علماء يكتشفون مواد بلاستيكية في السحب فوق جبال الصين.. قد تغير طقس الكوكب
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تتعدد الدراسات بشأن المواد البلاستيكية الدقيقة، لكن لم يتوقع أحد أن هناك دراسة حولها مرتبطة بالسحب الموجودة فوق دولة الصين؛ إذ حدد فريق من البحث أن جزيئات صغيرة موجودة في السحب فوق موقع التراث العالمي «جبل تاي» يمكن أن تؤثر على طقس الأرض.
تفاصيل الدراسة البحثيةوبحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ذلك الاكتشاف المرتبط بوجود جزيئات صغيرة من المواد البلاستيكية الدقيقة، يؤدي إلى مزيد من تكوين السحب وبالتالي زيادة هطول الأمطار أو التأثر بالظروف الأكثر برودة.
وحول ما توصل إليه الفريق القائم على الدراسة من المملكة المتحدة «بريطانيا»، قال العلماء إن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، خاصة مع إعلان أن الجزيئات الموجودة في السحب من شأنها تعزيز تكوينها وجعلها أكثرعرضة لحمل المعادن من التلوث الصناعي.
والمواد البلاستيكية الدقيقة محل الدراسة، هي جزيئات بلاستيكية أصغر من خمسة ملليمترات، ولكن في هذه الدراسة، كانت معظم الجزيئات حوالي 60% أصغر من 100 ميكرومتر، وقد قام الفريق القائم على الدراسة بجمع عينات من المياه السحابية من قمة الجبل، الذي يرعى السحب، ويرتفع حوالي ميل واحد فوق مستوى سطح البحر.
كما قاموا بتحليل العينات تحت المجهر وباستخدام مقياس الطيف لتحديد التركيب الكيميائي لمحتويات السحب؛ ليعثروا على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 24 عينة من أصل 28، وزادت الكمية بالقرب من مستوى سطح البحر، حيث وجد أن السحب أيضًا أكثر كثافة.
ويشير العلماء في الدراسة البحثية إلى أن ضوء الشمس والعوامل الجوية الأخرى يفتت المواد البلاستيكية الدقيقة إلى أجزاء أصغر، مدونا الفريق: «على هذا النحو، من المحتمل أن تمثل نتائجنا الحد الأدنى من المواد البلاستيكية في السحب».
وتشير النمذجة الحاسوبية إلى أن هذه المواد البلاستيكية الدقيقة انجرفت من أجزاء أخرى من البلاد؛ ليزعم الباحثون في أن الجزيئات يمكن أن تغير طريقة تشكل السحب، ما يؤثر على الطقس، ويمكن أن يتكثف الماء والجليد حول الجزيئات المحمولة بالهواء لتعزيز تكوين السحب، مثل الرماد البركاني الذي يتم قذفه بعد ثوران البركان.
ولذلك، يعتقد الباحثون أن المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الهواء قد تتصرف بشكل مماثل، وربما تغير السحب المواد البلاستيكية أيضا، وفي الغلاف الجوي، يمكن لأشعة الشمس أن تؤثر على المواد البلاستيكية وتؤدي إلى تآكلها، ما يجعل أسطحها خشنة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جبال الصين الصين دراسة جديدة دراسة بحثية المواد البلاستیکیة الدقیقة فی السحب
إقرأ أيضاً:
خسائر بـ20 مليار دولار تُظهر تزايد مخاطر تغير المناخ في آسيا
تسببت الفيضانات المدمرة بمناطق من جنوب وجنوب شرق آسيا في خسائر لا تقل عن 20 مليار دولار منذ أواخر الشهر الماضي، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والطقس المتطرف على السكان والاقتصادات في المنطقة.
وتزامنت سلسلة من 3 أعاصير مدارية مع الرياح الموسمية الشمالية الشرقية المعتادة، مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة منذ عقود في بعض المواقع، قتلت المئات وأثارت موجة من الدمار من سريلانكا إلى إندونيسيا، حيث دمرت المنازل والطرق وخطوط السكك الحديد، وأتلفت المحاصيل، وأبطأت الإنتاج الصناعي، وغمرت المناطق السياحية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أكثر من ألف شخص ضحايا الفيضانات بإندونيسيا وتايلند وسريلانكاlist 2 of 4كاميرا الجزيرة ترصد آثار الدمار بعد الفيضانات في إندونيسياlist 3 of 4ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات والانهيارات الأرضية في إندونيسياlist 4 of 4الدول الآسيوية المنكوبة بالفيضانات تستعجل المساعداتend of listويشير العلماء والمحللون إلى التأثير المحتمل لتغير المناخ على الفيضانات، إلى جانب عوامل أخرى تؤدي إلى تفاقم المشكلة، بما في ذلك إزالة الغابات، والفشل في الدفاعات ضد الفيضانات، ونقص التمويل اللازم لمواجهة الكوارث.
وقال ديفيد فاراندا، مدير الأبحاث في الفيزياء المناخية بالمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، والذي قاد دراسة عن فيضانات فيتنام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "لا شك أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الفيضانات الشديدة في جنوب شرق آسيا".
كوارث مركبة
ويكمن الخطر في جنوب شرق آسيا في "الكوارث المركبة" عندما تضرب أحداث متطرفة متعددة في تتابع متقارب، والتي يتوقع أن تحدث بشكل أكثر تواترا، وتتسبب في أضرار أكبر في السنوات القادمة، وفق تقرير لوحدة الأبحاث "بي إم آي" (BMI) التابعة لشركة " فيتش سولوشن" (Fitch Solutions).
