"مدينة غزة".. الاختبار الحقيقي لإسرائيل أمام حماس
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بعد حملة جوية أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين، بدأت إسرائيل هجوماً برياً يكتنفه غموض متعمد، حتى أن الأمر استغرق ساعات قبل أن يدرك المراقبون الخارجيون ما كان يحدث.
وحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقدمت القوات البرية الإسرائيلية بشكل جماعي، وفي سرية تامة داخل قطاع غزة مساء يوم الجمعة، مباشرة بعد بدء عطلة السبت اليهودي، وفي الأيام الثلاثة التالية، خالف الجيش الإسرائيلي التوقعات بتنفيذ عملية برية أكبر بكثير مما كان متوقعاً.
ورغم استمرار إسرائيل في قصف غزة وشعبها بعنف، فمن الواضح أن مجموعات كبيرة من القوات البرية قد تراجعت عن معقل حماس في شمال غزة، وتمركزت بدلاً من ذلك في المناطق الريفية على أطراف المدينة.
"A video posted on Monday & verified by The Times showed an Israeli tank on the highway south of Gaza firing at what the journalist who filmed it said was a civilian car... he had watched as the civilian car approached it, tried in vain to warn its driver" https://t.co/RnooZN32a3
— Mohanad Hage Ali ~ مهند الحاج علي (@MohanadHageAli) October 31, 2023
وتحت ضغط الولايات المتحدة لتخفيف حدة ردها على قتل حماس لأكثر من 1400 شخص داخل الأراضي الإسرائيلية، تجنبت إسرائيل وصف العملية بأنها غزو. ومع ذلك، فإن الخسائر في الأرواح في غزة تواصل الارتفاع، حيث بلغ عدد القتلى الفلسطينيين حتى الآن أكثر من 8 آلاف شخص.
ويقول المحللون إن إسرائيل تسعى من وراء هذا الغموض الاستراتيجي إلى تضليل حماس بشأن خطوات إسرائيل التالية. وفي الوقت الحالي على الأقل، يواصل الجنود الإسرائيليون محاصرة مدينة غزة، حيث قامت حماس بحفر شبكة من الأنفاق والتحصينات تحت الأرض. ومن خلال القيام بذلك، تتجنب إسرائيل، أو على الأقل تؤجل، الانخراط في قتال شوارع دام داخل المدينة.
وتُساعد السرية كذلك في التخفيف من حدة الانتقادات من الداخلي والخارج، كما أنها تمنح إسرائيل فرصة لتقييم خطط حلفاء حماس، مثل حزب الله، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون أن يفكر الحزب في شن هجمات كبيرة على إسرائيل.
"A sort of pincer movement, cutting #Gaza City off and making sure nobody leaves,” is how @andreas_krieg described it. “We’re not in the urban combat stage yet, where it becomes very, very messy,” Dr. Krieg said.https://t.co/kiYGQI1iDW
— Dr Andreas Krieg (@andreas_krieg) October 31, 2023
وبدأ غطاء السرية في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، عندما قامت إسرائيل بالتشويش على شبكات الإنترنت والاتصالات في غزة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وذلك لمنع سكان غزة من مشاركة ما يحدث مع العالم الخارجي. وبعد فترة وجيزة، قصفت القوات الجوية مدينة غزة بوابل من الصواريخ، بهدف دفع مقاتلي حماس إلى شبكة الأنفاق.
وبعد الساعة السادسة مساء بقليل، دخلت مجموعات ضخمة من الدبابات والمركبات المدرعة والجرافات والمشاة والمهندسين إلى شمال غزة، ودخل رتل آخر إلى وسط القطاع، مقترباً من مدينة غزة من جهة الجنوب.
ونتيجة لانقطاع الاتصالات، كان من الصعب على حماس فهم ما يحدث بشكل كامل، أو الاستعداد للرد. كما غرق المدنيون الفلسطينيون أيضاً في حالة من الرعب وعدم اليقين، ولم يتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض لمعرفة ما كان يحدث.
وداخل إسرائيل نفسها، تعمد المسؤولون أيضًا صرف الانتباه بعيدًا عن الغزو. ويوم السبت، كان الجيش لا يزال يتجنب وصف تقدمه بأنه غزو. وظل الأمر على هذا الحال حتى مساء السبت حينما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو رسميًا عن "المرحلة الثانية" من الحرب، بعد 24 ساعة من بدايتها.
وبعد الإدانة الدولية للأضرار التي خلّفتها الهجمات على المدنيين الفلسطينيين، اكتفت إسرائيل بالتحدث عن عملياتها ضد مقاتلي حماس. وجاء في أحد إعلانات الجيش الإسرائيلي أن "القوات قتلت العشرات من الإرهابيين الذين تحصنوا في المباني والأنفاق".
وحاولت حماس أيضاً استغلال الغموض لصالحها، حيث أقر جناحها العسكري بالاشتباك مع القوات الإسرائيلية، ولكن أيضًا بعبارات عامة فقط. وجاء في بيان لحركة حماس بعد ظهر يوم الاثنين: "المقاتلون يفاجئون قوات العدو، التي تتقدم شمال غرب بيت لاهيا".
ولكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن الغزو يعني وبكل تأكيد تعريض حياة المدنيين لمزيد من التهديدات. فقد أظهر مقطع فيديو نُشر يوم الاثنين وتحققت منه صحيفة "نيويورك تايمز" دبابة إسرائيلية على الطريق السريع جنوب قطاع غزة تطلق النار على ما وصفه الصحافي الذي قام بتصويره، بأنها سيارة مدنية. وقال الصحافي يوسف الصيفي، إنه شاهد السيارة المدنية تقترب منها، وحاول دون جدوى تحذير سائقها.
وقال الصيفي في مقابلة بالفيديو: "لقد صرخت على الرجل الذي يقود سيارة سكودا بسرعة عالية، محذراً إياه. لكنه لم يصدق وجود دبابة في الشارع."
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تدرس رد حماس مساء قبل توجه نتنياهو إلى واشنطن
من المخطط أن يجتمع المجلس الأمني المصغر (كابينت) في الساعة العاشرة مساء اليوم السبت لدراسة رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الاتفاق بغزة، قبل توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الاثنين.
وصباح اليوم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة" الأسبوع المقبل.
وسئل ترامب على متن الطائرة الرئاسية إن كان متفائلا بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس فأجاب "كثيرا" مشيرا رغم ذلك إلى أن "الأمر يتغير بين يوم وآخر".
بدورها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية مساء أمس -نقلا عن مصدر- إنه في ضوء رد حماس يتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي إلى الدوحة لإجراء مفاوضات حول شروط الاتفاق، حيث من المتوقع أن تبدأ محادثات غير مباشرة بين الطرفين.
وأضاف المصدر ذاته -بحسب القناة الإسرائيلية- أن المفاوضات قد لا تستغرق أكثر من يوم ونصف اليوم.
مطالب أساسيةوبدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن حماس ما زالت تُصرّ على 3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق، نقلا عن مصادر مطلعة.
وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق الذي ترى المصادر أنه يتيح لحماس استعادة جزء من السيطرة على دخول البضائع إلى قطاع غزة.
أما المطلب الثاني فيتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف القتال، تُصرّ حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى من دون اتفاق نهائي، وفق ما أورده المصدر.
أما المطلب الثالث فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع.
"رد يتسم بالإيجابية"والليلة الماضية، قالت حماس في بيان إنها "أكملت مشاوراتها الداخلية، ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة"، وإنها سلّمت "الرد للإخوة الوسطاء (المصريين والقطريين)".
إعلانوأكدت أن ردها "اتّسم بالإيجابية. وأن الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار".
من جانبها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها تدعم قرار حليفتها الدخول في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح الهدنة، لكنها طلبت "ضمانات" بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضافت في أنها "قدمت (لحماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح"، ولفتت إلى أنها "معنية بالتوصل إلى اتفاق" لكنها تريد "ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى".