«قصة معركة».. رواية ترصد قدرة المقاتل المصري على تحقيق الانتصار
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
ترصد الرواية التسجيلية «قصة معركة» لـ صلاح أحمد عبد الحليم، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فترة ما قبل ثورة يوليو 1952 وحتى انتصار أكتوبر 1973، حيث ترصد الحالة الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي مرت بها البلاد، ومـدى صمـود وتحمل الشعب المصري لكل الأزمات التي مـرت بها مصـر
وتظهر الرواية معـدن المقاتل المصـري وقوته واصراره على الانتصار رغم التحديات التي واجهها جيـش مصر من القوى العظمى في حروبه أعوام 1956 مرورا بحـرب اليمن، ومؤامرة 5 يونيو 1967 وما تلاها، من استنـزاف ثم الإعداد لحرب أكتوبر حتى تحقق النصر العظيم.
وتبرز الرواية قدرة المقاتل المصري على تحقيق الانتصار، في ظل أشد العقبات والصعاب، فقد انتصر بفكـره وارادتـه وحطـم أسطورة خط بارليف وعبر أكبر مانع مائي في التاريخ العسكري، وأفشـل كل أجهـزة التجسس العالمية، وأحبـط مؤامـرات أمريكا والغرب، ودمر أحدث أسلحته ومعـداته التكنولوجيـة، مما جعل هنـري كيسنجـر يصرخ ويطالب أمريكا بالتدخل لإنقاذ سمعـة السلاح الأمريكي الذي بات خردة بأيد المصريين.
وتدور الأحداث في إطار روائي، حيث الضابط أحمد الذي يتم أسره في حرب 1956 ويبقى في سجون اسرائيل هو والضابط اميل، لا يعودان إلا مع تبادل الأسرى بعد نصر أكتوبر 1973 فيجد أحمد أحلام تنتظره وقد تقدم بها العمر مثله، بينما يستقبل ايميل زوجته وابنته الجميلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة معركة الهيئة المصرية العامة للكتاب انتصار أكتوبر المقاتل المصري جيش مصر القوى العظمى تحقيق الانتصار
إقرأ أيضاً:
معركة البناء
الكثير من الدول حولنا عانت من حروب (بمختلف أنواعها) سواء في تاريخها القديم أو الحديث، وهناك مـَن مرت عليها كوارث مدمرة سواء كانت بفعل الطبيعة أو بفعل الإنسان ، لكن المتأمل لهذه التجارب يجد أن القاسم المشترك بين كل هذه الدول أنها خرجت من الحرب أو الكارثة أقوى وأفضل مما كانت عليه قبلها. قد يكمن السر في قوة الإرادة وصدق العزيمة التي تتولد بعد معاناة وألم وتنعكس في الرغبة الأكيدة للبناء والتعمير والتغيير نحو الأفضل.
قديماً قالوا قراءة التاريخ تعطي التجارب و العبر للمستقبل، وفي سبيل إعادة إعمار وبناء بلادنا علينا قراءة تجارب الأمم والشعوب حولنا من وقت لآخر حتى نعيد بناء بلادنا وتعود أفضل وأقوى مما كانت ، ولنا الكثير من التجارب عالمياً وأفريقياً، لكن من التجارب التي خضعت لدراسات وكتابات كثيرة عالميا كانت في ألمانيا التي خاضت حرباً عالمية ودمرت تماماً ثم عادت أقوى مما كانت.
ألمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية عام 1945م مدمرة على كل الأصعدة اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً بالإضافة لخراب البنية التحتية تماماً، وتراجع المحصولات الزراعية فحدث نقص حاد في الغذاء وصل إلى مؤشرات المجاعة، وتراجع القطاع الصناعي فتوقفت مصانع وشرد العمال وعم الفقر بين فئات الشعب كله، فقد الناس بيوتهم وعاشوا بين الانقاض ، كان أغلب الشعب بين لاجئ ومهاجر وفقدت العملة الوطنية قيمتها لدرجة أن الناس لجأوا إلى نظام المقايضة لتبادل السلع والخدمات.
أُحتلت ألمانيا وقُسمت إلى نصفين، شرقية وغربية، دُمرت ترسانتها العسكرية وفقدت قياداتها وأُسر جنودها وتعطلت سبل الحياة فيها.
رغم ذلك كله نهض الشعب بإرادة وطنية قوية لإعمار البلاد ، عملوا علي عودة الأمن والأمان أولا ليعود كل لاجئ ومهاجر للبلاد ، كان الشعب هو مَن يسعى لبسط النظام وتفعيل القانون قبل أجهزة الدولة، ثم بناء الديمقراطية والاستقرار السياسي ومد علاقات خارجية تقوم على المصالح المشتركة، مما دفع وزير خارجية الولايات المتحدة – آنذاك – (جورج مارشال) لتقديم مساعدات اقتصادية ومالية ضمن ما عرف تاريخياً (بخطة مارشال) والتي كان الغرض الأساسي منها منع انتشار الشيوعية في ألمانيا بعد الحرب، مما يشكل تهديداً للأمن الأوروبي، فكان لابد من تقوية الاقتصاد الألماني حتى لايقع في شرك الشيوعية (علاقات تحكمها المصالح المشتركة).
بالفعل تلقت ألمانيا المساعدات واستثمرتها في الاتجاة الصحيح فاتجهت لبناء البنى التحتية وفتح المصانع وتقوية القطاع الصناعي وإدخال التكنولوجيا الحديثة في الصناعات الثقيلة ، وتنمية القطاع الزراعي لتوفير الغذاء و توفير الاستقرار النقدي للعملة وتمويل مشاريع إعادة إعمار البلاد ، ودعم الجيش لحماية الدولة وسيادتها، وتقوية الشرطة لبسط هيبة القانون والحفاظ علي النظام ومنع الجريمة.
في كل ذلك كانت إرادة الشعب هي المحرك السحري لعجلة التنمية وبناء وإعمار الدولة ، رغم الأوضاع الانسانية القاسية والاقتصاد المتردي ومرارات الحرب ، كان الإصرار على تجاوز الحرب ودمارها و الأزمات وآثارها بالعمل المستمر المخلص والتفاني من أجل إعمار الوطن هو جوهر التغيير ، لذلك اتخذ العالم ألمانيا نموذجاً عالمياً في إعادة إعمار الدول المتضررة من الحروب .
نحن على الضفة الأخرى علينا أن نطلع على تجارب العالم من حولنا للنهوض ببلادنا، لابد لنا من العمل ، والعمل الجاد مع تركيز وتكامل الجهد بين الحكومة والشعب ومكافحة الفساد والمحسوبية والعمل بالشفافية والكفاءة في اختيار الكوادر لقيادة هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ بلادنا.
الآن ونحن نضع لبنات البناء من جديد علينا الاستفادة القصوى من التقدم التكنولوجي والأخذ به في كافة القطاعات الزراعية والصناعية والانتاجية والبحث عن محرك نمو اقتصادي جديد يدعم معطيات اقتصادنا ويزيد من معدلات النمو والازدهار ، وعقد مؤتمرات اقتصادية دولية بين السودان والدول الصديقة لدعم الاقتصاد السوداني (بالتأكيد الحرب اظهرت لنا الأصدقاء الحقيقين)، والاستفادة من تجارب الإعمار.
هناك الكثير من الدروس القيمة تستخلص من الأزمات التي تمر بها الدول، وتداعيات الحرب في السودان لها ارتدادات على العالم العربي والأفريقي بل والعالمي لاسيما في المجال الاقتصادي ، والجميع يدرك ثقل السودان اقتصادياً وما يمتلكه من موارد وثروات، وكذلك موقعه الجغرافي كنقطة التقاء للتجارة الدولية وممر تجاري للعديد من الدول، مما يؤكد أن السلام والأمن الدوليين لا يمكن النظر إليهما من منظور إقليمي ضيق .
الحرب أظهرت للعالم كله قوة وثبات السودانيين وشجاعة وإقدام قواتنا المسلحة المنتصرة بعزم الرجال وبسالة الأبطال ومؤازرة الشعب السوداني لها وتأييد المولى عز وجل قبل ذلك كله ، فهم (جند الله جند الوطن) .
حان الوقت لنقدم للعالم أنموذجا مشرفاً للبناء وإعادة الإعمار لسودان جديد قوي بأبنائه قبل سلاحه، سودان راسخ بمبادئه مثل جباله، أساسه (المواطنة) لا قبلية ولا جهوية ولا عرقية، يكفي فقط أن تكون سودانياً.
د. إيناس محمد أحمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب