قطاع الرياضة إلى أين؟!.. نقّاد ومختصون يطالبون بوضع استراتيجيات لإنقاذ الألعاب الفردية والجماعية
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
الرؤية- أحمد السلماني
يؤكد عدد من النقاد الرياضيين والمتخصصين أن حصول سلطنة عمان على ميداليتين فقط في دورة الألعاب الآسيوية الـ19، إنجاز ضعيف لا يلبي تطلعات الوسط الرياضي، في ظل حصول دول أخرى لا تمتلك نفس المقومات التي تمتلكها السلطنة على العديد من الميداليات وتحقيق الكثير من الإنجازات.
وشاركت سلطنة عُمان ممثلة في اللجنة الأولمبية العُمانية في هذه الدورة الآسيوية في 7 ألعاب رياضية، وهي ألعاب القوى ورفع الأثقال والرياضات المائية والرماية والإبحار الشراعي والطائرة الشاطئية والهوكي، وبلغ عدد أفراد البعثة 75 شخصا من بينهم 44 لاعبا ولاعبة.
وحققت سلطنة عُمان ميداليتين "فضية وبرونزية" في هذه النسخة من الدورة، حيث تمكن منتخب الإبحار الشراعي المكون من البحّارين مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي من الحصول على المركز الثاني والميدالية الفضية ضمن منافسات سباقات قوارب 49 الأولمبية، بينما توج العداء حسين الفارسي بالميدالية البرونزية في نهائي سباق 800 متر جري.
ويرى الدكتور سلطان البلوشي مدرب حراس مرمى، أن قطاع الرياضة في عمان لن يتطور إلا بتحليل البيانات والمشاركات واتخاذ القرارات بناء على النتائج التي تم التوصل إليها، لافتا إلى أن مشاركة منتخباتنا العمانية في المحافل الدولية متواضعة ومقلقة بشكل كبير.
ويضيف: "لن نذهب بعيدا في البطولات طالما لا توجد حوكمة للأداء الرياضي، وفي ظل عدم وجود محاسبة لما يحدث في رياضتنا، حيث تؤدي المحاسبية دوراً كبيرا وهاما في تطوير الرياضة وإنشاء المشاريع الرياضية وضمان استقرار العمل فيها".
ويتابع البلوشي: "الجميع يشعر بخيبة أمل كبيرة، على الرغم من مشاركة السلطنة في الدورات الآسيوية منذ عام 1982، كما أننا نعاني من اختفاء المواهب جيلا بعد جيل بسبب ضعف التخطيط الاستراتيجي وعدم مصداقية خطط الرعاية للرياضيين، فلماذا لا يتم دراسة الواقع الرياضي واستنباط التوصيات والحلول منه، وهل يعقل أن نستمر على هذا المنوال؟".
ويذكر البلوشي أن الفترات السابقة أجريت استطلاعات للرياضيين، وخرج الاستطلاع بعدد من التوصيات ومن بينها: أهمية العمل على إحداث تغييرات جذرية في الإدارات الرياضية، وتطويع التشريعات بما يساهم في الارتقاء بالرياضة العمانية لمنصات التتويج، لكنه ولم يتم العمل على ذلك، متابعا: "أتمنى أن تقوم اللجنة الأولمبية بمتابعة شفافة لعمل لجان التقييم والمتابعة التي تم استحداثها للاتحادات التي شاركت وتطبيق مبدأ المحاسبية، والخروج بخطة عمل بعيدة المدى للتنافس القوي في المحافل الآسيوية، وقد سبقتنا الكثير من الدول الأقل دعماً لرياضاتها لكنها تخطط بالشكل السليم، ولديها شفافية في الإفصاح عن نتائج عملها، بل والأهم أنها توظف العقول المناسبة لتحقيق أهدافها".
من جهته، يقول الإعلامي وليد الخفيف إن بعض الاتحادات بالإضافة إلى اللجنة الأولمبية تعيش حالة من التخبط في ظل سكون الوسط الإعلامي الرياضي عن هذه الحالة، مبينا أن الحل يكمن في العودة إلى نظام التعيين أو تطبيق الانتخابات الموجهة مثل العديد من الدول في المنطقة، بالإضافة إلى ضخ المال لتطوير قطاعات الرياضة المختلفة وتعزيز مستوى الرقابة، لأن الوضع الحالي لا يحقق أي هدف ويزيد من تمسك أصحاب المناصب بمقاعدهم.
ويشير إلى أن النتائج الحالية التي تم تحقيقها كفيلة بأن يتقدم مجلس إدارة اللجنة الأولمبية باستقالته دون عودة.
أما الناقد الرياضي فاضل المزروعي، فيلفت إلى أن المشاركة في النسخة التاسعة عشر من دورة الألعاب الأسيوية بالصين 2023، تعد الأفضل مقارنة بالمشاركات السابقة، إذ حققت السلطنة ميداليتين الأولى برونزية في ألعاب القوى للمرة الأولى في تاريخ المشاركات والثانية فضية في الإبحار الشراعي، مؤكدا أن هذه النتائج لا ترتقي إلى مستوى الطموح الذي يرغب فيه الوسط الرياضي، لأن الطموح يرتقي إلى سماع عزف السلام السلطاني في محافل التتويج ورفع العلم العماني عند تحقيق المراتب الأولى.
ويؤكد المزروعي أن السلطنة تملك من الإمكانيات المادية والبشرية ما لا تملكه الكثير من الدول المشاركة والتي نجحت في حصد عدد من الميداليات، وأن ذلك يعود النهج المتبع في إعداد الرياضيين لمثل هذه الدورات، إذ إن الإعداد للألعاب الخليجية والعربية ليس كالإعداد للألعاب الآسيوية والأولمبياد، موضحا: "نحن نعمل بوتيرة واحدة، من خلال التدريب المحلي طوال السنة ثم الذهاب إلى معسكر خارجي قبل المشاركة بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فيما يعمل الآخرون على مدار السنة لذلك تأتي النتائج هزيلة وأرقام لاعبينا لا تتطور بسرعة".
ويقترح المزروعي ضرورة تقييم الوضع الحالي لجميع الرياضات وخصوصا الفردية وتقييم أداء الرياضيين واختيارهم بطرق علمية وفنية، ووضع أهداف لسعي إلى تحقيقها محليا وإقليميا ودوليا، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى وخبراتها، واستهداف النجوم الواعدين وإلحاقهم بجامعات وأكاديميات بالدول المتقدمة رياضا للاستفادة القصوى من أسلوب ونهج العمل هناك، وتحديد ميزانية مادية تساعد على الارتقاء بقطاع الرياضة وإعداد اللاعبين بشكل جيد لتمثيل سلطنة عمان على أكمل وجه
ويقول الدكتور سليمان البلوشي، أكاديمي وناقد إعلامي: "السيناريو نفسه يتكرر قبل كل مشاركة، الاستعدادات لازالت موسمية وتعتمد على الأموال المتوفرة، وليست لدينا خطط طويلة المدى لعدم توفر الإمكانات لذلك، كما أن معايير الاختيار باللجنة الأولمبية تحتاج لخبراء فنيين مختصين، والدعم المادي ضعيف للرياضة التنافسية، ولا يمكن أن نطالب بتحقيق إنجازات أكبر دون زيادة الدعم المالي، حيث إن صناعة الأبطال تحتاج إلى تخطيط ودعم وعمل جاد وشاق".
ويضيف: "علينا التركيز على الألعاب الفردية لتحقيق الميداليات في الدورات الرياضية، نحتاج إلى متخصصين في الإدارة الرياضية والمدربين والفنيين حتى نتطور، علينا أن نؤهل ونستقطب كفاءات فنية وإدارية على أعلى مستوى ولايمكن التعويل على مجهودات المتطوعين لتحقيق إنجازات في الرياضات ذات الأداء العالي، ويجب العمل على الفئات السنية وتنمية المواهب وصناعة الأبطال هو أمل الرياضة العمانية".
ويشير إلى أن الإبحار الشراعي يحظى بدعم كبير ولذلك حصل على ميدالية فضية، كما أن العداء حسين الفارسي تم اكتشافه وتدريبه خارج البلاد وتبنته الوزارة والاتحاد، ولذلك يرتقب الوسط الرياضي وضع استراتيجيات لتحقيق المزيد من الإنجازات، مبينا: "نحن نشعر بالتفاؤل بإنشاء المدينة الرياضية وبمستقبل الرياضة العمانية، وهذه المدينة دليل على الاهتمام السامي بفئة الشباب".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة التی تم إلى أن
إقرأ أيضاً:
أطباء بريطانيا يطالبون بتشديد الرقابة على مشروبات الطاقة بعد سكتة دماغية لرجل يشرب 8 علب يوميا
بعد أن طلب الأطباء من المريض التوقف تماما عن استهلاك مشروبات الطاقة، عاد ضغط الدم لديه إلى المستوى الطبيعي المعتاد من جديد، كما كان من قبل. سكتة دماغية بعد ثمانية مشروبات طاقة يوميا: تحذير من مخاطر قلبية وعائية
أصيب رجل بريطاني كان يتمتع بصحة جيدة سابقا بسكتة دماغية بعد تناوله ثمانية من مشروبات الطاقة يوميا، ما دفع أطباء إلى التحذير من أن هذه المشروبات الشائعة قد ترفع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. الرجل في الخمسينيات من عمره، لم يكن مدخنا ولم يتناول الكحول أو يتعاطى المخدرات.
توجه إلى المستشفى بعدما خدر جانبه الأيسر فجأة وأصيب بمشكلات في التوازن والمشي والبلع والكلام، وهي أعراض كلاسيكية للسكتة الدماغية. وقد أصيب بالسكتة في المهاد، وهو جزء من الدماغ معني بالحركة والإدراك الحسي. ورغم أنه بدا سليما بخلاف ذلك، بلغ ضغط دمه 254/150 ملليمتر زئبق، وهو مستوى شديد الارتفاع. أعطي أدوية لخفض ضغط الدم، لكن ما إن عاد إلى المنزل حتى ارتفع مجددا وبقي مرتفعا حتى بعد زيادة الجرعات.
Related هل مشروبات "الدايت" صحية حقًا؟ دراسة جديدة تكشف مخاطرها الخفيةعندها تبيّن للأطباء أنه كان يشرب في المتوسط ثمانية مشروبات طاقة يوميا، يحتوي كل منها على نحو 160 ملليغراما من الكافيين، ما رفع مدخوله اليومي إلى 1.280 ملليغراما، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الحد الأقصى الموصى به والبالغ 400 ملليغرام. وبعد أن طُلب منه التوقف عن تناول مشروبات الطاقة، عاد ضغط دمه إلى الطبيعي ولم يعد بحاجة إلى دواء، لكنه لم يستعد الإحساس كاملا في جانبه الأيسر، وذلك وفقا لدراسة حالة منشورة في BMJ Case Reports. وقال المريض: "لم أكن بطبيعة الحال على دراية بالمخاطر التي كانت تسببها لي مشروبات الطاقة". وأضاف: "لقد تُركت مع خدر في الجانب الأيسر من اليد والأصابع والقدم وأصابع القدم حتى بعد ثماني سنوات".
دعوات لتشديد القيود وزيادة الوعييدعو الطبيبان مارثا كويل وسونيل مونشي من "Nottingham University Hospitals NHS Trust" إلى فرض قيود أكثر صرامة على مشروبات الطاقة وزيادة الوعي بالمخاطر القلبية الوعائية المحتملة، ولا سيما بين الفئات الشابة التي يُعتقد عموما أنها أقل عرضة للسكتات الدماغية. وقالا: "من الممكن أن يؤدي الاستهلاك الحاد والمزمن لمشروبات الطاقة إلى زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، والمهم أن ذلك قد يكون قابلا للعكس"، مع إقرارهما بأن "الأدلة الحالية غير حاسمة". وتمثل هذه حالة واحدة فقط، وتلزم بيانات إضافية لإثبات أن مشروبات الطاقة ترفع بالفعل مخاطر صحة القلب، لكن وبما أن السكتات الدماغية وأمراض القلب شائعة جدا، ينبغي بذل مزيد من الجهود للحد من المخاطر المحتملة.
وختم الطبيبان بالقول: "في حالات ارتفاع ضغط الدم غير المبرر، ينبغي على الأطباء الاستفسار عن استهلاك مشروبات الطاقة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة