الجزيرة:
2025-07-05@02:39:09 GMT

هل يمكن تصميم المدن لتحمي الناس من أخطار المناخ؟

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

هل يمكن تصميم المدن لتحمي الناس من أخطار المناخ؟

يؤكد فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ديلاور الأميركية، أن المدن يمكن أن تكون من المناطق التي تسهم بقدر يسير في عملية الاحترار العالمي، وتساعد السكان على تخطي الظواهر المناخية المتطرفة مثل الموجات الحارة والأمطار الغزيرة.

وتأتي تلك النتائج لتتعارض مع فرضية هندسية أخرى تقول إنه لمواجهة التغير المناخي يجب الحد من بناء المدن الجديدة لأن المدن دائما ما تكون ضارة للبشر والمناخ من ناحية بيئية.

ويأتي ذلك في سياق هجرة واسعة عالمية لسكان الريف إلى الحضر، وهو ما يضغط لبناء مدن جديدة حول العالم.

وفي الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر كوميونكيشنز"، يشير الباحثون إلى أنه يمكن لأنماط الأراضي الحضرية المصممة جيدا أن تقلل من تعرض السكان للظواهر الجوية المتطرفة.

وللتوصل إلى تلك النتائج جمع الباحثون بيانات عن المناطق الحضرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المدن الكبيرة والصغيرة، ثم قاموا بدراسة اتجاهات التنمية العمرانية على مدى 40 سنة مضت، ومن خلال ذلك قاموا ببناء محاكاة تحاول أن تتوقع شكل المدن بحلول نهاية القرن وتبحث في فاعليتها.

وأظهرت عمليات المحاكاة التي أجراها الفريق أنه في نهاية القرن الـ21، يمكن تخطيط المدينة أو تنظيمها مكانيا بحيث تعمل على تقليل تعرض السكان لظواهر الطقس المتطرفة في المستقبل.

زيادة المساحات الخضراء من وسائل حماية السكان من التغير المناخي (شترستوك) كيفي تبني مدينة تحمي السكان من التغير المناخي؟

هناك عدد من التكتيكات التي يمكن أن تنتهجها الحكومات في سبيل تحقيق هذا الغرض، منها مثلا دمج المساحات الخضراء والمتنزهات والغابات الحضرية ضمن مخطط المدينة، الأمر الذي يعمل على امتصاص الحرارة الزائدة وتوفير الظل، حيث تعمل هذه المناطق كحواجز طبيعية ضد درجات الحرارة القصوى.

ومن ذلك أيضا تشجيع أشكال الأحياء المدمجة المتعددة الاستخدامات (السكنية والتجارية والترفيهية)، فهذا يقلل من الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة، وبالتبعية تقليل الوقود المستخدم، وتعمل الأحياء المدمجة التي يمكن المشي فيها على تقليل التعرض للطقس القاسي أثناء السفر.

كما يساعد ذلك على تصميم مدن يقل فيها انتشار الأسطح غير المنفذة مثل الطرق ومواقف السيارات، وهذا يقلل من الجريان السطحي أثناء هطول الأمطار الغزيرة ويمنع الفيضانات، وفي المقابل يمكن أن يؤدي الإكثار من الأسطح الباردة (الأسطح العاكسة) والأسطح الخضراء (الأسطح النباتية) إلى تنظيم درجات حرارة المباني وتقليل الإجهاد الحراري.

ويمكن أيضا أن يساعد إعطاء الأولوية لوسائل النقل العام وتطويرها لتصبح مفضلة لدى الجمهور عبر تطوير الطرق وخطوط السير للتقليل من الاعتماد على المركبات الخاصة، وبالتبعية يقلل ذلك من الازدحام المروري، الأمر الذي يساعد في تخفيف الحمل على المناخ ويقلل من تعرض الناس للظواهر المناخية المتطرفة.

ويمكن للمباني الموجهة بشكل صحيح أن تزيد من التهوية الطبيعية وضوء النهار مع تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتقلل التصميمات الموفرة للطاقة من الحاجة إلى تكييف الهواء أثناء موجات الحر، وبالتالي تخفض من الأثر الضار على البيئة.

كذلك فإن إنشاء بنية تحتية مرنة يمكنها تحمل الظواهر الجوية القاسية مثل الطرق المرتفعة وحواجز الفيضانات وأنظمة إدارة مياه الأمطار، الأمر الذي يمكن أن يحمي السكان، خاصة مع تطوير نظام إنذار مبكر مناسب.

