عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه هي إنسانية الدول المتحضرة!؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
عشرون #شاحنة #مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه هي #إنسانية الدول المتحضرة!
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
بدأ دخول المساعدات إلى قطاع غزة بعد أربعة عشر يوماً من بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني في غزة من أجل إجبار من ينجو منهم على الهجرة نحو شبه جزيرة سيناء المصرية، ولكن هل يكون ما سمح به هي حمولة عشرين شاحنة لتلبية حاجات مليونين ونصف إنسان؟ هل هي مساعدات من أجل ذر الرماد في العيون أم هي مجرد بداية وقد يتبعها إجراءات أخرى؟
حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة أكبر من أن يوصف بكلمات، واستمرارها يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي وخصوصاً الدول الكبرى التي أعطت الضوء الأخضر لهذه الإبادة الجماعية بل وشاركت فيها عسكرياً باعتراف الولايات المتحدة، ونتساءل هل العشرون شاحنة هي ثمن إطلاق سراح الأم الأمريكية وابنتيها؟ لهذا الحد أصبح مستوى إدارة الولايات المتحدة للحدث؟
مقالات ذات صلة عالم أعور.. 2023/10/22
واستمرار غارات جيش الاحتلال خلال مرحلة دخول المساعدات يشكل استمرار للجريمة التي عجز المجتمع الدولي عن ايقافة تحت ذرائع واهية لا مكان لها على أرض الواقع حيث إن غارات الاحتلال تستهدف بيوت المدنيين ويسقط فيها بشكل رئيسي نساءً وأطفالا لا ذنب لهم في هذه الجريمة، وهو ما يؤكد استمرارية الفكر الصهيوني الإجرامي في سياسة العقاب الجماعي من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو ما مارسته سابقاً التنظيمات الإرهابية التي أدانتها أمريكا والعالم الغربي وهو ما يدعمونه في الحالة الصهيونية.
مساعدات رمزية في حجمها لا تغطي شيئا من احتياجات القطاع وهي مساعدات بلطخة بدماء الأبرياء التي لا زالت ترتقي يومياً إلى السماء مع استمرار الغارات التي توقع الضحايا، وتترافق هذه المساعدات العينية التي قد تحتوي “معلبات طعام” مع إمداد الولايات المتحدة للكيان الصهيوني المجرم بالقنابل والعتاد اللازم للاستمرار في جريمة التطهير العرقي، ما هذا التناقص الذي يحدث في عصر المعلومات!؟
مارست الولايات المتحدة وأوروبا سياسية الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الصهيوني لفلسطين ولكنها في هذه الأيام تنفذ سياساتها بشكل مقزز غير مسبوق وأصبحت تمارس دورها في الإبادة الجماعية من خلال تشريعها لمنع أي تعاطف مع الفلسطينيين من منطلق التعاطف مع “حماس” وهذا يتجلى في الأحكام القانونية من أجل إبعاد بعض الناشطين من فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ونذكر هذا لأننا نصنفه جزءا من الدور الذي تقوم به بعض الدول في التطهير العرقي ضد الفلسطيين ككل وليس ضد أتباع تنظيم معين.
ماذا سيشكل دخول عشرين شاحنة بعد أربعة عشر يوماً من القصف العنيف وحدوث دمار قد يعادل ما تحدث ربع قنبلة نووية حسب بعض التقارير، الاحتياجات أكبر من ذلك بكثير، كم هو مؤلم أن نقول بأن الأولوية ليست للغذاء بل لما تحتاجه المستشفيات وتعزيز كوادرها وإمكانياتها من أدوية ومستلزمات طبية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الأبرياء ممن لا زال هناك بصيص أمل بالحياة.
وتتواجد وكالات الأنباء داخل مستشفيات غزة وتوثق على الهواء مباشرة أن هذه المستشفيات لا يوجد فيها غير الأبرياء ضحاياً قصف الاحتلال، وإضافة إلى ذلك هناك الكثير من المفقودين تحت ركام غزة وهو ما يحتاج للوقود والآليات من أجل القدرة على التعامل معه، ومن يمنع دخول الوقود والآليات هما الولايات المتحدة وإسرائيل وقد صرح عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري، وهي عربدة مستمرة يمارسانها وسط صمت عالمي مطبق!
المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المحاصر منذ قرابة عقدين من الزمن والذي يتعرض لواحدة من أكبر جرائم الإبادة في التاريخ يجب أن تستمر دون شروط وقيود، خصوصاً أنها تتم بإشراف الأمم المتحدة وتكون جميع المواد تحت الرقابة الشديدة تماماً حيث إنها تدخل من معبر رفح وتمر من جمهورية مصر عبر سلسلة رقابية مشددة، ولا يمكن أن تحتوي أي شيء قد يساعد المقاومة الفلسطينية على تطوير قدراتها، وكل تأخير في دخول المساعدات يعني خسارة إنسان بريء بلا ذنب سوى أنه فلسطيني.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: شاحنة مساعدات إنسانية الولایات المتحدة وهو ما من أجل
إقرأ أيضاً:
المغرب ثالثًا عالميًا في قائمة أكثر الدول استهدافًا بالهجمات السيبرانية خلال أسبوع واحد
حلّ المغرب في المرتبة الثالثة عالميًا ضمن قائمة الدول الأكثر استهدافًا بالهجمات السيبرانية خلال الأسبوع الممتد من 4 إلى 10 يونيو 2025، بحسب تقرير “Hack Tuesday” الصادر عن منصة Hackmanac المختصة في رصد التهديدات السيبرانية.
وسجلت المنصة 218 هجمة إلكترونية عبر 34 دولة خلال الفترة المذكورة، بينها 27 هجمة استهدفت المغرب، مقابل 44 هجمة على إيطاليا و43 على الولايات المتحدة، ما يجعل المملكة أكثر الدول استهدافًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات تركزت بشكل رئيسي على القطاعات الحكومية والعسكرية وأجهزة إنفاذ القانون، والتي استحوذت على نسبة 33.5% من مجمل الحوادث، أي ما يعادل 73 هجمة. كما تم تصنيف 26 هجمة ضمن فئة “الحرجة”، في حين بلغ حجم البيانات المخترقة حوالي 16.6 تيرابايت.
أما على صعيد الجهات المنفذة، فقد تصدرت مجموعة NoName057 القائمة بـ46 هجمة، تلتها Keymous+ بـ24 هجمة، ثم Qiilin بـ15 عملية. وتوزعت باقي الهجمات بين مجموعات مختلفة بمعدل يتراوح بين 5 و10 هجمات لكل منها.
وجاءت إسرائيل في المرتبة الرابعة بـ11 هجمة، ثم كل من أوكرانيا، أستراليا وتايلاند بـ6 هجمات، فيما تقاسمت البرازيل، المملكة المتحدة والهند المركز التالي بـ5 هجمات لكل منها، في حين سجلت فرنسا 4 هجمات فقط.