غوتيريش يكلّف لجنة لوضع توصيات للذكاء الاصطناعي بنهاية 2023
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
شكّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس لجنة خبراء مولجة تقديم توصيات بحلول نهاية السنة الجارية في مجال الذكاء الاصطناعي، مبدياً خشيته من أن هذه التكنولوجيا التي توفّر "إمكانات مذهلة" قد تنطوي على "مخاطر" على الديموقراطية وحقوق الإنسان.
ولاحظ غوتيريش في تصريح لوسائل الإعلام أن "العام الفائت شهد تقدماً كبيراً في قدرات الذكاء الاصطناعي وفي استخدامه، من خلال روبوتات الدردشة، واستنساخ الصوت، ومولّدات الصور، وتطبيقات الفيديو وغيرها الكثير".
ورأى أنّ "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسمح للبشرية في هذا الزمن الصعب أن تحقق تقدما كبيرا"، في مجالات عدة كالتعليم ومنع الأزمات ومكافحة التغيّر المناخي.
لكنّه شدّد على أن "كل ذلك يتوقف على الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي وجعلها في متناول الجميع"، مشيرا إلى أن القدرات والمهارات في هذا المجال "تتركز اليوم في أيدي عدد قليل من البلدان والشركات".
وحذّر من أن "المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي تشمل مخاوف جدية تتعلق بالمعلومات المضللة، وبترسيخ التحيز والتمييز، وبالمراقبة وانتهاك الخصوصية، وبالاحتيال وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان".
وإذ فضّل الأمين العام "عدم الخوض في سيناريوهات مروعة"، قال إن "الواضح منذ الآن أن الاستخدام الخبيث للذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوّض الثقة في المؤسسات، ويُضعِف التماسك الاجتماعي، بل ويهدد الديموقراطية". وسبق لغوتيريش أن حذّر من استخدام هذه التقنيات في المجال الدفاعي ومن لجوء المنظمات الإرهابية إليها.
وفي هذا السياق، بادر غوتيريش الذي يدعو إلى استحداث كيان تابع للأمم المتحدة للمساعدة في تنظيم الذكاء الاصطناعي، إلى تشكيل لجنة استشارية الخميس ترفع بحلول نهاية سنة 2023 توصيات أولية في ثلاثة مجالات هي الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، وتقييم مخاطره وتحدياته، والفرص التي يوفرها لتسريع تَقَدُّم البشرية.
وأبرزَ أهمية أن تعمل اللجنة "بسرعة، لأن الوقت ليس لمصلحتنا".
وتضم اللجنة نحو 40 خبيراً في التكنولوجيا والقانون وحماية البيانات الشخصية، من الأوساط الأكاديمية والحكومات والقطاع الخاص.
ومن أبرز هؤلاء المبعوث الخاص أمانديب سينغ جيل، ونائب رئيس "غوغل-ألفابت" لشؤون الذكاء الاصطناعي جيمس مانييكا، والمديرة الفنية لشركة "أوبن إيه آي" الأميركية التي صممت "تشات جي بي تي" ميرا موراتي، ووزير الدولة للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة عمر سلطان العلماء.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غوتيريش الذكاء الاصطناعي التغي ر المناخي الذكاء الاصطناعي والشركات حقوق الإنسان المؤسسات الديموقراطية التكنولوجيا الأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي غوتيريش الذكاء الاصطناعي التغي ر المناخي الذكاء الاصطناعي والشركات حقوق الإنسان المؤسسات الديموقراطية التكنولوجيا تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
في مواجهة التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، برز نوع جديد من الحروب لا يقاس بالقذائف والصواريخ، بل بصور وفيديوهات مزيفة تروج عبر الإنترنت وتنتج بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأصحبت الوسائل الرقمية الحديثة أداة فاعلة في التضليل الإعلامي، حيث تثير البلبلة وتشوش على الحقائق على نطاق واسع.
ونشرت شركة "بلانيت لابس" الجمعة صورة فضائية توثق قاعدة صواريخ في كرمانشاه بإيران بعد الغارات الإسرائيلية، ولكن، بالتزامن مع ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الصور والفيديوهات التي تعود في حقيقتها لأحداث مختلفة أو مزيفة بالكامل، ما يثير القلق حول قدرة الجمهور على التمييز بين الواقع والزيف.
وأكد خبراء من "ستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري" أن تطور الذكاء الاصطناعي جعل من السهل صناعة محتوى بصري واقعي يصعب تمييزه عن الحقيقي، مثل صور الانفجارات أو مشاهد الدمار التي تستخدم أحياناً بشكل مضلل لتضخيم أرقام الضحايا أو حجم الدمار مصدر.
ولا يقتصر هذا النوع من التضليل على جهات معينة، بل يشمل أطرافاً رسمية وأخرى غير حكومية تسعى للتأثير على الرأي العام، سواء بإظهار انتصارات وهمية أو إحداث بلبلة في المشهد السياسي والعسكري.
بحسب "رويترز"، تم تداول صور ومقاطع فيديو تعود لأحداث قديمة أو لكوارث طبيعية في مناطق أخرى، وأُعيد استخدامها كدليل على الأحداث الراهنة، مما يعمق حالة عدم الثقة بين الجمهور مصدر.
هذه الحالة من التضليل تُصعّب عمل الصحفيين والباحثين الحقوقيين، إذ تصبح توثيقات الانتهاكات أقل موثوقية، ويزداد التشكيك في كل ما يُنشر، التحذيرات من "المجلس الأطلسي" تشير إلى أن هذا الفوضى الرقمية يمكن أن تزيد من تفاقم الأزمات، وتعطل جهود التفاوض والحلول السلمية .
رغم وجود أدوات متقدمة للكشف عن الصور والفيديوهات المزيفة، إلا أن صانعي المحتوى المزيف يتطورون باستمرار، ما يجعل المواكبة صعبة. وفق تقرير حديث من "اليونسكو"، تبقى الوسيلة الأهم في مكافحة التضليل هي وعي الجمهور وقدرته على التحقق من المعلومات وعدم الانجرار خلف كل ما يُنشر مصدر.
في ظل هذه المعركة الجديدة، بات الذكاء الاصطناعي ليس فقط مصدراً للتطور، بل سلاحاً يستخدم في الحروب الرقمية، يؤثر على الوعي الجمعي ويغير من قواعد الصراع التقليدية.