الرؤية- أحمد السلماني

يؤكد عدد من النقاد الرياضيين والمتخصصين أن حصول سلطنة عمان على ميداليتين فقط في دورة الألعاب الآسيوية الـ19، إنجاز ضعيف لا يلبي تطلعات الوسط الرياضي، في ظل حصول دول أخرى لا تمتلك نفس المقومات التي تمتلكها السلطنة على العديد من الميداليات وتحقيق الكثير من الإنجازات.

وشاركت سلطنة عُمان ممثلة في اللجنة الأولمبية العُمانية في هذه الدورة الآسيوية في 7 ألعاب رياضية، وهي ألعاب القوى ورفع الأثقال والرياضات المائية والرماية والإبحار الشراعي والطائرة الشاطئية والهوكي، وبلغ عدد أفراد البعثة 75 شخصا من بينهم 44 لاعبا ولاعبة.

وحققت سلطنة عُمان ميداليتين "فضية وبرونزية" في هذه النسخة من الدورة، حيث تمكن منتخب الإبحار الشراعي المكون من البحّارين مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي من الحصول على المركز الثاني والميدالية الفضية ضمن منافسات سباقات قوارب 49 الأولمبية، بينما توج العداء حسين الفارسي بالميدالية البرونزية في نهائي سباق 800 متر جري.

ويرى الدكتور سلطان البلوشي مدرب حراس مرمى، أن قطاع الرياضة في عمان لن يتطور إلا بتحليل البيانات والمشاركات واتخاذ القرارات بناء على النتائج التي تم التوصل إليها، لافتا إلى أن مشاركة منتخباتنا العمانية في المحافل الدولية متواضعة ومقلقة بشكل كبير.

ويضيف: "لن نذهب بعيدا في البطولات طالما لا توجد حوكمة للأداء الرياضي، وفي ظل عدم وجود محاسبة لما يحدث في رياضتنا، حيث تؤدي المحاسبية دوراً كبيرا وهاما في تطوير الرياضة وإنشاء المشاريع الرياضية وضمان استقرار العمل فيها".

ويتابع البلوشي: "الجميع يشعر بخيبة أمل كبيرة، على الرغم من مشاركة السلطنة في الدورات الآسيوية منذ عام 1982، كما أننا نعاني من اختفاء المواهب جيلا بعد جيل بسبب ضعف التخطيط الاستراتيجي وعدم مصداقية خطط الرعاية للرياضيين، فلماذا لا يتم دراسة الواقع الرياضي واستنباط التوصيات والحلول منه، وهل يعقل أن نستمر على هذا المنوال؟".

ويذكر البلوشي أن الفترات السابقة أجريت استطلاعات للرياضيين، وخرج الاستطلاع بعدد من التوصيات ومن بينها: أهمية العمل على إحداث تغييرات جذرية في الإدارات الرياضية، وتطويع التشريعات بما يساهم في الارتقاء بالرياضة العمانية لمنصات التتويج، لكنه ولم يتم العمل على ذلك، متابعا: "أتمنى أن تقوم اللجنة الأولمبية بمتابعة شفافة لعمل لجان التقييم والمتابعة التي تم استحداثها للاتحادات التي شاركت وتطبيق مبدأ المحاسبية، والخروج بخطة عمل بعيدة المدى للتنافس القوي في المحافل الآسيوية، وقد سبقتنا الكثير من الدول الأقل دعماً لرياضاتها لكنها تخطط بالشكل السليم، ولديها شفافية في الإفصاح عن نتائج عملها، بل والأهم أنها توظف العقول المناسبة لتحقيق أهدافها".

من جهته، يقول الإعلامي وليد الخفيف إن بعض الاتحادات بالإضافة إلى اللجنة الأولمبية تعيش حالة من التخبط في ظل سكون الوسط الإعلامي الرياضي عن هذه الحالة، مبينا أن الحل يكمن في العودة إلى نظام التعيين أو تطبيق الانتخابات الموجهة مثل العديد من الدول في المنطقة، بالإضافة إلى ضخ المال لتطوير قطاعات الرياضة المختلفة وتعزيز مستوى الرقابة، لأن الوضع الحالي لا يحقق أي هدف ويزيد من تمسك أصحاب المناصب بمقاعدهم.

ويشير إلى أن النتائج الحالية التي تم تحقيقها كفيلة بأن يتقدم مجلس إدارة اللجنة الأولمبية باستقالته دون عودة.

أما الناقد الرياضي فاضل المزروعي، فيلفت إلى أن المشاركة في النسخة التاسعة عشر من دورة الألعاب الأسيوية بالصين 2023، تعد الأفضل مقارنة بالمشاركات السابقة، إذ حققت السلطنة ميداليتين الأولى برونزية في ألعاب القوى للمرة الأولى في تاريخ المشاركات والثانية فضية في الإبحار الشراعي، مؤكدا أن هذه النتائج لا ترتقي إلى مستوى الطموح الذي يرغب فيه الوسط الرياضي، لأن الطموح يرتقي إلى سماع عزف السلام السلطاني في محافل التتويج ورفع العلم العماني عند تحقيق المراتب الأولى.

ويؤكد المزروعي أن السلطنة تملك من الإمكانيات المادية والبشرية ما لا تملكه الكثير من الدول المشاركة والتي نجحت في حصد عدد من الميداليات، وأن ذلك يعود النهج المتبع في إعداد الرياضيين لمثل هذه الدورات، إذ إن الإعداد للألعاب الخليجية والعربية ليس كالإعداد للألعاب الآسيوية والأولمبياد، موضحا: "نحن نعمل بوتيرة واحدة، من خلال التدريب المحلي طوال السنة ثم الذهاب إلى معسكر خارجي قبل المشاركة بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، فيما يعمل الآخرون على مدار السنة لذلك تأتي النتائج هزيلة وأرقام لاعبينا لا تتطور بسرعة".

ويقترح المزروعي ضرورة تقييم الوضع الحالي لجميع الرياضات وخصوصا الفردية وتقييم أداء الرياضيين واختيارهم بطرق علمية وفنية، ووضع أهداف لسعي إلى تحقيقها محليا وإقليميا ودوليا، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى وخبراتها، واستهداف النجوم الواعدين وإلحاقهم بجامعات وأكاديميات بالدول المتقدمة رياضا للاستفادة القصوى من أسلوب ونهج العمل هناك، وتحديد ميزانية مادية تساعد على الارتقاء بقطاع الرياضة وإعداد اللاعبين بشكل جيد لتمثيل سلطنة عمان على أكمل وجه

ويقول الدكتور سليمان البلوشي، أكاديمي وناقد إعلامي: "السيناريو نفسه يتكرر قبل كل مشاركة، الاستعدادات لازالت موسمية وتعتمد على الأموال المتوفرة، وليست لدينا خطط طويلة المدى لعدم توفر الإمكانات لذلك، كما أن معايير الاختيار باللجنة الأولمبية تحتاج لخبراء فنيين مختصين، والدعم المادي ضعيف للرياضة التنافسية، ولا يمكن أن نطالب بتحقيق إنجازات أكبر دون زيادة الدعم المالي، حيث إن صناعة الأبطال تحتاج إلى تخطيط ودعم وعمل جاد وشاق".

ويضيف: "علينا التركيز على الألعاب الفردية لتحقيق الميداليات في الدورات الرياضية، نحتاج إلى متخصصين في الإدارة الرياضية والمدربين والفنيين حتى نتطور، علينا أن نؤهل ونستقطب كفاءات فنية وإدارية على أعلى مستوى ولايمكن التعويل على مجهودات المتطوعين لتحقيق إنجازات في الرياضات ذات الأداء العالي، ويجب العمل على الفئات السنية وتنمية المواهب وصناعة الأبطال هو أمل الرياضة العمانية".

ويشير إلى أن الإبحار الشراعي يحظى بدعم كبير ولذلك حصل على ميدالية فضية، كما أن العداء حسين الفارسي تم اكتشافه وتدريبه خارج البلاد وتبنته الوزارة والاتحاد، ولذلك يرتقب الوسط الرياضي وضع استراتيجيات لتحقيق المزيد من الإنجازات، مبينا: "نحن نشعر بالتفاؤل بإنشاء المدينة الرياضية وبمستقبل الرياضة العمانية، وهذه المدينة دليل على الاهتمام السامي بفئة الشباب".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة التی تم إلى أن

إقرأ أيضاً:

لمرشحي الرئاسة.. اقتصاديو إيران يطالبون بوضع برامج اقتصادية والسعي لرفع العقوبات

طهران– لطالما شكل الاقتصاد أبرز هواجس الناخب والمتقدمين بأوراق الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران المقررة في 28 من الشهر الجاري لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي قضى في حادث طيارة الشهر الماضي.

وفي هذا السياق نشر عدد من علماء الاقتصاد الإيرانيين رسالة مفتوحة عدّدوا فيها التحديات الاقتصادية، وقدموا لها حلولا، معتبرين أن سبيل إنقاذ الاقتصاد الوطني يمر عبر رفع العقوبات والعودة من السياسات الاقتصادية إلى علم الاقتصاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير اقتصادي يحلل أسباب سقوط الريال الإيرانيخبير اقتصادي يحلل أسباب سقوط الريال ...list 2 of 2هل نجحت إيران في الالتفاف على العقوبات بأسلوب المقايضة؟هل نجحت إيران في الالتفاف على العقوبات ...end of list

وفي الرسالة الموجهة إلى مرشحي الانتخابات الرئاسية، حددت "جمعية الاقتصاديين الإيرانيين" غير الحكومية، التحديات الماثلة أمام الاقتصاد الوطني في محاور عدة أبرزها:

انخفاض النمو الاقتصادي ارتفاع التضخم تراجع قيمة العملة الوطنية ارتفاع معدلات البطالة انعدام العلاقات الوطيدة على المستوى الدولي لخدمة الاقتصاد انتشار الفساد أزمة في الطاقة تراجع الرفاه خروج الثروات البشرية ورؤوس الأموال من البلاد زعزعة الثقة العامة اتساع الشرخ في توزيع الثروات وأكدوا على مواجهة البلاد لأزمة بيئية كبيرة، ومشكلات نابعة عن انخفاض الموارد المائية وارتفاع مستوى تلوث الجو. الحلول والعلاج

وطالب بيان جمعية الاقتصاديين الإيرانيين، الحكومة القادمة باتخاذ خطة طويلة المدى تمهيدا لحلحلة هذه التحديات على المستويين الداخلي والدولي، وأوصى بالعمل على رفع العقوبات وإزالة التوترات وضرورة التعامل البناء مع الاقتصادات المتقدمة على الساحة الدولية.