الاعتماد على وسائل إنتاج الطاقة المتجددة يمكن أن يساعد في الحد من تأثير تغير المناخ (شترستوك) مستقبل العالم

وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه عند بناء أجزاء جديدة أو تجديد الأجزاء الحالية من المدينة، يجب على متخذي القرار تعديل عقليتهم بالنظر إلى إجابة عن سؤال: كيف سيغير التطوير والتجديد الطريقة التي تقع بها المدينة كلها في محيطها الطبيعي؟

ويؤكد الباحثون أن إجابات أسئلة كهذه ستختلف من منطقة إلى أخرى، بل ومن مرحلة زمنية إلى أخرى، ولذلك يجب أن يكون تطوير المدن عملا قائما باستمرار ليتكيف مع الظروف الجديدة، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة ديلاوير.

وقد أشارت الدراسة إلى أن ذلك ممكن، فما امتلكته هيئات تخطيط المدن خلال 40 سنة مضت من خبرة يسمح بحجم من التغيير الحضري المستمر يمكنه موازنة التغير المناخي سنة بعد سنة، الأمر الذي يعد مطمئنا بشكل عام، لكنه بالطبع يتطلب تغيير وجهات النظر الحكومية تجاه هذه المسألة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التغیر المناخی الأمر الذی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

من المدن المتألقة إلى الشواطئ الواسعة

يظهر جيل جديد من المساكن المميّزة التي تتغيّر أجواؤها بحسب الإطلالة، وتمتدّ من مدينة دبي الحيوية إلى ساحل البحر الأحمر الغنيّ بالشعاب المرجانية في المملكة العربية السعودية.

 

لا تزال جميع هذه المساكن قيد التطوير، ويشعر الضيوف فيها بأنهم جزء من البيئة المحيطة، إذ تتميّز بإطلالات بانورامية، مساحات معيشية يغمرها الضوء الطبيعي، وتصاميم مُنسجمة مع المساحات الخارجية.

 

يضم كل مسكنٍ تراسات واسعة، منصّات مظلّلة، وباحات ينساب فيها النسيم العليل، ليشجّع السكان على قضاء أوقات لا تُنسى في الهواء الطلق. لكن المناظر وحدها لا تختصر روح المساكن التي تنفرد بتصاميم مدروسة توقظ المشاعر وتشجّع على التفاعل مع الطبيعة. في ما يلي، سنستعرض ستّة مشاريع مميّزة، حيث تصبح الإطلالة جزءاً لا يتجزّأ من تجربة المعيشة.

 

 

مساكن لاحق، البحر الأحمر

 

تحتضن جزيرة لاحق المتكاملة الفريدة شعاباً مرجانية رائعة، شواطئ رملية بيضاء، ومياهاً صافية متلألئة، فتقدّم تجربة استثنائية لجميع الأعمار على مساحة 400 هكتار.

 

وتُعتبر الجزيرة السكنية الأولى من نوعها في وجهة البحر الأحمر، حيث تتيح تملّك وحدات سكنية في قلب الطبيعة الخلابة. تتميّز المنازل بإطلالات مفتوحة على المياه المتلألئة والنباتات الساحلية الأصلية، ويقع معظمها حول البحيرة الشاطئية في وسط الجزيرة، في تصميم يحمل اسم “الحلقة”، وهي دائرة يبلغ قطرها 800 متر تضمّ شققاً، فنادق، ومتاجر فاخرة. أما باقي المنازل، فتتوزّع في أنحاء الجزيرة وتوفّر إطلالات مذهلة على البحر. كما تضمّ الجزيرة ميناءً يحتوي على 115 مرسى يستقبل القوارب بمختلف أحجامها.

 

تولّت شركة فوستر آند بارتنرز تصميم هذا المشروع المميّز الذي يتمحور حول “الحديقة الأزلية”، وهي مساحة خضراء نابضة بالحياة تشمل مناطق مظلّلة بخيم بيرغولا، باحات هادئة، ومنصّات واسعة. يقدّم مشروع لاحق تجربة إقامة غامرة تكتمل مع الإطلالات الآسرة على أشعة الشمس المنعكسة على سطح الماء في الصباح، الميناء وحركة القوارب فيه، والنباتات المحلية الغنّاء التي توفّر أجواءً من الهدوء.

 

مشروع ذا شيدي برايفت ريزيدنسز، دبي

 

يقع مشروع ذا شيدي برايفت ريزيدنسز على طريق الشيخ زايد، ويتكوّن من عدّة طوابق تضمّ منازل واسعة بتراسات مميّزة تطلّ على أفق دبي والخليج العربي. وتتيح هذه التراسات، إلى جانب النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف، فرصة مثالية للاستمتاع بمناظر المدينة والساحل. يحمل تصميم البرج بصمة استوديو برونو غيلاف، ويجمع بين الواجهات الزجاجية الأنيقة والتفاصيل الداخلية البسيطة. وفي الطوابق العليا، تظهر شقق الدوبليكس والبنتهاوس، حيث تتوفّر مسابح خاصة ومساحات خارجية للترفيه تشرف على إطلالات رائعة. هنا، تعكس المشاهد المحيطة هوية دبي المزدوجة، بين المدينة العصرية النابضة بالحياة والمناطق الساحلية الهادئة، بين حيوية الحياة اليومية وسكون الطبيعة.

 

شورى آيلاند ريزيدنسز، البحر الأحمر

 

قريباً، سيتم افتتاح 305 مساكن في جزيرة شورى، لترسي معياراً جديداً للحياة الساحلية في المملكة. وتجتمع في هذا المشروع أسماء مرموقة مثل فور سيزونز، جميرا، إس إل إس، وميرافال، إلى جانب شورى مارينا ريزيدنسز التابعة للبحر الأحمر الدولية، لتصميم منازل فريدة تضم مساحات خارجية واسعة تشجّع السكان على البقاء في الهواء الطلق طوال اليوم، ليتأمّلوا الإطلالات الخلابة على الشعاب المرجانية، ملاعب الجولف، واليخوت الأنيقة التي تتهادى في المرسى.

 

تضيف التراسات الرحبة، الباحات الخضراء، والمسابح الواسعة لمسة مميزة على تجربة العيش في الهواء الطلق، بينما يوفّر التصميم الذكي من شركة فوستر آند بارتنرز أقصى درجات الخصوصية، حيث يسمح بانسياب النسيم العليل إلى داخل المنازل بكل سلاسة.

 

ريزيدنسز دو بورت، دبي مارينا

 

تقع مساكن ريزيدنسز دو بورت مباشرة على الواجهة البحرية، وتوفّر إطلالات رائعة على المياه النقية، أفق دبي المميز والممشى القريب. تم تصميم كل مسكن ليستفيد بالكامل من موقعه، حيث ينفتح على شرفة مشمسة وتزيّنه نوافذ كبيرة تمتد من الأرض إلى السقف وتتيح للسكان مشاهدة دبي مارينا من كل الزوايا. تتمتّع المساكن بتصميم معماري مفتوح وفاخر يغمره الضوء الطبيعي، إذ استوحِي من شكل اليخوت الكلاسيكي. وأُضيفت إليها اللمسات النهائية الراقية والتراسات الواسعة المطلة على الميناء، ليشعر المقيمون وكأنهم يسترخون على شواطئ الريفييرا.

 

منتجع نجومه التابع لريتز-كارلتون ريزيرف، البحر الأحمر

 

يتمركز منتجع نجومه على أطراف جزيرة أمهات وسط أجواء من الهدوء والخصوصية، ويطلّ على المياه الصافية المتلألئة والشواطئ الرملية الخلابة. يضم المشروع 21 فيلا فاخرة تقع في أماكن مختارة بعناية لضمان أكبر قدر من الخصوصية، وتحيط بها الطبيعة من كل جانب. الهدف الأساسي منها هو أن يستمتع السكان بتجربة استرخاء تام في مكان يعمّه السلام والهدوء.

 

يمكن الوصول إلى المساكن فقط بالقوارب أو الطائرات البحرية، وتوفّر إطلالات بانورامية على الجمال الطبيعي، خاصة عند شروق الشمس فوق الشعاب المرجانية وغروبها خلف المياه الصافية. ينتمي هذا المنتجع إلى مجموعة ريتز-كارلتون ريزيرف، ويوفّر للضيوف تجربة فاخرة ونادرة، حيث تأسرهم المشاهد الخلابة وتولّد بداخلهم أجمل المشاعر.

 


مقالات مشابهة

  • تسريبات تكشف تصميم Galaxy Z Fold 7 الجديد من سامسونج
  • «التغير المناخي» و«تدوير» يتفاهمان لإدارة النفايات
  • قدورة: ما قمنا به لم يكن تصميم شعار فحسب بل بناء هوية بصرية وطنية
  • بابا الفاتيكان يحذر من تداعيات التغير المناخي على الأرض
  • انهيار جزئي لعقار خالي من السكان في روض الفرج
  • من المدن المتألقة إلى الشواطئ الواسعة
  • تصميم عصري وأداء قوي .. إليك أهم مواصفات هاتفي ريلمي 15 5G و 15 Pro 5G
  • ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟
  • عشرات الشهداء ونزوح آلاف السكان من شمال غزة
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا