فك شيفرة الصين: أين تقف بكين في الصراع بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
سفير الصين لدى الأمم المتحدة يقول إن بلاده تريد الاهتمام بالمصالح الأمنية المشروعة لكلا الطرفين المتحاربين واستعادة السلام
لو وقفت على ضفاف نهر هوانغبو في مدينة شنغهاي، العاصمة المالية الصينية، فستلحظ مبنى طويلا بسقف نحاسي أخضر. هنا نزل ضيوف الدولة مثل الرئيسين الأمريكيين رونالد ريغان وبيل كلينتون وكذلك مشاهير عالميون كتشارلي شابلن وجورج برنارد شو.
انتقل ساسون إلى شنغهاي في عشرينات القرن العشرين، حيث بنى إمبراطورية تجارية هناك. وخلال الحرب العالمية الثانية، وبدعم منه، تم بناء مستوطنة تبلغ مساحتها حوالي 2.5 كيلومتر مربع، وفيها وجد قرابة 20 ألف يهودي من أوروبا الحماية من الاضطهاد النازي.
ولكن بعد الحرب ووصول الشيوعيين إلى السلطة، غادر معظم اليهود شنغهاي. واضطر فيكتور ساسون إلى بيع شركاته للحزب الشيوعي الصيني بأقل من قيمتها.
تظهر قضية ساسون كيف تعامل الشيوعيون مع اليهود، ومن ثم مع دولة إسرائيل الناشئة: بأحكام مسبقة. فخلال الحرب الباردة أعلنت الصين باستمرار تضامنها مع حلفائها العرب، وصوتت في الأمم المتحدة دائما ضد إسرائيل. ولم تقم الصين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بشكل رسمي إلا في عام 1992.
التجارة مع إسرائيل لها الأولوية
ومنذ التطبيع أضحت إسرائيل بالدرجة الأولى شريكا تجاريا للصين. ووصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 22 مليار دولار في عام 2023. أي ما يعادل حجم التبادل التجاري بين الصين والسويد، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.
صورة غير مؤرخة لشنغهاي، ربما تم التقاطها في الأربعينيات. يظهر فيها فندق كاثي ذو السقف الهرمي
وكان من المقرر أن يسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الصين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكان من المخطط أن يكون على جدول أعماله إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الصين. والآن تم تأجيل الزيارة بسبب الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة حماس الإسلاموية المسلحة.
ويكاد ينحصر تبادل الوثائق الرسمية بين البلدين على مجال الاقتصاد والتجارة. ولم يكن الصراع في الشرق الأوسط قضية كبيرة فيها. فمثلا، اقتصر البيان الختامي بعد زيارة نتانياهو الأخيرة إلى بكين في عام 2017، على ذكر أن الصين تريد تعزيز الابتكارات المشتركة مع إسرائيل وتشجيع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الفائقة.
إسرائيل كحليف للولايات المتحدة
وفي الوقت نفسه، تهتم الصين دائما بمسألة أن إسرائيل حليفة للولايات المتحدة، المنافس الجيوسياسي الرئيسي لبكين. وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، الذي تولى منصب رئيس مجلس الأمن الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني: "تدعو الصين القوة الكبرى التي لها التأثير الأكبر على الطرف المعني إلى تنحية مصالحها الخاصة واعتباراتها الجيوسياسية جانبا وبذل كل الجهود لإنهاء الحرب واستعادة السلام". إنه يقصد الولايات المتحدة. وافترض تشانغ جون ضمنا أن واشنطن لها مصلحة في الحرب.
"إسرائيل ديمقراطية راسخة، وفي تحالف ثابت بقوة مع الولايات المتحدة الأمريكية"، كما يقول إيبرهارد زاندشنايدر، أستاذ العلوم السياسية لـDW. ويضيف: "لذلك، من وجهة النظر الصينية، فإن إسرائيل تقف جيوسياسيا على الجانب الآخر مما تخطط الصين للقيام به حاليا، وهو تقوية التحالف المناهض للغرب".
أصوات منتقدة لإسرائيل و"أغبياء جاهلون"
هذه المشاعر المعادية للغرب تنعكس أيضا في المنتديات الإلكترونية الصينية، والتي تخضع لرقابة شديدة من جانب أجهزة الرقابة الصينية. حيث يُنظر إلى أعمال الحرب على أنها "إرهاب ضد الشعب المسلم الأضعف، على يد الشعب اليهودي المتفوق بشكل واضح". هذه الصورة النمطية العنصرية منتشرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
ويعلم مستخدمو "ويبو"، المنصة الأكثر شعبية في الصين، أن الحكومة الفيدرالية الألمانية تقف "بثبات" إلى جانب إسرائيل. ويمكن العثور على مئات التعليقات المعادية للسامية، ردا على ذلك على صفحة السفارة الألمانية. "المعتدون!" يكتب أحد المستخدمين. ويضيف: "لقد اتحد النازيون في ألمانيا وإسرائيل ويقفون معا ضد الإنسانية".
حساب السفارة الألمانية على منصة ويبو الصينية
وكان رد البعثة الألمانية على هذا المنشور وما شابهه واضحا ومباشرا للغاية: "من الغباء أن نطلق بشكل عشوائي على جميع أنواع الأشخاص اسم النازيين. أي شخص يجمع بين علم إسرائيل والصليب المعقوف في صورته الشخصية هو إما غبي جاهل، أو نذل عديم الضمير. سوف نقوم بحظر مثل هذه الحسابات".
الأراضي الفلسطينية مهمة للصين
وخلافا للرأي العام، تدعي الحكومة في بكين أنها طرف محايد في صراع الشرق الأوسط. ومع ذلك، تنتقد الصين إسرائيل في المقام الأول. ووصف وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، القتال الذي تخوضه إسرائيل بأنه "غير متناسب" ويتجاوز حدود الدفاع عن النفس بكثير. وأضاف وانغ أنه لا ينبغي معاقبة شعب غزة بشكل جماعي. وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ، إنه يريد الاهتمام بالمصالح الأمنية المشروعة لكلا الطرفين المتحاربين واستعادة السلام.
ولا تجري بكين اتصالات منتظمة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، لكنها تتواصل مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية. ودخلت الصين في "شراكة استراتيجية شاملة" مع السلطة في صيف 2023.
وجاء في البيان الختامي المؤرخ في 14 يونيو/ حزيران 2023، عقب المحادثات بين الرئيسين شي جين بينغ ومحمود عباس: "تدعم الصين إقامة دولة فلسطين ذات السيادة على أساس ترسيم حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتدعم الصين استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وحل الدولتين".
تتطلع الصين للعب دور الوسيط في الحرب بين إسرائيل وحماس
صمت فلسطيني بشأن انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأويغور
وفي المقابل، تلتزم السلطة الفلسطينية، ممثلة بمنظمة التحرير، بـ "سياسة صين واحدة"، مما يعني أن الجمهورية الشعبية وحدها هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. كما تتبنى السلطة الرواية الصينية القائلة بأن المشكلة في منطقة شينجيانغ، ذات الأغلبية المسلمة والمتمتعة بالحكم الذاتي "لا تتعلق أبدا بقضايا حقوق الإنسان، بل تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية".
وقبل سنوات قامت بكين بفرض نظام مراقبة شديد في شينجيانغ للسيطرة على الأويغور. وتدين الأمم المتحدة "الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" وترى وقوع "جرائم ضد الإنسانية" محتملة في الإقليم الصيني.
ويقول أستاذ العلوم السياسية زاندشنايدر إن الصين حافظت دائما على علاقات سياسية وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية. و"هناك أسباب تاريخية لذلك. فدعم حركات التحرر هو جزء من السياسة الخارجية الصينية". ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بشينجيانغ أو تايوان.
وفي هذا السياق، تبحث الصين عن مؤيدين في العالم العربي للدفاع عن قمعها لشعب الأويغور. وفي حال فقدت بكين الدعم في العالم العربي، فإن ما تعتبره بكين قوى انفصالية في شينجيانغ، يمكن أن تتلقى المزيد من الدعم من الدول الإسلامية. والانتفاضات التي تقوم بها الأقليات القومية ستكون بمثابة السيناريو الأسوأ بالنسبة لقيادة الحزب الشيوعي، التي ترى في وحدة البلاد أولوية قصوى بالنسبة إليها.
نجاح الصين في الوساطة بين السعودية وإيران، لن يتكرر في الوساطة بين إسرائيل وحماس لأنها "لا تتمتع بالمصداقية الكافية"
الصين كوسيط في الشرق الأوسط
ومنذ عام 2019 صار للصين مبعوث خاص للشرق الأوسط. ومن بين مهامه الدفع بعملية السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، أجرى المبعوث الحالي تشاي جون اتصالات مع مختلف الأطراف والعديد من الدول العربية. وذكر أن الصين تؤيد السلام وترى أن "الفشل في حماية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني" هو سبب الصراع المستمر. وشدد على أن الصين وروسيا لديهما نفس وجهة النظر بشأن الصراع، ويعملان معا على وقف تصعيده.
