صحيفة الخليج:
2024-06-16@14:23:21 GMT

اقتصاد الإمارات.. الرهان الرابح لعبور المستقبل

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

اقتصاد الإمارات.. الرهان الرابح لعبور المستقبل

لطالما كان رهان القيادة الرشيدة على اقتصاد الإمارات رهاناً رابحاً، حتى أضحى نموذجاً للاقتصاد الديناميكي المرن، وعلى مدار السنوات واصل تطوره حتى وصل إلى ناتج محلي قياسي عند 1.62 تريليون درهم في 2022، فيما تخطت التجارة الخارجية غير النفطية للدولة، حاجز التريليوني درهم، مسجلة خلال العام الماضي 2.23 تريليون لأول مرة في تاريخها، وجاءت وثيقة المبادئ الاقتصادية لدولة الإمارات، لمواكبة هذه التطورات، ومواصلة تعزيز الأداء الاقتصادي، وبناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم.

حضور عالمي قوي

تعمل الإمارات يومياً على تعزيز حضورها التجاري الخارجي من خلال الاتفاقيات التي تعقدها مع الدول الشقيقة والصديقة، وتمثل هذا مؤخراً، في الدور الكبير الذي قامت به في مشروع الممر الاقتصادي الذي جاء على هامش قمة «مجموعة العشرين» التي عقدت في الهند. وكذلك من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي عقدتها الإمارات مع العديد من دول العالم، وعلى رأسها الهند.

وتتمتع دولة الإمارات بمزايا جاذبة للمستثمرين من خلال مجموعة من المحفزات التي جعلت منها قبلة للاستثمارات الأجنبية؛ حيث جذبت أكثر من 23 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2022، وهو أعلى رقم تسجله على الإطلاق، بحسب تقرير «الأونكتاد».

عاصمة المواهب والكفاءات

تتصدر الإمارات دول المنطقة، وتأخذ مكانتها المتقدمة بين دول العالم في استقطاب أفضل الكفاءات والخبرات الاقتصادية من حول العالم، ما يضمن لها الازدهار بعيد المدى، عبر توفير البيئة المثالية لاحتضان وتنمية هذه الكفاءات التي تسهم في رسم مستقبل الدولة في العديد من المجالات الاقتصادية والمعرفية، واحتفظت الدولة بريادتها على المستوى الإقليمي، وتقدمت 3 مراكز عالمياً إلى المرتبة 22، بحسب مؤشر تنافسية المواهب العالمية 2023، الصادر عن كلية «إنسياد» العالمية لإدارة الأعمال.

مسار التحول الرقمي

بدأ التحول الرقمي في الإمارات منذ تدشين صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مدينة دبي للإنترنت في عام 1999، ووصل حجم الاقتصاد الرقمي إلى 140 مليار درهم في الوقت الراهن، فيما من المتوقع أن يتجاوز النصف تريليون درهم في عام 2031.

وتقوم الإمارات ببناء قواعد راسخة، تتيح نمو وازدهار قطاعات اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة؛ لذا أطلقت العديد من الاستراتيجيات التي من شأنها الدفع باتجاه اقتصاد المستقبل، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام قائم على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، ويعتمد القدرات والكفاءات العالية والمواهب المميزة.

دينامو النموذج الاقتصادي

تؤمن الإمارات بدور الكوادر الوطنية الشابة والتي هي دينامو النموذج الاقتصادي، وتقوم على تطوير البرامج؛ لتزود الشباب بالمهارات والمعارف، لتصنع جيلاً من المبتكرين والرواد، فلا تبخل بالبرامج والمبادرات؛ لتعزيز مهارات المستقبل، ومن الأمثلة على ذلك، منصة جاهز للمواهب الحكومية، وبرنامج «مهارات المستقبل»، إلى جانب برامج متنوعة في الذكاء الاصطناعي، وصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ومنصة ابتكر، وغيرها الكثير.

استعدادات ما بعد النفط

أعلنت القيادة الرشيدة، قبل سنوات، أنها تستعد لمرحلة ما بعد النفط، وأنها ستحتفل بآخر برميل تصدره من النفط، لتبدأ بعدها في وضع برنامج وطني شامل، لتحقيق هذه الرؤية وصولاً إلى اقتصاد مستدام للأجيال القادمة.

وبالفعل يلمس العالم يوماً بعد يوم تراجع اعتماد اقتصاد الإمارات على النفط، وفي إطار التنويع الاقتصادي تواصل الدولة البناء على الإنجازات وها هي تدشن الورشة الوطنية تلو الأخرى في هذا المجال، وعلى رأس المشاريع الوطنية الكبرى اليوم تقف مشاريع التصنيع والتكنولوجيا ودخول مجال الفضاء، وفي قلب كل ذلك تطوير التشريعات والسياسات، لضمان استدامة الموارد ومصادر الطاقة والمحافظة على البيئة والمصادر الطبيعية للأجيال القادمة.

