7 محترفون تحت مجهر أهل الاختصاص
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بعد مرور 8 جولات لدوري نجوم اكسبو والذي شهد طفرة كبيرة على مستوى النتائج والأداء وأصبحت الإثارة عنوان النسخة الحالية من دوري نجوم قطر اكسبو، الدليل ارتفاع المعدل التهديفي للأندية عكس الموسم المنصرم واصبح سباق الصدارة شبيها بلعبة الكراسي الموسيقية لاكثر من فريق بداها الرهيب ثم عاد الغرافة والزعيم ليصعد السد لصدارة الترتيب هذه الاثارة كانت نتيجتها الاقبال الجماهيري لرؤية المباراة بعد قرار الاتحاد القطري لكرة القدم للأندية رفع عدد الاجانب خلال الميركاتو الشتوي إلى «7» لاعبين خلاف المواسم السابقة التي كان مسموحا فيها ب»5» أجانب فقط كان له مفعول السحر، ليشكل ذلك اضافة حقيقية ويرفع من مستوى اندية دورينا ويزداد إثارة حتى الجولة الثامنة واصبحت أندية المقدمة تعاني أمام اندية الوسط عقب الاضافات الجديدة، «العرب» قامت بجولة استطلاعية وسط الفنيين واهل الاختصاص الذين اعتبروا الخطوة «ضربة معلم» مما تسببت في إثارة النسخة الحالية من دوري اكسبو 2024_2024م، وأن الاحتكاك سيفيد اللاعب الوطني لاكتساب الخبرة في مشواره الكروي أيضا اعتبروا أن الخطوة اجبرت الجمهور على متابعة المباريات والاستمتاع بما يقدمه نجوم الأندية.
خالد سلمان: الكل تساوى
استهل خالد سلمان نجم السد والعنابي السابق كلامه قائلا: اتحاد كرة القدم القطري يعمل دوما على تطوير الكرة بالبلاد، فضلا عن توزيع الفرص بالتساوي لكل الأندية، وأردف نجم الجيل الذهبي «7» لاعبين بمثابة فريق كامل والكرة الحديثة تحتاج لحراك مثل ذلك حتى يستفيد اللاعب الوطني من تجارب الاحتكاك ويصبح في أتم الجاهزية على كافة الأصعدة، وتابع سلمان: في السابق كان التفوق لبعض الأندية في النتائج وعندما تخرج الفرق الصغيرة بنتيجة ايجابية كان يعد ذلك مفاجأة لكن مع التعديل الأخير أصبح الكل متساويا وليست هنالك مفاجاة إطلاقا لأن أندية الدوري استفادت من القرار الأخير وقامت باستجلاب المحترفين الذين أحدثوا الفارق خلال بطولة الدوري التي وصلت للاسبوع الثامن، وأثنى المحلل المعروف على الفكرة واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح في سبيل تطوير كرة القدم القطرية كما تمنى الاستفادة من اللاعبين تحت السن مواليد «2002» حتى يصبح هناك مزيج بين الخبرة والشباب ويصبح الرهان أكبر في المستقبل القريب على اللاعبين الشباب لضمان استمرارهم في المستطيل الأخضر لفترة أطول.
نبيل انور: الأندية استفادت
أوضح نبيل انور مدرب الخور أن قرار فتح السيستم أمام الأندية بالتعاقد مع «7» محترفين يعد محفزا للغاية، لكن يجب عدم الاستعجال في إطلاق الاحكام على نجاح المشروع من عدمه يجب أن نلتزم الصبر لفترة حتى تظهر النتائج النهائية، هنالك أندية استفادت من العملية بالتعاقد مع لاعبين مميزين احدثوا معها الفارق خلال الجولات السابقة من منافسة الدوري وأدى ذلك إلى احتلال مراكز طيبة على مستوى الروليت، عكس بعض الفرق التي لم تستفد، من الصعب جداً أن تستجلب محترف بأموال طائلة ويصبح حبيس الدكة بأمر فقره الفني والمواطن يصبح اللاعب رقم واحد للمدرب، لذلك يجب مراجعة معايير الاختيار ليس كل لاعب ينجح في الدوري القطري لذا يجب الانتقاء بتأن كبير، وتابع أنور نبيل: لاحظت في الفترة السابقة بعض الأندية انتعشت كثيراً وباتت تقدم السهل الممتنع على غرار «الريان، الوكرة، العربي والغرافة» بفضل العناصر الرائعة التي تم ضمها والنتائج باتت واضحة جليا للعيان، على أمل أن نستفيد من التجربة ونستجلب أميز العناصر حتى نحقق الهدف المنشود على مستوى المستديرة.
