صحيفة أثير:
2025-05-11@08:33:41 GMT

المجرم المُستثنى يُعرّيه المحتوى المُنتقَى!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

المجرم المُستثنى يُعرّيه المحتوى المُنتقَى!

أثير- د.عبدالعزيز الغريبي

العالم لا يخلو من الفظائع؛ وقد يتماهى البعض مع ما يحدث في غزة كأحد الأحوال التي ملأت تاريخ البشرية كالصراعات والحروب والكوارث الطبيعية التي لا تفرق بين كبير وصغير، ولا بين رجل و امرأة، ولا بين ظالم ومظلوم. وأن ذلك استمرار طبيعي للحياة في ظل طبيعة البشر القائمة على التنافس والبقاء.

كما أن الفطرة البشرية ذاتها تجعلنا نتعاطف مع بشر آخرين لا نعرفهم لكن نراهم أو نسمع عنهم من خلال وسائل مختلفة، إلا أن التعاطف يزداد عندما نشترك معهم في القومية والدين والعرق واللغة. وكما هو حالنا مع فلسطين؛ هكذا هو الحال لدى المجتمع الغربي مع إسرائيل، فما إسرائيل إلا لقيطة أتت بمن فيها من تلك المجتمعات في الأصل!

في السابع من أكتوبر شاهد العالم معاناة إسرائيل التي تقدر بسويعات مقابل خمسة وسبعين عاما أغلظ فيها الإسرائيليون الكذب والاضطهاد والسرقة والاحتلال والتعذيب والقتل والحصار والتهجير وتدنيس المقدسات تجاه الفلسطينين وأرضهم.
وكأن إسرائيل والغرب كانوا بانتظار تلك السويعات ليهولوا الأمر ويجيشون إعلامهم ليقلب الحقائق ويزيفها ويلغي ما قبلها وبعدها إثر المشاهد أو الادعاءات التي خلّفها ما سُمي بطوفان الأقصى بل وجعلوها سببا ومبررا عند شعوبهم لإبادة غزة وتهجير أهلها الذين تم تهجيرهم وسجنهم فيها بالأصل، بل هبّت تلك الدول لمناصرة إسرائيل “المظلومة” بالطبطبة والدعم اللامحدود بالصواريخ والعتاد العسكري الهائل على مليوني ومائة ألف نسمة نصفهم أطفال محاصرون في مساحة ٣٦٥ كم منذ سبعة عشر عاما؛ باعتبار أن جميع من في غزة “الظالمة” هم حماس!
وباستمرار قتلهم للأطفال والنساء والمدنيين، ورغم انحياز منصات الإعلام الحديث لهم ولروايتهم المزيفة، إلا أن لها دورًا إيجابيًا في نقل المشاهد الحقيقية من أرض الواقع لتصل فقط لمن يبحثون عن الحقيقة ويميزون بينها وأجندات إعلامهم الذي يبتعد عن قيمه ومبادئه كل يوم.
إن مناصرة بعض الغرب لقضية فلسطين وما يحدث في غزة ينبع من فطرتهم الإنسانية، وبعضهم الآخر لدوافع سياسية قد تخدم أحزابهم وأجنداتهم. هذا باعتبار أن ما يصلهم من مواد مرئية وحقائق مبرهنة من أرض الواقع قليل جدا، فلنا أن نتخيل إذا ما كان هذا الكم الهائل من الصور والمقاطع المرئية التي تصلنا وتؤرق مضاجعنا تصلهم بنفس القدر مع تناولها بالتحليل والتفسير والتأكيد المناسب لهم!
إن الموقف الغالب والمخزي لدول الغرب وإعلامهم تجاه ما يحدث في غزة متوقع وليس بجديد عليهم، حتى أنهم يرون أن من يقوم ويحرك المظاهرات في شوارعهم وميادينهم هم المهاجرون من المسلمين والعرب ويفسرون ذلك بالتعاطف الإثني والديني؛ لذلك فهم لا تعنيهم الإنسانية بقدر ما سيخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية مهما ادّعوا وبينوا عكس ذلك؛ ولنا في تاريخهم عبرة.
إلا أن سبر البساطة أبلغ من تسطيح الأغوار؛ فليس عصيًا على أي عاقل أن يفرق بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم، بوعي تاريخ السنين وواقع اليوم ورؤى المستقبل، لكننا ضعيفون جدا في تناول هذه المستمسكات وإخراجها بما يتناسب مع سيكولوجية الغرب. نعم، ليس لدينا ما يملكونه من ترسانات إعلامية تكاد تكون هي المؤثر الأكبر حتى على أيديولوجياتنا، إلا أنه حريٌ بنا أن ننقل الحقيقة بأسلوبهم السهل الممتنع والمقنع لنخبهم والسطحيين منهم على حد سواء، ولكن بعيدا عن الدين والقومية والعرق، فهذه الثلاث تُنهي الرسالة قبل أن تصل إليهم، وإن كانوا يبطنون مثلها فلن يفصحوا عنها فهي في اعتبارهم الليبرالي المعلن “رجعية”؛ لذا، فإن لم تحركهم الإنسانية، ستفعل العقلانية بالتحليل وتوثيق الوقائع والأرقام، مع تنوع قوالب إيصالها باستخدام الفنون والدراما والكوميديا السوداء والتجريد والإبهار وغيرها من أساليب فنية يستجيب لرسائلها المتلقي لأبعد من مجرد معرفة لمعلومة أو مشاعر لموقف.
ولنا مثال بسيط قبل أيام في لقاء الإعلامي الشهير بيرس مورجان مع باسم يوسف الذي لم يكتف بتناول الموضوع بحس الفكاهة السوداء فحسب، بل كان حاضرًا بالحقائق والأرقام والتواريخ والعاطفة والعقلانية على حد سواء، فعرّى التحيز المبطن لمورجان وأمثاله في إطار منطقهم، وغرد مورجان موثقًا بأن اللقاء كان الأكثر مشاهدة في تاريخ برنامجه بتحقيقه ١٣ مليون مشاهدة في يومين فقط، ليعقّب عليه باسم ساخرًا ومقتبسًا أغنية الفنان أحمد سعد “وسع وسع …. ده اللي عملته ف حياتك عملته أنا ف يومين!”

قد يبدو للبعض أن استجاباتنا لما حولنا متساوٍ باعتبار أن كثيرًا من المفاهيم واحدة في أصلها مهما اختلفت اللغة والثقافة، ونعتقد أن يبدأ الاختلاف في اصطلاح المفهوم، والخلاف باختلاف زاوية المنظور، كما يحدث في لقاءات مورجان وكثيرين آخرين؛ وهذا صحيح نسبيا لأن “ما نعرفه” ليس كافيا لإثبات حقيقة تامة لدى المتلقي؛ لكن إدراج ما نعرفه وسط منظور الخبرات التراكمية البصرية والحسية والتطبيقية للمتلقي يشكل ثلث استجابته. وإن تقدير سيكولوجيته الاجتماعية والاثنية والانطباعية والعاطفية في رسالتنا له تشكل الثلث الثاني وتعزز نسبة استجابته واقتناعه. كما أن تضمين الجانب الوجداني/ الميتافيزيقي في أصل الأشياء والوجود والآلهة وما نؤمن به يعد الثلث الأخير الذي يتمثل في الحقيقة النسبية أو المطلقة، كلٌ حسب معتقده؛ وهنا ينبغي الحذر في إطلاق عقائدنا كأحكام مطلقة عليهم وإن كانت يقينا لدينا، وذلك بسبب مادية ولحودية المجتمعات الغربية.
عليه؛ من المهم اعتبار تكاملية منظور الاستجابات لدى شعوب العالم بتفاوت مستوياتهم وثقافاتهم حتى نحظى بمفهوم ومعيار ذي وجه واحد للعدل والإنسانية.
إن العدل والإنسانية جزء لا يتجزأ من إسلامنا وقوميتنا العربية الأصيلة، لكن في ظل الصمت والخذلان الذي نعيشه أكاد أسمع همس كل من حولي ومن يقرأ “أين أثر وقوة ديننا الإسلامي دون التبرعات التي لا تصل والدعاء في المنابر وقول آمين! وما الذي بقى من دمائنا لنناصر به عروبتنا سوى التعاطف وإعادة نشر صور أشلاء الأطفال؟ وما الداعي أصلا لهذا المقال والفلسفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع!”

أرى أن المحاولة بالكلمة وقول الحق وتعرية الباطل والبذل في نشره وتحليله وتأثيره تحت العنوان المزدوج السائد في العالم “الإنسانية” والتفصيل تحته بلغة عقلانية تكشف ازدواج معاييرهم له هو إحدى صور المقاومة، والتي بدأت بالانتشار والتأثير بالفعل في بعض أوساط الشعوب الغربية والعالم بشكل غير مسبوق. وأضيف بأن تكثيف لغة الدين والعروبة في وجداننا وأفعالنا وتربيتنا لأبنائنا خيرٌ وأكثر حكمة من تركيزه في محتوانا المنشور الذي لم ولن يفقهوا خير ما فيه إلا بمنطقهم وإن كان خاطئا.
فلنوجه رسائلنا إليهم ليس عليهم، ولا لمجرد تسجيل موقف أمام أصدقائنا وفي محيطنا فحسب؛ فلنتعلم ونستخدم القوة الناعمة خلافا للتهديد والوعيد البعيد من المنطق والمعزز للإسلاموفوبيا والعداء الغربي والعالمي؛ فلنجعل التندر والسخرية على حالنا وسيلةً أبلغ وأوسع انتشارًا من التباكي والنحيب؛ فلنصنع المحتوى الأقوى تأثيرًا، فلنقم بدورٍ أبلغ مما تقوم به دولنا وكل المنظمات الإقليمية والحقوقية والإنسانية والاتحادات والمجالس التي لا تقوى على شيء سوى البيانات الإنشائية الشاجبة والمنددة؛ فحالها كحالنا تجاه الكيان الصهيوني “المجرم المُستثنى”!

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: ما یحدث فی التی لا إلا أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

اقتصاد المؤثرين في المغرب.. نمو سريع وتحديات قانونية

مراكش- شهد "اقتصاد المؤثرين" في المغرب نموًّا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، إذ بات يشكّل تقاطعا ديناميكيا بين مجالات التجارة، والتسويق، والترفيه، والتأثير في الرأي العام.

ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "ديجي تريندز"، بلغ حجم سوق التسويق عبر المؤثرين في المغرب خلال عام 2024 نحو 4.2 مليارات درهم (420 مليون دولار)، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 40% مقارنة بسنة 2022.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الشركات الناشئة في سوريا.. فرص كبيرة رغم التحدياتlist 2 of 2النساء يتبعن نهجا أقل مخاطرة في الاستثمارend of list

ويمثل هذا السوق اليوم نحو 15% من رقم معاملات التجارة الإلكترونية في البلاد، والذي بلغ نحو 20.7 مليار درهم (2.07 مليار دولار) عام 2022، وارتفع إلى حوالي 22 مليار درهم (2.2 مليار دولار) في 2023، مما يعكس الدور المتنامي للمؤثرين في إستراتيجيات التسويق للعلامات التجارية.

وفي تصريح للجزيرة نت، أكد الباحث المغربي إدريس الفارسي -أحد المشرفين على الدراسة إلى جانب يونس الصبيحي وعثمان الوزاني- أن هذه الأرقام توضح تزايد أهمية المؤثرين ضمن المنظومة التجارية الرقمية في المغرب.

ويسمح "اقتصاد المؤثرين" لهذه الفئة بتحقيق عوائد مالية من المحتوى الذي يصنعونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويؤثرون به على قرارات الشراء لدى المستخدمين.

نمو غير منظم وتشريعات جديدة

رغم النمو السريع لهذا القطاع، فإن افتقاده لإطار تنظيمي واضح أثار الحاجة إلى تشريعات مباشرة، وهو ما تُرجم في قانون المالية لسنة 2025 الذي تضمّن جملة تدابير منها:

إلزامية التصريح بجميع المداخيل الرقمية الناتجة عن الإعلانات والتعاونيات والتسويق بالعمولة أو أي نشاط ربحي على المنصات الإلكترونية. فرض ضريبة تصل إلى 30% على هذه المداخيل. مراقبة تحويلات الأموال من الخارج عبر مكتب الصرف، مع إنشاء وحدة خاصة لتعقب العمليات الرقمية. اشتراط إعادة أي تحويل بالعملة الصعبة إلى المغرب خلال 90 يومًا. تصنيف المؤثرين ضمن فئة "مصدّري الخدمات الرقمية"، مما يضعهم تحت رقابة مالية وقانونية رسمية.
الفراغ القانوني عقبة قائمة أمام تنظيم الجوانب الأخلاقية والإعلامية لنشاط المؤثرين برأي الخبير عماد بلك (الجزيرة)

