أصدرت هيئة الدواء بيانًا مقتضبًا حول أسباب ارتفاع درجة الحرارة الكثيرة خلال فصل الشتاء، موضحة أن ذلك بسبب التقلبات الجوية، محذرة من استخدام المضادات الحيوية لعلاج هذه الحالة.

المضاد الحيوي لا يستخدم لخفض الحرارة

وقالت هيئة الدواء: لا يستخدم المضاد الحيوي كخافض للحرارة، مشيرة إلى أنه من أكثر صور الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية اعتبارها أدوية خافضة للحرارة، وهذه الاستخدامات تجعل لها تأثير سئ على الصحة بشكل عام، ويؤدي إلى تكون البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

أشهر الاستخدامات الخاطئة للمضادات الحيوية

وأوضحت هيئة الدواء أشهر الاستخدامات الخاطئة للمضادات الحيوية كالتالي:

- التوقف عن تناول المضاد الحيوي بعد تحسن الأعراض، وقبل المدة التي حددها الطبيب.

​- استخدام جرعة أقل أو أكثر مما يجب.

​- استخدام المضاد الحيوي لفترة أطول مما وصفها الطبيب.

​- استخدام المضاد الحيوي بدون الرجوع لمقدم الرعاية

​- استخدام المضاد الذي وصف لشخص أخر، أو لحالة أخرى قد أصيبت بنفس الأعراض سابقا.

- تخزين المضاد واستعماله مرة أخرى.​

- استخدام المضاد الحيوي لعلاج عدوى فيروسية​

​ونصحت هيئة الدواء بأهمية تجنب الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية؛ لأنه يؤدي إلى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؛ مما يجعل علاج البكتيريا أكثر صعوبة.​

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ارتفاع درجة الحرارة استخدام المضادات الحيوية المضاد الحيوي انخفاض درجة الحرارة بشكل عام فترة أطول أسباب هيئة الدواء للمضادات الحیویة استخدام المضاد المضاد الحیوی هیئة الدواء

إقرأ أيضاً:

الروع.. المسخ المضاد

شعب متفرقة ينهجها السارد، ويسوسه إليها الكاتب، فـي إقامة حكاية الروع، أو الفزاعة، أو خيال المآتة. ليس غريبا على زهران القاسمي أن ينهج من سبل الحكاية ما هو واقع فـي خط تماس على مستوى الوعي والإدراك والتلقي، بين ما هو خارق وما هو عادي، بين ما هو مألوف وما هو عجيب، بين ما هو عيني وما هو حكائي، بين ما هو بشري وما هو خارج عن دائرة البشر، فلقد كان دوْما قادرا على التقاط الحكايا الكامنة فـي الناس، يحولها من اليومي الاعتقادي إلى القصصي الجمالي، من الواقع العيني إلى المتخيل الذهني. رواية الروع هي قصة الحلول، قصة التلبّس، قصة الإنسان المحيي للجماد، قصة قدرة البشر على التحلي بمشاعر أليفة وأخرى فريدة، لا ألفة فـيها.

الروع رواية الشخصية تنْحت، وتنمو بواسطة اللغة السردية، وكان لزهران القاسمي القدرة -دوما- على تمثل شخصياته وتمثيلها، حدا تتحول فـي ممكن القراءة إلى شخصيات أشخاص، لا يشك القارئ فـي حدوثها ووقوعها، لتتهاوى الفواصل القاطعة بين المرجعي والتخييلي، وتبدو القصة، قصة الشخصية، قصة الإنسان، صورة لغوية حكائية عن ممكن مرجعي لشخْص.

يقيم زهران شخصيته وقد أحاطها بسمات وشخصيات وملامح وأفعال وأقوال تشدها إلى ممكن الحدوث، فشخصية محجان شخصية عادية تقرن بزوجة، وتعيش حياة العناية بالغرس والزرع، وتحيا فـي مجتمع إحالي، قرية من قرى سلطنة عمان، حيث تذْكر عاصمتها مسْقط، وتنتسب إلى زمن محدود حيث ولادتها «فـي منتصف ستينيات القرن العشرين»، ولها خلال مدققة وسمات خلقية وخلقية محددة، فمحجان «رجل طويل، قامته ممشوقة، كتفاه عريضتان، له وجه يكاد الدم ينز منه لشدة احمراره، بعينين باردتين، وأنف رفـيع أرنبته مصقولة»، وله اسم حقيقي فـي متخيل الرواية هو عبيد بن ربيع، وإنما كني بمحجان اللقب الذي غلب عليه بسبب من شبهه بمحجان الراعيات، العصا الطويلة التي تسقط بها الراعيات أوراق الأشجار العالية لتقتات منها الماشية.

