قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن المعتقل عاصف الرفاعي 21 عامًا، من قرية كفر عين برام الله، المصاب بالسرطان، يتعرض لجريمة إهمال طبي ممنهجة من إدارة سجون الاحتلال، ووضعه الصحي آخذ بالتدهور بشكل سريع وملحوظ.

وأوضحت هيئة الأسرى، في بيان، اليوم الإثنين، أن المعتقل الرفاعي يعاني مرض السرطان المنتشر في جميع أنحاء جسده، خاصة في منطقة الظهر والأطراف، وقد خضع لـ14 جلسة علاج كيماوي، وتم تركيب إبرة على جسده لمدة 48 ساعة.

وفي سياق آخر، قالت الهيئة، إن الوضع في عيادة سجن الرملة صعب للغاية، ومنذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري، وحتى اليوم، تضيق عليهم مصلحة السجون بشكل كبير جدا، وخاصة أن العيادة تضم المعتقلين من ذوي الأمراض المزمنة، وهم بحاجة إلى عناية صحية بشكل مستمر.

ومن أبرز هذه الإجراءات: منعهم من إجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم، والتضييق على المحامين بالزيارة، وسحب جميع الأدوات الكهربائية من القسم، ويشمل ذلك التلفاز والبلاطة التي تُستخدم للطبخ، والكمكم لتسخين المياه، وأجهزة الراديو، وجميع الأدوات الكهربائية والإلكترونية دون استثناء، وسحب المواد التموينية والمشروبات الساخنة التي بحوزتهم، ونفاذ المياه المعدنية التي كانوا يعتمدون عليها بالشرب، ولا يسمحون لهم بشراء غيرها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار فلسطين أخبار فلسطين اليوم اخبار فلسطين الآن اسرائيل الأسرى الفلسطينين الاحتلال الاسرائيلي القضية الفلسطينية سجون الاحتلال عاصف الرفاعي فلسطين هيئة الأسرى

إقرأ أيضاً:

بيئة تحتضن الاختلاف

 

 

آمنة بنت عبدالملك البلوشية

في كل مرة نسمع فيها عن اضطراب طيف التَوَحُّد، يتبادر إلى أذهاننا ذلك التحدي الذي يعيشه الطفل أو المراهق المصاب به في بيئته، وكيف يبدو العالم من حوله معقّدًا ومربكًا أحيانًا. إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بحالة طبية أو تشخيص عصبي، بل يتعلق بإنسان يرى الأشياء بطريقة مختلفة، يشعر بها على نحو أعمق، ويحتاج إلى من يفهمه لا من يشفق عليه، ويحتويه لا من يفرض عليه نمطًا لا يشبهه.

وإذا كان التعليم حقًا للجميع، فإن البيئة الدراسية ينبغي أن تكون المكان الأول الذي يحتوي هؤلاء الأطفال، لا أن ينفرهم. فهي ليست فقط مساحة لتلقّي المعلومات، بل بيئة اجتماعية وثقافية وسلوكية تُسهم في تشكيل شخصية الطفل وبناء ثقته بنفسه. من هنا، فإن تهيئة المدرسة لتناسب الأطفال المصابين بالتَوَحُّد، هو واجب تربوي وأخلاقي وإنساني، يبدأ من الاعتراف باختلافهم لا التنصل منه، ويمتد ليصل إلى كل تفصيله داخل الصف أو خارجه.

حين نهيئ بيئة دراسية تتفهم طبيعة التَوَحُّد، فنحن نخفف الكثير من المعاناة اليومية التي يعيشها الطفل، خاصة في التفاعل الاجتماعي، وهو الجانب الذي يعاني فيه المصابون بالتَوَحُّد صعوبة بالغة. فالإشارات غير اللفظية، ولغة الجسد، ونظرات العيون، كلها تفاصيل قد تربكهم أو تمر دون أن يلتقطوها، مما يجعل التواصل مع أقرانهم أمرًا مربكًا أحيانًا. ولذلك فإن تقديم أنشطة تفاعلية موجهة تساعدهم على التعبير والتواصل، يفتح لهم أبوابًا لفهم الآخر، وتعلم مهارات جديدة بثقة وطمأنينة.

ومع التفاعل، تبرز تحديات التحفيز الحسي، التي تختلف من طفل لآخر. فبعضهم قد يعاني من حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة، وقد يشعر بالتوتر أو القلق من لمسة غير متوقعة. لذا فإن ضبط المحيط المدرسي ليكون هادئًا ومنظمًا، واستخدام ألوان مريحة وإضاءة معتدلة، كلها عوامل تخلق بيئة أكثر أمانًا لهؤلاء الأطفال وتساعدهم على التركيز والراحة.

