الجديد برس:

تحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في مقال، عن مساهمة الحرب الإسرائيلية على غزة في إظهار الانقسام الواسع في الرأي العالمي، بشأن القضية الفلسطينية.

وذكرت صحيفة “الغارديان”، في مقال للكاتب مصعب يونس، أن هناك “دعماً ساحقاً لحق الفلسطينيين في تقرير المصير على المستوى العالمي، وإدانة للهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة”.

ولفت يونس إلى أن “139 دولة من أصل 192، أو 72% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تعترف بفلسطين، الأمر الذي يُشكّل تقريباً كامل آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، مثل السويد، وأيضاً المكسيك، التي كسرت عقوداً من الولاء للولايات المتحدة باعترافها بفلسطين في يونيو الفائت”.

وهذا الدعم الواسع لفلسطين، بحسب يونس، يشير إلى “انقسام أوسع في الرأي العام العالمي”، بحيث “يكاد يكون الانقسام العالمي بشأن القضية الفلسطينية مشابهاً تماماً للانقسام القديم بين مجموعة الـ 77 ومجموعة السبع”.

وإذا كانت الحرب الحالية دفعت “إسرائيل” ومجموعة الدول السبع إلى التقارب أكثر، فإنها أدت أيضاً إلى “زيادة الشعور لدى الكثيرين في الجنوب العالمي بأن وجود مجموعة السبع يمثل تاريخاً طويلاً من الغطرسة العنصرية والإمبريالية”.

وبيّن الكاتب أنه “في جميع أنحاء الجنوب العالمي، يُغذي ارتباط إسرائيل الوثيق بمجموعة السبع فكرة ارتباطها بالاستعمار الغربي الجديد في العالم العربي”، ومعارضتها “ترتبط أيضاً بتاريخ تعاونها مع الدول القمعية في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا”.

في هذا السياق، رأى يونس أن “الدعم غير المقيد من جانب الدول القوية لإسرائيل، وهي ترتكب إبادة جماعية موصوفة في غزة، ساهم في تنامي الشعور بأن النظام الدولي الحالي يفتقر إلى الشرعية”.

وذكر الكاتب بأن “رأي أغلبية الناس عادةً، في تاريخ القرن الماضي، كان وسيلة لتشكيل السياسة من خلال الضغط العام، مثل ما حدث في فيتنام وجنوب أفريقيا والجزائر وروديسيا (زامبيا وزيمبابوي الآن)، على الرغم من معارضة الدول الغربية”.

وأردف قائلاً: “ربما نشهد مثل هذه اللحظة الآن، إذ إن هناك تحولات بدأت تظهر، بحيث لم يعد الناس في حيرة بشأن من هو الظالم”.

في السياق ذاته، نشرت شبكة “NBC NEWS” تقريراً للكتاب دان دي لوس وكير سيمونز وأبيغايل ويليامز أكدوا فيه أن العدوان على غزة ترك الولايات المتحدة و”إسرائيل” وحلفاءهما الغربيين معزولين بصورة متزايدة بطريقة بدأت تشبه حرب العراق عام 2003.

وبطبيعة الحال، فإن الدعم السياسي الدولي للاحتلال الإسرائيلي لا يزال في أعلى مستوياته بين الدول الغربية والأطلسية الحليفة للولايات المتحدة والناتو، بحيث تتدفق المساعدات العسكرية للاحتلال، بالإضافة إلى حشود عسكرية في المنطقة لمحاولة تهديد حلفاء المقاومة الفلسطينية، لكن الشعوب الغربية تستمر في إظهار كل أنواع الدعم لفلسطين وشعبها، وإدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل

لاقى بيان مشترك صادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا ترحيبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن لوّح القادة بفرض عقوبات على إسرائيل إذا لم توقف حربها على قطاع غزة وترفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.

وكان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا هددوا أمس الاثنين في بيان مشترك باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال القادة "نعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق".

ونص البيان على أنه "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، فإننا سوف نتخذ خطوات ملموسة أخرى ردا على ذلك".

ولم يتوقف البيان عند هذا الحد، بل أدان بشدة "اللغة البغيضة لبعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالترحيل القسري".

في هذا السياق، وصف مغرّدون فلسطينيون البيان بأنه "تاريخي"، مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي تلوّح فيها دول غربية كبرى بفرض عقوبات على إسرائيل.

ورأى كثيرون أن هذا الموقف يمثل كسرا للمحرّمات السياسية التي لطالما سادت في عواصم الغرب، حيث كان الحديث عن معاقبة إسرائيل من "المحظورات الدبلوماسية".

إعلان

لكن في المقابل، شكّك آخرون في التأثير الفعلي للبيان، معتبرين أن: "لا بيان أوقف مجزرة، ولا تصريح وفّر خبزا، الحصار ما زال خانقا، والقتل مستمر، والمعاناة تزداد يوما بعد يوم".

من جهة أخرى، وصف نشطاء ومراقبون البيان بأنه تطور دراماتيكي بكل المقاييس، مؤكدين أن العالم يشهد لأول مرة تحولا حقيقيا في لهجة الخطاب الغربي تجاه الاحتلال.

وأشاروا إلى أن المواقف الغربية لم تعد تقتصر على بيانات "قلق" أو "دعوات لضبط النفس"، بل وصلت إلى تلويح فعلي بفرض عقوبات، وهو ما كان يُعدّ سابقا من المحرّمات السياسية في العواصم الغربية.

وكتب أحد النشطاء: "البيان المشترك من بريطانيا وفرنسا وكندا يفتح الباب رسميا لآليات الضغط، وهو مؤشر على تآكل الحصانة السياسية التقليدية للاحتلال في الغرب".

تخيّل أن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، يعلنون في بيان مشترك؛ "سنتّخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها بغزة وترفع القيود عن المساعدات، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو أفعالها الفاضحة"

الغرب الراعي لإسرائيل، يعرب عن ضجره من سلوك إسرائيل المحتلة ويهدّد، ودول عربية…

— أحمد الحيلة (@ahmad_alhila) May 19, 2025

في السياق ذاته، علّق مدوّنون على أن بيان الإدانة الغربي جاء أقوى وأوضح من البيان الختامي لجامعة الدول العربية، رغم أن الدول الغربية كانت من أبرز داعمي إسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب.

وأضافوا بمرارة: "الغرب الراعي لإسرائيل يُعبّر عن ضجره من سلوك الاحتلال ويهدّد، بينما تقف دول عربية شاهدة دون أن تلوّح بأي أوراق قوة حاسمة يمكن أن توقف الكارثة والإبادة الجماعية".

نقلة نوعية وسابقة تاريخية من موقف الإتحاد الأوروبي إتجاه القضية الفلسطينية تحديدا بيان شديد اللهجة على دولة الإحتلال من قبل بريطانيا وفرنسا وكندا.هذا الضغط الأوروبي يؤكد أن تأثير مايرتكب بغزة من جرائم إبادة يلقى بظلاله على أوروبا الذي يحتمل أن يفرض عقوبات صارمة على دولة الإحتلال

— Maya rahhal (@mayarahhal83) May 19, 2025

ترحيب من الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس

وفي الإطار ذاته، رحبت الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الذي دعا إسرائيل إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولوح باتخاذ إجراءات ضد تل أبيب إذا لم توقف حرب.

إعلان

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن الرئاسة وصفها لبيان القادة بالشجاع وقولها إنه ينسجم مع موقفها الداعي إلى إنقاذ وتنفيذ حل الدولتين، والوقف الفوري للعدوان، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومنع التهجير.

بيان أوروبي غير مسبوق يعكس تغيرًا كبيرًا في لهجة الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية أمس خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، محذرًا من احتمال فرض عقوبات أوروبية

بيان مشترك من قادة بريطانيا وفرنسا وكندا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أفعال حكومة نتنياهو
منقول pic.twitter.com/8L7x1m7Myh

— ياسر عوني (@YasserAwny2) May 20, 2025

من جانبها قالت حركة حماس في بيان، إنها ترحب بالبيان المشترك "الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

واعتبرت الحركة هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها.

مقالات مشابهة

  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
  • صحيفة: أمريكا ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف "حرب غزة"
  • “تركيا وإيران في القائمة” .. بينها دولة عربية.. أكبر 10 دول منتجة للفستق في العالم
  • الصفدي: يجب على “إسرائيل” السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات
  • مغردون: نصف ساعة من “أهوال يوم القيامة” في خان يونس
  • ديفيد هيرست: “إسرائيل” خسرت الحرب بالفعل لكنها لا تعلم ذلك
  • أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للفستق في العالم بينها دولة عربية
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • “ديفيد هيرست”: “إسرائيل” ستخسر الحرب في غزة كما خسرت أمريكا في فيتنام
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