في مهمة لـ6 أشهر.. الصين ترسل أصغر روادها سنا إلى الفضاء
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أرسلت الصين، الخميس، طاقما يُعد أعضاؤه الأصغر سناً بين روادها، إلى محطة تيانغونغ الفضائية، في ظل سعيها إلى تعزيز خبرتها في مجال الرحلات المأهولة، والهبوط بإحداها على سطح القمر بحلول عام 2030.
وأقلع صاروخ "لونغ مارش 2 اف" الذي حمل الرواد الثلاثة الأعضاء في مهمة "شنتشو-17"، الخميس، في الساعة 11,14 بالتوقيت المحلي (03,14 ت غ) من مركز الإطلاق في جيوتشيوان بصحراء غوبي (شمال غرب الصين)، بحسب المشاهد التي عرضها تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي.
ويضم الطاقم قائد المهمة تانغ هونغبو (48 عاماً)، وزميله تانغ شنغ جي (33 عاماً) بالإضافة إلى جيانغ شين لين (35 عاماً).
ويبلغ متوسط عمر الطاقم 38 عاماً، مقارنة بـ42 عاماً خلال مهمة "شنتشو-16" السابقة.
وحضر العشرات من موظفي برنامج الفضاء، الذين يعيش الكثير منهم على مدار العام في موقع جيوتشيوان الضخم، عملية الإقلاع، واحتفلوا بنجاحها حول العلم الصيني.
وقال الناطق باسم برنامج الفضاء الصيني لين شي تشيانغ، الأربعاء، إن المركبة الفضائية يُتوقع أن تلتحم بالوحدة المركزية لمحطة تيانغونغ "بعد حوالي 6 ساعات ونصف ساعة" من الإقلاع.
ومن المقرر أن يبقى رواد الفضاء في المحطة 6 أشهر.
"الحلم الفضائي"وتمثل هذه الخطوة تجربة قيّمة للبلد الآسيوي العملاق الذي يسعى إلى إرسال إنسان صيني إلى القمر بحلول عام 2030، وهو الهدف الرئيسي لبرنامج فضائي يتقدم بشكل مطرد منذ عقود.
وقد بات لمحطة تيانغونغ، التي اكتمل بناؤها الآن، شكلها النهائي على شكل حرف T ("تي" باللاتينية) منذ أشهر. وهي تشبه في الحجم محطة مير الروسية السوفيتية السابقة، إلا أنها أصغر بكثير من محطة الفضاء الدولية.
هذه المحطة المعروفة أيضاً بـ"CSS" (وهو اختصار لـ"Chinese Space Station" أي "محطة الفضاء الصينية" باللغة الإنكليزية)، يُتوقع أن تظل في مدار الأرض لمدة 10 سنوات على الأقل.
وقد دُفعت الصين جزئياً لبناء محطتها الخاصة بسبب رفض الولايات المتحدة السماح لها بالمشاركة في محطة الفضاء الدولية. ويحظر قانون أميركي أي تعاون تقريباً بين سلطات الفضاء الأميركية ونظيرتها الصينية.
وتتوالى المشاريع المرتبطة بـ"الحلم الفضائي" الصيني في ظل عهد الرئيس شي جينبينغ.
وقد استثمرت الصين في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي الذي يتولى الجيش قيادته، مما مكّنها من تعويض تأخرها في هذا المجال عن الأميركيين والروس.
ويعود تاريخ إرسال أول رائد صيني إلى الفضاء فقط لعام 2003، أما محطتها الفضائية "تيانغونغ" فأصبحت في الخدمة بالكامل في نهاية 2022.
روبوت على المريخويتناوب رواد الفضاء الصينيون على المهمات في المحطة لتأمين حضور مستمر في المختبر المداري، ويجرون التجارب العلمية ويختبرون التقنيات الجديدة.
وفي عام 2019، أرسلت البلاد مركبة هبطت على الجانب البعيد من القمر، وهي الأولى من نوعها في العالم.
وفي عام 2020، أعادت الصين عينات من القمر ووضعت اللمسات النهائية على نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية "بيدو" Beidou. وفي عام 2021، أنزلت الصين روبوتاً صغيراً على سطح المريخ.
وتعتزم إرسال أول طاقم من روادها إلى القمر بحلول عام 2030.
وتتوافر في محطة الفضاء الصينية معدات علمية متطورة، أبرزها "أول نظام ساعة ذرية باردة" مخصصة للفضاء، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).
ومن المتوقع أن "تسبح" تيانغونغ في الفضاء على مدار أرضي متدني العلو على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومترا، مدة عقد على الأقل للسماح للصين بالمحافظة على وجود بشري على المدى الطويل في الفضاء.
ولا تنوي بكين استخدام المحطة لأغراض التعاون مع دول أخرى كما الحال مع محطة الفضاء الدولية، لكنها تؤكد أنها "منفتحة على تعاون" لم تحدد مداه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محطة الفضاء
إقرأ أيضاً:
الصين تطلق قمرًا صناعيًّا لرصد الكوارث الطبيعية
العُمانية: أطلقت الصين قمرًا صناعيًّا لرصد المجالات الكهرومغناطيسية، لتعزيز قدراتها في مجال الرصد المتكامل من الفضاء والجو والأرض للكوارث الطبيعية الكبرى.
وذكرت الهيئة الوطنية الصينية للفضاء أن صاروخًا حاملًا من طراز "لونج مارش-2دي" انطلق من مركز "جيوتشيوان" لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين، وأرسل بنجاح القمر الصناعي "تشانجهنج 1-02" إلى مداره المخطط له.
ووضحت الهيئة، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن القمر الصناعي تم تطويره بشكل مشترك بين الصين وإيطاليا، ويُعد أول قمر صناعي تشغيلي مكرس لدراسة الحقول الفيزيائية للأرض.
ويبلغ العمر التشغيلي المصمم للقمر ست سنوات، وهو مزود بتسع حمولات، من بينها كاشف للمجال الكهربائي طورته الصين وإيطاليا بشكل مشترك، وكاشف للجسيمات عالية الطاقة طورته إيطاليا.
وقال "بنغ وي" نائب مدير إدارة الهندسة المنظومية في الهيئة الوطنية الصينية للفضاء: "سيستخدم العلماء هذه البيانات لدراسة العلاقة بين التغيرات في الحقول الفيزيائية والأنشطة الجيولوجية للأرض، ودعم أبحاث التنبؤ بالزلازل، وأمواج تسونامي، والثورانات البركانية، والطقس المتطرف، وكوارث الطقس الفضائي".
وأضاف أن القمر الصناعي سيعزز بشكل كبير قدرات الصين في الاستشعار المبكر وتقييم المخاطر والرصد والإنذار المبكر للكوارث الطبيعية الكبرى، كما سيُوفر دعمًا بيانيًّا لإدارة الطوارئ، ورسم خرائط الموارد، وصناعات الاتصالات والملاحة، فضلًا عن تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي في المجالات ذات الصلة بين الدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق.