أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، مساء اليوم الأربعاء، أن الأردن يرفض اليوم أي حديث أو سيناريوهات تتحدث عن مرحلة "ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها"، معتبرًا أن ما يطرح في هذا السياق "غير واقعي ومرفوض ولا يتعامل معها الأردن".

وقال الصفدي إن الأردن يشدد - الآن في هذا السياق - على وقف الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وأي حديث آخر يتم بعد ذلك، مؤكدًا رفض الأردن لأي حديث عن "إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية".

جاء ذلك خلال لقائه، بعدد واسع من الصحفيين والكتاب في ندوة استضافها صالون أمانة عمّان وبحضور أمين عمان يوسف الشواربة.

وشدد الصفدي على أن الأردن - من ناحية المصالح العليا للشعب الفلسطيني وللمملكة أيضًا - "يرفض أي سيناريو يتناول قضية غزة لوحدها، وهذا سيكرس هدف إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية؛ ويأخذنا لمسارات خطيرة لا تصب بصالح الشعب الفلسطيني وقضيته".

وأشار إلى أن ما يدعو إليه الأردن ويصرّ عليه هو "التعامل مع القضية الفلسطينية بسياقها الكامل، فلا حل مجزأ، إنما حل سياسي وسلام شامل وعادل؛ يضمن الحقوق الفلسطينية وإقامة دولتهم المستقلة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة ويحاكي ويعالج جذور الصراع منذ بداياته قبل عقود".

وأضاف الصفدي "المشكلة الأساس وسبب تجدد العنف والحروب وعدم الاستقرار هو الاحتلال الإسرائيلي وعدم إنهائه بحل سياسي عادل للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية".

وبيّن أن أي حديث استباقي يروج له البعض عن سيناريوهات ما بعد غزة؛ "هو قفز في الهواء"، موضحًا "أن كل ذلك لن يناقش إلا بعد وقف الحرب والقتل، كما أن المستقبل يحمل تغييرًا للحكومة الإسرائيلية الحالية بلا شك، ناهيك عن أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى غزة على ظهور دبابات الاحتلال".

وفيما يتعلق بترويج إسرائيل وغيرها للقضاء على حماس وما بعدها، قال الصفدي: "حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعًا مغايرًا عليه أن يلبي حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني وبالسلام الشامل. إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها؛ فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم".

وجدد الصفدي، التأكيد على موقف الأردن من أن أي تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه باتجاه المملكة هو بمثابة إعلان حرب على الأردن "سنتصدى له بكل قوة"، وأوضح أن خيار التهجير الذي طرحته إسرائيل بداية حرب غزة "فشل ولم يجد قبولًا ليس فقط من مصر والأردن والشعب الفلسطيني، بل من كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة".

واستعرض الصفدي، الجهود الأردنية الكبيرة منذ بداية الأحداث في 7 آكتوبر الماضي، مشددًا على أن "الأردن - بقيادة الملك عبدالله الثاني - انخرط منذ اللحظة الأولى بكل قوة وباستغلال حضوره الدولي في التصدي لهذا العدوان المدمر على غزة".

وأضاف أن "المملكة والدبلوماسية الأردنية واجهت تحديًا غير مسبوق في هذه الحرب وهي تعرية الرواية الإسرائيلية لها وتغيير الرأي العام الدولي، وذلك بإعادة كل ما جرى إلى سياقه التاريخي من إمعان إسرائيل بمصادرة الحقوق الفلسطينية ورفض السلام والتسوية ودفع الفلسطينيين إلى اليأس والتوسع في الاستيطان وقضم الأراضي والقضاء على حل الدولتين".

وزاد الصفدي: "تمكنا، بالحضور القوي والمقدر للملك والأردن وبدعم عربي وفي ظل تكشف جرائم إسرائيل في عدوانها وخرقها لكل المواثيق الدولية من الرد على السردية الإسرائيلية، وقد بات الرأي العام الدولي اليوم يشهد تحولات مهمة ضد الحرب في ظل استمرار جرائم إسرائيل في غزة".

وقال إن الأردن "لم ولن يدخر جهدًا ولا أي من أدواته المتنوعة، سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا، في الضغط باتجاه وقف العدوان على غزة وإعادة الأمور إلى سياقها الصحيح، باعتبار الصراع والمشكلة هي في غياب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتهرب إسرائيل من عملية السلام.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأردن أيمن الصفدي غزة أی حدیث ما بعد

إقرأ أيضاً:

الصفدي: إسرائيل تدفع المنطقة لمزيد من الصراع والتوتر

تركيا – أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، امس الجمعة، إن إسرائيل تدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر بينما يجري العمل عربيا من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي يضمن الأمن للجميع.

جاء ذلك في ختام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية جامعة الدول العربية بمدينة إسطنبول، برئاسة الصفدي، لمناقشة تطورات الأوضاع بالمنطقة، وأبرزها العدوان الإسرائيلي على إيران وتداعياته.

وعقب انتهاء الاجتماع تحدث الصفدي للصحفيين قائلا: “هنالك موقف عربي واضح كنا أكدناه سابقا وأكدناه اليوم، يجب العمل فورا على وقت العدوان، وثانيا العودة إلى المفاوضات، والتوصل لحل سياسي للملف النووي الإيراني”.

وبشأن جلسة اليوم قال الصفدي: “نحن في المنطقة العربية نؤكد أن إسرائيل هي التي تدفع المنطقة تجاه المزيد من الصراع والتوتر”.

“بينما نعمل نحن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي يضمن الأمن للجميع”، وفق حديث الصفدي.

ويعقد الاجتماع العربي الطارئ على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي تنطلق أعماله السبت في إسطنبول، برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ويستمر يومين.

وأشار الوزير الأردني إلى أن المنطقة “تقف اليوم على حافة هاوية عميقة جدا، في مرحلة خطرة”، مضيفا: “نقوم بما نستطيع، لكننا نطالب المجتمع الدولي، ومجلس الأمن الدولي، للقيام بدوره واتخاذ خطوات حقيقية لحماية المنطقة من تداعيات هذه الحرب”.

وأوضح أن معالجة ساحات التوتر تتطلب تحركا فاعلا من المجتمع الدولي لوقف العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، تمهيدا لتهدئة حقيقية.

وأشار إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق كارثة قائمة أصلا، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة وغياب أي أفق للسلام، محذرا من “انعكاسات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين”.

وبخصوص الجلسة، قال الصفدي إن الاجتماع، الذي جاء بدعوة من العراق، “كان تنسيقيا عربيا، عكس موقفا موحدا تجاه الملفين الإيراني والعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية”.

وأضاف: “نذهب غدا إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بموقف عربي موحد، ونعمل مع أشقائنا من أجل صياغة موقف عربي ـ إسلامي موحد، هدفه حماية المنطقة من تداعيات العدوان الإسرائيلي، والعمل على وقفه، مع التأكيد على عدم نسيان غزة”.

وتابع الصفدي: “غزة اليوم تنسى، المئات يقتلون يوميا، سواء بالقصف أو بالتجويع، ولا نرى الاهتمام الكافي”، مشيرا إلى ضرورة أن “تبقى غزة حاضرة في أي جهد لحل الأزمة الإقليمية الراهنة”.

يأتي ذلك في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، بدعم أمريكي، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران على هذا الهجوم بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.

فيما ترتكب إسرائيل وبدعم أمريكي أيضاً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 186 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • عاجل | الصفدي يلتقي وزير الخارجية السوري على هامش اجتماعات التعاون الإسلامي
  • الصفدي: إسرائيل تدفع المنطقة لمزيد من الصراع والتوتر
  • وزير خارجية إيران: مستعدون للتفاوض بشرط وقف هجمات إسرائيل ودخول محادثات مباشرة مع أمريكا
  • وزير خارجية تركيا: نعمل على تهدئة النزاع في غزة وإيران.. وندين جرائم الحرب الإسرائيلية
  • حرب إسرائيل وإيران تضرب قطاع السياحة في الأردن
  • جرش 2025.. الأردن يضيء شمعة الثقافة في المنطقة ومشاركة عربية وأوروبية واسعة
  • وزير الاقتصاد الفلسطيني: عدوان إسرائيل يستهدف الإنسان والهوية والاقتصاد الوطني(فيديو)
  • وزير خارجية بريطانيا إلى جنيف.. نافذة دبلوماسية مفتوحة لإنهاء الحرب ضد إيران
  • تطورات الحرب.. إسرائيل تهاجم مقر قوات جهاز الأمن في طهران