فترة الصمت في الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُمنع المسؤولون من الإدلاء بتصريحات عامة متعلقة بالاقتصاد أو توقعات خاصة بسعر الفائدة، والتي تسبق الاجتماع التالي.
بخلاف باول، ظهر متحدثون آخرون كثيرون من "الفيدرالي" في فعاليات مختلفة أمس.
واختتم العريان: "لكن بشكل أساسي، نحتاج إليهم لتحقيق الاستقرار في سوق السندات التي تُعتبر بالغة الأهمية للأسواق الأخرى ولسوق الإسكان وللاقتصاد، ولن نحصل على عوامل استقرار من الناحية التقنية ولا الناحية الاقتصادية، لذلك نحتاج بشدة لعوامل استقرار من ناحية السياسة النقدية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتياطي الفيدرالي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول مخاطر التشديد الاحتیاطی الفیدرالی السیاسة النقدیة
إقرأ أيضاً:
بعض الناشطين في السياسة عندنا في حاجة فعلاً إلى اختبار (مناط التكليف)
مَناط التَّكليف!!
ممَّا يُروى عن الدكتور حسن الترابي رحمه الله أنَّه لمَّا بلغه أن أحدهم اتهمه بإنكار البعث والنشور _ ردَّ بطريقته الساخرة غير المباشرة : ( فلان هذا لا يكذب ، لكنني أتهمه بشيء يتعلَّق بِمَناط التكليف!!) ومناط التكليف هو ما يتأهّل به الإنسان ليكون مُكلَّفاً _ أي أن الترابي رحمه الله هنا نفى عن صاحبه الكذب ، و نفى عنه العقلَ كذلك!!
بعض الناشطين في السياسة عندنا في حاجة فعلاً إلى اختبار (مناط التكليف) هذا …
أول هؤلاء مَنْ يُردِّدون ( ليس من مصلحة المدنيين أن يخرج أحد طرفي النزاع منتصراً في هذه الحرب!!)
هذه الفكرة المجنونة تطوَّرت من (جنون سابق) تمثَّل في التقرَّب إلى المليشيا على أيام الفترة الانتقالية بهدف الاستقواء على الجيش ببندقية حميدتي لقطع الطريق على مطامع قيادة الجيش في السلطة ، ويذكر الناس اللغة التي تغيرت عندهم من وصف الدع..م الس،،ريع بالجنجويد إلى شيء من الاعتراف بنظامية القوات وبجميل لها في حماية الثورة ، عبَّر عن ذلك الجميل ناشط (مجنون) قريباً بقوله : ( لولا وجود حميدتي لتحوَّل البرهان إلى سيسي جديد) ردَّ على هذا أستاذنا دكتور عصمت عصمت محمود أحمد ( ولولا البرهان لتحوَّل حميدتي إلى هولاكو جديد!!)
وظهر هذا الاستقواء أوضح ما يكون على أيام الاتفاق الإطاري، لدرجة أنه لما غاب عن مَحفل للإطاريين تمثيل الجيش كان بعضهم يسخر واثقاً بأنَّ المهم حميدتي موجود!!
هذا التعاطي السياسي المجنون وجد طريقاً كذلك إلى بعض الناشطين الرافضين للجميع ، للجيش وللمليشيا وللسياسيين الذين يسعون بينهما _ يبغونهم تسليم السلطة لهم _ عبَّر عن هذا الجنون بعضهم بأقوال على شاكلة : ( نحنا ح نجر لينا كراسي ونقعد نخلف رجل على رجل ونشرب جَبَنة وناكل فيشار وننتظر المتأهل منهم يلاقينا في النهائي!!) _ طبعاً قامت الحرب فأصبحت الكراسي في بلد والجَبَنة في بلد والبقولوا الكلام دا في بلد !!_
فكرة (كورة الكاس) أوالمباراة (الفاينال) في الدوري هذه لا تبتعد كثيراً عن فكرة (توازن الضعف) المجنونة التي يقول بها الآن مَنْ يزعمون أنهم قادة سياسيين في أحزاب أو في تحالف سياسي من أمثال خالد سلك _ تفترض الفكرة منافسة بين ثلاثة أندية ، نادي (الجيش) ونادي (المليشيا) _ تسمية المليشيا هنا من عندي لا من عند أصحاب الفكرة _ ونادي (المدنيين)!! ومادامت المبارة الآن بين (الجيش vsالمليشيا) فالأفضل لنادي (المدنيين) أن تنتهي بالتعادل ليأخذ (الجيش) نقطة واحدة وتأخذ (المليشيا) نقطة واحدة!! لأن فوز أحد طرفي المباراة _ النزاع_ يعطيه العلامة الكاملة (٣ نقاط) وهذا ليس في صالح نادي (المدنيين) في سباق نقاط التنافس على الدوري العام!!!
هل سمعتِ الدنيا بجُنون كهذا ؟! وهل وُجِدتْ أُمَّة تصدَّر مشهدَها السياسي مَنْ يُفكِّرون بهذا الاستسهال وهذه السذاجة لا في الصراع السياسي المعروف على السلطة بل في التلاعب المجنون ب(وجود الدولة) نفسها؟!!
السادة أصحاب فكرة (توازن الضعف) هذه ، أنتم لستم عملاء ولا أدوات للخارج _ هذه ربما تكون دعايات خصوم ينافسونكم في السياسة ويصارعونكم على السلطة _ أنتم فقط مُتَّهمون بشيءٍ يتعلَّق ب(مناط التكليف)!!
عمر الحبر
إنضم لقناة النيلين على واتساب