حسن العتيبي: مؤشر إيجابي
أرجع حسن العتيبي محلل بقناة الكاس الإثارة التي شهدتها مباريات دوري نجوم اكسبو حتى الجولة الثامنة إلى القرار الصائب الذي اتخذه الاتحاد القطري في سبيل تطوير كرة القدم.
وأشار العتيبي منذ انطلاق الدوري كانت الإثارة حاضرة والمؤشرات الايجابية كانت عنوان الجولات الماضية، واضاف: تابعنا جميعًا ارتفاع المعدل التهديفي للأندية فضلا عن ارتقاء الأداء والاثارة الكبيرة التي أصبحت حاضرة في كل جولات النسخة الحالية من دوري نجوم قطر «اكسبو «، وتابع كابتن حسن العتيبي في السابق كانت المباريات تحسم من أول ربع ساعة عندما يحرز الفريق ثلاثة أهداف على خصمه كان من الصعوبة بمكان عودة الطرف الآخر إلى أجواء اللقاء بل يفكر المدرب في التعويض خلال الجولة المقبلة وتغادر الجماهير اماكنها، لكن الموسم الحالي تغيرت الموازين وظلت الإثارة والتشويق عنوان كل المباريات، أصبحت نتيجة المباراة غير مضمونة حتى إطلاق الحكم صافرة الختام واجبر ذلك على تواجد الجماهير بالمدرجات حتى نهاية اللقاء وهذه محمدة كبيرة ومن فوائد القرار الأخير، وواصل العتيبي حديثه قائلا: منح الأندية فرصة قدوم «7» محترفين بمثابة تغذية للاعبين المواطنين بالخبرة والاحتكاك المتمثل في نقل التجارب والخبرات في السابق كان الجميع يتجه نحو فترة المعايشة بالاندية الاوروبية لكن الآن بات اللاعب الاوروبي هو من ينضم للأندية القطرية وهذه نقطة ايجابية كبيرة للغاية، فضلا عن رفع أسهم متابعة ومشاهدة مباريات دوري نجوم اكسبو سواء كان من داخل الملاعب أو خلف الشاشات، كما تابعنا مؤخرا مباريات اخرى على مستوى التواصل الاجتماعي كان أبطالها جمهور الأندية الكل يتغنى بناديه وهذا لعمري تنافس محمود يرفع من إثارة دورينا.
خالد شبيب: يقلل من فرصة المواطن
اختلف رأي نائب رئيس نادي الأهلي السابق خالد شبيب عن البقية وقال قدوم «7» لاعبين أجانب دفعة واحدة ليس من صالح الكرة القطرية والمنتخب، كان من الأولى تقليص العدد إلى «4» أو التوقف عند ال»5» في أقل الفروض ورفع العدد سيضر المنتخب. وواصل شبيب: كان من الاجدى التوجه نحو أكاديمية اسبابير والاستعانة بالمواهب الشابة بدلاً عن التعاقد مع المحترفين بالكمية الكبيرة وفي رأيي الشخصي تجاهل الاكاديميات ليس مبررا، في السابق عندما كانت الأندية تستعين بالأكاديميات كان للدوري القطري نكهة فنية خاصة. واختتم: اخشى أن يتضرر المنتخب من الفكرة الأخيرة بسبب عدم حصول اللاعب المواطن على الفرصة الكافية في اللعب التنافسي حتى يثقل خبرته ويصبح في اتم الجاهزية للدفاع عن لواء الوطن.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر دوري نجوم اكسبو دوری نجوم فی السابق على مستوى کان من
إقرأ أيضاً:
الجزية الحديثة.. حين كانت مصر تُدار من الخارج وتدفع ثمن غياب الدولة
يحدث في دهاليز التاريخ ما يتجاوز الخيال، حين تُجبَر أمةٌ بحجم مصر على دفع ضريبةٍ لإمبراطورية فقدت سلطانها، بينما تحتلّها قوة أخرى تنهب مواردها علنًا. يحدث أن يتحول الوطن إلى بند مالي في ميزانية من لا يملك عليه سيادة، وأن يتحوّل التاريخ نفسه إلى مظلّة لابتزاز سياسي واقتصادي متوارث، يتقاسم ثماره المستعمر والوريث معًا.
قبل ثورة يوليو 1952، كانت مصر - بثقلها الحضاري وثرواتها وأهلها - تدفع ما وصفه المؤرخون بـ "الجزية الحديثة" لتركيا، أربعة ملايين جنيه إسترليني سنويًا، رغم وقوعها تحت الاحتلال البريطاني. مشهدٌ عبثي يعكس كيف كانت القوى الكبرى تتناوب على استنزاف بلدٍ لم يتوقف يومًا عن دفع الثمن.
ومهمة الباحث اليوم ليست إعادة سرد التاريخ كما كُتب في كتب المدارس، بل إظهار ما غاب عمدًا، وما تم إخفاؤه، وما لم يُقَل بصراحة عن اقتصاد دولة كانت تُدار من وراء الستار.
الجذور.. من محمد علي إلى الباب العاليبدأت القصة حين حصل محمد علي على حكم مصر وراثيًا وفق فرمانات عثمانية تلزمه بدفع مبلغ سنوي ثابت للباب العالي.
لم يكن الأمر "جزية" بالمفهوم التقليدي، بل كان أشبه بـ ضريبة سيادة: ثمن اعتراف إسطنبول بشرعية حكم الأسرة العلوية.
ومع مرور الزمن، تحولت تلك العلاقة إلى التزام مالي ثابت، بقي حتى بعد أن تضخمت قوة مصر عسكريًا واقتصاديًا إلى حدٍّ فاق الدولة العثمانية نفسها.
ومع ذلك ظلّت القاهرة ترسل الأموال، لا طاعةً، بل حفاظًا على شكلٍ سياسي هشّ صُمِّم أصلًا ليرضي السلطنة أكثر مما يخدم المصريين.
مصر تدفع.. والإنجليز يحكمونحين وقع الاحتلال البريطاني عام 1882، حدث ما لم يعرفه العالم من قبل:
دولة تحتل مصر، ودولة أخرى تقبض منها "الخراج"!
لندن أخذت الأرض، وإسطنبول احتفظت بالورق، والمصريون وحدهم دفعوا الفاتورة.
لم يوقف البريطانيون هذا الدفع، لأنهم لم يكونوا يريدون استفزاز السلطنة العثمانية التي كانت تتحكم بطريق مهم نحو الهند.
فتحولت مصر إلى ساحة تتقاطع فيها مصالح قوتين، بينما أهلها يتحملون العبء الاقتصادي وحدهم.
قناة السويس.. دولة داخل الدولةلم يكن هذا وحده. فقبل يوليو 1952، كانت قناة السويس نفسها دولة داخل دولة:
كيان اقتصادي مستقل تمامًا، محكوم باتفاقات دولية تعطي الامتياز لشركة فرنسية- بريطانية، تتعامل مع البنوك مباشرةً، وتُصدّر الأرباح إلى أوروبا، وتقبض الرسوم بعيدًا عن الخزانة المصرية، فيما تحصل مصر على الفتات.
المفارقة أن قناة السويس- التي حُفرت بدماء المصريين- لم تكن تدار من القاهرة، بل من مكاتب باريس ولندن.
كانت شركة القناة تمارس دورًا أشبه بـ مستعمرة اقتصادية:
منفصلة عن الدولة، فوق القانون، ولها نظام مالي مستقل، بل وشبه "حصانة" دولية.
هكذا كان يُدار اقتصاد مصر:
- مدفوعات سنوية لتركيا.
- احتلال بريطاني يسيطر على خيرات البلاد.
- قناة السويس خارج سلطة الحكومة.
- بنوك أجنبية تتحكم في المال العام.
- وطبقة قصر تعتمد على اتفاقات دولية تُقيّد إرادة البلاد.
إن ذكر هذه التفاصيل ليس سردًا تاريخيًا فقط، بل كشفٌ لآلية تفكيك سيادة الدولة قبل أن تولد الدولة الوطنية نفسها.
انهيار الخلافة.. وصعود الجمهورية التركيةمع الحرب العالمية الأولى توقفت المدفوعات اضطرارًا، ثم سقطت الخلافة عام 1924 وجاء كمال أتاتورك بجمهورية علمانية جديدة. ورغم التحول، لم تُلغِ تركيا القديمة التزامات مصر المالية رسميًا، فاستمرت بعض أشكال الدفع في صورة تفاوضية، بحجة إرث الاتفاقات العثمانية.
لم تكن مصر مستقلة تمامًا كي تمزق هذه الأوراق. الاحتلال البريطاني كان ما زال يمسك برقبتها، والملك فؤاد لم يكن يملك قوة سياسية تخوّله الإلغاء الكامل. فاستمر العبء السياسي والمالي بصورة أو بأخرى، حتى زمن الملك فاروق.
ثورة يوليو.. ولحظة القطعحين جاءت ثورة يوليو، كان أول ما فعلته الدولة الجديدة هو تحطيم البنية التي سمحت بتحويل مصر إلى خزينة لآخرين.
انتهت كل الالتزامات القديمة، وتم تأميم قناة السويس، وبدأ مشروع بناء دولة ذات سيادة مالية، لا تدفع أحدًا ولا تنتظر اعترافًا من أحد.
-- كانت تلك اللحظة إعلانًا بأن الزمن الذي كانت مصر فيه تُدار من الخارج قد انتهى، وأن الدولة الوطنية الحديثة لا تدفع فواتير العصور الماضية.
قراءة فلسفية للمشهد من وجهة نظري كباحث:
إن قصة الجزية الحديثة ليست قصة مال، بل قصة غياب مشروع الدولة.
حين تغيب الدولة القوية، تصبح السيادة سلعة، والدستور ورقة، والاقتصاد طريقًا مفتوحًا لكل قوة أجنبية.
وحين تولد الدولة، تُغلق الفجوات، وينتهي زمن الدفع.
إن مهمة الباحث ليست تكرار ما كتبته المناهج، بل كشف ما خُبّئ منها:
كيف دارت أموال البلاد خارج يد أهلها، وكيف كانت القوى تتقاسم مصر كما لو كانت أرضًا بلا صاحب، وكيف استطاع المصريون لاحقًا - بمشروع وطني حقيقي - أن يقطعوا هذه الفواتير كلها دفعة واحدة.
لم تكن الأربعة ملايين جنيه إسترليني مجرد عبء مالي، بل كانت رمزًا لحقبة ضاعت فيها السيادة بين سلطان تلاشى ومستعمر تمدد.
وقناة السويس لم تكن مجرد ممر مائي، بل كانت عنوانًا لاقتصاد تُدار مفاتيحه خارج حدود الدولة.
ولأن التاريخ ليس أرقامًا فقط، بل وعيٌ وحكايةُ أمة، تبقى هذه اللحظات درسًا لا بد أن يُقال كما هو:
أن غياب المشروع الوطني يجعل من الوطن نفسه ضريبة يدفعها، وأن حضور المشروع يجعله سيدًا على ماضيه ومستقبله!!