الصين تحذر من "أسلحة جينية" قادرة على استهداف أعراق محددة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
أطلقت الصين صافرة الإنذار بشأن المخاطر المحتملة لما تسميه "الأسلحة الجينية" التي يمكن أن تكون سلاحا قويا للدمار الشامل، حسب ما ذكرت صحيفة Global Times.
في يوم الاثنين 20 أكتوبر 2023، أصدرت وزارة أمن الدولة الصينية بيانا على تطبيق WeChat تحذر فيه من قيام منظمة أجنبية غير حكومية بتجنيد "متطوعين" صينيين لإجراء "أبحاث على الأنواع"، وجمع بيانات توزيع التنوع البيولوجي" تحت ستار أبحاث الأنواع البيولوجية.
ولم تذكر الوزارة أسماء الدول المعنية، ولم تقدم أدلة تدعم هذا الادعاء. لكنها شددت على أن المنظمة غير الحكومية لم تكن لها علاقات مع حكومة "بلد معين" فحسب، بل قامت أيضا بنقل المعلومات التي تم الحصول عليها إلى الخارج بشكل مستمر، وهي حقيقة تمثل تهديدا محتملا "للسلامة البيولوجية والأمن البيئي في الصين".
ويشير المنشور إلى أنه مقارنة بالأسلحة البيولوجية والكيميائية التقليدية، فإن الأسلحة الجينية "أكثر قابلية للإخفاء، وخادعة، وسهلة الانتشار، وضارة على المدى الطويل".
ووفقا لصحيفة Global Times، إذا تم تغذية نموذج الذكاء الاصطناعي بعدد كاف من العينات الجينية البشرية، فيمكنه تحليل وفهم الخصائص الجينية الفريدة لكل مجموعة عرقية.
وقالت الوزارة: "إن الحفاظ على الأمن البيولوجي مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع. وإذا كان هناك عدد كاف من العينات الجينية البشرية، فيمكن للعلماء تحليل وفهم الخصائص الجينية الفريدة لكل أمة وعرق".
إقرأ المزيدوأوضح عدد من المتخصصين: "إذا تم استخدامها من قبل أفراد أو منظمات بدوافع خفية، فيمكن تطوير الأسلحة الجينية لقتل أهداف من عرق محدد مسبقا، وبالتالي مهاجمة أهداف ذات جينات عنصرية محددة بشكل انتقائي".
وعلى الرغم من أن وجود مثل هذه الأسلحة ليس ادعاء جديدا، إلا أنه تم رفضه منذ فترة طويلة من قبل المجتمع العلمي السائد باعتباره "نظرية مؤامرة".
ومع ذلك، تقول الوزارة الصينية إن ما يسمى بـ "الأسلحة البيولوجية العرقية" يتم تصميمها خصيصا لمجموعات عرقية محددة وليس فقط لأي إنسان.
وفي يونيو الماضي، ادعى المرشح الرئاسي الأمريكي روبرت إف كينيدي جونيور أن "الصينيين يقومون بتطوير أسلحة بيولوجية عرقية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير مثل هذه التكنولوجيا أيضا.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية جينات وراثية معلومات عامة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟
الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.
الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.
سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".
تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.
حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.
أمجد الطاهر (أبوظبي)