ويفـيض الراوي فـي تأطير الشخصية البؤرة الأساس للسرد، ويتوسع فـي حكاية انتسابها ودرجة تعليمها ونشأتها وزواجها وصلاتها بالقريب وبالغريب، وسلوكها وعلمها وعملها. تتركز الرواية حول محور واحد أوحد، ومنه تتفتح وتتعقد الشخصية، المحور الأساس، صنيعة، شخصية صامتة، مصنوعة من الخشب المختار، يعمل عليها محجان ويقيمها ويبعثها خيالا فـي أصْل الوجود، شخصية الروع، الدارج وجودها فـي المزارع، لا يخرج محجان عند إقامة هيكلها، وتركيزها فـي مزرعته عن المقاصد الكلية التي عليها تقام «الفزاعة»، التي وظيفتها ترويع الطيور ومختلف الحيوان الذي قد يأتي على الزرع والثمر، ويفسد صالحه ويبدد أموال صاحب المزرعة، الروع هو إيهام للحيوان بوجود بشر، هو تخويف وترويع وإفزاع للحيوان حتى يصرف الوجهة عن مال المالك، وكذا كان روع محجان فـي أصل الرواية، وفـي وضْعها الرئيس، غير أن عدولا تدريجيا بدأ فـي توجه الرواية إلى تكثيف الصلة بين الصانع والمصنوع، وإلى تبدل الواصل الجامع بينهما، يتحول الخوف إلى البشر، يروع الروع البشر تدريجيا حد بلوغ مرحلة العشق التام، مرحلة من التواجد والتحابب تفضي إلى التوحد والتجاسد. تؤدي الروعة على روعة صناعتها وتخير جميل كسائها الدور الذي له وضعت فـي البدء على أتم وجْه، ثم تتحول كائنا فاعلا بأثره فـي شخصية الرواية الأساس.

صنعت شخصية الروع على نقيض المسار التاريخي للتخييل الذي روى مختلف الشخصيات المتحولة أو الممسوخة (Metamorphoses)، على شاكلة شخصية بينوكيو (Pinocchio) الديزنية الشهيرة، التي تروي سردية تحول الصنيعة إلى هيئة الصانع، هذا السبيل الذي فتحه باقتدار الروائي الإيطالي كارلو كولودي (1880)، أو على شاكلة النواة السردية لبجماليون النحات الروماني الكاره للنساء والذي صنع منحوتة لامرأة جميلة ووقع فـي حبها، وتفاعل معها، وهي نواة سردية انبعثت من شعر أوفـيد السردي عن المسْخ أو التحول، والتي استلهمها العديد من كبار الكتاب، وكتبوا حكاية بجماليون النحات، ومهم برنارد شو، وتوفـيق الحكيم.

كل هذه النوى تثير تحول المصنوع إلى صورة الصانع، غير أن الروع يؤسس لتحول الإنسان إلى الالتحام بالجماد، تحول الصائت إلى صامت، تحول المتحرك إلى جامد، فـي عناق وجودي، تصعد فـيه ذات الشخصية الشخص إلى كائن ممسوح الوجه والوجد فـي أصل التكون. لقد تهيأت شخصية محجان منذ بداية بعثها السردي، وهي لعمري مصنوعة من مصنوعات الراوي -لو تدري- لتوافق الروع، فمن وراء المخلوقين (محجان والروع) سارد قادر فاعل، له فـي القصص فعل وقصْد، جرى بالشخصية نحو مصير التوحد والحلول والتداخل مع الصنيعة، إذ تتحول الصلة الجامعة بين الصامت المخيف والصائت المسالم وتتبدل، من صلة الصانع بالمصنوع إلى صلة الذائد بالمذود عنه، إلى صلة الوجود والتواجد.

تبدأ الصلة بالحاجة والصناعة والبعْث، ثم تتحول إلى التسمية والتفاعل القولي، فشخصية محجان أقامت واسطة قولية منذ بداية السرد مع مخلوقها، وبدأت تتوقع تفاعلا ممكنا «انتهى من خطبته العصماء السريعة. راقب وجْه الروع، وحدق فـي عينيها. تخيلها تمتثل لكلامه، ووضع يده فوق كتفها منهيا بذلك مرافعته، ثم هز رأسه مباركا عملها»، تتطور هذه الصلة لتخرج من حال الإسرار إلى وضْع الإخبار، محجان لا يكتم سره وإنما يبثه أهل قريته، ويبدأ التفاعل مع الفعلي والتفاعل الحكائي، إلى حد بلوغ درجة اكتشاف الحقيقة بعد تعطل الروع عن أداء دورها، وتفاعلها مع الكون من حولها من خلال أحداث عديدة.

ومن هذه الصلة البالغة حال الذوبان بين الكائنين المتنافرين، تتشكل فـي ذهن القارئ صور تتهيأ من أثر الحكاية، صور الأرواع فـي مختلف تسمياتها ومعتقداتها، تفاعل الطبيعة والبشر فـي أحداث الجراد المقترنة بزواج محجان وفـي حياة المزارعين وفـي مقاومة مختلف الآفات البشرية والطبيعية التي تواجه المزارع، تحول الحدث إلى حكاية، بل إلى حكايات تفقد معه أصل الحكاية، وهو ما أنهى به زهران القاسمي روايته من تعهد الناس بنقل ما انتهت إليه شخصية محجان، إذ تذوب الحدود الفارقة بين الواقع والأسطرة.

محجان شخصية مسحوبة من عمق واقع الحياة، تصاغ من أفعال البشر العادية ومن معتقداتهم السائدة، غير أن خوفه وشغفه وانصرافه إلى الفزاعة صنع حكاية مختلفة، باعثة على السياحة فـيها ومتابعة إيقاعها. كعادة زهران القاسمي فـي سرده، يجمع بين منطوق الراوي الفصيح ومنطوق الشخصيات الضارب فـي محليته، قادر على استدعاء الأمثال الدارجة والأقوال الرائجة ما يصبغ على شخصيته قوة الإحالة ويوقع فـي النفس الاطمئنان إلى مؤانستها، غير أن ما يمكن أن يزعجني قليلا، -على غير ذائقة صفوة الجامعيين الأكاديميين- هي اللغة النظيفة جدا للراوي، اللغة الصافـية التي اشتغل عليها الكاتب بشكل دقيق، ومبالغ فـيه أحيانا، أقوال الراوي فـي الرواية -فـي ظني- قد تحتاج بعض الانسياب، وقد تحتاج خروجا عن دراية الرقيب اللغوي، لغة السرد لا تحب كثيرا منطق النحاة الجامد، ولا تقبل أيضا أخطاء اللغة.

الحاصل أن لغة الشخصيات فـي الرواية بديعة، وأن لغة الراوي مبالغ فـي سلامتها وتجويد صفويتها. وتبقى الرواية بكسوتها اللغوية المنغرسة فـي محليتها بشخصياتها وأحداثها، الضاربة فـي عمق الكونية بمقاصدها وأبعاد قصصها، رواية الإنسان فـي مختلف منازعه خوفا وشوقا ووجدا، الإنسان الباحث عن تواجد قد يجده فـي صنم وهم، يبلغ حال التوحد بكل دلالاته الصوفـية، وحال الصلب بكل دلالات الفداء والتضحية عن بقية الخلق، يتأسس مشهد وجودي فلسفـي عميق الدلالة فـي منهى الرواية «خرج محجان من الحوْض، ولبس ملابسه الجديدة، ثم وقف أمام الروع، وقد أحضر معه حبْلا متينا، لفه على ساعديْها.

عندها التحم بها، ووضع ساعديه على ساعديها، واستند بظهره إلى جسدها، ثم أدخل يديه فـي الرباط، صالبا نفسه على جسدها»، ليتحد مع الروع ويؤسس لممكن حكائي منفتح يتناوله الناس كل من زاوية نظره، ليصبح مصدر تولد حكايات وأحداث ومعتقدات «كل فرد من أهل القرية رأى محجان، رأوه فـي أماكن متعددة، وربما فـي توقيت واحد أحيانا. رأوه فـي مغارات الجبال، بين البساتين، فـي الأسواق المكتظة وهو يحمل سلة كبيرة من الثمار وينادي لبيعها، وأقسم بعضهم أن محجان هو الروع»، لينتهي المرجع الواقع وينفتح المرجع الذهني الأسطوري الباعث لما لا يحد من القصص. محجان يتنقل بفعل الراوي من شخصية لها وجه ويدان ورجلان وزوجة ومزرعة، إلى ظل خيال، إلى فزاعة حكاية.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد تحذر من موجة حارة خلال عيد الأضحى.. تفاصيل
  • الروع.. المسخ المضاد
  • رئيس هيئة الدواء يعقد اجتماعاً مع ممثلي شركة باي لحلول الأعمال
  • 18 صنف دوائي فقط .. رئيس هيئة الدواء يكشف عن عدد النواقص
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025
  • هيئة الدواء المصرية: 309 مليار جنيه إجمالي مبيعات السوق الدوائي عام 2024
  • تصل إلى 36 درجة.. الأرصاد تحذر: ارتفاع درجات الحرارة بداية من الخميس
  • الأرصاد تحذر: 3 ظواهر جوية تؤثر على طقس اليوم الثلاثاء
  • التكامل والإرادة السياسية.. هيئة الدواء: نجاح مصر في ملف فيروس بي يضاف لسجل الإنجازات
  • «الشتاء رجعت تاني».. الأرصاد تحذر من سقوط أمطار على هذه المناطق