هل نحن مستعدون لسيناريو «اليوم التالى»؟!
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يوم الأربعاء الماضى تحدثت فى هذا المكان عن ضرورة التأكد من جاهزية كل المؤسسات والهيئات والوزارات فى مصر للتعامل مع كل السيناريوهات الخاصة بتطورات العدوان الإسرائيلى على غزة، خصوصا فيما يتعلق بالاستعدادات الداخلية مثل التموين والوقود والمستشفيات وأجهزة الأمن المختلفة حتى نضمن تهيئة وصلابة الجبهة الداخلية.
واليوم أطرح سؤالا أعتقد أنه الأهم الذى ينبغى أن تنشغل به جميع البلدان العربية خصوصا ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وهو سؤال اليوم التالى، أو بعبارة أوضح، كيف نستعد لمرحلة ما بعد نهاية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة؟.
إسرائيل ومن يدعمها منشغلون بنفس السؤال، ولكن من زاوية تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن، وينبغى أن ننشغل نحن المصريين والعرب بنفس السؤال لكن لإفشال هذا المخطط بكل الطرق.
العدوان الحالى مختلف تماما عن كل الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى ربما منذ عام ١٩٦٧، وحتى مقارنة بكل الانتفاضات الباسلة للشعب الفلسطينى، خصوصا الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٧ والثانية عام ٢٠٠٠.
فيما سبق كانت إسرائيل توجه ضربات موجعة للمقاومة معظمها من الجو، ثم تنسحب بناء على وساطات مصرية مختلفة.
اليوم إسرائيل تعلن من اليوم الأول أنها تريد تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية ومستوطنوها يحاولون طرد سكان الضفة الغربية إلى الأردن، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقول علنا إنه سيغير المنطقة بشكل كامل، ووزير تراثه يهدد باستخدام القنبلة النووية، ورئيس أركانه يهدد المنطقة بأكملها بالقول إن سلاح جوه قادر على الوصول إلى أى مكان فى الشرق الأوسط، ووزير ماليته يقول إن الحل الإنسانى الأفضل هو تهجير «عرب غزة» إلى خارجها ونسمع عن تدمية شمال غزة حتى يصبح منطقة عازلة، وأبواق صهيونية وغربية تتبجح بوعود مالية مغرية لحل مشكلة مصر الاقتصادية.
الصحافة الإسرائيلية والغربية تتحدث بوضوح الآن عن سيناريوهات ما بعد نهاية العدوان، وما هو الشكل الذى سيكون عليه القطاع غزة، وتنشر كل يوم تصورات مختلفة للقادم من الأيام.
إسرائيل تقول إنها ستظل موجودة أمنيا فى غزة، وستضمن أن تدخل القطاع فى كل مرة للقضاء على أى تهديد بعد أن تكون قد قضت على كل المقاومة الفلسطينية ودمرت البنية التحتية للمقاومة.
نسمع أيضا عن تقارير تتحدث عن محاولات لإقناع دول عربية بإرسال قوات تفصل ما بين غزة وإسرائيل، وكذلك عن إدارة عربية أو أممية أو متعدة الجنسيات لغزة ونسمع أيضا عن سيناريو لتهيئة الأوضاع أمام عودة السلطة الفلسطينية الموجودة فى رام الله للعودة لإدارة قطاع غزة، وسمعنا أيضا عمن يتحدث عن إمكانية تسليم القطاع لمصر، مثلما كان الحال عليه قبل الاحتلال الإسرائيلى فى ٥ يونيو ١٩٦٧.
بعد كل هذه التصورات الإسرائيلية والأمريكية والغربية، فإن سؤالى المباشر هو: هل لدينا تصوراتنا الخاصة فى مصر والأردن وفى الدول العربية الكبرى ذات الصلة للتعامل مع سؤال اليوم التالى فى غزة؟!
المنطقى أن تكون هذه السيناريوهات جاهزة للتعامل مع كل سيناريو على حدة، وتوقعى ــ وليس معلوماتى ــ أن مصر تتعامل مع الأمر بأقصى قدر من الجدية، لكن واجبى المهنى والوطنى والقومى يحتم على أن أطرح مثل هذا النوع من الأسئلة، حتى لا نتفاجأ ــ لا قدر الله ــ، بأى تطورات درامية سيئة، وحتى لا نكرر ما حدث من مآسٍ سابقة، خصوصا فى هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧، التى كشفت وقتها أن هناك مسافة واسعة جدا بين ما كان يقال من خطب وتصريحات نارية وعنترية وما حدث على أرض الواقع.
أعتقد أنه ينبغى أن يكون هناك حد أدنى من التنسيق بين مصر والأردن وكل العرب فيما يتعلق بكيفية مواجهة سؤال اليوم التالى.
على الدول العربية أن تدرك أن الأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ الشعب الفلسطينى الشقيق، أو حتى بالعلاقة مع حماس والاختلافات معها، ولكن يتعلق بمستقبل الدول العربية بأكملها.
وإذا رفضت هذه الدولة أو تلك فكرة التنسيق بحجة أنها بعيدة عن الخطر، فلا مفر أمام مصر من بذل كل الجهد للاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة. علينا الانشغال بالسيناريو الخاص بنا، والمتمثل فيما قاله الرئيس السيسى فى نهاية خطابه أمام مؤتمر القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية وهو التهدئة ثم وقف القتال والبدء فى مفاوضات لحل دائم يقود لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. وأن تقتنع كل الأطراف بهذا الحل الحقيقى وقبل ذلك وبعده التصدى لمخطط إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية، لأننا أول من سيدفع الثمن بعد الشعب الفلسطينى البطل.
(الشروق المصرية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر غزة الفلسطينية مصر فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بوتين: مستعدون لمحاربة أوروبا إذا أرادت ذلك
شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوما حادا على أوروبا في تصريحات له اليوم الثلاثاء، معلنا استعداد بلاده لخوض حرب ضدها، متهما إياها بالسعي لتخريب اتفاق لوقف القتال في أوكرانيا، والعمل على إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا.
وقبيل محادثات مرتقبة مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر دونالد ترامب، جاريد كوشنر، قال بوتين في إجاباته على أسئلة الصحفيين في موسكو "إذا أرادت أوروبا فجأة أن تبدأ حربا معنا وبدأتها، فقد تنشأ بسرعة كبيرة حالة لا يكون لدينا فيها من نتفاوض معه".
وأكد الرئيس الروسي "نحن لا ننوي خوض حرب مع أوروبا، لقد قلت ذلك 100 مرة بالفعل. لكن إذا أرادت أوروبا فجأة خوض حرب معنا وبدأتها، فنحن مستعدون حاليا. لا يمكن أن يكون هناك أي شك في هذا".
وشدد بوتين على أن أوروبا "تقف إلى جانب الحرب، وليس لديها أجندة سلام"، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية تقدم مقترحات غير مقبولة لروسيا بشأن التسوية السلمية في أوكرانيا.
وقال "ليس لدى دول أوروبا أجندة سلام، فهم إلى جانب الحرب. وحتى عندما يحاولون ادعاء إدخال بعض التعديلات على مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإننا نرى ذلك بوضوح، كل هذه التعديلات تهدف فقط إلى شيء واحد، هو إحباط عملية السلام بأكملها".
خطة ترامبوأكد بوتين أن أوروبا تعيق الإدارة الأميركية الحالية والرئيس ترامب عن تحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن دول أوروبا استبعدت نفسها من هذه العملية للتسوية السلمية.
وأوضح أن "نتائج ما يحدث اليوم لا تعجبهم أيضا، وبدأوا في عرقلة الإدارة الحالية للولايات المتحدة والرئيس ترامب عن تحقيق السلام في أوكرانيا عبر المفاوضات. وهم أنفسهم رفضوا المفاوضات السلمية، والآن يعرقلون الرئيس ترامب".
وأشار الرئيس بوتين إلى أن الدول الأوروبية تريد بهذه الطريقة لاحقا إلقاء اللوم على روسيا في عرقلة العملية السلمية بأوكرانيا.
إعلانوتابع "هذا هو هدفهم، ونحن نراه بوضوح، لذلك، إذا كانوا يريدون العودة حقا إلى أرض الواقع، استنادا إلى الوضع الذي يتطور على الأرض، كما يقولون في مثل هذه الحالات، فليكن، نحن نسمح بذلك".
كما لفت الرئيس الروسي إلى أن أحدا لم يستبعد الدول الأوروبية من المفاوضات بشأن أوكرانيا، وقال "إنهم يستاؤون من استبعادهم ادعاء من إجراء مفاوضات حول أوكرانيا. لكني أريد أن أشير إلى أنه لم يستبعدهم أحد، هم استبعدوا أنفسهم".
واعتبر بوتين أن أوروبا "تواصل العيش في أوهام بشأن إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، وقطع الاتصالات مع روسيا بشكل حاد بمبادرة منها".
وسأل بوتين "لماذا فعلوا ذلك؟ واستدرك مجيبا "لأنهم تبنوا فكرة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا ولا يزالون يعيشون، على ما يبدو، في هذه الأوهام، على الرغم من أنهم يدركون، بعقلهم، أن هذا كان في الماضي بالفعل، وأن هذا لم يكن ممكنا".
واختتم تصريحاته بالقول لقد خلطوا بين الرغبة والواقع في وقتهم، لكنهم لا يستطيعون ولا يريدون الاعتراف بذلك لأنفسهم".