ورغم هذه الخطوات، يشير الخبير في التسويق الرقمي عماد بلك إلى أن الفراغ ما زال قائمًا من حيث تنظيم الجوانب الأخلاقية والإعلامية والإعلانية لهذا النشاط. فالمؤثر اليوم، كما يقول، "يقف بين مطرقة الضرائب وسندان غياب الحماية التنظيمية".

إعلان

أما الباحث المغربي جواد الشفدي فيرى أن الحاجة أصبحت ملحة لوضع تشريع قانوني وضريبي صارم يُنظم المهنة، معتبرًا أن عددًا من المؤثرين يروّجون لمحتوى إعلاني دون أدنى التزام بالشفافية، وهو ما يعد "تضليلًا مباشرًا للمستهلك".

المؤثرون بين الاحتراف والتحديات

لا توجد أرقام رسمية لعدد المؤثرين في المغرب، لكن دراسات حديثة أشارت إلى ارتفاع عددهم إلى 20 ألف مؤثر، بزيادة 40% على عام 2022، ويتوزعون بين "المؤثرين الصغار" (1000 إلى 100 ألف متابع) و"المؤثرين الكبار" الذين يتابعهم الملايين.

وتنقسم فئة المؤثرين بين من اتخذ النشاط الرقمي كمهنة أساسية، ومن يعتبره عملًا إضافيا.

وتقول المؤثرة نسرين الكتاني، وهي مقاولة وخريجة ماجستير في الهندسة، إن التسويق الرقمي يتيح فرصًا واسعة، خصوصًا أن المحتوى الجيد يجد تفاعلاً كبيرًا من جمهور متنوع، مضيفة أن هذا النشاط يفتح أمامها علاقات مهنية مثمرة ويبني علامة شخصية قوية.

الوعي المتزايد لدى الجمهور المغربي تحدٍّ حقيقي يواجه العلامات التجارية وفقًا للخبير صلاح الدين ميموني (الجزيرة)

أما خبير التسويق صلاح الدين ميموني فيؤكد أن المؤثرين الذين يتمتعون بمصداقية عالية نتيجة قربهم اللغوي والثقافي من الجمهور المغربي لهم تأثير واضح في قرارات الشراء، خاصة في مجالات مثل الموضة والتجميل والمنتجات التقنية.

ويشير إلى أن 75.1% من المغاربة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يوميا، مما يخلق بيئة خصبة لتوسّع هذا السوق.

ويقول الخبير عماد بلك إن إستراتيجيات التسويق الحالية تستند إلى أدوات دقيقة مثل "شخصية المشتري" لتوصيف الفئة المستهدفة، كما يسمح التفاعل العاطفي بين المؤثر والجمهور ببناء علاقة ثقة يصعب تحقيقها عبر الإعلانات التقليدية، إلى جانب توسيع الرسالة التسويقية بطرق قابلة للانتشار والتأثير.

صعوبات في الاستمرارية والمصداقية

لكن هذا التوسع لا يخلو من تحديات، خصوصًا في ما يتعلق بالاستمرارية، وضبط جودة المحتوى، والتفاعل مع تغيرات الخوارزميات. وتقول نسرين الكتاني إن النقد غير البنّاء يمثل عبئًا نفسيًّا، لكنها تتعامل معه كفرصة للتطوير الذاتي.

إعلان

في المقابل، يُشير عماد بلك إلى أن بعض العلامات التجارية تختار المؤثرين بناء على عدد المتابعين فقط، كما يبرز ضعف الشفافية في الإفصاح عن الإعلانات، وصعوبة قياس العائد التجاري الحقيقي من الحملات المؤثرة.

نسرين الكتاني: المحتوى الجيد يجد تفاعلاً كبيرًا من جمهور متنوع (الجزيرة)

ويقول ميموني إن الجمهور المغربي بات أكثر وعيًا، وأكثر حساسية تجاه الترويج المفرط أو غير الصادق، مشيرًا إلى أن صعود المحتوى "التافه" يطرح تساؤلات عن استدامته، حيث يُحقق ربحًا سريعًا لكنه يفتقر إلى القيمة ويفقد ثقة الجمهور على المدى البعيد.

تحولات في المحتوى وسلوك الجمهور

دراسة "ديجي تريندز" سجّلت انخفاضًا في نسبة متابعة المؤثرين من 75% في سنة 2022 إلى 51% في 2024. لكن في المقابل، ارتفعت نسبة المتأثرين بتوصيات المؤثرين من 35% إلى 57%، مما يشير إلى جمهور أكثر انتقائية، لكنه أكثر استعدادًا للاستجابة للرسائل التي يختارها.

وأما المواضيع الأكثر شعبية بين المغاربة فتأتي:

الفكاهة أولًا بنسبة 43%. تليها مواضيع الطعام (39%). الموضة (34%). الجمال (33%). السفر (32%). غياب الشفافية والمسؤولية الأخلاقية مشكلةٌ جوهرية في ممارسات العديد من المؤثرين كما يرى الباحث جواد الشفدي (الجزيرة)

لكن الدراسة رصدت أيضًا نموًّا في الاهتمام بالمحتويات ذات القيمة المضافة مثل:

الصحة والرفاهية (28%). المالية والاستثمار (27%). التنمية الذاتية (25%). المحتوى التعليمي (23%).

ويؤكد بلك أن التفاعل الأكبر يكون مع المحتوى القصير والمرئي (ريلز، تيك توك، يوتيوب شورتس)، والمحتوى التوجيهي أو التكويني، إضافة إلى القصص الواقعية والحديث العفوي بالدارجة المغربية أو الفصحى البسيطة.

إدريس الفارسي: تزايد أهمية المؤثرين ضمن المنظومة التجارية الرقمية في المغرب (الجزيرة) بين المصداقية والتفاهة

ظاهرة أخرى رصدها عماد بلك تتعلق بانتشار المحتوى المُنتج لدى المستخدمين، والذي باتت العلامات التجارية تشجعه لتوثيق تجارب العملاء، مما يضفي مصداقية ويعزز الانتماء للعلامة.

إعلان

في المقابل، يحذّر من ظاهرة نفسية واجتماعية تعيشها بعض فئات الجمهور، تتمثل في متابعة مؤثرين لا يتوافقون مع القيم أو الثقافة المحلية، مما يكشف عن فجوة نفسية أو تطلعات غير واقعية.

أما الباحث جواد الشفدي فيُحمّل العلامات التجارية مسؤولية تعزيز هذه الظواهر، من خلال تفضيلها مؤثرين يحققون نسب مشاهدة عالية، حتى لو كانوا يقدّمون محتوى سطحيًّا أو فارغًا، معتبرًا أن هذه الدينامية تشجع على إنتاج مزيد من "الرداءة" على حساب تهميش المحتوى الهادف والمبدع.

بدوره، يقول الباحث إدريس الفارسي إن التمييز ضروري بين المحتوى "الخفيف" الذي يمكن أن يكون مسليًا وذا قيمة، والمحتوى "السطحي" الذي يفتقر إلى أي مضمون حقيقي.

ويرى أن هذا التنوع في أنماط المحتوى يعكس تنوع المجتمع المغربي نفسه، مؤكدًا أن للمحتوى الخفيف مكانته، لكنه يجب أن يتعايش مع محتوى أكثر عمقًا وتأثيرًا.

مقالات مشابهة

  • الهويات الخليجية والأسئلة الحائرة
  • اقتصاد المؤثرين في المغرب.. نمو سريع وتحديات قانونية
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • الإرهاب في أقبح صوره يتجلى في تصريحات هذا الجنجويدي المجرم
  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • حماس تدعو نقابات العالم لمقاطعة إسرائيل وفضح جرائمها
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • حملة المحتوى الهابط.. اعتقال مطرب شعبي تطاول على الذات الإلهية في الأنبار
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • “هذا هو المستحيل بذاته”.. السيد القائد يرد على تصريحات المجرم ترامب