دمشق-سانا

تستقطب حرفة صناعة القيشاني الغنية بالأفكار والرسومات والألوان الجميلة جيل الشباب العاشق للتراث والأصالة كونها جزءاً من الموروث الثقافي الذي يعكس الهوية الوطنية، إضافة إلى أنها ترجمة للقدرة على الإبداع، وذلك حسب الشابة ماريا صوصاني.

وقالت صوصاني 28 عاماً وهي خريجة كلية الإعلام ومعهد الآثار والمتاحف خلال حديثها لـ “سانا” الشبابية: “إنها اتبعت دورة تدريبية نفذتها لجنة دعم الحرف بوزارة الصناعة لتعلم حرفة صناعة القيشاني، حيث حظيت بدعم عائلتها ومحترف جوني غربيان التابع للجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية بدمشق”.

وأضافت صوصاني: إنها بعد حصولها على المبادئ الأساسية للعمل شكلت فريقها المكون من 6 شابات يملكن الشغف والحب لهذا الفن، ويتمتعن بالإرادة، حيث اتبعن دورة تدريبية في حرفة صناعة القيشاني لينتجن أشكالاً مختلفة من التحف والصمديات والأواني المنزلية.

وعن مراحل العمل، أوضحت صوصاني أن حرفة صناعة القيشاني من الحرف التقليدية القديمة التي تتطلب الموهبة والصبر، والخطوة الأهم في العمل هي صناعة القوالب التي يتم العمل عليها لتأتي بعد ذلك مرحلة نخل التراب ونقعه بالماء حتى يتخمر ليصبح قابلاً للتشكيل لصناعة مختلف الأواني المنزلية والتحف والصمديات.

وأشارت إلى أنه بعد تشكيل القطع يتم شيها بالفرن ثم تأتي مرحلة الرسم والتلوين، حيث يتم استخدام ألوان القيشاني وهي الأزرق والكحلي والفيروزي إضافة لاستخدام اللونين الأخضر والأحمر الغامق وبعد الانتهاء من الرسومات تتم إعادة القطعة إلى الفرن لشيها بدرجة حرارة عالية وإكسابها الطبقة الزجاجية الخارجية وبذلك تصبح جاهزة للبيع أو لتقديمها هدايا للزوار والمغتربين.

وحول تسويق منتجاتها، لفتت صوصاني إلى أنها تملك صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تسوق من خلالها منتجاتها، إضافة إلى مشاركتها بالمعارض والتي كان آخرها معرض الحرف التراثية في بيت الأشقر في حارة حنانيا بباب شرقي، مؤكدة أن المشاركة تزيد من خبرتها وتطور منتجاتها أكثر إضافة إلى إسهامها بالتعرف على الحرفيين وتبادل الآراء والأفكار معهم لتطوير العمل.

بدورها الشابة لجين نجم خريجة معهد الآثار والمتاحف قالت: “أحببت حرفة صناعة القيشاني وتعلمتها عن طريق إحدى الدورات التدريبية التي تستقطب جيل الشباب من عمر 18 إلى 35 عاماً، مضيفة: إنها تعمل مع الفريق على إنتاج مختلف أشكال القيشاني من الأدوات والصمديات والتحف.

ونصحت نجم الشابات بتعلم إحدى الحرف التراثية لحفظها من الاندثار، مشيرة إلى أنها استفادت من أوقات الفراغ بإنتاج أشياء مفيدة تعود عليها وعلى أسرتها بالفائدة.

أمجد الصباغ وسكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

السعدي: الحكومة رفعت تعويضات الحرفيين لحماية المهن التقليدية من الإندثار

زنقة 20 ا الرباط

كشف الحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن الحكومة قررت مضاعفة التعويضات الممنوحة للصناع التقليديين المكوّنين، حيث انتقل الأجر عن كل ساعة تكوين من 65 إلى 130 درهمًا، ما يعني ارتفاع التعويض الشهري من 3000 درهم تقريبًا إلى ما يقارب 7800 درهم.

وأوضح السعدي، خلال جوابه على أسئلة النواب في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب اليوم الإثنين، أن هذا القرار يندرج في إطار تحفيز المعلمين الحرفيين على الانخراط في التكوين المهني، بما يضمن استمرارية المهن التقليدية التي تواجه خطر الاندثار.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب يتوفر على أزيد من 69 معهداً ومركزاً للتكوين المهني في مجال الصناعة التقليدية، تقدم تكوينات متخصصة في أكثر من 60 حرفة. لكنه لفت إلى أن الظروف السابقة التي كان يشتغل فيها المكوّنون لم تكن في المستوى المطلوب، ما استدعى تدخل الحكومة لتحسين الوضعية وتحفيز الكفاءات الحرفية على نقل المهارات للأجيال الصاعدة.

وفي السياق ذاته، أعلن السعدي أن برنامج “الكنوز الحرفية” مكن من إحصاء 32 حرفة تقليدية مهددة بالانقراض، مؤكداً أن الحكومة، بشراكة مع منظمة اليونسكو، تسعى إلى تكوين عشرة معلمين جدد على الأقل في كل حرفة بحلول السنة المقبلة.

كما أبرز أن خارطة الطريق الجديدة للتشغيل تسعى إلى توسيع قاعدة التكوين بالتدرج المهني، حيث سيتم رفع عدد المستفيدين من 25 ألف إلى أكثر من 100 ألف شخص، مع إعطاء أهمية خاصة للصناع التقليديين، بالنظر إلى أن نسبة الإدماج في سوق الشغل بعد هذا النوع من التكوين تتجاوز 80%.

وشدد السعدي على أن الصناعة التقليدية ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل مكوّن أصيل من الهوية الثقافية والحضارية للمملكة، داعياً إلى تظافر الجهود لضمان استدامة هذا الإرث في ظل التحولات المجتمعية والاقتصادية الراهنة.

مقالات مشابهة

  • لإحياء الحرف التراثية.. فتيات أسيوط يبدعن في صناعة التللي..صور
  • 2.4 مليون مواطن في سوق العمل الخاص
  • «استشاري الشارقة» يوصي بتطوير البيئة الاستثمارية بالإمارة
  • استعراض التجارب الرائدة في "ملتقى الاستثمار بالتعليم المدرسي الخاص" بالداخلية
  • السعدي: الحكومة رفعت تعويضات الحرفيين لحماية المهن التقليدية من الإندثار
  • 3 أسابيع إجازة بأجر كامل.. مفاجآت سارة للعاملين بالقطاع الخاص
  • برلماني: الدولة تتحمل جزءًا من تأمينات العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد
  • 7 حالات استثنائية لإصدار أو تجديد تصاريح العمل في «الخاص»
  • كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
  • 45 يومًا إجازة بأجر كامل.. مفاجآت سارة للعاملين بالقطاع الخاص بعد إقرار قانون العمل