إن التركيز على القرب من روسيا يأتي ضمن توجه محدد. وعن ذلك يقول الباحث زاندشنايدر إنه في السنوات الأخيرة اعتمدت الصين بشكل متزايد على الشركاء غير الغربيين، وفي الوقت نفسه زادت بشكل كبير من ظهورها العالمي، ويضيف: "خلال العقود القليلة الماضية بقيت الصين خارج الصراع في الشرق الأوسط. لكننا الآن رأينا الصين تلعب دور الوسيط، كما هو الحال في وساطتها بين السعودية وإيران". وفي أبريل/نيسان 2023، نجحت الصين في إحداث تقارب بين الخصمين في الخليج، ونتيجة لذلك تصدرت عناوين الأخبار العالمية كوسيط. ويعتقد زاندشنايدر أن مثل هذا النجاح لن يتكرر في الحرب بين إسرائيل وحماس: "لا تمتلك الصين في هذه الحالة بالذات ما يكفي من المصداقية للتوسط بين إسرائيل وحماس".
يذكر أن حركة حماس، التي هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
يوان دانغ/ف.ي
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: العلاقات الصينية العربية الصين دويتشه فيله العلاقات الصينية العربية الصين دويتشه فيله الحرب بین إسرائیل وحماس فی الشرق الأوسط الأمم المتحدة الصین فی
إقرأ أيضاً:
تصاعد الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا يختبر نفوذ واشنطن وبكين في جنوب شرق آسيا
يمثل التصعيد الدموي والمفاجئ في النزاع الحدودي المستمر منذ عقود بين تايلاند وكمبوديا تحديًا جديدًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعهد بدعم نظام عالمي أكثر استقرارًا وسلامًا.
لكن هذا الاشتباك العنيف في جنوب شرق آسيا يمثل أيضًا اختبارًا فعليًا لتراجع النفوذ الأمريكي في منطقة تُعد مسرحًا محوريًا في التنافس الجيوسياسي المتنامي بين الولايات المتحدة والصين.
وفي هذا السياق، قال الخبير الإقليمي وأستاذ إدارة الأعمال بجامعة ولاية أريزونا، سافال إير، لمجلة “نيوزويك” إن هذه الأزمة تمثل اختبارًا حاسمًا لنفوذ كل من الولايات المتحدة والصين في جنوب شرق آسيا"، مضيفًا "تايلاند شريك استراتيجي أساسي لواشنطن، وهي ضرورية للحفاظ على الوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في المنطقة، بينما تُعد كمبوديا حليفًا محوريًا لطموحات الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتشكل نقطة ارتكاز استراتيجية".
بداعٍ عرقلة التفاوض .. مصطفى بكري : ترامب توعد حماس بإنهاء وجودها
ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"
وأشار إير إلى أن "كلا الطرفين يدركان أن هناك الكثير على المحك: إذ قد تقوّض حالة عدم الاستقرار تحالفاتهما الإقليمية ومصالحهما الاقتصادية، في حين أن اتخاذ موقف عدائي قد يؤدي إلى تصعيد حاد في التنافس الجيوسياسي".
تصعيد جديد... وخسارة أمريكية أخرىيعود الخلاف الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى عام 1907، عندما رسمت السلطات الاستعمارية الفرنسية في كمبوديا خريطة لا تزال كمبوديا تستند إليها في مطالبها الإقليمية.
أما تايلاند، فترفض هذا الترسيم، وتطالب بأراضٍ تشمل معابد هندوسية قديمة من الحقبة الخميرية، مثل معبد برياه فيهير، رغم وجود حكمين من محكمة العدل الدولية يصبان في مصلحة كمبوديا.
هذا النزاع ظل يتقاطع مع صراعات أوسع بين القوى العالمية، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الباردة. وكانت تايلاند قد انضمت في الخمسينات إلى منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا المدعومة من الولايات المتحدة، كجزء من جبهة ضد الشيوعية، بينما شهدت كمبوديا دعمًا من الصين في عقود لاحقة.
ومع انتصار فيتنام الشمالية في 1975، ودخولها لاحقًا في حرب مع نظام الخمير الحمر المدعوم من الصين في كمبوديا، سقط الأخير بنهاية السبعينات. واستمرت تايلاند في ولائها التقليدي للولايات المتحدة، لا سيما في المجال الدفاعي، رغم أن موقعها في أولويات السياسة الخارجية الأميركية تراجع في العقود الأخيرة مع تحسّن العلاقات بين واشنطن وخصمها السابق فيتنام.
في المقابل، عززت الصين علاقاتها مع جميع دول المنطقة، بما فيها كمبوديا وتايلاند وفيتنام، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة النفوذ هناك. ووسط هذا التغيّر، يرى البعض أن الولايات المتحدة باتت غائبة عن المشهد.
وقال إيفان فيغنباوم، نائب رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والمسؤول السابق في الخارجية الأمريكية “الولايات المتحدة فشلت في هذا الاختبار، ويجب أن يكون ذلك جرس إنذار... فهي اليوم بلا تأثير فعلي في النزاع، ولا تملك أدوات ضغط على أي من الطرفين”.
الصين على خط التوازنومع اندلاع الاشتباكات الخميس الماضي، التي أوقعت ما لا يقل عن 15 قتيلًا وعشرات الجرحى، أصدرت كل من الولايات المتحدة والصين دعوات لوقف التصعيد.
وجاء في بيان للخارجية الأمريكية: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن تصاعد القتال على الحدود بين تايلاند وكمبوديا... كما نشعر بقلق خاص حيال الأذى الذي لحق بالمدنيين الأبرياء"، داعية إلى "وقف فوري للهجمات وحماية المدنيين وتسوية النزاعات بشكل سلمي".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الوضع بأنه "مقلق ومؤلم للغاية"، لكنه أشار إلى أن “المشكلة تعود إلى إرث الاستعمار الغربي”، مؤكدًا أن الصين، بصفتها "جارًا وصديقًا للطرفين"، ستواصل لعب دور "بناء وحيادي" للمساعدة في تهدئة التوترات، وذلك خلال لقائه برئيس رابطة "آسيان"، كاو كيم هورن، الذي يسعى للوساطة.
ورغم أن كمبوديا تُعد أقرب إلى الصين، فإن بكين تسعى في الوقت نفسه للحفاظ على علاقات متوازنة مع تايلاند. وأوضح فيغنباوم “الصين لا ترغب في الانحياز لطرف على حساب الآخر، لأنها تسعى لعلاقات جيدة مع كليهما... لذلك، ستعمل على ممارسة ضغط ناعم ومتوازن، دون التصعيد”.
نزاع داخلي... يفاقم الوضعيزداد المشهد تعقيدًا بسبب أزمات داخلية في البلدين. فبعد اشتباك حدودي في مايو الماضي أسفر عن مقتل جندي كمبودي، سُربت مكالمة لرئيسة الوزراء التايلاندية، بيتونغتارن شيناواترا، وهي تخاطب رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي ورئيس الوزراء السابق هون سين بمصطلحات حميمية، وتنتقد قيادة الجيش التايلاندي. وقد تسبب ذلك في تعليق مهامها وعرّض ائتلافها الحاكم للخطر.
ومع تردد الصين في اتخاذ موقف علني، تساءل مراقبون عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل. إلا أن فيغنباوم شكّك في ذلك، معتبرًا أن النفوذ الأميركي في تايلاند تراجع إلى حد كبير.
وقال "القول بأن تايلاند مجرد وكيل للولايات المتحدة هو محض خيال... فالصين اليوم هي الشريك التجاري والاستثماري الأكبر لتايلاند، وتحتفظ بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة هناك".
خطر التصعيد قائممن جهته، رأى ديريك غروسمان، الخبير الاستخباراتي السابق والأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن النزاع لم يتحول بعد إلى حرب بالوكالة على غرار الحرب الباردة، لكنه حذر من أن استمرار التصعيد قد يجذب القوى الكبرى بشكل أعمق.
وقال"صحيح أن تايلاند حليف أمني للولايات المتحدة، وكمبوديا شريك مقرّب من الصين، لكن الطرفين دعوا إلى وقف إطلاق النار... لا يبدو أن هناك صراعًا على النفوذ حتى الآن — لكن الخطر قائم".
وأوضح غروسمان أن رفض تايلاند للوساطات الدولية واختيارها الحوار المباشر مع كمبوديا يعكس شعورها بتفوق عسكري وثقة بدعم أميركي ضمني إذا تطورت الأزمة.
أما إير، فحذر من تسييس الصراع في سياق دولي أكبر، قائلًا “إذا ما صوّرته الصقور في الصين كصراع بين حليف أميركي وآخر مدعوم من بكين، فقد يُنظر إليه كحرب بالوكالة، رغم أن الصين لا علاقة مباشرة لها بالنزاع”.
وختم بالقول “الدبلوماسيون مشغولون الآن بصياغة بياناتهم، وآمل ألا تشغلهم ملفات إبستين عن هذه الأزمة الإقليمية الخطيرة”.