بدأت أحدث المفاوضات نحو معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي في نيروبي، يوم الاثنين ، مع توقع حدوث توترات حيث تتصارع الدول حول ما يجب تضمينه في الاتفاقية.

واتفقت نحو 175 دولة العام الماضي على إبرام معاهدة للأمم المتحدة بحلول عام 2024 لمعالجة التلوث البلاستيكي للمحيطات، والطفو في الغلاف الجوي، والتسلل إلى أجساد الحيوانات والبشر.

في حين أن هناك إجماعا واسعا على الحاجة إلى معاهدة ، إلا أن هناك آراء مختلفة جدا حول ما ينبغي أن يكون فيها.

ومع افتتاح المحادثات رسميا، حذر غوستافو ميزا كوادرا فيلاسكيز، رئيس لجنة التفاوض الحكومية الدولية التابعة للمنتدى، من أن التلوث البلاستيكي يشكل "تهديدا مباشرا لبيئتنا وصحة الإنسان والتوازن الدقيق لكوكبنا".

وقال: "لدينا القوة الجماعية لتغيير هذا المسار". واجتمع المفاوضون مرتين بالفعل لكن المحادثات التي تجري في الفترة من 13 إلى 19 نوفمبر تشرين الثاني هي الأولى التي تدرس مسودة نص للمعاهدة نشرت في سبتمبر أيلول والخيارات السياسية التي تتضمنها.

ودعت نحو 60 دولة يطلق عليها اسم "الطموح العالي" إلى وضع قواعد ملزمة للحد من استخدام وإنتاج البلاستيك المصنوع من الوقود الأحفوري وهو إجراء تدعمه العديد من جماعات البيئة.

إنه ليس موقفا مشتركا بين العديد من الاقتصادات المنتجة للبلاستيك ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، التي فضلت منذ فترة طويلة التركيز على إعادة التدوير والابتكار وإدارة النفايات بشكل أفضل.

وستشكل المسودة التي تعرض مختلف السبل للمضي قدما الأساس للمداولات عالية المخاطر في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي.

مع تسجيل أكثر من 2000 مندوب ، ودعاة من مجموعات البيئة والبلاستيك أيضا في الغرفة ، من المتوقع أن تصبح المفاوضات ساخنة مع التوصل إلى التفاصيل.

وتظاهر مئات من نشطاء المناخ وهم يلوحون بلافتات كتب عليها "أزمة البلاستيك = أزمة المناخ" يوم السبت في نيروبي داعين إلى تركيز المحادثات على خفض كمية البلاستيك المنتجة.

وصف الرئيس الكيني ويليام روتو التلوث البلاستيكي بأنه "تهديد وجودي للحياة والإنسانية وكل شيء بينهما".

"للتعامل مع التلوث البلاستيكي ، يجب أن تتغير البشرية. يجب أن نغير الطريقة التي نستهلك، والطريقة التي ننتج بها، وكيف نتخلص من نفاياتنا".

- دعوة للاستعجال -

ويأتي الاجتماع لمناقشة مستقبل البلاستيك قبل محادثات المناخ الحاسمة في الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط في وقت لاحق من هذا الشهر ، حيث من المقرر أن تهيمن المناقشات حول الوقود الأحفوري وانبعاثاته المسببة لتسخين الكوكب على جدول الأعمال.

كما هو الحال في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ والتنوع البيولوجي ، يعد التمويل نقطة توتر رئيسية في محادثات البلاستيك.

تاريخيا، تسببت الاقتصادات الغنية في تلويث أكثر - ولسنوات صدرت القمامة لإعادة تدويرها إلى الدول الفقيرة، حيث غالبا ما ينتهي بها المطاف في البيئة.

تشعر بعض الدول النامية بالقلق إزاء القواعد التي قد تضع عبئا كبيرا على اقتصاداتها.

وتقول جماعات بيئية إن قوة المعاهدة تعتمد على ما إذا كانت الحكومات ستلتزم بالحد من إنتاج البلاستيك وخفضه تدريجيا.

تضاعف إنتاج البلاستيك في 20 عاما وفي عام 2019 ، تم تصنيع ما مجموعه 460 مليون طن من المواد ، وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

على الرغم من الوعي المتزايد بالمشكلة المحيطة بالبلاستيك ، وفقا للاتجاهات الحالية ، يمكن أن يتضاعف الإنتاج ثلاث مرات مرة أخرى بحلول عام 2060 دون اتخاذ إجراء.

يتم التخلص من حوالي ثلثي النفايات البلاستيكية بعد استخدامها مرة واحدة فقط أو عدة مرات ، ويتم إعادة تدوير أقل من 10 في المائة ، مع إلقاء ملايين الأطنان في البيئة أو حرقها بشكل غير صحيح.

واجتماع نيروبي هو الثالث من خمس جلسات في عملية سريعة تهدف إلى اختتام المفاوضات العام المقبل حتى يمكن اعتماد المعاهدة بحلول منتصف عام 2025.

ويقول نشطاء إن المندوبين في نيروبي يجب أن يحرزوا تقدما كبيرا للبقاء على المسار الصحيح وحذروا من المناقشات التي تستغرق وقتا طويلا بشأن المسائل الإجرائية التي تسببت في خلافات في المحادثات الأخيرة في باريس في يونيو حزيران.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التلوث البلاستیکی فی نیروبی

إقرأ أيضاً:

ما أهداف الحملة الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية ضد فنزويلا؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا عن غلق المجال الجوي فوق فنزويلا. جاء ذلك في رسالة تحذير نشرها على موقعه للتواصل الاجتماعي. وقد أثار هذا الفعل الكثير من التكهنات حول ما الذي سوف يحصل لاحقا، خاصة أن هناك حشودا عسكرية أمريكية بدأت في الكاريبي منذ أغسطس/ آب الماضي، حيث نشرت الولايات المتحدة قوات بحرية وجوية، بما في ذلك غواصة تعمل بالطاقة النووية، وحاملات طائرات، وسفن هجومية برمائية، وإنزال 15 ألف جندي قبالة السواحل الفنزولية. كما شهدت قواعدها في المنطقة نشر طائرات أف 35، وتغطية المجال الجوي بطائرات تجسس.

يُذكر أن واشنطن كانت قد نفذت ضربات جوية، على أكثر من 20 سفينة تابعة لفنزويلا في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، قالت إنها تشتبه في تهريبها للمخدرات إلى أمريكا، لكن من دون تقديم أي دليل يؤكد هذه التهمة، وقد أسفر ذلك عن مقتل أكثر من 80 شخصا. لقد بينت الولايات المتحدة الأمريكية، أن الهدف من هذا الانتشار العسكري واسع النطاق، هو الحد من تهريب المخدرات والبشر إلى أراضيها.

في حين ذهبت بعض الأقوال إلى أن الهدف من الانتشار العسكري، هو الإطاحة بالرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو والاستيلاء على بلاده، من خلال سيناريو يقوم على دفع بعض المعارضة الفنزولية للنزول الى الشارع، والمطالبة بتغيير السياسة المعادية للولايات المتحدة، والتعاون معها في وقف عمليات تهريب المخدرات، ثم إثارة الاضطرابات في داخل فنزويلا بشكل كبير، وصولا إلى إسقاط النظام السياسي بمساعدة واشنطن، ومن دون الدخول في حالة حرب. وتستند هذه الأقوال إلى بعض التصريحات الأمريكية، التي تعتبر أن فنزويلا تقوم بكل ما يزعج الولايات المتحدة، وأنها تموضعت بوضع معادٍ لواشنطن، ودخلت في أحلاف واتفاقات مع دول معادية للولايات المتحدة، ولا يظهر أي تغيير ملموس لهذا التوجه، وعليه فقد حان الوقت لمزيد من الضغط لدفع الشعب الفنزولي لإسقاط النظام.

إن تحليل السياسات الأمريكية في عهد الرئيس ترامب يُشير بوضوح، إلى أن جزءا كبيرا من تحركات البيت الأبيض، مرتبط بشخصية الرئيس نفسه، حيث إن قناعاته الشخصية تغلب على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، كما إن حاشيته يجارونه في ذلك، خاصة ماركو روبيو وزير خارجيته، فروبيو لديه فكر صقوري تجاه كل دول أمريكا اللاتينية، خاصة كوبا وفنزويلا، ويعتقد أنه لا بد من الضغط بشكل كبير جدا على هذه الدول، وعليه، حتى لو تم التعامل مع الإدعاءات الأمريكية بمنطقية، فسنجد أنها ليست مُقنعة بما فيه الكفاية. فتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة يأتي بالدرجة الأولى من المكسيك وكولومبيا، اللتين هما من أكبر الموردين لهذه المادة، إذن لماذا يتم التركيز على فنزويلا؟

يبدو أن هناك عوامل جيوسياسية هي المُحرك للتوجه الترامبي ضد فنزويلا. فالولايات المتحدة الأمريكية اليوم منخرطة في حرب باردة مع الصين، وهذه الأخيرة لديها علاقات قوية مع فنزويلا، كما هناك ما يشبه التحالف الصيني الروسي في التعامل مع دول أمريكا اللاتينية، كذلك تأتي علاقة فنزويلا وإيران عاملا آخر، ولكن يبدو أن العامل الأهم في هذا التحرك الأمريكي ضد فنزويلا هو المعادن الثمينة. فترامب يرى أنه يجب الحصول على هذه المعادن أينما وُجدت، كي يتخلص من المساومة الصينية في هذا الجانب.

كذلك هناك نقطة مهمة تُفسر الضغوط الأمريكية على الكثير من الدول، وهي أن ترامب ومنذ ولايته الأولى تشكلت لديه قناعة، بأن الضغط إلى أقصى الحدود سوف يؤدي إلى تغيير سياسات الدول بما يتلاءم ومصالحه، وهذا يُجنبه اتخاذ قرار المواجهة العسكرية الذي لا يريده، وحتى لو اضطر للدخول في المواجهة العسكرية، فهو يحسب كيف ستكون ومتى ينتهي منها، كما حدث مع إيران مؤخرا. أما بالنسبة لفنزويلا فهو يعرف جيدا أن اللعبة العسكرية معها لن تكون سهلة على الإطلاق، فالحرب في هذه الساحة لن تكون حربا كلاسيكية، بل حرب عصابات ومادورو لديه أنصار داخل البلاد وفي محيطها، كما أن الجيش الفنزولي يؤيده بشكل كبير.
أفعال عنجهية تبين بوضوح كيف أن القوة قد تسيّدت على القانون الدولي
يقينا أن التحرك بهذا الشكل الضاغط على فنزويلا سيؤدي إلى حالة اضطراب داخل دول أمريكا اللاتينية، والكل سيفكر بأنه ربما سيكون الثاني أو الثالث بعد فنزويلا على أجندة ترامب الابتزازية، فالولايات المتحدة لا تخفي عداءها ضد هذه الدول، بل تعلن ذلك صراحة وبوضوح. وهي وأحزاب اليسار التي وصلت إلى سدة الحكم في دول أمريكا اللاتينية في حالة تنافر سياسي كبير، خاصة أن الولايات المتحدة تساند بعض اليمينيين الذين وصلوا للسلطة، مثل الرئيس الأرجنتيني السابق، الذي ضغطت الولايات المتحدة من أجل عدم محاكمته. بالتالي لا شك في أن هناك مخاوف من الأحزاب اليسارية أن تدخل في مواجهة مع الولايات المتحدة، فمنذ بداية التسعينيات وبعد نهاية الحرب الباردة، تغيرت السياسة الأمريكية من التدخل العسكري المباشر في هذه الدول، إلى المعارضة السياسية وسياسة أقصى الضغوط. وهذه السياسة سمحت للكثير من الأحزاب اليسارية في أمريكا اللاتينية بالوصول إلى السلطة، مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وغيرها.

كما أنها جعلت منها أحزابا فاعلة في الحياة السياسية، وصوتها عاليا في معاداة واشنطن، لكن من دون أن تدفع تلك الضريبة التي كانت تدفعها في السبعينيات، حيث كانت الولايات المتحدة تتدخل في هذه الدول وتغير أنظمتها السياسية كما تشاء وكيفما تشاء.

إن إعطاء رئيس أكبر دولة في العالم وأعظم قوة عسكرية، الحق لنفسه بإغلاق المجال الجوي لدولة أخرى، ومحاصرتها من كل الجوانب بالقوة العسكرية، ليس له أي أساس قانوني يمكن الاستناد إليه، بل هي أفعال عنجهية تبين بوضوح كيف أن القوة قد تسيّدت على القانون الدولي في الوقت الحاضر.

فمنظمة مكافحة المُخدرات سبق وقالت في تقارير أمريكية، إن فنزويلا خالية من زراعة المخدرات. وعليه يتضح بأن السيطرة على الثروات باتت هي الشغل الشاغل لساكن البيت الأبيض، خاصة أن النفط والمعادن الثمينة والذهب، الذي مخزونه في فنزويلا، يحتل أهمية أكبر من النفط، كلها موجودة في هذه الدولة. وإذا كان هنالك من يؤيد ترامب من حاشيته، فإنه أيضا يواجه معارضة أمريكية لهذه السياسة تجاه فنزويلا. فقد قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، إن تصرفات الرئيس المتهورة تدفع أمريكا نحو حرب خارجية مُكلفة مرة أخرى. كما تعرّض لانتقادات بسبب التدخل السياسي في هندوراس. لكن يبدو أن عقلية التاجر تسيطر عليه تماما.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد حاليا
  • ليبيا تحتل المرتبة الثالثة عربيًا في ترتيب الدول التي يعاني مواطنيها من الاكتئاب
  • ما أهداف الحملة الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية ضد فنزويلا؟
  • روبيو: ندعم سوريا السلمية المزدهرة التي تنعم بسلام
  • ترامب يحذر الدول التي تغرق الولايات المتحدة بالأرز الرخيص
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • مصر والأمم المتحدة توقعان على خطة لمواجهة مخاطر المناخ بالمدن الحضرية
  • التحالف الإسلامي يختتم برنامج محاربة الإرهاب في كينيا
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • تقرير جديد: تغير المناخ يهدد بخسارة 19% من الدخل العالمي خلال26 عاماً