أنظمة الدولة المالية

قام المصرف المركزي بدور كبير في رفع المعايير اللازمة للمحافظة على القطاع المالي في الدولة، بما يضمن شفافيته وموضوعيته، والعمل على مراقبة عمل البنوك والمصارف، بما يتماشى مع الأهداف التي وضعت من قبل المصرف، كما أقرت على مدى السنوات القليلة الماضية سلسلة من الإجراءات على صعيد حماية الأسواق، وضمان عدم استغلالها من ضعاف النفوس، فيما كان لدخول الدولة عالم الضريبة على الشركات، وقبلها الاستهلاكية، العامل الحاسم في حوكمة قطاعات الأعمال، وضمان تنافسية الشركات محلياً وعالمياً، وفي نفس الوقت دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في نظام ضريبي عادل.

تشريعات تضبط الإيقاع

في ورشة نهوض متكاملة، صدرت في الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية جملة من القوانين والتشريعات والتحديثات، لتواكب بذلك متطلبات التغيرات الاقتصادية الجديدة، والتحول والاستثمار في اقتصادات جديدة، وإيصال رسالة إلى قطاعات الأعمال والمستثمرين حول العالم، بأن النجاح والتنوع الاستثماري وازدهاره يقوم على أسس متينة في الدولة، على الرغم من التقلبات الاقتصادية والتحديات العالمية التي هددت شركات كبرى ودولاً من الطراز الأول.

ومؤخراً تم الاحتفال بتحديث وإصدار 40 قانوناً وتشريعاً كان أهمها: قانون الشركات العائلية، وقانون المعاملات التجارية، وقانون التأمين ضد التعطل عن العمل، وقانون ضريبة الشركات، وقانون التعاونيات الجديد، وقانون الموارد البشرية، وقانون الوكالات التجارية.

الشفافية تساوي الثقة

قبل أكثر من عقدين من الزمن أصدرت الإمارات أول تشريع جزائي يجرّم غسل الأموال، وتم تعديل هذا التشريع ومن ثم اعتماد إطار قانوني ناضج وقوي لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، في سياق حرص الدولة على الالتزام بالمصداقية ومبدأ سيادة القانون، وبمعايير عالية من الشفافية الاقتصادية، بما يعزز ثقة المستثمرين وأصحاب الأعمال، والجهات الاقتصادية والمالية العالمية. وبدعم من الشفافية والموثوقية للمصادر الحكومة، أصبح قطاع الأعمال في الإمارات أكثر قدرة على التنافسية في مختلف القطاعات.

نظام مصرفي تريليوني

يتمتع النظام المصرفي الإماراتي بمستويات رأس مال جيدة، أعلى بكثير من الحد الأدنى للمتطلبات الرقابية وهو ما يوفر الحماية للمودعين ويعزز استقرار وكفاءة النظام المالي للاقتصاد، وأسهم النمو القوي في الودائع في دعم كفاية السيولة وأوضاع التمويل، وتحسنت نسبة القروض إلى الودائع ونسبة السلف إلى الموارد المستقرة إلى أقل مستوى في 7 سنوات، لتشير بذلك مستويات رأس المال المستدامة إلى جانب التمويل القوي إلى وضع مالي متين كلياً في النظام المصرفي للدولة.

وتجاوز صافي الاحتياطات الدولية للقطاع المصرفي الإماراتي التريليون درهم فيما ارتفاع إجمالي الأصول المصرفية إلى 3.9 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخه. ويصل إجمالي أصول القطاع المصرفي إلى 3.52 تريليون درهم فيما إجمالي الائتمان تجاوز 1.95 تريليون درهم، كذلك تجاوز إجمالي الودائع المصرفية مستوى 2.4 تريليون درهم.

بنية تحتية نموذجية

تواصل الإمارات يوماً بعد يوم تطوير بناها التحتية التي تعد نموذجاً للعالم؛ حيث تتمتع بشبكة واسعة من الموانئ بينها أحد أكبر موانئ العالم في جبل علي، والذي يعد مع ميناء خليفة من الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك بمطارات هي الأسرع نمواً في العالم، وعلى رأسها مطار دبي الأكبر للمسافرين الدوليين ومطار أبوظبي الذي يدشن عصراً جديداً، ليحمل بفخر اسم مطار زايد، ما يجعل الإمارات همزة وصل بين شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه.

