قال الدكتور أشرف عكة، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال، إن غزة صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي رغم استمرار العدوان منذ ثلاثة أسابيع، فالشعب الفلسطيني رفض كل أشكال التهجير القسري، وتحمل كل هذه الآلة الحربية المتطورة، معقبًا: "الحمم التي تسقط من المدافع والطيران لم تثني الشعب الفلسطيني عن القتال".

وتابع "عكة"، خلال حواره مع الإعلامية شيرين شوقي، عبر برنامج "زووم"، ببرنامج "البوابة"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، مساء الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتراجع أمام ضربات المقاومة الفلسطينية التي ما زالت قادرة على توجيه ضربات عسكرية قوية ضد الاحتلال، رغم أن ميزان القوى العسكرية لا يصب في صالح المقاومة.

ولفت إلى أن قدرة المقاومة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ على الاحتلال الإسرائيلي دليل على أن المقاومة قادرة على الاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى  الآن، مشيرًا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس التضليل الإعلامي ويوظف الإعلام بهدف تخويف الشعب الفلسطيني، ولا يتحدث عن خسائره بشكل صحيح.

ولفت إلى أن خسائر الاحتلال الإسرائيلي المتتالية عسكريًا وإنسانيًا وأخلاقيًا مستمرة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تلقت دعمًا غير مسبوق من الولايات المتحدة، ليس هذا فقط، بل هناك مشاركة عسكرية من الجانب الأمريكي في العملية العسكرية على قطاع غزة، حيث هناك الكثير من القطع العسكرية والقوات الأمريكية جاءت إلى المنطقة لمشاركة الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة العدوان الإسرائيلي الشعب الفلسطيني التهجير القسري القتال الاحتلال الإسرائیلی إلى أن

إقرأ أيضاً:

غزة.. وجهٌ آخر للنصر

 

منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، والعالم يشهد أعظم اختبارات المعنى والصبر في غزة، تلك البقعة الصغيرة التي فرضت على الاحتلال تحديات لم يعرفها من قبل. في محرقة لا مثيل لها، انهارت الجدران، لكن الإنسان لم ينكسر. سقط الجسد، لكن الروح ظلّت تقاتل. والآن، وفي لحظة فارقة، يُطرح السؤال الجوهري: من ينتصر حقًا؟ ومن ينهزم فعلاً؟ تشير التقديرات إلى أن محرقة غزة تقترب من نهايتها بصفقة تبادل أسرى وهدنة طويلة، تمهيدًا لتحولات سياسية إقليمية، أبرزها تفكك حكومة نتنياهو وإنضاج «طبخة أمريكية» تعيد تموضع الاحتلال. لكن الحقيقة الأعمق تكمن في أن وقف الحرب لا يعني نهاية المعركة، وأن النصر لا يُقاس بإحصاءات القتلى أو تغيّر الخرائط.

في حروب التحرر- كما يوضح كل من كلاوزفيتز وغرامشي وماو تسي تونغ- لا يُقاس النصر بامتلاك الأرض، بل بامتلاك الوعي. الهزيمة في نظرهم ليست خسارة عسكرية، بل انكسار في الإرادة، بينما النصر يتجلى في بقاء الشعلة مشتعلة، في استمرار المقاومة رغم الفقد. هذا ما فشلت فيه عصابات الاحتلال رغم الإبادة والدمار. من الزاوية القرآنية، نستحضر صلح الحديبية، الذي رآه الصحابة «دنية»، لكن الله وصفه بأنه «فتحٌ مبين»، فالنصر ليس دومًا في الظاهر، بل في تمهيد الطريق، وفي صبر يقود إلى التمكين.

وغزة، بما قدّمت، لا تمهد لوقف إطلاق النار فقط، بل لفتح جديد في وعي الأمة وسرديتها. الاحتلال لم يُسقط غزة، لم يُنه المقاومة، ولم يستعد توازن الردع. بالمقابل، فإن المجتمع الصهيوني يتفكك؛ الثقة بالجيش والقيادة تتآكل، والانقسامات السياسية والأخلاقية تتعمق. الجنرال يتسحاق بريك اعترف بأن حرب غزة كشفت انهيار الجيش البري، وفضحت نخبة «القرود الثلاثة» التي لا ترى ولا تسمع ولا تقول الحقيقة، محذرًا من أن تكرار أخطاء الماضي يُنذر بسقوط داخلي يتجاوز كل حسابات الحرب. ورغم المجازر، فإن المقاومة تواصل عملياتها النوعية، وفي الأسبوع الأخير فقط، سقط أكثر من عشرين جنديًا من عصابات الإبادة. إنها رسالة حية: «حجارة داوود» لم تتوقف، والميدان لا يزال يحكم. أما الشعب، فقد تجاوز حدود الاحتمال البشري، ليصنع من الرماد بارودًا، ومن الجراح شعلة لا تنطفئ. الصمود هنا ليس رواية عاطفية، بل معجزة متكررة. والأهم، أن الالتفاف الشعبي حول رجال المقاومة لم يتزحزح؛ أهل الشهداء، العشائر، العائلات، وقفوا سدًا منيعًا ضد الخيانة، ولفظوا المتعاونين. لم تتشقق الجبهة الداخلية رغم الجوع والدمار. بل رسّخت غزة مبدأ: لا حياد في زمن الوضوح الأخلاقي. غزة اليوم تُعيد تعريف النصر: ليس من ينتصر عسكريًا، بل من يبقى واقفًا على الحق، مرفوع الرأس، ملتفًا حول مشروعه، متمسكًا بكرامته. الانتصار هنا في سقوط رواية الاحتلال، في انكشاف زيف دعايته، في تحوّل غزة إلى ضمير عالمي، وفي ولادة وعي مقاوم يصعب كسره. فمن ينتصر في غزة؟ من لا يُهزم، حتى وهو تحت الركام. من لا يبدّل، حتى وهو جائع. من لا ينهزم، حتى وهو يدفن أطفاله بيديه.. «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» [الحج: 40].

 

* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات

مقالات مشابهة

  • قتلى وجرحى وخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.. القسام تعلن
  • حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
  • غزة.. وجهٌ آخر للنصر
  • جيش الاحتلال: المقاتلون الفلسطينيون أكثر جرأة في القتال.. صعوبات ميدانية متزايدة
  • جيش الاحتلال يُعلن انتهاء عمليته العسكرية «عام كلافي» ضد إيران
  • طيران الاحتلال يطلق نيرانه بشكل كثيف على غزة
  • عبد الملك الحوثي: مستمرون ولن تثنينا تهديدات العدو الإسرائيلي
  • وفاة اللاعب الفلسطيني مهند اللي متأثرا بإصابته بالقصف الإسرائيلي
  • قيادي بفتح: اقتراب الإعلان عن هدنة محتملة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي
  • طيران العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على مناطق متفرقة جنوب لبنان (تفاصيل)