أقسمت بالله وأخلفت فهل يجب الصوم.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الله- عز وجل- قال في كتابه العزيز: “ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا”، فالإنسان عندما يحلف على شيء؛ لا يجعله حجة لعدم فعل الخير، فلو أن شخصا أقسم أنه لن يذهب إلى أخيه؛ فهذا فيه قطع رحم، فليذهب ويكفر عن يمينه.
وأضاف جمعة، خلال فيديو مسجل له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا حلف على التكفير عن اليمين لا يبدأ بالصيام وهو الخطأ الشائع ، ولكن يبدأ بالإطعام فتطعم 10 مساكين ، بقيمة 200 جنيه اي كل فرد وجبة بـ 20 جنيها، فلو لم يجد فقراء جائعين؛ فعليه بشراء كسوة لـ 10 مساكين ، ولكن الكسوة مكلفة جدا قد تصل لـ 2000 جنيه، فإذا لم يستطع فعليه بالصوم 3 أيام .
قال د. علي جمعة المفتي السابق، إن كفارة اليمين الغموس، محل خلاف بين الفقهاء، حيث قال الإمام الشافعي إنه لا تجوز معه الكفارة، ويجب فيه التوبة، مشيراً إلى أن الغموس إذا حلف على شيء ماضي بنفسه أو بغيره ومنه شهادة الزور، وهي من أكبر الكبائر؛ أشد إثماً ومحاسبة في الدنيا والآخرة، فالشهادة لله، ويجب أن تكون كما أمر ربنا- تبارك وتعالى-، ويكون ضابطها الشفافية، يحكم ضِدِّي؛ خير من أن يحاسبني ربي في الدنيا والآخرة، محذرا: إياك إياك من شهادة الزور.
وشدد على أن يمين الغموس ليس له كفارة، ولكن له توبة، مشيرا إلى أنها تغمس صاحبها في النار، أي تغطسه في النار ولا ينجو منه شيء.
وبيَّن أن عدم الكفارة؛ تجعله أعظم، ومنه إفطار العبد في رمضان، فليس له كفارة وإنما قضاء، لأنه تعدى على حرمة اليوم، فالكفارة بفعلها نظن 99% أن الله غفر لنا، لكن في غيرها؛ ننتظر حساب يوم القيامة.
هل يجب إخراج كفارة اليمين أموالا بدل من الإطعام
أجاب الشيخ عمرو الورداني، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بفتوى مسجلة له، على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
قائلا: بأنه يجوز إخراج كفارة اليمين إطعام بدلًا من المال، وهذا ما نفتى به في دار الإفتاء المصرية، ومن الممكن أن يقسم الكفارة على عدة أشخاص ومن الممكن أن تعطيها لفرد واحد فقط.
ومن جانبه قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء: إن كفارة حنث اليمين، تكون إطعام 10 مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، أو صيام 3 أيام.
وأوضح «ممدوح» خلال البث المباشر لدار الإفتاء على «فيسبوك»، أن مقدار إطعام المسكين شرعًا: نصف صاع من الطعام لكل مسكين، وقدره كيلو ونصف الكيلو تقريبًا، مشيرًا إلى أن دفع قيمة مالية بدل الإطعام في الكفارة أمر مختلف بين العلماء، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء تؤيد الإمام أبو حنيفة الذي رأى جواز إخراج قيمة مالية في الكفارات وزكاة الفطر.
وحدد أمين الفتوى، المقدار المالي لكفارة حنث اليمين، «200 جنيهًا» كحد أدنى ولا يجوز النزول عن هذه القيمة ، ويجوز لمن حنث في اليمين أن يخرج أكثر من هذه القيمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كفارة اليمين الإفتاء علي جمعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: مرافقة النبي في الجنة لا تكون إلا بكثرة السجود
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ».
قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي ﷺ يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.
ثم كان ﷺ يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].
وكان ﷺ يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول ﷺ: « مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
والصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله ﷺ جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".
وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا- أن الله يُصَلي على النبي ﷺ كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.
والصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله ﷺ على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة. وفي الحديث الآخر: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد». فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه،
والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.