أبوالغيط يُجري عددا من المباحثات على هامش حوار المنامة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
التقى السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، على هامش مشاركته بحوار المنامة الذي تستضيفه مملكة البحرين، بعدد من المسئولين العرب والأجانب الذين شاركوا في هذا الحدث المُهم الذي يُعقد سنوياً بحضور عدد كبير من المسئولين الأمنيين والسياسيين والدبلوماسيين والخبراء.
وصرح جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام أن أبو الغيط التقى الدكتور عبد اللطيف الزياني وزير خارجية البحرين، حيث حرص على تهنئته بنجاح هذه النسخة من حوار المنامة وتبادل معه عدداً من الموضوعات على رأسها التحركات المبذولة من أجل وقف العدوان على غزة في ضوء قرارات القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في 11 نوفمبر الماضي، والاستعداد للقمة العربية القادمة التي من المقرر أن تستضيفها البحرين.
وأوضح رشدي أن أبو الغيط التقى أيضاً بوزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد، حيث تبادل معه وجهات النظر حول الوضع في غزة، مُحذراً من أن استمرار الحرب هو نتيجة لسياسات بعض الدول التي سارعت بإعطاء إسرائيل شيكاً على بياض لممارسة الانتقام، وأن إسرائيل استغلت هذه الرخصة على نحو وحشي أصبح مرفوضاً من العالم كله. وأضاف أبو الغيط أن التفكير في "اليوم التالي" في غزة ليس له محل في ظل استمرار العدوان الذي يُمثل وقفه وإنقاذ السكان المدنيين من خطر القصف والمجاعة والأوبئة الأولوية المُطلقة الآن.
وقال رشدي إن أبو الغيط أجرى كذلك جلسة مباحثات مع "جوزيب بوريل"، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية، حيث حرص على الإعراب له عن التقدير لمواقفه التي تعكس التزاماً مبدئياً بحماية النفس الإنسانية، بغض النظر عن الدين أو العرق. كما حذر أبو الغيط من التبعات بالغة السلبية لانتشار الغضب والكراهية في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء المواقف المنحازة للكثير من الدول والحكومات الغربية بتأييد إسرائيل في عدوانها الغاشم المجرد من الأخلاق والخارج على القانون، والتي تعكس نمطاً صارخاً من ازدواجية المعايير.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الأمين العام للجامعة العربية حرص على إطلاع بوريل على النهج العربي في إنهاء هذه الحرب، والعمل فوراً على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية وفقاً لرؤية الدولتين، مؤكداً أن على الدول الأوروبية مسئولية كبيرة في مساعدة الجانبين للتوصل إلى تسوية سياسية على أساس تفاوضي، وفي إطار مؤتمر دولي. كما حذر أبو الغيط مجدداً من مخاطر كافة أشكال التهجير والنفي والترحيل التي ما زالت السياسة الإسرائيلية تدفع إليها، مُعتبراً أن ذلك السيناريو يُمثل خطاً أحمر عربياً، ووصفة لنشر الفوضى وانعدام الاستقرار في المنطقة.
وأشار المتحدث في ختام تصريحاته إلى أن أبو الغيط التقى السيد "أرارات ميرزويان" وزير خارجية أرمينيا حيث حرص على اطلاعه على آخر مستجدات الوضع في غزة ومخاطر استمرار الحرب، كما استمع إلى شرح قدمه الوزير الأرمني للمفاوضات التي تخوضها بلاده لتسوية النزاع مع أذربيجان.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبو الغیط حرص على
إقرأ أيضاً:
في حوار خاص لـ "الفجر".. هاني المهدي يكشف أسرار القوة الناعمة لمصر عبر اللغة العربية
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتنامي الحاجة إلى التفاهم الثقافي والحضاري بين الشعوب، تبرز اللغة العربية كأحد أهم جسور التواصل الإنساني والمعرفي، لا سيّما لما تحمله من ثراء لغوي وتاريخي وحضاري عميق. ومع تزايد الاهتمام العالمي بتعلم اللغة العربية لأغراض دينية، أكاديمية، اقتصادية، وسياسية، تتعاظم مسؤولية الدول العربية – وفي مقدمتها مصر – في تطوير هذا المجال الحيوي واستثماره كأداة فاعلة لتعزيز مكانتها الثقافية والدبلوماسية على الساحة الدولية.
ومن هذا المنطلق، يتناول موقع الفجر هذا الحوار مع الدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق والخبير في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، أبعاد هذا الملف المحوري الذي لا يقتصر تأثيره على التعليم فقط، بل يمتد إلى مجالات الاقتصاد، والسياحة، والدبلوماسية الثقافية. يسلّط الحوار الضوء على واقع تعليم العربية للوافدين في مصر، ومستوى الإقبال العالمي عليها، والتحديات التي تواجه إعداد المعلم الكفء، إضافة إلى دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجويد العملية التعليمية. كما يطرح الدكتور المهدي رؤى مستقبلية جديرة بالتأمل لدعم هذا القطاع الواعد، من أجل أن تبقى مصر منارةً للغة الضاد وقِبلةً للراغبين في تعلمها من مختلف أنحاء العالم.
نرحب بالدكتور هانئ محمد المهدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، وخبير ومستشار في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. بدايةً، دكتور هانئ، نود أن نتعرف من حضرتكم على أهمية هذا المجال، وموقع مصر فيه.أشكركم على الاستضافة. تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداد معلميها، يمثل مجالًا بالغ الأهمية، ليس فقط من الناحية التربوية، بل أيضًا كرافد من روافد الاقتصاد الوطني، وأداة فعالة لدعم القوة الناعمة المصرية في الخارج. لقد كانت مصر، ولا تزال، منارةً للعلم، ومركزًا رئيسًا لإعداد الكفاءات في هذا المجال الحيوي، الذي بات يلقى اهتمامًا عالميًا متزايدًا.
هل ترون أن هناك إقبالًا ملحوظًا على تعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها داخل مصر؟نعم، الإقبال في تزايد مستمر من مختلف الجنسيات. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 15 مليون شخص حول العالم يرغبون في تعلم اللغة العربية، من بينهم أكثر من خمسة ملايين لديهم رغبة ملحة لذلك. وعند البحث عبر الإنترنت باستخدام مصطلحات مثل "Learning Arabic"، تظهر مصر في مقدمة الخيارات، وتحديدًا مدينة نصر التي تحتضن أكبر سوق دولي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو ما يعكس حجم الاهتمام العالمي ودور مصر المحوري.
من وجهة نظركم، ما مدى الدعم المؤسسي لهذا القطاع في مصر؟هناك جهود مؤسسية مشكورة، أبرزها ما تقوم به الجامعات المصرية التي أنشأت أقسامًا متخصصة، مثل قسم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة.
هذا القسم يقدم برامج أكاديمية متكاملة، تبدأ بدبلومات تمهيدية وتمتد إلى درجات الماجستير والدكتوراه. واليوم أصبح بالإمكان الحصول على ترقيات أكاديمية متخصصة في هذا المجال، بعد أن كان ذلك حلمًا بعيد المنال في الماضي.
وماذا نحتاج لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال؟نحتاج إلى دعم أكبر، سواء من المؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، لدفع هذا المجال نحو آفاق أوسع. الدعم لا يعني بالضرورة التمويل فقط، بل يشمل أيضًا الاعتراف القانوني والمؤسسي بجهود العاملين فيه، وتهيئة بيئة حاضنة تضمن لهم التأهيل العلمي والتربوي والمهني المستمر. هذا المجال يعكس صورة مصر الحضارية، ويستحق أن يحظى بالعناية والاهتمام.
شاركتم مؤخرًا في ندوة ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في تعليم العربية. كيف ترون هذا التكامل؟الندوة جاءت تحت عنوان "تمكين المعلم من استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية"، وهو موضوع بالغ الأهمية. الذكاء الاصطناعي يتيح إمكانيات واسعة في إعداد المحتوى، وتصميم الدروس، وقياس الأداء اللغوي. وقد استعرض مركز "لسان العرب" تجربته الرائدة في هذا المجال، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم دروس تفاعلية، وتطوير وسائل التقييم، وتعزيز المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة، عبر أدوات متعددة مثل الفيديوهات التفاعلية وتقنيات التعلم التكيفي.
وماذا عن أبرز التحديات التي تواجه إعداد معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها؟هناك عدة تحديات، أهمها:
التمكن العلمي: كثير من الخريجين يفتقرون للأساس المتين في علوم اللغة العربية، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم في التعليم.
النموذج اللغوي: المعلم يجب أن يكون ناطقًا بالعربية الفصحى بطلاقة، لأنه يُعد قدوة لغوية للمتعلمين.
شخصية المعلم: لا يكفي أن يمتلك المعرفة، بل يجب أن يتحلى بثقة الحضور، والقدرة على التواصل، وفهم احتياجات الطلاب من خلفيات ثقافية متنوعة.
المهارات المهنية: لا بد من تنمية المهارات التربوية والتقنية، خصوصًا في ظل التحول نحو التعليم الرقمي والتفاعلي.
بإجمال، التحديات تتوزع بين المعرفة، والكفاءة، والشخصية، والمهارات، وكلها ضرورية لصناعة معلم مؤهل لتعليم لغة القرآن الكريم بفاعلية واقتدار.
وفي نهاية هذا الحوار، ما النصائح التي تود تقديمها لمعلمي اللغة العربية، لا سيما في هذا التخصص؟أوصي المعلمين بأمرين أساسيين:
أولًا، أن يلتزموا باستخدام اللغة العربية الفصحى في كل جوانب تواصلهم المهني، فالمعلم قدوة لغوية.
ثانيًا، أن يحرصوا على القراءة الجهرية المستمرة لمصادر الأدب العربي الرفيع، مثل مؤلفات طه حسين، والعقاد، والمنفلوطي، والرافعي، لما فيها من أساليب فصيحة وبناء لغوي سليم. كما أنصحهم بقراءة القرآن الكريم يوميًا، فهو المصدر الأول للفصاحة والبيان.
شكرًا جزيلًا لكم، دكتور هانئ، على هذا اللقاء الشيق والمفيد.الشكر موصول لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع الحيوي، وعلى إتاحة الفرصة لتسليط الضوء عليه.