الجدليون..وتقلبات المزاج
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
بقلم : أ.د رحيم حلو علي ..
الجدليون هم أكثر الأشخاص قلقاً وتوتراً فهم يظنون أن سعادتهم تكمن في استفحال الجدل وتشعبه، حيث ينطلقون من مبدأ الحفاظ على تعميق الحوار وقصقصة الألفاظ وتكسير المفاهيم وتفتيت القيم والتخلي عن الموروث المغلق والثابت وتكفير العادات والتقاليد واعتبارها قابله للتحريف والتأويل،ومنطلقين من اعتقادهم أنهم قادرين على بناء هرم موروثي خاص بهم يشبه وجوههم ولباسهم وحركاتهم.
فالتقلبات المزاجية التي يتعرض لها الاشخاص الجدليون تكون على شكل عاصفة تجتاح الذات وتحاول أن تحطم جدار الصد الدفاعي الذي يقيمه،لذا فهو يعيش في ظلال فكرة إشكالية غامضة مفادها أنه لا يمكنه منح الثقة للأشياء والاشخاص الاخرين، ويعيش في حالة شك دائم بالاخرين ونراه يغوص في تفاصيل دقيقة وإقحام نفسه في الجدل المقيت والنقاش اللاواعي فهو يمارس حالة من الاستمتاع اللحظي والمقامرة بالكلمات والألفاظ وبعض المشاعر والمواقف الانفعالية..
فالجدل هو أسلوب مقيت يسعى إلى تسويف الحوار وتخريبه ومحاولة الخروج منه بدون فوائد وإضاعة للوقت وإهدار للجهد والتركيز..وعليه فإنه يتطلب من الشخص الجدلي لغرض الوصول الى الاتزان والانسجام الطبيعي في الحياة عليه أن يحيط نفسه بسياج من الدفء والتقبل والاعتراف والمشاعر المحصنه وذلك من خلال إقامة علاقات سوية ايجابية مع ذاته اولاً ثم مع محيطه وبيئته تحسباً لأي تقلبات مزاجية غير محسوبة قد تواجهه من خلال الجدل المقيت والتي قد تنسحب على كثير من المواقف الذاتية والعلاقات الاجتماعية مع الاخرين.
raheemhilo@gmail.com
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مغنية شهيرة تفجّر الجدل في تركيا بعد دعمها لهتافات معادية لأردوغان
في مشهد غير متوقع، تحوّل حفل غنائي للمغنية التركية الشهيرة سرتاب أرينر -الفائزة السابقة في مسابقة يوروفيجن- إلى ساحة نقاش سياسي مشحونة، بعد تفاعلها مع هتافات مناهضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مشاركتها في مهرجان الربيع بجامعة بيلكنت في أنقرة، يوم 10 مايو 2025.
“من لا يقفز فهو من أنصار أردوغان”
خلال أداء أرينر على المسرح، تعالت من الجمهور هتافات سياسية رافضة للرئيس، أبرزها الشعار المعروف: “من لا يقفز فهو من أنصار أردوغان”. وقد أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع أن أرينر وقفت للحظة تراقب ما يحدث، ثم قالت للجمهور: “أشعر بالحمى، لكنني سأقفز من أجلكم”، قبل أن تبدأ بالقفز وسط تصفيق حار من الحاضرين.
انقسام على منصات التواصل
ردود الفعل لم تتأخر، وسرعان ما اشتعلت مواقع التواصل بين من اعتبر موقف أرينر شجاعًا، ومن هاجم تصرفها واعتبره إقصائيًا وغير مهني.
عصر جديد في النظام الضريبي في تركيا