كما تتميز الدولة بشبكة طرق متطورة ومترابطة وسلسلة، وشبكة حديثة من السكك الحديدية والمترو لنقل الركاب وربط الموانئ لتعزيز حركة التجارة ونقل البضائع، فضلاً عن نقل الركاب.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المستقبل تریلیون درهم فی فی الإمارات

إقرأ أيضاً:

إنشاء أول مجمع لتصنيع معدات الهيدروجين في أبوظبي باستثمار مليار درهم

 

أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي اليوم، توقيع مذكرة تفاهم مع «حلول الطاقة الواسعة للهيدروجين Broaden Energy»، العالمية الرائدة في مجال حلول طاقة الهيدروجين، لإنشاء أول مجمّع صناعي لتطوير وتصنيع معدات الطاقة الهيدروجينية في أبوظبي.
ويهدف المجمّع لدعم أهداف استراتيجية أبوظبي الصناعية، وتعزيز سلسلة القيمة لقطاع الطاقة الهيدروجينية، بما يدعم جهود الاستدامة من خلال الحلول المبتكرة التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي بوصفها المركز الصناعي الأكثر تنافسيةً في المنطقة.
ويُعد المجمع الصناعي الجديد، الذي تبلغ قيمة استثماراته 1 مليار درهم، إضافة نوعية في مجال اقتصاد الهيدروجين، واستحداث المزيد من الفرص الوظيفية في القطاع الصناعي، وتحفيز الحلول المبتكرة في القطاع الصناعي، ودعم التنمية الاقتصادية.
وستتعاون «اقتصادية أبوظبي» وشركة «حلول الطاقة الواسعة للهيدروجين» على ضمان توافق المشروع مع إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والإستراتيجية الوطنية للهيدروجين التي تهدف إلى الارتقاء بمكانة الدولة ضمن أكبر 10 منتجين للهيدروجين على مستوى العالم بحلول العام 2031 بقدرة إنتاجية تصل إلى 1,4 مليون طن سنوياً.
كذلك، تعمل دولة الإمارات على تأسيس مراكز للهيدروجين لتسريع تبني استخدامه وقوداً بديلاً في القطاع الصناعي وتعزيز سلاسل التوريد، وتمكين البنية التحتية لجذب المزيد من الشركات العالمية الرائدة. ويسهم تصنيع معدات الهيدروجين، محلياً، في تعزيز البنية التحتية للطاقة، وترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً للتميز الصناعي والابتكار التقني.
وقال المهندس عرفات اليافعي، المدير التنفيذي لمكتب تنمية الصناعة، ذراع دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي لتطوير وتنظيم القطاع الصناعي: سعداء بتعاوننا مع شركة «حلول الطاقة الواسعة للهيدروجين»، والمساهمة في تأسيس هذه المنشأة التصنيعية المتطورة، التي تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤيتنا لتطوير القطاع الصناعي في أبوظبي، ويدعم المجمّع الصناعي للهيدروجين جهودنا لتحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 من خلال تطوير حلول مبتكرة، إذ يضع القطاع الصناعي المزدهر في أبوظبي الاستدامة في صدارة اهتماماته ويعزز قدراته في استقطاب الاستثمارات في المجالات التي نستهدفها.
من جهته، قال عدنان سوكوليجا، الرئيس التنفيذي لشركة شركة حلول الطاقة الواسعة للهيدروجين: يعد إنشاء أول مجمّع لتصنيع معدات الهيدروجين في أبوظبي تأكيداً على التزامنا بتطوير قدرات الطاقة المتجددة ودعم الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات في هذا المجال، ونفخر بتعاوننا مع دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي لتنفيذ هذا المشروع الرائد والمساهمة في المستقبل المستدام في الدولة.
وبموجب الاتفاقية، ستقوم «اقتصادية أبوظبي»، وشركة «حلول الطاقة الواسعة للهيدروجين» بتبادل المعرفة والأبحاث، مع التركيز على الطاقة المتجددة وتقنيات الهيدروجين الأخضر، وتأتي هذه الشراكة ضمن جهود تطوير القطاع الصناعي في أبوظبي، وتحفيز جهود الابتكار، وتسريع اعتماد حلول الطاقة النظيفة، وتشجيع الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي.

مقالات مشابهة

  • الغزواني: اقتصاد موريتانيا من أفضل اقتصادات بلدان المنطقة وبعض دول العالم
  • الودائع ذات الحجم الكبير في بنوك الإمارات تسجل 1.537 تريليون درهم بنهاية اذار
  • مصر توقع 3 اتفاقيات تشغيل وتطوير مع موانئ أبو ظبي
  • 1.54 تريليون درهم ودائع “فوق 20 مليونا” في مصارف الإمارات بنهاية الربع الأول
  • التحويلات المالية عبر بنوك الإمارات تتجاوز 4.5 تريليون درهم
  • الأسهم المحلية تضيف 40.5 مليار درهم لرأسمالها السوقي في أسبوع إدراج “ألف للتعليم”
  • إنشاء أول مجمع لتصنيع معدات الهيدروجين في أبوظبي باستثمار مليار درهم
  • التحويلات المالية عبر بنوك الإمارات تتجاوز 4.5 تريليون درهم خلال الربع الأول بنمو 16%
  • استثمارات بنوك الإمارات تتجاوز 660 مليار درهم بنهاية مارس
  • المصرف المركزي يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 3.9% في 2024