خاص| مدير بمستشفى الإندونيسي في غزة: شلالات المصابين والجرحى أجبرتنا على مُضاعفة الأسرة لـ 320.. نُجري العمليات على الأرض تحت كشافات الطوارئ.. ومرضى السرطانات والكلى فقدوا أدويتهم
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
كشف الدكتور مروان السلطان المدير الطبي بمستشفى الإندونيسي بغزة؛ تفاصيل الأوضاع الصحية بعد أكثر من 30 يومًا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي؛ مؤكدًا أن الأوضاع الطبية والصحية تزداد صعوبة وتعقيدًا يومًا بعد يوم، مع تزايد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين.
وأكد أن ما يحدث هنا في غزة ليست حربًا ولا قصفًا بل إبادة جماعية باستهداف آلة الحرب لأحياء سكانية كاملة؛ واستهداف مدارس الإيواء ينتج عنه شلالات من الإصابات والشهداء.
وأضاف في حديثه لـ «البوابة نيوز»، أن ما يزيد الأوضاع الطبية والصحية تعقيدا النقص الحاد جدًا في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ فبعد شهر من العدوان الإسرائيلي المحتل على غزة فإن المخزون قارب جدًا على النفاد خاصة وأن شدة القصف والمستمر يستهلك مستلزمات كثيرة جدًا لتضميد جراح آلاف المصابين.
وأكد «السلطان» أن شلالات الإصابات والجرحى؛ أجبرتنا على مضاعفة أسرة المستشفى من 140 سريرا إلى 320 سريرا ورغم ذلك فإن المرضى يفترشون أرض وطرقات طوارئ المستشفى ونضطر للتعامل مع الحالات على الأرض في محاولة لإنقاذ أرواح المرضى من الموت جراء تزايد جرائم مجازر الاحتلال.
وأوضح أنه خلال 48 ساعة فقط؛ استقبل مستشفى الإندونيسي في غزة مصابي 12 مجرزة جديدة ارتكبها الاحتلال في كل مجرزة يصل عدد مُصابيها لـ 200 شخص مصاب بجراح مختلفة، إلا أن المجزرة الأولى كان عدد ضحاياها لا يقل عن 400 شهيد ومصاب؛ كل هذه الجرائم تزيد من إرهاق الطواقم الطبية والسعة الاستعابية الموجودة في المشافي؛ مؤكدًا أن زيادة عدد الأسرة التي حتى باتت الغرف لا تتسع لأي سرير إضافي آخر قائلًا «كلما زادت عدد الأسرة من الممكن أن يعمل على انتشار للأوبئة والجراثيم ولكن كل التركيز الآن في ظل القصف الغاشم هو الإصرار على إنقاذ حياة آلاف الجرحى والمصابين».
وأضاف أن بعد أكثر من 30 يومًا على إرهاب الاحتلال الصهيوني في غزة؛ فإن الطواقم الطبية وضعها بين السييء والأسوأ بعد فقدانهم جزءًا من السيطرة النفسية والعصبية وانهيار حالتهم الجسدية تزامنًا مع العمل المتواصل ليل نهار وإصابتهم بالإرهاق التام؛ فقط "معية الله هي التي تدعم الطواقم الطبية" بعد إصابة واستهداف عدد كبير من الطواقم الطبية.
وأكد «السلطان» أن العديد من المستشفيات في غزة خرجت من الخدمة بينها مستشفى بيت حنون ومستشفى الدرة للأطفال؛ وهناك العشرات من المستشفيات على أعتاب الخروج من الخدمة إن لم يتم تزويدها بالوقود والمستلزمات الطبية ستتوقف عن العمل نهائيًا خلال 20 ساعة.