وتضم المنطقة بعضا من أكبر نسب الأشخاص الذين يعيشون في مناطق معرضة لخطر الفيضانات، وذلك بنسبة 21% في ماليزيا، وحوالي 20% في إندونيسيا، ونحو 15% في سنغافورة وفيتنام والفلبين وسريلانكا، وفقا لتقرير شركة "بي إم آي".
وتعد هذه النسبة أعلى مما كانت عليه في العقد الأول من القرن 21، "وستستمر في الارتفاع مع تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري ونمو السكان في المناطق المعرضة للخطر"، حسب التقرير.
إعلانوتظل بلدان جنوب شرق آسيا باستمرار من بين الأكثر عرضة للخطر، حيث كانت الفلبين، وميانمار، وفيتنام، من بين الدول العشر الأكثر تضررا من تغير المناخ في العام الماضي، وفقا لمنظمة "جيرمان واتش"، وهي منظمة حقوقية مستقلة.
ورغم هذه المخاطر، فإن التقدم نحو بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ في العديد من البلدان يتأخر عن أجزاء أخرى من العالم، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن بعض السلطات في جنوب شرق آسيا أعطت الأولوية للنمو على جهود التخطيط والتكيف، كما تقول هيلين نغوين، أستاذة الهندسة البيئية بجامعة إلينوي الأميركية.
وترى نغوين أن عملية التطوير سارت بسرعة كبيرة ولكن على حساب البيئة، وبدا التقاطع بين السياسة والجهود الفاشلة في مجال التكيف مع المناخ هو الأكثر حدة في الفلبين، وتصاعد الغضب الشعبي بسبب فضيحة فساد بمليارات الدولارات تتعلق بأموال حكومية مخصصة لمشاريع التخفيف من آثار الفيضانات.
وقد أدت القضية إلى توقف مشاريع البنية التحتية، وإضعاف ثقة المستثمرين، وتسببت في انخفاض النمو الاقتصادي في البلاد إلى أدنى مستوى له في 4 سنوات.
يستند إجمالي الخسائر البالغ 20 مليار دولار للشهر الماضي وحده إلى تقديرات حكومية ومحللين، ومن المرجح أن تُعدّل هذه التقديرات مع تقييم إجمالي الأضرار. وفي العام الماضي، تسببت الفيضانات الموسمية في خسائر اقتصادية تُقدر بنحو 25 مليار دولار في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وفقا لدراسة أخرى.
وعلى الرغم من التأثير الإقليمي الواسع، فإن "المراكز التجارية والصناعية الرئيسية في المنطقة تبدو سليمة إلى حد كبير"، كما أن الضرر الذي لحق بسلاسل التوريد والتصنيع "من المرجح أن يكون محدودا ومؤقتا"، مقارنة بالفيضانات التي ضربت تايلند في عام 2011، حسب مؤسسة كابيتال إيكونوميكس.
ومع ذلك، فإن الاستجابة للكوارث وجهود التعافي سوف تأتي بتكلفة كبيرة بالنسبة لدول مثل تايلند، وإندونيسيا التي كانت تكافح من أجل تحفيز اقتصاداتها المحلية دون إرهاق ميزانياتها، وبالنسبة لسريلانكا التي كانت تتعافى منذ التخلف عن سداد ديونها في عام 2022.
وقال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في بنك إتش إس بي سي هولدينغز: "في حين أن المنطقة معتادة على الاضطرابات الجوية الشديدة، إلا أن هذه الاضطرابات زادت في نطاقها وتواترها في السنوات الأخيرة".
وأضاف أنه يجب تحويل مزيد من النفقات المالية لتعزيز البنية التحتية وبناء القدرة على الصمود. وهذا قد يستلزم، لا سيما بالنسبة للاقتصادات الأفقر، خيارات صعبة تتطلب خفض النفقات الضرورية في مجالات أخرى، حسب تقديره.
وقد يُكلّف إعصار ديتواه في سريلانكا، الذي أودى بحياة 465 شخصا على الأقل، اقتصاد البلاد ما يصل إلى 1.6 مليار دولار وفقا لأوديشان جوناس، كبير الإستراتيجيين في مجموعة "كال" (CAL) المصرفية الاستثمارية ومقرها كولومبو.
ويشمل ذلك برأيه "خسارة في الإنتاج تُقدّر بنحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى الأضرار المادية".
إعلانوفي جنوب تايلند، تسبب الإعصار سينيار في شل مركز رئيسي للتكنولوجيا والسياحة، وتراكم الأضرار التي تجاوزت 15 مليار دولار حتى الآن. وقد تواجه البلاد خسائر إضافية تصل إلى 400 مليون دولار شهريا إذا استمرت الظروف، وفقا لوزارة التجارة التايلندية.
أما في إندونيسيا المجاورة، فقد تسببت العاصفة في فيضانات وانهيارات أرضية في سومطرة، وهي منتج رئيسي للفحم والقهوة وزيت النخيل.
وتشير تقديرات مركز الدراسات الاقتصادية والقانونية، وهو مركز أبحاث مقره جاكرتا، إلى أن الخسائر تزيد على 4 مليارات دولار أو 0.29% من الناتج المحلي الإجمالي، بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق والجسور، وخسارة مداخيل الأُسر والإنتاج الزراعي.
وكلفت الأضرار الناجمة عن العواصف وحدها الاقتصاد الفيتنامي حوالي 3.2 مليارات دولار من الخسائر هذا العام، وتقترب من الرقم القياسي البالغ 3.5 مليارات دولار في عام 2024، عندما ضرب البلاد الإعصار ياغي.