خليفة بن عبيد المشايخي
تفاجأ المجتمع يوم الأحد الماضي بشائعات انتشرت كالنار في الهشيم على وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، تتضمن بحد تعبيرها وما ذهبت له، بان حركة ترقيات لعدد من المسؤولين في الدولة على وشك الحدوث، وتعيينهم في مناصب جديدة، وإحالة آخرين منهم إلى التقاعد.
ومنذ صبيحة الأحد والمجتمع من أقصاه الى أقصاه، يترقب يوما بعد آخر صدور وتلقي شيء رسمي مما تداولته تلك الشائعات، لتثبيت ما نشرته وذهبت إليه وروجت له.
حقيقة ما حدث لا يجب أن يحدث إطلاقا، وقانون الجزاء العماني في مواده المختلفة، يجرم الشائعات وأصحابها بالسجن والغرامة، وكل من يصدر الشائعات ويروج لها ويتبناها، يعرض نفسه للمساءلة القانونية والملاحقات الأمنية، فهي تهيج مشاعر المجتمع والرأي العام، وتستثير العواطف ومشاعر المواطنين؛ إذ إن بعض الشخصيات المسؤولة، اكتسبت قلوب الناس بما قدمته من وإنجازات وأعمال جليلة، والبعض الآخر نتفق أنه لم يقدم الكثير ويجب ضخ دماء جديدة.
كلنا يجب أن نكون ضد الشائعات التي لا تبني حاضرا ولا تؤسس لمستقبل ولا تنطلق من ثوابت بها من المصداقية ما يجعلها أمينة ويطرح بها الثقة؛ فهي ضارة للغاية بجهود التنمية وتشتت الأفكار وتلفت الانتباه الى أمور فيها مضيعة للوقت والجهد والمال؛ حيث إن الشائعات المغلوطة تتسبب في إثارة البلبلة.
من المؤسف أن الشائعات باتت تستهوي الكثير من الناس لتوظيفها لخدمة مصالحهم الضيقة، ومآربهم الشخصية، مُدعين من خلالها أنهم مقربون ممن هم في السلطة ومن أصحاب القرار وصنّاعه، دون أدنى فهم ومعرفة أو علم بالشيء الذي يتحدثون عنه، وما سيؤول إليه.
إن الشائعات المغرضة غير المسؤولة شيء سيئ وليس بجيد، وتؤدي إلى التأثير سلبًا على المجتمع، ففيه من يهتم بالمعلومة وليس بمصدرها، كما إن الشائعات تمثل استنزافًا للطاقات وللمجتمع، وتتعامل على مستواه ومستوى الفرد به.
نتمنى من أفراد المجتمع أن يعوا خطورة الشائعات، وفساد هذه الأفكار والتوجهات التي تنطلق منها، وأنها ليست مفيدة البتة، بقدر ما هي مُضرِّة ومُحبِطة ومُخيِّبة للآمال، وتُبنى على الكذب والادعاءات المضللة وغير الموثوقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأعلى للشئون الإسلامية يواجه الشائعات بتوعية الأطفال في بنها
نظّم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خامس فعاليات برنامج "إجازة سعيدة" بمسجد عثمان بن عفان بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، تحت شعار "من المسجد يبدأ التحصين"، برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس، وبالتنسيق مع الدكتورة هدى حميد، مدير عام التحرير والنشر والمسؤولة عن ملف الطفل بالوزارة.
استهدفت الفعالية توعية الأطفال بمخاطر الشائعات، وأهمية التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها، من خلال أنشطة تفاعلية جمعت بين التوجيه والترفيه، وركزت على غرس القيم الأخلاقية بأسلوب مبسط يناسب أعمار الأطفال، عبر الحوار المباشر، والعروض الفنية، والأنشطة الجماعية.
وشهدت الفعالية مشاركة عدد من المتخصصين والمؤثرين، من أبرزهم الدكتور ياسر غياتي، مدير أوقاف القليوبية، الذي أكد في كلمته أن الشائعات تمثل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المجتمعات، مشددًا على أهمية غرس ثقافة التثبت والتحقق في نفوس النشء، وموجهًا الشكر لوزارة الأوقاف على دعمها المستمر لدور المسجد المجتمعي.
من جانبها، اعتمدت الدكتورة منى أحمد، الواعظة المتطوعة وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أسلوبًا تفاعليًا في الحوار مع الأطفال، وطرحت عليهم تساؤلات حول مفهوم الشائعة وآثارها، ما ساعد على تنشيط خيالهم وزيادة تفاعلهم.
أما الفنانة نرفانا حسيب، فقد قدّمت عرضًا مسرحيًا شيقًا باستخدام العرائس التشكيلية، جسّدت من خلاله قصة خيالية حول شائعة وأثرها السلبي، وأوصلت للأطفال رسالة واضحة مفادها أن "الكلمة أمانة ونقلها مسؤولية".
وتحدث الدكتور عمر عبد العزيز، عضو إدارة التحرير والنشر بالمجلس، عن أهمية المسجد كمركز للتربية والوعي، مؤكدًا أن رسالة المسجد لا تقتصر على العبادة فحسب، بل تمتد لتشمل التثقيف وبناء شخصية الطفل وتنمية انتمائه لوطنه ومجتمعه.
الفعالية شهدت تفاعلًا واسعًا من الأطفال وأولياء الأمور، وشكّلت نموذجًا ناجحًا لتكامل الجهود الدينية والتربوية في مواجهة ظواهر العصر السلبية، في مقدمتها الشائعات، بأساليب تربوية حديثة تتناسب مع عقل الطفل واحتياجاته.