انتقادات واسعة للأنظمة العربية بعد مجزرة جباليا بغزة: أنتم شركاء في الجريمة
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
شن سياسيون وناشطون هجوما لاذعا على النظام الرسمي العربي والحكام العرب، بعد المجزرة الكبيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا بقطاع غزة، مساء الثلاثاء، وهي المجزرة التي أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء والجرحى.
وانتقد الناشطون موقف النظام الرسمي العربي الذي وصفوه بالمتخاذل والمتباطئ إزاء المجازر المستمرة التي يشهدها غزة، معتبرين أنه بات مشاركا في جرائم الاحتلال بهذه الممارسات.
وكتب نائب الرئيس المصري الأسبق، محمد البرادعي، عبر حسابه بمنصة "X"، موجها تساؤلا للحكام العرب بعد المجزرة وتداعياتها المتوقعة: "هل مازلتم على قراركم بالاجتماع يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)؟!".
الى الحكام العرب
هل مازلتم على قراركم بالاجتماع يوم ١١ نوفمبر ؟ ! https://t.co/Bwape9ijSf
اقرأ أيضاً
مجزرة إسرائيلية جديدة في جباليا بغزة.. وعدد الشهداء يناهز مذبحة المعمداني (فيديو)
بدوره، تساءل الباحث والكاتب بشير نافع عن عدد المجازر الأخرى مثل مجزرة جباليا، والتي يحتاجها النظام العربي الرسمي قبل أن يحاول التحرك لإيقاف ما وصفه بـ"القصف الإبادي؟".
كم مجزرة أخرى مثل مجزرة جباليا يحتاج النظام العربي الرسمي قبل أن يحاول التحرك لإيقاف هذا القصف الإبادي؟
— Basheer Nafi بشير نافع (@BasheerNafi) October 31, 2023من ناحيته، اعتبر الصحفي المصري ومدير مكتب قناة "الجزيرة" القطرية السابق في القاهرة عبدالفتاح فايد أنه "في جباليا ماتت الإنسانية ودفنت الشرعية الدولية وفقدت الأنظمة العربية المتصهينة شرعيتها وكرامتها ومبرر وجودها".
في جباليا ماتت الإنسانية ودفنت الشرعية الدولية وفقدت الأنظمة العربية المتصهينة شرعيتها وكرامتها ومبرر وجودها pic.twitter.com/C11jDfbzkq
— Abdelfattah Fayed عبدالفتاح فايد (@fayednet) October 31, 2023وطرح الصحفي والكاتب المصري المعارض وائل قنديل، سؤالا مفاده: "اذكر تحركًا واحدًا للجيوش العربية أثار قلقًا أو غضبًا عند إسرائيل منذ ثلاثين عامًا على الأقل؟".
اذكر تحركًا واحدًا للجيوش العربية أثار قلقًا أو غضبًا عند إسرائيل منذ ثلاثين عامًا على الأقل؟
— wael kandil (@waiel65) October 31, 2023وشنت الناشطة هبة عبدالجواد هجوما على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، معتبرة أن مصر كانت تقدر على عمل الكثير لغزة وأهلها لولا وجوده على رأس السلطة، ومطالبة – في الوقت نفسه – الدول العربية بالتحرك، كي لا يكون التحرك المصري المنتظر منفردا.
وانتقدت أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقللة من المسيرة الكبيرة التي قادها في إسطنبول، قبل أيام.
مصر تقدر تعمل كتير بس ربنا ابتلانا باللي انتوا عارفينه!
ومش هتعمل حاجة لوحدها كدولة غير لما الدول العربية اللي بتجعجع تعمل أي خطوة جادة.
احنا في نكسة وتخاذل عربي جيلنا مش هاينساه!
وكرنفالات أردوغان دي ولا ليها أي لازمة.
كلهم شركاء في الجريمة.
#openTheBorder #StopGazaGenocide
والثلاثاء أيضا، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة جديدة في قطاع غزة، حينما استهدف بقصف متواصل وعنيف حيا سكنيا كاملا في مخيم جباليا؛ ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، حيث تم قصف البيوت على رؤوس ساكنيها.
اقرأ أيضاً
فلسطين والسعودية تطلبان عقد قمة عربية طارئة بالرياض
وتضاربت الأنباء حول عدد الشهداء، في ظل استمرار توافد الضحايا على المستشفيات القريبة من جباليا، خاصة المستشفى الإندونيسي، وبينما قال مدير الأخيرة عاطف الكحلوت إن عدد الشهداء تخطى 50، أكدت مصادر أخرى وصول 100 شهيد، على الأقل، حتى كتابة هذه السطور، فيما قال ناشطون إن عدد الشهداء فقط قد يصل إلى 400.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مجزرة جباليا غزة العدوان الإسرائيلي الحكام العرب عدد الشهداء
إقرأ أيضاً:
للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون!
لنسلم بحقيقة أن أمريكا والكيان الصهيوني مارسا ويمارسان في المنطقة أبشع الحروب وأشنع الجرائم بما يمثل أكبر إبادة جماعية في التاريخ البشري، ليس فقط في غزة، بل وفي الحروب الأخرى..
يؤكد ذلك هذا الاستمرار للبلطجة الأمريكية ربطاً بالكيان الصهيوني في المنطقة بما لم يعد يحدث ولا مثيل له في عالم اليوم، بل وفي التاريخ البشري..
ومع ذلك يعنينا التوقف عند أن أكبر انتصار لأمريكا والكيان هو انتصار بدون حرب وليس انتصاراً بالقوة ولأسباب معلومة، ولكن الأهم هو الخافية منها والخفية وذلك حدث في الحالة السورية..
في الواقع أمريكا والكيان لم ينتصرا في غزة ولا في لبنان بالقوة مقارنة بالحالة السورية، والدليل اللجوء إلى ما تعرف باتفاقات إيقاف الحرب، بل إن استمرار الجرائم في غزة ومواصلة الحرب على لبنان مخالف لاتفاقات وقف الحرب هو ذاته يؤكد عدم انتصار أمريكا وربيبتها مقارنة بالحالة السورية، ويكفي أن هذا أجبر أمريكا ـ أساساً ـ على اتفاقية تجمع بين اللا حرب والحرب معاً..
حزب الله في لبنان مثلاً قال إن الحزب قد يفكّر في القبول بتسليم سلاحه للدولة والجيش اللبناني ولكن بعد الانسحاب الكامل لإسرائيل من كل الأرض اللبنانية وذلك يعني بعد اتفاق إنهاء الحرب من طرف إسرائيل وبعد تنفيذ قرار مجلس الأمن في هذا الشأن..
ولهذا فالحكومة اللبنانية التي رئيسها متطرف ضد حزب الله بمستوى إسرائيل اضطر إلى حوار مباشر ـ كان محرماً ومجرماً ـ مع إسرائيل للتفاوض حول تنفيذ وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من كل أراضي لبنان لتحقيق ما اشترطه حزب الله حتى يقل التفكير في مسألة تسليم سلاحه..
و لهذا فمقارنة ما يجري تجاه غزة ولبنان يؤكد أن أمريكا وإسرائيل لم يحققا انتصاراً كما هو في سوريا “وبدون حرب”..
لا أحد ينكر أن الدمار والإبادة الجماعية بغزة تمثّل خسارة كبيرة وتضحيات أكبر، کما لا أنكر أن الضربة المزدوجة لحزب الله مما حدث بسوريا وبالعدوان الأمريكي الإسرائيلي، أضعف حزب الله بأي سقف، ولكن الطريقة التي تتعامل بها أمريكا مع غزة ومع لبنان تؤكد عدم الانتصار عسكرياً وعدم تحقيق الأهداف الإسرائيلية للحرب، والأنظمة العربية العميلة ـ وليس فقط المتواطئة ـ باتت جبهة الحرب الأمريكية الإسرائيلية الأسوأ..
في ظل ذلك وفي ظل كل ما يعتمل أراهن أن المقاومة ومحور المقاومة سيظلان بقدر ما يستمر الاحتلال، ومن يعتقد أو يصدق بأن انتقال النظام السعودي المطبع مع إسرائيل منذ تأسيسه إلى التطبيع العلني سيكون بمثابة نهاية أو انتهاء للمقاومة ومحور المقاومة مخطئ وسيثبت الزمن أن علنية وإعلان النظام السعودي للتطبيع مع هذا الكيان سيبث ويبعث روحاً جديدة وغير مسبوقة لدى المقاومة ومحور المقاومة وسيحدث مفاجأة فوق توقعات الاستعمار الأمريكي الإمبريالي وفق كل قدرات العمالة والعملاء كأنظمة أو تيارات أو غير ذلك..
دعوا أمريكا بنتانتها و” نتنها” يتحدثون عن شرق أوسط جديد وتغيير خارطة هذا الشرق ونتوقف هنا عند نقطين:
الأولى: إن أزمنة إبادة وتهجير الشعوب- كما حدث في أمريكا وأستراليا أو فنزويلا ودول أخرى ولّت وانتهت ولم يعد تكرارها بالإمكان..
الثانية: هو إن أمريكا والكيان اللقيط مارسا إبادة جماعية غير مسبوقة في غزة ودماراً شاملاً وكاملاً، وما استحال فقط هو التهجير، ومثل ذلك في جنوب لبنان وهذا يؤكد أن المقاومة ومحور المقاومة متجذرة في الأرض والمستقبل لها بالتأكيد وكل الشعوب ستنحاز لفلسطين والمقاومة، وكل الأنظمة العميلة هي حتماً إلى تهاوٍ وتساقط، والواضح في المشهد العالمي أن أمريكا التي لا زالت قوية ولكنها لم تعد أمريكا كهيمنة أو قطبية واحدة وهذا يعزز حقيقة أن المستقبل هو للمقاومة ولمحور المقاومة فوق كل العمالات والحملات الهوجاء..
إذاً الإمبراطورية الأمريكية تتآكل ولم تعد تنكر هذا التآكل الواضح، فالأنظمة العميلة لأمريكا والصهيونية قابلة للسقوط والانهيار الشامل في أيام أو حتى ساعات وسيصبح ما يسمى الشرق الأوسط الجديد مجرد إدانة تاريخية لكل العملاء والأنظمة العميلة، فانتظروا إنا منتظرون!!.