اقرأ أيضًا:
خاص| اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون كابوسًا طويلا.. أرقام الضحايا مخيفة جدًا ولن تمر مرور الكرام.. شاهد
وحول مصابي الأمراض المُزمنة من غسيل الكلى ومرضى السرطان في زمن إرهاب الاحتلال الصهويني؛ قال الطبيب الفلسطيني: إن عددا كبيرا جدًا من المرضى فقدوا جداول الغسيل الكلوي؛ ولكن من يستطيع الوصول لمركز "النور الكعبة" يتم تقديم كل الخدمات الموجودة؛ فسابقًا كان يأتي نحو 180 مريضا يوميًا؛ ولكن بعد العدوان الإسرائيلي لا يتجاوز عدد المرضى المترددين على المركز 80 مريضًا بحاجة ملحة لخدمات الغسيل الكلوي. مؤكدًا أن كثيرا من مرضى السرطان فقدوا الأدوية وخطط تنفيذ علاج الكيماوي والأدوية لصعوبة التنقل والتحرك للوصول لمستشفى الصداقة التركي.
وأكد أنه بعد 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي؛ فإن حتى اللحظة لم يتلق المستشفى الاندونيسي أي نوعٍ من الدعم سواء «مُستلزمات طبية أو وقود أو أدوية» رغم الحاجة الملحة والضرورة لهذه المقومات لمواصلة العمل الطبي والإنقاذي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي فعلنا خطط تقليص الخدمات المقدمة للمرضى؛ فنحن الآن مركز طوارئ نعمل على إنقاذ الحياة وتم إيقاف العمليات إلا في الحالات طارئة جدًا لإنقاذ الحياة. إذ تعمل غرفتا العمليات والعناية المُركزة على مولد كهربائي صغير؛ أما باقي المستشفى يعمل على كشاف الطوارئ للإضاءة فقط.
اقرأ أيضًا:
بين التهجير والنزوح وصولًا للتشرد.. سيدة فلسطينية لـ «البوابة نيوز»: غزة صارت أطلالًا.. والناجي من القصف يقتله «الجرب»
وفي ختام حديثه؛ أكد قائلًا: أطلقنا ناقوس الخطر عدة مرات وإن لم يتم تزويدنا بالوقود؛ سيتم إعدام مُبكر لمعظم المصابين الموجودين داخل مستشفيات خصوصا المرضى في غرف العناية المركزة والذين يحتاجون لإجراء عمليات جراحية؛ مناشدًا المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية بالاستيقاظ من نومه والسماح بمرور المستلزمات الطبية والوقود في ظل الانهيار الذي يضرب الكوادر الطبية وفتح المعبر رفح وإدخال المساعدات وإخلاء الجرحى ووقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين الآمنين في بيوتهم وفي المستشفيات ومراكز الإيواء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مستشفى الأندونيسي طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 7 اكتوبر دولة فلسطين الضفة الغربية حرب غزة 2023 الصحة في غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين مستشفى القدس في غزة مستشفى القدس مستشفى الشفاء حكومة غزة الهلال الأحمر المساعدات غزة تحت القصف العدوان الإسرائیلی الطواقم الطبیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هكذا يتلاعب جيش الاحتلال بأعداد جنوده المصابين في الحرب
بحسب مصادر جيش الاحتلال الإسرائيلي الرسمية فقد وصل عدد جرحاه إلى 5881 جنديا وضابطا، دون التطرق إلى أعداد القتلى، أما إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الحرب، فإن العدد لديها أكبر بثلاث مرات، ويبلغ نحو 15 ألف جندي جريح.
كوخ ريفيتال مراسل موقع "المكان الأكثر سخونة في الجحيم"، ذكر أن "هذه الأرقام تسبب معاناة للجيش بعد أن أصرّ في بداية الحرب على رفض نشر أعداد جرحاه، وكانت تصريحات المتحدث باسمه خالية من الإشارة للجرحى؛ تم إحصاء القتلى فقط، حتى أنه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، أي بعد خمسين يوما من بدء الحرب، فقد أفاد الجيش بإصابة ألف جندي، وبعد أسبوعين، في 8 كانون الأول/ ديسمبر، وصل للمستشفيات أكثر من خمسة آلاف جندي جريح، وفي اليوم التالي للنشر، تم حذف الإحصائية المثيرة، بزعم أنها غير صحيحة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "تم استبدال ذلك العنوان برقم ألفي جندي جريح فقط انضموا لنادي المعاقين، وبعد ضغوط عديدة اعترف المتحدث باسم الجيش في 10 كانون الأول/ ديسمبر أن عدد الجنود الجرحى بلغ 1593 على مدى شهرين وثلاثة أيام من اندلاع الحرب، رغم أن ليمور لوريا، رئيسة قسم التأهيل، أبلغت الكنيست عن إصابة 2816 جريحًا تم إدخالهم للقسم منذ الحرب، دون أن يشمل ذلك الجنود النظاميين، أما معطيات إدارة شؤون الأفراد في الجيش فإن العدد الرسمي للجرحى لديها بلغ 5881 منذ بداية الحرب".
وأوضح أنه "في 9 آذار/ مارس 2025، زاد عدد الجنود الجرحى عن عشرة آلاف ممن تركوا صفوف الجيش بعد الحرب، فيما كشفت بيانات الجيش أن عدد من قُتل أو جُرح هو 12 ألف جندي وضابط، ومن الغريب أن الجيش قرر عدم احتساب من أصيبوا بجروح طفيفة، أو من لم يحتاجوا للعلاج في المستشفى، كما لا يتم احتساب المصابين عقليًا، مما قد يسمح له بتقديم تقدير أقل بكثير لتكلفة الحرب".
وكشف أنه "خلال اجتماع اللجنة الخاصة للعمال الأجانب في الكنيست في 9 آذار/ مارس الماضي لبحث احتياجات الجنود الجرحى والمعاقين من العاملين الأجانب في مجال التمريض، كشفت ليفي زيك، رئيسة وحدة توصيف الخدمات الطبية بوزارة الحرب، أن عدد الجنود الجرحى بلغ منذ اندلاع الحرب 62 ألفا، مما يجعلنا أمام فجوات تتسع بين كل جهة تصدر هذه الأرقام، سواء وزارة الحرب أو بيانات الجيش".
وأوضح أن "السبب المباشر في تخفيض أعداد الجنود الجرحى من قبل الجيش يأتي لتقليل تكلفة الحرب، لكن الغريب فعلا إصداره أرقام ذوي الإصابات الخطيرة، أما من يصاب في عينه بشظايا، صحيح أنه قد لا يكون في خطر الموت، لكنه قد يصبح أعمى، ويعاني من إعاقات شديدة بقية حياته، ولا يستطيع البقاء في صفوف الجيش لأنه أصبح كفيفاً، واعتبارًا من كانون الأول/ ديسمبر 2024 تقدم 6410 جندياً بطلبات للاعتراف بهم كمعاقين بسبب إصابة ذهنية، وفي نيسان/ أبريل الماضي ارتفع العدد إلى 7300".
المؤرخ لي مردخاي، الذي يتابع الوضع المتغير للحرب، ويرصد بياناتها منذ بدايتها، لاحظ الفجوات بين المنشورات المختلفة، قائلا إن "مصدر الخلافات بين الجهات الرسمية هو اختلاف مصالح كل منها، فمصلحة الجيش تكمن في تقليل عدد الجرحى، وبالتالي خفض الثمن الذي تدفعه الدولة للحرب، بما يتماشى مع سياسة أوسع نطاقًا تهدف لإضفاء الشرعية على الحرب، حتى يكون الشعب مستعدًا لدفع الثمن".
وأوضح أنه "من أجل لذلك لا يتم إخبارنا بالحقيقة، ولا يتم أخذنا على محمل الجد، وهنا نوجه أصابع الاتهام للمراسلين العسكريين الذين تلقوا المعلومات، ولم يشككوا في الأرقام، فقط قاموا بالنسخ واللصق، مما يعزز المخاوف أننا لا نسمع الحقيقة".
وأضاف أن "أرقام الجيش منشورة على موقعه الرسمي، وتحظى بالاهتمام ويصبح صوتها أعلى من الآخرين، وأعتقد أن السبب الذي دفع المتحدث باسمه للكشف عن عدد الجرحى هو أن فرع التأهيل بوزارة الحرب بدأ بتسريب المعلومات، وعندما بدأوا بالحديث عن عدد الجنود الذين يفترض أن يقوموا بتأهيلهم مستقبلا، وهذا الأمر كله مهم حتى لا يفهم الجمهور التكلفة الحقيقية للحرب، وعدد من أصيبوا بالفعل في الحرب".