نُصرَةً لِغَزَّة.. اليمنُ وقائدُه على الوَعدِ والَعهْدِ
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
مع انطلاق طوفان الأقصى فاضت شوارع وميادين العاصمة اليمنية، صنعاء والمحافظات، بملايين اليمنيين تأييداً ومساندة لطوفان الأقصى، لقد كانت عمليّة طوفان الأقصى تبعث طوفان الأمل إلى الملايين بأن وعد الآخرة قد اقترب أوانها، قبل ذلك يؤمن الشعب اليمني وقيادته الحرة بأن فلسطين هي قضية الأمة وأن نصرة فلسطين موقف مبدئي لا يتغير ولا يتبدل، ويؤمن كذلك بأن مواجهة العدو الصهيوني هو جهاد مقدس في سبيل الله، وأن مواجهته هي أقدس معركة وأعظم جهاد عند الله.
وقد رسمت عملية طوفان الأقصى مساراً محتدماً لحالة الصراع والاشتباك مع قوى الهيمنة والاستكبار الصهيوأمريكية الغربية، وأحدثت هزة مدوية للكيان الصهيوني، والتقديرات لآثارها المباشرة وغير المباشرة تشير إلى أنها وضعت بالفعل مصيره على المحك، ولذلك هرع المسؤولون العسكريون والسياسيون الأمريكيون والغربيون إلى تل أبيب وتقاطروا تباعا في مهمة تشبه عملية الإنقاذ للكيان، وصل بايدن ثم شولتز ثم رئيس وزراء بريطانيا ثم ماكرون، لتأكيد ذات المضامين “لن نترككم لوحدكم، وسنكون إلى جانبكم”، فيما تدفقت شحنات الأسلحة والذخائر والصواريخ الأمريكية والدعم الغربي المساند لحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، ومن الواضح قطعا أن أمريكا والغرب أباحوا للكيان الصهيوني استباحة كل شيء في غزة.
اليمن وقيادته تعتبر هذا الموقف انكشافاً واضحاً للمعركة، وترى أن أقل واجب لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندته هو بتنفيذ عمليات عسكرية نصرة لغزة، تترجم العقيدة الإيمانية للشعب اليمني، الذي يعد شعار”الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” بنيته الأساسية والرئيسية، فالشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي انطلق بالمشروع القرآني في العام 2001، كان من يوم القدس العالمي وفي محاضراته “يوم القدس العالمي” وضع – رحمه الله – أساس المشروع وركائزه، وفيها أطلق شعار الصرخة لا ليكون هتافاً تعبوياً فحسب، بل واستراتيجية ثابتة محكمة للمشروع الذي ولد حينذاك وكبر واتسع حتى بات اليوم يتخطى الحدود، ورغم الحروب والعواصف التي واجهها المشروع القرآني إلا أن استراتيجيته الصلبة والراسخة “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” لم تتغير ولم تتبدل بأخرى، وهي اليوم تصاغ عملياتيا في هذه المعركة الفاصلة والحاسمة من تاريخ الأمة.
وإذا كان من أهداف الحرب الأمريكية السعودية الإماراتية الغربية على اليمن، القضاء على مشروع “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، وهو من الأهداف طبعا، فإن حرب التسعة أعوام قد فشلت بكل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية، وباجتياز الصواريخ والطائرات المسيَّرة المسافات البعيدة التي قطعتها من اليمن إلى فلسطين المحتلة، فإنها قد كسرت كل المعادلات التي رسَّخها الأمريكي لعقود لتطويق شعوب الأمة وقواها الحرة بالجيوش والأسلحة والأنظمة العميلة.
وإذا كان من أهداف الحرب على غزة هو الاستفراد بالمجاهدين هناك، وتصفية القضية الفلسطينية برمتها، فإن دخول اليمن البعيدة جغرافيا إلى المعركة العسكرية قد أعاد القضية الفلسطينية إلى سياقها الطبيعي، كقضية إسلامية وعربية قبل ذلك، وصوَّبت النيران مباشرة على الكيان الصهيوني من ساحات وميادين عديدة.
وإذا كان الاحتشاد الأمريكي الغربي الذي شهدناه كان بهدف تطويق طوفان الأقصى في غزة، فإن دخول اليمن على خط المعركة عسكرياً قد فتح الباب واسعا أمام نذر حرب إقليمية واسعة ومتعددة الساحات، وهو ما تخشاه أمريكا والدول الغربية، وهذا الأمر يعطي الفعل العسكري اليمني تميزاً ويمنحه الصدارة بكل وضوح.
وإذا كان المراد أمريكياً من التطبيع السعودي – الصهيوني التتويج لتحالف إقليمي في مواجهة محور المقاومة الذي يقع اليمن في قلبه، ويترابط عضويا مع الحرب العدوانية على الشعب اليمني، فإن دخول اليمن على خط المعركة يهزم التطبيع ويهزم الحرب معاً، فنحن تابعنا كل أحرار الأمة اليوم من كل البلدان يعبرون عن تأييدهم وتقديرهم بل واحتشادهم مع اليمن في هذه المعركة العظيمة نصرة لغزة وللمجاهدين فيها، وهذا الاحتشاد هو كذلك يدين أنظمة التطبيع ويخيفها كذلك.
وإذا كان الأمريكي يعمل منذ سنوات على تطوير وتحديث التحالفات الأمنية والعسكرية بينه وبين أنظمة التطبيع السعودية وغيرها مع الكيان الصهيوني، ويطور أنظمتها بل ويديرها بشكل مباشر، فإن نجاح اليمن في ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات التي تجاوزت كل أنظمة التصدي والاعتراض السعودية والأمريكية والصهيونية وحتى منظومات عربية أخرى، يكشف هشاشة هذه التحالفات وضُعفها ويهزمها ضربة واحدة.
هذه العمليات العظيمة التي نفذتها اليمن، تتعدد إنجازاتها وتمتد على طول امتداد الجغرافيا بين اليمن وفلسطين، وهي كذلك موقف وعمل واجب لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وردع العدوان الصهيوأمريكي المجرم والمارق، وفي كل حال هذه المعركة حاسمة ومصيرية وفاصلة ولن تنتهي إلا بتحرير فلسطين من الاحتلال اليهودي، وتخليص المنطقة من الهيمنة الصهيوأمريكية بإذن الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رئيس الأركان الإسرائيلي: المعركة مع إيران لم تنته بعد.. لا وقت للراحة والتراخي
أكد رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي ايال زامير أنه بالرغم من دخول وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران حيز التنفيذ، إلا أن "أمامهم الكثير من التحديات، ولا وقت للراحة والتراخي".
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن رئيس الأركان الجنرال إيال زامير أجرى اليوم الثلاثاء، تقدير موقف مع أعضاء هيئة الأركان العامة بعد دخول وقف إطلاق النار مع إيران حيز التنفيذ، عند الساعة السابعة صباحا.
وقال إيال زامير: "انتهى فصل ملموس لكن المعركة مع إيران لم تنته بعد. ننتقل الآن إلى فصل جديد يعتمد على الإنجازات التي حققناها في المعركة الحالية. أعدنا المشروع النووي الإيراني سنوات عديدة إلى الوراء كما هو الحال بالنسبة إلى مشروعها الصاروخي".
وأضاف زامير: "كان أداء جيش الدفاع أحسن ما يمكن، استنادا إلى إنجازات استخبارية غير مسبوقة سجلتها هيئة الاستخبارات العسكرية. قام طيارو سلاح الجو الذين أبدوا شجاعتهم بالعمل في ظل المخاطر على بعد آلاف الكيلومترات عن بلادنا بالإغارة على الأهداف وتدميرها".
وأردف: "عملت منظومة الدفاع الجوي ووحدات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على حماية جبهتنا الداخلية بإمكانياتها العملياتية الفريدة من نوعها. وعملت قوات قيادة الجبهة الداخلية بحنكتها على إنقاذ الحياة وكل ذلك تحت إشراف هيئة العمليات. ساهمت كل من قيادات المناطق والهيئات والأذرع في إنجاح العملية، سواء بالمشاركة الفعالة والمباشرة في العملية في إيران أو بالدفاع الصارم عن قطاع مسؤوليتها".
وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي: "بالرغم من الإنجاز العظيم الذي حققناه يجب أن نبقى ثابتين على الأرض، فأمامنا الكثير من التحديات. يجب أن نبقى على أتم التركيز لأنه لا وقت للراحة والتراخي".
وختم قائلا: "الآن نعيد تركيزنا إلى قطاع غزة من أجل إعادة المختطفين وانهيار حكم حماس. أفتخر بما أتيح لي من حق لقيادة الجيش في هذه الفترة".
من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم، أن إيران ستلتزم بوقف إطلاق النار ما لم تنتهكه إسرائيل.
أما على صعيد الحرب في غزة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بعد ظهر اليوم، بمقتل 3 جنود وإصابة آخرين في كمين نفذته الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.
في حين أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 56،077 قتيلا و131،848 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.