نائب رئيس انتقالي أبين يطمئن على صحة المناضلين ناصر بلال العولقي وقحطان العولقي
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
ابين (عدن الغد) خاص
اطمأن الاستاذ علي شيخ السوري نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بالمجلس الانتقالي بمحافظة أبين، يوم أمس الثلاثاء، على صحة المناضلين ناصر صالح بلال العولقي ، وقحطان حسين صالح العولقي، جراء تعرضهما لوعكة صحية، عقب زيارة قام بها علي شيخ السوري إلى منزليهما في مدينة جعار كلا على حده.
وأشار السوري خلال الزيارة التي رافقه فيها عدد من قيادات المجلس والشخصيات الاجتماعية، إلى المكانة التي يحضى بها ناصر وقحطان، من خلال مواقفهما البطولية والنضاليه في مختلف المراحل والظروف ، وبصماتهما في الشجاعة والمواقف الوطنية خلال مسيرة حياتهم التي خاضا معتركها في الجانب النضالي.
واشاد السوري بادوارهما النضالية وحسهم الوطني، في مراحل الثورات التحررية في الجنوب، وبناء المشروع الوطني الجنوبي، واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.
مؤكدا أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، تولي اهتماما كبيرا بكل المناضلين، والتي كانت لهم بصمات مشرفه، في الثورة الجنوبية منذ مراحلها الأولى.
ومن جهتهما شكرا ناصر وقحطان العولقي نائب رئيس انتقالي أبين الاستاذ علي شيخ السوري، على هذه اللفتة الكريمة التي تؤكد وفاء قيادة المجلس، وتقديرها لتضحيات المناضلين والثوار.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
بلال قنديل يكتب : هذا المساء
مرَّ النهارُ بكل ما فيه من ضغوط وتفاصيل؛ صوتُ المنبه صباحًا، زحمةُ الطريق، مكالماتُ العمل، المهامُ المتراكمة، الوجوهُ المتجهمة، والتوترُ الذي يسكنُ المكاتب. ومع كل ساعة تمر، كنتُ أشعر أنني أغوص أكثر في دوامةٍ لا نهاية لها... لكن رغم كل ذلك، كنتُ أنتظرُ المساء.
هذا المساء جاء مختلفًا؛ لم أَحمل هاتفي، ولم أفتح التلفاز، ولم أشغل نفسي بأي شيء... فقط جلستُ أنا ونفسي. جلسةٌ لم تكن عادية، بل كانت مليئةً بالتفكير والمراجعة.
بدأتُ أسترجع تفاصيل اليوم. تذكرتُ الموقف الذي حدث مع زميلي في العمل عندما اختلفنا على أمرٍ بسيط، لكن كلًّا منا تمسك برأيه، وتحولت الكلمات إلى صدامٍ غير مبرر.
هل كان يستحق الأمر كل هذا؟ هل كان يجب أن أتمسك برأيي فقط لأُثبت أنني على صواب؟
تذكرتُ أيضًا صديقي الذي اتصل بي أكثر من مرة خلال اليوم ولم أُجب بسبب انشغالي. هو لا يعرف ضغوط يومي، وأنا لم أُعطه فرصة ليفهم. ربما كان يحتاج إليّ في أمرٍ مهم، وربما كان يريد فقط أن يسمع صوتًا يريحه.
ثم جاءتني صورة والدتي وهي تحاول الحديث معي قبل أن أُغادر صباحًا، لكنني كنت على عجل، لم أَنتبه لكلماتها، ولم أُودعها حتى.
كم مرةً مرَّ هذا الموقف من قبل؟ كم مرةً تجاهلنا مَن نُحب لأننا مشغولون بأشياءَ أقل قيمة؟
وتذكرتُ كذلك لحظةً عابرةً بيني وبين أبنائي مساء الأمس، حين دخلتُ المنزل متعبًا، بالكاد ألقيتُ عليهم السلام، وانشغلتُ بما تبقى من هموم العمل.
حاول أحدهم أن يحكي لي شيئًا حدث في مدرسته، لكنه توقف حين لاحظ شرودي وعدم انتباهي.
والآخر جاء يحمل رسمًا صغيرًا صنعه لي بيده، فابتسمتُ دون أن أتوقف لأتأمله.
مرت هذه اللحظات كأنها لا شيء، لكنها عادت إليّ هذا المساء وكأنها تسألني: ماذا لو كانت هذه آخر لحظة؟ لماذا لا أمنحهم من وقتي كما أمنح الغرباء؟
هم لا يريدون مني سوى قلبٍ حاضر، ونظرةٍ حانية، وكلمةٍ طيبة.
تأملتُ تلك المواقف، فشعرتُ بثقل التقصير، وبأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما أنجزتُ في العمل، بل بما زرعتُ في قلوب من أحب.
جلستُ طويلًا أفكر: كيف يمكنني أن أكون سندًا لأبنائي إن لم أكن حاضرًا لهم حين يحتاجونني؟ كيف أكون قدوةً لهم إن لم أُعد ترتيب أولوياتي؟
ومن بين المواقف التي توقفتُ عندها طويلًا، تصرفٌ راقٍ من أحد الزملاء، حين لاحظ عليّ علامات التعب والضيق، فبادر بسؤالٍ بسيط وكلمةٍ طيبة لم يتكلف فيها شيئًا، لكنها خففت عني الكثير.
مثل هذه المواقف تبقى في الذاكرة، لأنها تأتي بصدقٍ وتجرد، وتعكس أصالةً لا تحتاج إلى تبريرٍ أو إعلان.
هذا المساء لم يكن مجرد نهايةٍ ليومٍ طويل، بل كان لحظةَ مراجعةٍ حقيقية.
راجعتُ نفسي، راجعتُ تصرفاتي، وقررتُ أن أتغيّر.
قررتُ أن أكون أكثر رحمة، أكثر استماعًا، أكثر وعيًا بمن حولي.
الحياة ليست فقط ركضًا وراء النجاح والإنجازات، بل هي أيضًا علاقات، مشاعر، وقلوب تحتاج إلى العناية.
هذا المساء، فهمتُ أن الجلوس مع النفس هو الخطوة الأولى للتصالح معها،
وأن محاسبة النفس أهم من محاسبة الآخرين، وأن الاعتذار لا يُقلل من قيمتنا، بل يرفعها.
الحكمة التي خرجتُ بها من هذا المساء: أن الحياة لا تستحق أن نُضيعها في العناد والغضب والانشغال الدائم.
نحتاج فقط إلى لحظة صدقٍ مع أنفسنا... حتى نستطيع أن نعيش بسلامٍ حقيقي.