كما أن وضوح البيئة من حيث التنظيم ينعكس مباشرة على شعور الطفل بالأمان. فعندما تكون الأمور مرتبة، والجداول مرئية، والأنشطة متوقعة، تقل نسبة القلق لدى الطفل المصاب بالتَوَحُّد. بل إن استخدام الوسائل البصرية مثل الجداول المصورة أو التعليمات المكتوبة يساهم في جعل الروتين مفهوماً وسهل التوقع، وهو ما يمنحهم الشعور بالسيطرة على مجريات يومهم.

ولأن التعليم لا يتوقف عند المحتوى؛ بل يشمل الطريقة التي يُقدّم بها، فإن وجود خطط تعليمية فردية تناسب كل حالة يعتبر ضرورة وليس ترفًا. فطفل التَوَحُّد قد يحتاج إلى وسائل بصرية أكثر، أو أنشطة حسية، أو تكرار وتدرج في المعلومات. وكلما تنوعت الوسائل وتعددت الطرق، كلما زادت فرص الفهم والتأهيل بشكل أعمق وأكثر فاعلية.

وفي المقابل، لا يكتمل كل ذلك دون دعم اجتماعي وعاطفي حقيقي. وهذا لا يعني فقط وجود متخصصين في المدرسة؛ بل الأهم هو وجود وعي عام بين المعلمين والطلبة حول ما هو التَوَحُّد، وكيفية التعامل مع من يعيشونه. فعندما يعرف الزملاء أن زميلهم يختلف في التعبير أو الفهم، ويتقبلونه، فإنهم يخلقون له بيئة احتواء لا عزلة، وإن تعرّف المعلم على طبيعة التحديات السلوكية والتواصلية، واستعمل الاستراتيجيات المناسبة، فإنه يصبح حليفًا لا مجرد ناقل للمعرفة.

ومن خلال بعض الخطوات البسيطة، يمكن للمدرسة أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة هذا الطفل. كأن تكون الفصول هادئة ومنظمة، تُستخدم فيها ألوان مريحة، وتُقسّم المساحات لتشمل أنشطة فردية وجماعية، وتُقدّم فيها بطاقات بصرية مساعدة. إضافة إلى ذلك، يجب أن يكون هناك تواصل مستمر مع ولي الأمر، لأن الشراكة مع الأسرة تسهم في بناء صورة أشمل عن الطفل، وتسمح بمتابعة دقيقة لتطوره وتقدّمه.

أما أهم ما يمكن تقديمه للطفل المصاب بالتَوَحُّد، فهو منحه الفرصة للتعبير عن نفسه. أن يُشجّع على أن يقول ما يشعر به، ولو بوسائل غير لفظية. أن يُمنح الوقت، والمكان، والإصغاء، حتى يكتشف ذاته ويثق في قدراته. ومع الوقت، وبالاحتواء، يمكن أن يتحول الطفل الصامت إلى متحدث، والخجول إلى مشارك، والمتحفّظ إلى مبدع.

ولعل أجمل ما يمكن أن نختتم به، هو أن نقول إن الطفل المصاب بالتَوَحُّد لا يحتاج للشفقة؛ بل للفهم، ولا يريد التغيير؛ بل الاحترام، ولا يطلب التكيّف مع المجتمع؛ بل أن يتكيّف المجتمع معه. وإن البيئة الدراسية، حين تُبنى على الفهم والرحمة والعدل، فإنها تُخرج من الطفل أفضل ما فيه، وتمنحه الأمل في غدٍ مشرق يشبهه، لا يُفرض عليه.

مقالات مشابهة

  • ‏الكرملين: جميع الأطراف مهتمة بإنجاز تبادل 1000 أسير عن كل جانب بين روسيا وأوكرانيا بشكل سريع
  • الإعلان عن استشهاد المعتقل عمرو عودة من قطاع غزة في معسكر "سديه تيمان"
  • رئيس هيئة الدواء : تطوير الرقابة على المصانع والأسواق بشكل مستدام
  • وزير الري: تنسيق بين هيئة المساحة وجهات الدولة لتقديم الخدمات بشكل جيد
  • اليوم العالمي للشاي.. زيادة الوعي بتاريخه وأهميته الثقافية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم
  • بيئة تحتضن الاختلاف
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • منع التكدس وتقديم الخدمات بصورة لائقة للمواطنين ..أبرز توصيات اجتماع هيئة التأمين الصحي
  • لماذا فتح الرفاعي ملف الاستقلال الآن؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال