جريدة الوطن:
2025-05-10@06:36:05 GMT

خوارزميات غزة .. الممكن وغير الممكن

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

خوارزميات غزة .. الممكن وغير الممكن

بالمفهوم الَّذي يفيد أنَّ الخوارزميَّات هي سلسلة خطوات منطقيَّة ومتسلسلة لإجراء حسابي ما، يكُونُ المنهج المعتمَد من المقاومة الفلسطينيَّة خوارزميًّا في التصدِّي للنَّزعة العنصريَّة التدميريَّة الَّتي دأب عَلَيْها الإسرائيليون.
لقَدْ تعدَّدت إنجازات المقاومة في المواجهة وتنوَّعت أساليبها في الردِّ الحاسم الَّذي فاقَ التصوُّرات في إرباكه تقديرات مؤسَّسات ومراكز بحث كانت تُقيِّم قناعاتها، أنَّ هذه المقاومة شاخت وباتَتْ تميل إلى التسويات والمهادنة وارتضاء الوصول إلى تفاهمات بغطاءات إقليميَّة ودوليَّة مُعيَّنة لا تُشكِّل أيَّ خطرٍ جدِّيٍ على «إسرائيل» الأمْرُ الَّذي يُزيح عن كاهلها الخوف من مفاجآت يُمكِن أن تُعِيدَ خلط الأوراق، خصوصًا مع قناعاتها أنَّ الردَّ بالكثافة النَّاريَّة وإنزال المزيد من الخسائر في صفوف المَدنيِّين الفلسطينيِّين هو الرادع وإحداث الترويع اللازم، لذلك اعتمدت القوّة الإسرائيلية على القتل والتدمير والتجويع والعزْلِ والتهجير ونسْفِ منازل عوائل المقاومين مع تكوين تراكميَّة دالَّة على ذلك بزعم أنَّ العبَث بالمقدرات الفلسطينيَّة مع المزيد من الإمعان والتشفِّي لا بُدَّ أن يعطيَ أرباحًا وازنةً لَهُمْ تستطيع التحييد إن لَمْ يكُنِ الاستسلام الكُلِّي للمشروع الاستيطاني الصهيوني.


لقَدْ أقام الإسرائيليون رؤيتهم العنصريَّة هذه، وامتنعوا عن الإصغاء إلى كُلِّ ما يعارض هذا التوجُّه بما في ذلك أكثر من 300 قرار وتوصية دوليَّة تُقرُّ بحقوق الشَّعب الفلسطيني.
لقَدْ أغفل الإسرائيليون حقيقة أنَّ المقاومة ليست عاقرًا، بل خصبة ولَّادة، وذات ذاكرة مُبدعة لِتحطيمَ غرور القوة لدى الإسرائيليِّين.
في الواقع سَقطَ الرَّدع الإسرائيلي جملةً وتفصيلًا، ولك فحسب أن تدرسَ، كيف تلقَّى العمل الاستخباري الإسرائيلي الصَّدمة، وكيف لَمْ تَعُد الماكينة الإعلاميَّة الَّتي تُروِّج للإسرائيليِّين صانعةَ رأيٍ عامٍّ، وكيف أنَّ المقاومة في غزَّة قادرة على المطاولة بمفاجآت في وصول صواريخها إلى العُمق الإسرائيلي بعد مُضيِّ شهر على الحرب، وكيف تراجع كُلِّيًّا مشروع تهجير سكَّان غزَّة إلى خارجها، وكيف باتَتِ القناعة عالَميًّا تتشكَّل بالمزيد من الوقائع عن النَّازيَّة الصهيونيَّة بعد أن كانت تتسلَّى تمثيليًّا بِدَوْر الضحيَّة.
إنَّ الإنجازات الَّتي تحقَّقت للمقاومة الفلسطينيَّة في السَّابع من تشرين الأوَّل 2023 صنعت قاعدة أمل قويِّ في إنصاف حقِّ الشَّعب الفلسطيني بتقرير مصيره بعد أن صوَّتَت على قرار في الأُمم المُتَّحدة (140) دَولة بالدَّعوة إلى وقف الحرب وامتناع (45) دَولة عن التصويت ورفض (14) دَولة للقرار، على رأس هذا العدد القليل، الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة.
إنَّ القراءة الدَّقيقة والمتأنِّية للمداولات الَّتي جرت تحت سقف المنظَّمة الدوليَّة خلال الأيَّام القليلة الماضية تكشف بالدليل القاطع كيف تبَلْوَر موقفٌ عالَمي وازن يمنع البقاء عِنْد حدود التمنِّي الَّذي قَدْ يجرُّ منطقة الشَّرق الأوسط إلى حرب عالَميَّة طاحنة مدمِّرة بنتائج مُرعِبة.
إنَّ الانتظار الإسرائيلي من خلال اللعب بالكثافة النَّاريَّة مضيعة واضحة للإسرائيليِّين أوَّلًا وإلَّا كيف لا يكون يأسًا إسرائيليًّا خالصًا حين يقول إلياهو وزير التراث الإسرائيلي، إنَّ الخلاص من غزَّة يقتضي ضربها بقنبلة نوويَّة مع عِلْمِه المُسبق أنَّ ذلك يعني انتحار «إسرائيل» ليس إلَّا.
المعادلات الجديدة، الَّتي تشكَّلت بفضل المقاومة الفلسطينيَّة، رسمت حدود الممكن وغير الممكن للسَّلام العادل في المنطقة وتلك أولى النتائج.
المُمكن اندحار الاحتلال والذَّهاب إلى سلام عادل يتمُّ فيه الاعتراف الكامل بحقِّ الفلسطينيِّين في إقامة دَولتهم الَّتي عاصمتها القدس الشرقيَّة، كما أعتقد جازمًا أنَّ أولى الخطوات إفراغ أقفاص الأسرى الفلسطينيِّين من ساكنيها مقابل إفراج المقاومة الفلسطينيَّة عن أسرى الإسرائيليِّين، أمَّا غير المُمكن فهو تشبُّث حكومة نتنياهو بأجندة الذَّاكرة العنصريَّة المغلقة الَّتي تسبَّبت للإسرائيليين بورمٍ غير حميدٍ.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

قصة أول عملة سعودية ورقية وكيف مهّد الملك عبدالعزيز الطريق لنظام نقدي موحّد.. فيديو

الرياض

أشار الدكتور محمد نتو رئيس الجمعية السعودية لهواة العملات، أن المملكة شهدت تحولًا جوهريًا في نظامها النقدي، حيث أُصدرت أول عملة ورقية رسمية تُعرف بـ”إيصالات الحجاج”، وذلك في عام 1372هـ (1952م).

وأوضح نتو أن هذا الإصدار جاء في إطار جهود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوحيد النظام النقدي وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية، خاصة في ظل تعدد العملات الأجنبية المتداولة آنذاك.

وتُعد “إيصالات الحجاج” أول عملة ورقية سعودية رسمية، وقد صدرت بفئة عشرة ريالات، وتميزت هذه الإيصالات بتصميمها البسيط، حيث حملت توقيع الملك عبدالعزيز، مما أضفى عليها طابعًا رسميًا ورسخ الثقة بها بين المواطنين والحجاج على حد سواء.

وأصدرت هذه الإيصالات في وقت كانت فيه المملكة تشهد تطورًا اقتصاديًا وإداريًا ملحوظًا، وكان الهدف منها تسهيل التعاملات المالية، خاصة خلال موسم الحج الذي يشهد تدفقًا كبيرًا للحجاج من مختلف أنحاء العالم.

وقد ساهمت هذه الخطوة في تعزيز مكانة العملة السعودية وتسهيل المعاملات التجارية والمالية داخل المملكة.

وتعتبر “إيصالات الحجاج” بداية لسلسلة من الإصدارات النقدية التي شهدتها المملكة لاحقًا، حيث تم تطوير النظام النقدي وتحديثه بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية والمالية.

وقد أُسندت مهمة إصدار العملة لاحقًا إلى مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، التي أُنشئت في عام 1372هـ (1952م)، لتتولى مسؤولية إصدار العملة وتنظيم السياسة النقدية في المملكة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الإيصالات تُعد اليوم من المقتنيات النادرة التي يحرص هواة جمع العملات على اقتنائها، نظرًا لقيمتها التاريخية والمادية، حيث تُعرض في المزادات بأسعار تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/AyH_sDBjtT31qonA.mp4

مقالات مشابهة

  • قرار قطع العلاقات مع الامارات كان متسرعًا وغير مدروس
  • اللجنة الإسلامية للهلال الدولي تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • قصة أول عملة سعودية ورقية وكيف مهّد الملك عبدالعزيز الطريق لنظام نقدي موحّد.. فيديو
  • رئاسات فلسطين.. ما هي وكيف تتشكل؟
  • “الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني
  • ترامب: من الممكن خفض التعريفات الجمركية على الصين
  • السيسي يتحدث عن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • طريقة عمل تيراميسو مهلبية جديدة وغير تقليدية
  • الوساطة العُمانية.. نهاية استراتيجية الردع وهندسة السلام الممكن
  • بلدية دبي تطلق «مشرف هب» لتقديم تجارب ترفيهية جديدة وغير مألوفة