محتالون يستغلون روابط نظام الذكاء الاصطناعي بارد لسرقة معلومات الضحايا
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قالت غوغل، في منشور لها اليوم، على مدونتها إنها بصدد رفع دعوى قضائية ضد 3 محتالين مشار إليهم باسم "DOES 1-3".
وتزعم الدعوى أن الشركات الثلاث أنشأت مواقع تواصل اجتماعي، من المفترض أنها تحتوي على روابط لتنزيلات برنامج الدردشة الآلي بارد من غوغل، وبدلاً من بارد، احتوت التنزيلات في الواقع على برامج ضارة مصممة لسرقة معلومات تسجيل الدخول الخاصة بالضحايا.
وسيتم الاستماع إلى الدعوى أمام المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الشمالية من كاليفورنيا، قسم سان خوسيه. وتزعم شكوى غوغل انتهاك العلامة التجارية لأن المحتالين استخدموا شعارات غوغل في عملية الاحتيال، بحسب موقع فون أرينا.
وفي منشور المدونة، كتبت المستشارة العامة لشركة غوغل حليمة ديلين برادو: "مع تزايد الإثارة العامة لأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، يستغل المحتالون بشكل متزايد المستخدمين المطمئنين. نحن نسعى للحصول على أمر لمنع المحتالين من إنشاء نطاقات مثل هذه والسماح لنا بتعطيلها لدى مسجلي النطاقات في الولايات المتحدة. إذا نجح هذا، فسيكون بمثابة رادع ويوفر آلية واضحة لمنع عمليات الاحتيال المماثلة في المستقبل".
ولدى غوغل قضيتان قضائيتان تحاولان منع المحتالين من الإضرار بالشركات الصغيرة وغيرها، حيث يستخدم المحتالون روابط مزيفة إلى chatbot Bard من غوغل لسرقة بيانات تسجيل الدخول والمعلومات المالية.
وتتعلق الدعوى القضائية الثانية المذكورة في منشور المدونة بـ "الجهات الفاعلة السيئة"، كما تسميهم غوغل، باستخدام عمليات إزالة حقوق الطبع والنشر المزيفة لإلحاق الضرر بالمنافسين. وتم ذلك من خلال إساءة استخدام قانون الألفية الجديدة لحقوق طبع ونشر المواد الرقمية الذي يحمي أصحاب حقوق الطبع والنشر مع السماح بالابتكار عبر الإنترنت.
وأضافت برادو: "تعد إجراءات اليوم جزءاً من إستراتيجيتنا القانونية المستمرة لحماية المستهلكين والشركات الصغيرة وإنشاء السوابق القانونية اللازمة في مجالات الابتكار الناشئة. تعد القواعد الواضحة ضد عمليات الاحتيال والخداع والمضايقات مهمة - بغض النظر عن مدى حداثة الإعداد - ونحن ملتزمون بالقيام بدورنا لحماية الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت من سوء الاستخدام".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)