فايننشال تايمز: تدمير حماس بعيد المنال.. والأفضل البحث عن استقرار غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
فكرة اجتياح قطاع غزة وتدمير حركة حماس هو هدف بعيد المنال، والأفضل أن يكون هدف إسرائيل تحقيق الاستقرار في غزة، ومنع العنف من تحول التصعيد إلى صراع إقليمي.
هكذا قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية سفير بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة جون ساورز، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، مستشهدا بأن لدى حماس قاعدة سياسية وجماهيرية كبيرة ودعما خارجيا واسعا من إيران.
وأضاف: "حماس كانت تهدف من خلال هجومها (الوحشي) على إسرائيل غرس الخوف في قلوب الإسرائيليين، ولفت الانتباه إلى قضيتها وإثارة ردود فعل مبالغ فيها".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وتابع ساورز قائلا: "لذلك يجب أن يراجع نتنياهو وحكومته الحربية خياراتهم بعناية أكبر، لأن حرب المدن صعبة ومعقدة، وهو ما شهدناه في حلب وماريوبول، حيث سويت المدينتان بالأرض لهزيمة القوة المتحصنة".
وأضاف أن عملية تطهير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي قادتها الولايات المتحدة استغرقت 9 أشهر، وكلفت الآلاف من القتلى المدنيين.
اقرأ أيضاً
الإطاحة بحماس تهدد بانهيار السلطة الفلسطينية.. إليك الأسباب
كما لفت إلى أن إسرائيل ليس لديها ذلك الوقت، وأن جيشها يعرف أنه سيواجه مطالب بوقف إطلاق النار في وقت مبكر.
وأكد الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية، أن أحد الخيارات التي يفكر فيها الإسرائيليون هو إغلاق قطاع غزة بأكمله بجدار مزدوج، يتكون من حاجز جديد على مسافة ما داخل أراضي غزة، بالإضافة إلى الجدار الحدودي الحالي، وإغلاق المعابر جميعها إلى إسرائيل.
وتابع: "لكن هذا الحل يترك السؤال حول من سيدير غزة ومواطنيها، فليس لدى إسرائيل رغبة في احتلالها مرة أخرى، وكذلك لا تستطيع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية العودة للقطاع على ظهر الدبابات الإسرائيلية، كما أن مصر ترفض استيعاب 2.3 مليون لاجئ".
وأشار الكاتب إن خطوة كهذه من شأنها أن تخدم أجندة بعض الإسرائيليين اليمينيين الذين يريدون طرد الفلسطينيين من منازلهم.
واقترح ساورز تشكيل إدارة دولية ما لإدارة قطاع غزة، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الأمم المتحدة فعلت ذلك من قبل في ناميبيا وكمبوديا والبوسنة وتيمور الشرقية.
وأضاف ستكون التحديات ضخمة وأي وجود من هذا القبيل يجب أن تقوده دول عربية مثل مصر والمغرب والسعودية تكون مقبولة لدى إسرائيل، وتقف إلى جانب سكان غزة، كما يمكن للآخرين مثل باكستان وإندونيسيا ودول الخليج المساهمة.
اقرأ أيضاً
و.س. جورنال: إسرائيل تريد تدمير حماس و5 سيناريوهات لمصير غزة
ووفق الكاتب، فإن الإدارة التي توافق عليها الأمم المتحدة سوف تتطلب تفويضاً من مجلس الأمن، ولن تشارك روسيا والصين إلا إذا كانت هذه مبادرة بقيادة عربية.
وتابع: "البديل هو تفويض الجامعة العربية، لكن هذا وحده قد لا يحمل السلطة اللازمة".
وحذر ساورز من أن تتوسع الأزمة الحالية، على الرغم من أن كلاً من طهران وحزب الله تحدثا بلهجة صارمة بينما تصرفا بحذر.
وتصاعدت وتيرة تبادل الصواريخ عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل خطير، لكن لا يرغب أي من الجانبين في فتح جبهة جديدة.
وسوف تستمر إيران في دعم حماس وحزب الله، ووكلائها في العراق وسوريا واليمن أيضًا، طالما أنها تتبع أيديولوجية الثورة الإسلامية.
واختتم مقاله بالقول: "مع تصاعد العمل العسكري، وتفاقم الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة، ومواجهة خطر العنف من جانب الجماعات المضللة في بلداننا، يجب أن نضع في اعتبارنا الأهداف الأطول أجلا المتمثلة في تحقيق الاستقرار في غزة وإيجاد طريق إلى حل دائم".
اقرأ أيضاً
حماس: تدمير البنايات واستهداف المدنيين بغزة جرائم حرب
المصدر | فايننشال تايمز - نرجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة تدمير إسرائيل فلسطين أمريكا نتنياهو فی غزة
إقرأ أيضاً:
تداعيات تدمير إسرائيل لمطار صنعاء وآخر طائرات اليمن
صنعاء- استهدفت إسرائيل، اليوم الأربعاء، مطار صنعاء الدولي في اليمن، بعد أن شنّت سلسلة غارات جوية، أدت إلى توقف تام للرحلات الجوية في المنفذ الحيوي لليمنيين.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، إن "العدوان الإسرائيلي طال عبر 5 غارات جوية ساحة الطيران في المطار، وشلَّ حركة الطيران".
وأضاف "دمَّرت إسرائيل الطائرة الوحيدة للخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء، والتي تُستخدم في نقل الحجاج والرحلات التجارية إلى الوجهة الوحيدة المتاحة وهي الأردن"، كما استهدف طائرة "خاصة" معطلة تابعة لطيران "السعيدة".
وحذر الشايف من تداعيات "كبيرة جدا" للعدوان، "حيث حرم المرضى والعالقين والحجاج (800 حاج) من السفر، وأعاد المطار إلى نقطة الصفر بتوقف الحركة تماما فيه".
لا ضحاياوفي السياق، نفى مصدر ملاحي يمني للجزيرة نت وقوع إصابات في الأرواح جرّاء العدوان الإسرائيلي على المطار، "رغم أن الحُجاج كانوا في صالة المغادرة الأخيرة متأهبين لصعود الطائرة التي كانت ستقلهم إلى الديار الحجازية"، مبينا أنه وبقصف الطائرة الوحيدة المتبقية لم يعد هناك وسيلة للسفر من مطار صنعاء الدولي.
بدورها، أكدت الخطوط الجوية اليمنية -في بيان لها- تعرض طائرة تابعة لها في مطار صنعاء لاستهداف "مباشر وجبان من العدو الصهيوني".
إعلانوأضافت أن القصف الإسرائيلي وقع قبل لحظات فقط من صعود الحجاج، "ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية".
وأعلنت الشركة للرأي العام اليمني والعالمي "توقّف كامل لرحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، نتيجة لهذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف طائرة مدنية يمنية".
وفي المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، إنه نفّذ، اليوم الأربعاء، "غارات في مطار صنعاء المركزي على قطع جوية تابعة لجماعة الحوثيين".
وادعى أن الحوثيين "استخدموا القطع الجوية لنقل مسلحين دفعوا باعتداءات ضد دولة إسرائيل"، وهو ما نفاه الحوثي الذي سبق أن شدد في أكثر من مناسبة على الاستخدام المدني البحت للمطار.
وتأتي غارات اليوم، غداة إعلان الحوثي تنفيذ عمليتين عسكريتين -أمس الثلاثاء- استهدفت أحدهما مطار بن غوريون وسط إسرائيل، في حين هاجمت الأخرى هدفا حيويا شرقي تل أبيب، بينما أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الحوثيون شنّ هجمات على إسرائيل "إسنادا لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان وحصار إسرائيلي غير مسبوق" حسب الجماعة. في حين سبق أن هاجمت إسرائيل عبر سلسلة غارات مرافق ومواقع حيوية خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وتعليقا على الهجوم، توعَّد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط إسرائيل قائلا إن "العدوان الإجرامي في مطار صنعاء لن يثنينا مهما كان، بل سيدفعنا للمزيد من العمليات ضد إسرائيل".
ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين عن المشاط قوله -خلال زيارته للمطار مطلعا على حجم الأضرار- "نقول للعدو الصهيوني لن نتراجع ولن نستسلم ولن تُكسر إرادتنا أو نتراجع عن قرارنا في إسناد أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار".
إعلانوخاطب المشاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن تستطيع أن تحمي قطعان الصهاينة من صواريخنا، محذرا الشركات التي تواصل السفر إلى مطار بن غوريون بأنها معرضة للخطورة في أي لحظة".
من جهته، حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من أن المواجهة العسكرية الجارية بين الحوثيين وإسرائيل تفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة.
وأضاف -في بيان- أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء، وما نتج عنها من تدمير لطائرة مدنية يمنية، تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خاصة في وقت يستعد فيه الآلاف لأداء مناسك الحج.
وشدد على أن استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مطار صنعاء في اليمن ومطار بن غوريون في إسرائيل، أمر غير مقبول.
ودعا غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وضرورة العودة إلى حوار يمني-يمني، بدعم من الأطراف الإقليمية، باعتباره السبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تحقيق الأمن والسلامة الدائمين في اليمن والمنطقة.
استهداف سابقوسبق أن شنت إسرائيل غارات على مطار صنعاء، حيث استهدفته بضربات مكثفة في السادس من مايو/أيار الجاري، وعطّلته وأوقفت الرحلات فيه 10 أيام.
وأعلن حينها مدير المطار صنعاء خالد الشايف، في تصريح صحفي، أن خسائر الهجوم الإسرائيلي على المطار تقدر بنحو 500 مليون دولار، مضيفا أن إسرائيل دمّرت الصالات بكل ما تحويه من أجهزة ومعدات، إضافة لمبنى التموين بالكامل، كما حطمت 6 طائرات، 3 منها تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية.
وكانت السلطات التابعة للحوثي قد تمكنت من إعادة الرحلات الجوية بعد صيانة المطار، قبل أن يتوقف من جديد بفعل عدوان اليوم.
إعلانويستخدم المطار في نقل الركاب عبر الخطوط الجوية اليمنية إلى وجهة واحدة فقط هي الأردن، إضافة لنقل الحجاج إلى مطار جدة السعودي، فضلا عن الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود وغيرها.