ودعا البيان، مرشحي الانتخابات الرئاسية إلى إيلاء الأهمية القصوى لنمو الاقتصاد ومعيشة المواطن وبذل المساعي لتنسيق جميع قدرات البلاد في سبيل تحقيق الأهداف الاقتصادية ومكافحة الفساد، معتبرا أن الجهات المرتبطة بمراكز اتخاذ القرار تشكل تحديا كبيرا أمام التخطيط الناجح.

ولدى إشارة البيان -الذي وزعته جمعية الاقتصاديين الإيرانيين على وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية- إلى ضرورة تلبية المطالب الشعبية وضمان الحريات الاجتماعية وتعزيز الثروات الاجتماعية لجلب مشاركة شرائح الشعب في السياسات الوطنية. وطالب علماء الاقتصاد بإزالة التوتر بين الفرقاء السياسيين في الداخل وإصلاح التعددية الاجتماعية.

موظفو مقر الانتخابات ينتظرون استقبال المرشحين للتسجيل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية (رويترز) عجز الميزانية

ورأى البيان في الميزانية الخفية وسائر النفقات خارج إطار الميزانية تحديا آخر يتسبب في زيادة عجز الميزانية، وحث الحكومة المقبلة على إصلاح الموازنة ونقل جميع النفقات إلى وثيقة مالية موحدة، فضلا على ضرورة تعديل بعض بنود الدستور لتعزيز مكانة القطاع الخاص وحذف القطاعات شبه الحكومية المحسوبة على المؤسسات الرسمية.

ورأت جمعية الاقتصاديين الإيرانيين في إعفاء بعض الشركات والمؤسسات المنتمية إلى بعض الجهات المتنفذة من تسديد الضرائب تمييزا لا يمت بصلة إلى مبدأ العدالة، مؤكدين ضرورة مراعاة المساواة والقانون في التعامل مع المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص وشرائح الشعب.

وأوصى علماء الاقتصاد، الحكومة المقبلة بتقليص نفقاتها لاحتواء التضخم وتقليصه تمهيدا لخفض ضرائب الشرائح المتوسطة الدخل والشركات الصغيرة، ورأت الجمعية في كف الحكومة عن المداخلات في الأسواق سبيلا صائبا لعودة الهدوء إليها.

رفع العقوبات

ورأى البيان، أن الاقتصاد الوطني لا يستقيم سوى بتعديل السياسات العليا ومقارعة الفساد وتعزيز قيمة العملة الوطنية ودعم الإنتاج والحفاظ على البيئة وتعبيد الطرق لاستقطاب الاستثمارات بما فيها الخارجية.

وختاما، عبّرت جمعية الاقتصاديين الإيرانيين عن أمنياتها بأن يعترف مرشحو الانتخابات الرئاسية بالأخطاء الاقتصادية وغيرها خلال العقدين الماضيين وما أدت إليه من وقوع البلاد في فخ العقوبات وتشديد وطأتها، وأن يعلنوا استعدادهم لرفع موانع التنمية وإعداد برامج اقتصادية علمية تؤدي إلى إبطال مفعول تلك الأخطاء.

ودعت المرشحين إلى إعداد برامج اقتصادية مبنية على علم الاقتصاد، وحثت الرئيس المقبل على العمل لإلغاء العقوبات المفروضة على البلاد في برنامجه. وأعربت عن استعدادها لتقديم استشارات تخصصية للرئيس المقبل لتجاوز التحديات والأزمات التي تهدد الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • ختام برنامج شهادة المدرب الوطني.. غدا
  • وزير الرياضة يؤازر المنتخب الأوليمبي في مباراته الودية أمام كوت ديفوار
  • وزير الرياضة يؤازر المنتخب الأوليمبي في مباراته الودية أمام كوت ديفوار استعدادا لأولمبياد باريس 2024
  • وزير الرياضة يؤازر المنتخب الأوليمبي في مباراته الودية أمام كوت ديفوار إستعدادا لأولمبياد باريس 2024
  • 8 مراكز تدريبية لبرنامج صيف الرياضة بشمال الشرقية
  • ستاد الإسكندرية يفتتح عددا من المدارس الرياضية لإعداد وتأهيل اللاعبين
  • «الشارقة الرياضي» يعتمد فعاليات «عطلتنا غير»
  • 25 عام من الإنجازات للرياضات الفردية الأردنية
  • يوم رياضي في انطلاق صيف الرياضة بشمال الباطنة والظاهرة
  • لمرشحي الرئاسة.. اقتصاديو إيران يطالبون بوضع برامج اقتصادية والسعي لرفع العقوبات