السياحة الشتوية في الإمارات تجربة متكاملة العناصر توفر خيارات الجبل والبحر والصحراء
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
توفر دولة الإمارات في فصل الشتاء تجربة سياحية فريدة ومتكاملة لعشاق الطبيعة والمغامرات؛ حيث تتميز بأنها تجمع التضاريس الجبلية والصحراوية والساحلية في نطاق جغرافي صغير نسبيا، ما يعزز الخيارات السياحية أمام كافة الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وتعد الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تتيح للسائح فرصة التمتع بالوجهات السياحية البحرية والصحراوية والجبلية في وقت واحد، وذلك نظرا لاعتدال درجات الحرارة في كل تلك المواقع خلال فصل الشتاء.
وعملت الإمارات على استغلال هذه الخاصية لتحويل تلك الوجهات إلى أهم مراكز الجذب السياحية على مستوى المنطقة لاسيما في ظل ما تحظى به من اهتمام رسمي ساهم بتعزيز مستوى الخدمات والبنية التحتية فيها.
الجبال//
دخلت المناطق الجبلية بقوة في قائمة أهم مراكز الجذب السياحي في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت وجهة أساسية للزوار من داخل الدولة وخارجها.
وتعتبر المناطق الجبلية في دولة الإمارات “كنزا سياحيا” نظرا لأجوائها المناخية الجاذبة من حيث درجات الحرارة المنخفضة وتساقط الأمطار، فيما شكلت السنوات الماضية نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة فيها اعتماداً على المشاريع الاستراتيجية التي شهدتها ابتداء من مد شبكات الطرق الرئيسية التي تربط تلك المناطق بالمدن والإمارات الأخرى، وصولاً إلى المشروعات النوعية التي تم الإعلان عنها.
وتتصدر منطقة حتا قائمة أبرز المراكز السياحية الجبلية في الدولة؛ إذ يقصدها الزوار للاستمتاع بمواقعها الطبيعية الخلابة مثل الجبال وسد حتا وبحيرته المائية التي توفر الأجواء المثالية لعشاق التخييم والسباحة ورياضة التجديف.
وفي السياق ذاته.. أصبحت مدينة خورفكان ذات الطبيعة الجبلية من المناطق الأكثر استقطابا للسياح في فصل الشتاء؛ إذ تعد استراحة السحب، من أبرز المشروعات السياحية النوعية التي شهدتها المدينة مؤخرا وتقع على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتكون من طابقين تتوفر فيهما عدد من الشرفات الداخلية والخارجية التي تتميز بإطلالات رائعة على مدينة خورفكان كاملة.
وعلى السلاسل الجبلية في خورفكان يتربع أيضا سد الرفيصة بجماله الساحر الذي يخطف الأنظار، وقد تحولت الاستراحة التي شيدت على ضفافه بين الجبال الشاهقة إلى بؤرة تستقطب الزوار والسياح بفضل ما توفره من خدمات فاخرة.
وتعد محمية وادي الوريعة التابعة لإمارة الفجيرة من المناطق التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد، إذ تعد جبالها الشاهقة وأوديتها مكاناً مثالياً يحتضن مجموعة من الحيوانات والطيور البرية والنباتات والأشجار البرية المهددة بالانقراض، كما أن المناظر الطبيعية الساحرة والمتمثلة بالشلالات والمساحات الخضراء وينابيع المياه العذبة، تجعل من المحمية، واحداً من المواقع السياحية المميزة.
وتبقى قمة جبل جيس في رأس الخيمة إحدى أهم مناطق الجذب السياحي على مستوى الدولة بحكم ارتفاعها الذي يناهز 2000 متر وإطلالتها الساحرة على سلسلة جبال الحجر.
ويمتاز جبل جيس بإمكاناته الطبيعية والبيئية التي أهلته لأن يكون وجهة لهواة ومحترفي رياضة تسلق الجبال وعشاق المغامرات حيث يضم أطول مسار انزلاقي في العالم يمتد على طول 2.83 كيلو متر.
الصحراء//
مع حلول فصل الشتاء تجتذب المناطق الصحراوية في دولة الإمارات محبي التخييم إلى واحاتها وكثبانها الرملية الساحرة ليعيشوا تجارب “البر” وما تحمله من حنين لتراث الآباء والأجداد وثقافتهم الأصيلة وأجوائهم العائلية الدافئة.
ونجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في تعزيز جاذبية مناطقها الصحراوية بمجوعة واسعة ومتنوعة من المشروعات السياحية التي تعد الأضخم والأكثر تميزاً على مستوى العالم من حيث ما توفره لمرتاديها من مساحة هدوء منعزل وإطلالات رائعة على السهول الواسعة وسط الجبال الصحراوية في الهواء الطلق، كما توفر لهم إمكانية ركوب الخيل والجمال، أو التجول بالسيارات والعربات السريعة في الطبيعة وبين الكثبان الذهبية أو الخروج في رحلة سفاري صحراوية أو ممارسة فنون الرماية والصيد بالصقور المميزة.
وتضم الإمارات قائمة طويلة من المناطق الصحراوية السياحية مثل صحراء البداير في إمارة الشارقة، وتلال سويحان وصحراء ليوا في إمارة أبوظبي، وصحراء الوادي في رأس الخيمة، إلى جانب محمية دبي الصحراوية.
البحر//
تحتل الشواطئ والوجهات البحرية في دولة الإمارات صدارة الأماكن الأكثر جاذبية للسياح في فصل الشتاء؛ إذ يقصدونها من كافة دول العالم للتمتع بشمسها الدافئة وأجوائها الساحرة.
وتضم هذه الشواطئ والوجهات البحرية العديد من الخدمات، وأبرزها الممرات المرصوفة التي تساعد ممارسي رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية على تلبية هواياتهم، إضافة إلى مكانتها كوجهة مثالية لعشاق الرياضات المائية مثل الغوص وركوب الأمواج وسباقات السفن الشراعية والقوارب.
وتحتضن الشواطئ والوجهات البحرية التي تنتشر في إمارات الدولة كافة، العديد من المنتجعات التي تتيح للمقيمين فيها قضاء عطلة مميزة على شواطئها، فهي تتسم بأعلى مستويات الفخامة وتتيح فرصة الاستمتاع بالشواطئ الرملية الساحرة والمساحات الخضراء الكبيرة وأحواض السباحة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات فصل الشتاء الجبلیة فی
إقرأ أيضاً:
الصحة.. منظومة متكاملة
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
شهد القطاع الصحي في الإمارات، قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، خلال عام 2025، عبر منظومات وقائية وعلاجية ورعائية متقدمة وحزمة من المبادرات والبرامج الوطنية؛ بهدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات ضمن أفضل 15 نظاماً صحياً في جودة الرعاية الصحية في العالم بحلول 2031. وعملت الجهات الصحية، خلال العام الرابع والخمسين من عمر «دولة الاتحاد»، على تعزيز التميز المؤسسي، ورفع كفاءة الخدمات الصحية، وترسيخ النموذج الوقائي القائم على جودة الحياة، ضمن رؤية متكاملة تنسجم مع رؤية «نحن الإمارات 2031» و«مئوية الإمارات 2071».
ركزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، من خلال الشراكات المحلية والعالمية، على توظيف الابتكار والذكاء الاصطناعي والعلوم السلوكية في تطوير منظومة الرعاية الصحية، وإعادة هندسة خدماتها ضمن برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، بما يضمن تجربة أكثر سهولة وتأثيراً للمتعاملين.
وأطلقت الوزارة أول إطار وطني شامل لقياس الإنفاق على البحث والتطوير في القطاع الصحي؛ بهدف توحيد منهجيات جمع وتحليل بيانات الإنفاق على البحوث الصحية، بما يتوافق مع معايير «اليونسكو»، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD لدعم التخطيط وصنع القرار، من خلال قياس أدق للمؤشرات، مثل نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الناتج المحلي الإجمالي.
وأعلنت الوزارة مشروع المنصة الوطنية الموحدة للتراخيص الصحية، بالتعاون مع الجهات الصحية كافة في الدولة، توفر جميع خدمات ترخيص مزاولي المهن الصحية ضمن نظام رقمي موحد يبسط الإجراءات، ويقلل الزمن والجهد للحصول على التراخيص. وتسهم في تسهيل انتقال الكوادر الصحية بين الجهات، وتوحيد سياسات الاستقطاب والاعتماد المتبادل. كما أعلنت الوزارة مشروعاً للتدقيق الذكي على المخططات الهندسية للمنشآت الصحية بالذكاء الاصطناعي، لرفع سرعة ودقة المراجعة الهندسية، ودعم مبادرة تصفير البيروقراطية، وتعزيز سلامة وجودة البنية التحتية الصحية.
الابتكار الصحي وشهد القطاع الصحي في العام الحالي، ترسيخ ريادة الابتكار الصحي، وفي هذه الإطار فازت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بجائزة «تمكين الابتكار» وشهادة «مؤسسة حكومية مبتكرة معتمدة» من المعهد العالمي للابتكار، تقديراً لدورها في دعم وتطوير الابتكار في القطاع الصحي. كما نظمت الوزارة منتدى وطنياً لأخلاقيات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة، بمشاركة دائرة الصحة أبوظبي، هيئة الصحة بدبي، جامعة الإمارات، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
كبار السن
جاء كبار السن على رأس أولويات القطاع الصحي لعام 2025، الذي شهد إطلاق الخطة الوطنية المتكاملة لصحة كبار السن، مترافقة مع حملة توعية تحت شعار «خلك قريب.. وجودك صحة ووقاية».
خريطة طريق
ركّز القطاع الصحي في العام الجاري، على إعادة تصميم الخدمات الصحية ضمن برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، حيث أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، خريطة طريق جديدة لإعادة تصميم وهندسة مجموعة من خدماتها الحيوية وتقليص متطلباتها بنسبة 50 % ضمن برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية».