يتطلع المجتمع العماني بمزيد من التفاؤل إلى مرحلة جديدة من العمل البرلماني يمارس فيها أعضاء مجلسي الدولة والشورى أدوارهم الفاعلة في خدمة القضايا الوطنية وتحقيق تطلعات المواطنين وآمالهم وطموحاتهم، حيث تفرض المرحلة القادمة ملفات هامة تلامس المجتمع والمستقبل الاقتصادي والاجتماعي ضمن الرؤية الوطنية الطامحة إلى تحقيق تنمية مستدامة.

وبينما يتهيأ مجلس الدولة لبدء الفترة الثامنة من اعماله، يعقد مجلس الشورى يوم الخميس القادم جلسة استثنائية لانتخاب رئيس للمجلس ونائبين له، لتبدا مرحلة جديدة في عمل المجلسين مقرونة بالتفاؤل والعمل الجاد لمعالجة العديد من القضايا التي تفرض نفسها على المجلسين.

وتنسجم تشكيلة أعضاء مجلس الدولة الجديد، مع التطلعات المستقبلية للبلاد الرامية إلى تحقيق رؤية عمان 2040، والعمل من أجل تحقيق مزيد من التنمية في كافة المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية، حيث جاء تشكيل أعضاء مجلس الدولة الجديد المكون من 86 عضوا، بتنوع في تخصصات الأعضاء والمؤهلات، حيث يحمل 55% من الأعضاء مؤهل الدكتوراة و44% حاملين لمؤهل الماجستير والبكالريوس، وتبلغ نسبة ذوي الاختصاصات الاقتصادية والقانونية والتقنية والاتصالات وإدارة الأعمال 47%، فيما يشكل نسبة ذوي التخصصات الأكاديمية والهندسية والطاقة والعلوم البيئية 40%، فيما يشكل 13% لتخصصات مختلفة.

وفي حين لم تسجل المرأة العمانية حضورها في قائمة أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، تضمنت قائمة أعضاء مجلس الدولة للفترة الجديدة 18 امرأة، ما يؤكد السعي لتحقيق التوازن والحضور للعنصر النسائي في مجلس عمان.

وتضمنت قائمة أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة وجوها جديدة تدخل لأول مرة أعضاءً بمجلس الشورى حيث بلغت نسبة الوجوه الجديدة 64 %، من مجمل أعضاء المجلس لينسجم ذلك مع الخبرات التي سبق لها أن مارست أعمال مجلس الشورى، حيث يتطلع المجتمع إلى تحقيق المزيد من جميع الأعضاء بما فيهم الجدد.

وأكد عدد من المتابعين أهمية تفعيل أعضاء مجلسي الدولة والشورى صلاحياتهم والعمل بانسجام لتحقيق تطلعات المجتمع والمساهمة مع الدولة في تنمية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عبر عمل منسجم بين المجلسين وبما يتوافق مع تحقيق الأهداف التنموية على المستوى الوطني.

وأكد الدكتور محمد بن عوض المشيخي أكاديمي و باحث في الرأي العام والاتصال الجماهيري أن المجتمع ينظر باهتمام كبير لدور مجلس عمان بغرفتيه «الدولة» و«الشورى»، خاصة أن سلطنة عمان تعيش المراحل الأولى من رؤية عمان 2040.

موضحا أن الفترة الماضية لأعمال مجلسي الدول والشورى شهدت مناقشة العديد من الملفات المهمة خاصة قانون الحماية الاجتماعية وقانون العمل، وغيرها من المشاريع الوطنية.

وأعرب المشيخي عن أمله في أن يعمل المجلسان في الفترة القادمة بانسجام أفضل تجاه القضايا التي تهم المجتمع وتنسجم معه، مؤكدا على ضرورة انسجام الرواء ووجهات النظر، بحيث يكون المجلسين أقرب للمجتمع وتوجهاته وتطلعاته.

وقال المشيخي: نأمل من أعضاء مجلس عمان تطبيق العديد من المعايير في الفترة القادمة خاصة فيما يتعلق بالحوكمة والشفافية عند مناقشة القضايا والموازنة المالية للدولة، بحيث يستطيع إقناع الجهات الحكومية بما يقره أو يتبناه من مشاريع وآراء.

وطالب المشيخي بأن يعمل المجلسان بخطوات شفافة مع وسائل الإعلام وأن لا تكون أعمالهما بدون حضور وسائل الإعلام ليكون كل شي أمام المواطن بوضوح ومنشور بوسائل الإعلام ليكون المواطن والمجتمع على دراية بالعمل الذي يقوم به «الدولة» و«الشورى».

وأشار المشيخي إلى أن الفترة الحالية ونظرا لأهميتها من الضروري أن لا ينتظر مجلس عمان للمسودات من مجلس الوزراء بل عليه أن يبادر بموضع مشاريع وقوانين جديدة كمبادرة منهم دون انتظار ما يأتي من الحكومة، موضحا أن الوجوه الجديدة في المجلسين ستضيف المزيد من العمل الذي يلبي الطموحات.

من جانبه قال سلطان بن ماجد العبري عضو سابق بمجلس الشورى أن الفترة القادمة تفرض على مجلسي الدول والشورى مناقشة العديد من الملفات المهمة مثل التجارة المستترة وما يعرقل تقدم مشاريع المؤسسات المتوسطة والصغيرة، وحل التعقديات التي تواجهها.

واعرب العبري عن أمله في أن يعمل مجلسا الدول والشورى بالتعاون مع جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، باعتبار تشابه صلاحياتهم من النواحي الرقابية، موضحا أن العمل بالتعاون مع الجهاز سوف يتيح للمجلسين فرصة للتعرف عن قرب عن أسباب تعثر العديد من المشاريع والبحث في أسبابها والعمل على وضع الحلول لها.

وأكد العبري على أن هناك كثيرا من القضايا تحتاج إلى إعادة نظر خاصة فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي وواقع الاستثمار، وقانون نقل كفالة العمال وتأثر أصحاب المشاريع من العمانيين بهذه القرارات.

وأكد سلطان العبري على ضرورة العمل بمجلسي الدولة والشورى بما يتوافق مع تطلعات المجتمع، خاصة في ظل حدوث الكثير من المتغيرات والجوانب المهمة اقتصاديا واجتماعيا، معربا عن أمله في أن تكون الفترة القادمة من عمر المجلسين حافلة بالنشاط والقرب من المجتمع وملامسة القضايا التي تهم المجتمع العماني وتطلعات الشباب وأصحاب المشاريع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفترة القادمة مجلس الدولة مجلس الشورى أعضاء مجلس العدید من مجلس عمان

إقرأ أيضاً:

الإمارات وصربيا تدشنان مرحلة جديدة من النمو المشترك

أبوظبي: «الخليج»

ثاني الزيودي: انطلاقة جديدة تفتح آفاقاً واسعة للتعاون الثنائي
=================

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية صربيا دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين حيز التنفيذ رسمياً، في خطوة تمثّل محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، وتهيئة الأسس لتعميق التعاون المشترك في مختلف القطاعات ذات الأولوية.
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن تفعيل الاتفاقية يمثل تطوراً استراتيجياً في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، قائلاً: «دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وصربيا حيز التنفيذ يشكّل مرحلة جديدة في علاقاتنا الاقتصادية، ويفتح آفاقاً واسعة للتعاون والاستثمار والتجارة بما يعود بالنفع على البلدين. ومن خلال هذه الاتفاقية، نؤكد التزامنا بخلق فرص نوعية من شأنها تعزيز سلاسل التوريد، وتوليد الوظائف، وتهيئة بيئة مزدهرة للأعمال في كلا البلدين».


وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وصربيا، والتي سجلت نحو 121.4 مليون دولار في عام 2024، بزيادة تعادل الضعف، مقارنة بعام 2021. وتشير التقديرات إلى أن الاتفاقية ستُسهم بما يصل إلى 351 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031. ويُتوقّع تحقيق هذا النمو من خلال إلغاء الرسوم الجمركية أو خفضها على أكثر من 96% من خطوط المنتجات، بما يعزز فرص النفاذ إلى الأسواق، ويهيّئ بيئة أكثر جاذبية للتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين.
وتُعد صربيا شريكاً اقتصادياً مهماً لدولة الإمارات، بفضل تنوع اقتصادها وموقعها الاستراتيجي الذي يُعد بوابة حيوية إلى أوروبا الشرقية ومنطقة البلقان. ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في تعزيز التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات في قطاعات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والزراعة، واللوجستيات، والتكنولوجيا.
وتحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى بين دول مجلس التعاون الخليجي في حجم التبادل التجاري مع صربيا، حيث استحوذت على نحو 55% من إجمالي تجارتها مع دول المجلس في عام 2023. وقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين صربيا تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، مدفوعة بتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، لاسيما في القطاعات ذات النمو المرتفع، ما أسهم في تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة. 
ومع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ رسمياً، بات بإمكان البلدين الاستفادة من مزاياها في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة بما يعود بالنفع على الجانبين.
تُشكل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة ركيزة أساسية في رؤية دولة الإمارات للنمو الاقتصادي الاستراتيجي، إذ تستهدف رفع قيمة التجارة غير النفطية إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2031، ومضاعفة حجم الاقتصاد الوطني ليصل إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2030. 
وتُعد الاتفاقية مع جمهورية صربيا عاشر اتفاقية تدخل حيز التنفيذ، ضمن مجموعة من 27 اتفاقية تم توقيعها مع دول في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا.

مقالات مشابهة

  • الإمارات وصربيا تدشنان مرحلة جديدة من النمو المشترك
  • مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات يعزز الخدمات الوعظية والإفتائية استعداداً لبدء مناسك الحج
  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • موقف هيرنانديز من الانتقال إلى الهلال
  • «خلوة الجود» ترسم مستقبل العمل المجتمعي في دبي
  • رئيس مجلس الشورى يعزي عضو المجلس هدى أبلان في وفاة نجلها
  • الرئيس التنفيذي لشركة أورباكون القابضة رامز الخياط: هذه المذكرة مرحلة جديدة من العمل المشترك لإعادة إعمار سوريا من خلال تحقيق اكتفائها الذاتي لضمان نهضة مستدامة
  • المنتخب الوطني يلتقي نظيره السعودي غدا
  • «تقنية الوطني» تواصل مناقشة تقرير أمن الصناعات الدوائية
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل وفدًا من أعضاء البرلمان الهندي