ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش صناعة الوعي بقضايا الأمة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف، حلقة جديدة من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان "صناعة الوعي بقضايا الأمة لدى الأسرة والمجتمع"، وحاضر فيها د. هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ود. فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، وأدارت الندوة د.
وقالت د. هبة عوف عبد الرحمن، إننا نُعاني اليوم في عالمنا الإسلامي من مُشكلة غياب الوعي الشامل والمُتكامل بقضايا الأمة، ومن أهم أسباب غياب هذا الوعي هو أن عموم مُجتمعاتنا بعيدة عن الفعل المؤثر على المستوى العالمي، بل أصبحنا نُمثل المثال الأفضل للمُجتمع المُستهلك الجامد، وأصبحنا نعيش على هامش الحياة.
وأكدت د.هبة عوف، أن ما نحتاجه اليوم هو إيقاظ مفهوم الوعي بيننا، فمن نواقض الوعي أن ننغلق على أنفسنا ولا نهتم بما يحصل داخل مُجتمعاتنا أو خارجها، ولا نُبالي بالتغيرات المُتسارعة التي يعيشها عالمنا اليوم، فعلينا أن نعلم أن اللبنة الأولى في صناعة الوعي هي النظر في الهزائم التي حلت بنا في كل الميادين، وأن نبحث عن أسبابها الرئيسية، وكيفية النهوض من جديد، ونعلم أن السبب الرئيس هو اتساع الفجوة بيننا وبين ديننا الذي لم يعد هو دستور حياتنا.
وشددت على ضرورة الوعي بقضايا الأمة الكبرى التي من أبرزها قضية المسجد الأقصى، وما يحدث لإخواننا في فلسطين وليتحول وعينا إلى أمر عملي، فنستطيع به أن نُغير ما نحن فيه، ونعود لحضارة الإسلام من جديد، فلن ينصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها.
من جانبها بينت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن الوعي يعنى الجمع والحفظ والإحاطة والفهم، والوعي يشمل الوعي بالذات وبالزمان وبالمكان وبالآخَر، والنهوض بوعي الأمة يتطلب علمٌ يرفع ووعي يُجمع وعمل يدفع، فهناك صوركثيرة لبناء الوعي الإسلامي، منها التأكيد على أهمية الأخلاق والتدين، وفهم معنى المواطنة وحب الوطن، وبناء الوحدة بين أفراد الأمة، مستشهدة بنماذج عديدة من تاريخ سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين للتأكيد على أهمية الوعي بقضايا الأمة الإسلامية والعمل على نصرة هذا الدين.
وتطرقت مدرس الحديث إلى قضية فلسطين، فبينت مكانتها ومكانة بيت المقدس، وقد امتدح النبي الكريم ﷺ أهل بيت المقدس بقوة إيمانهم وصبرهم وثباتهم على الحق حتى في زمن الفتن، مشيرة إلى دورنا تجاه هذه القضية عن طريق أمور منها المقاطعة والدعاء والقنوت في الصلوات والتبرع بالدم وبالمال وبالمساعدة بالعلم والخبرات والدعم الإعلامي ونشر القضية، والمتابعة باستمرار والمؤازرة.
من جانبها ، أوضحت د. سناء السيد، أن من دلائل كمال الإيمان وصدق الإسلام أن يكون الإنسانُ محسنًا إلى الآخرين، فالمُؤمنون نفسٌ واحدة يتوادُّون، ويتعاطَفُون في الله -جل وعلا-، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10] وفي الحديث الصحيح: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه»، فلقد علمنا المصطفي ﷺ أننا جسد واحد وأمة واحدة منهجنا واحد ودستورنا واحد، فلا فرق فيه بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى فقال ﷺ " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". وقال أيضا في حديث آخر: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
و أكدت د. سناء، على ضرورة التذكير والتعريف بقضايا الأمة الإسلامية، ومناصرتها، ومتابعة ما يستجد بها، ونقلها إلى أبنائنا وشبابنا ليعلموا بأن الأمة الإسلامية تحتاج إليهم بكل ما يستطيعون، وها هي قضية فلسطين الحبيبة، والمسجد الأقصى إحدى أكبر قضايا المسلمين، ويأبى الله إلا أن يعز دينه حتى وإن تكالب الأعداء، وتساقط الشهداء؛ فالله متم نوره ولو كره الكافرون.
جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر صناعة الوعي كلية الدراسات الإسلامية قضية المسجد الأقصى قضية فلسطين
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاته.. مركز الأزهر للفتوى: الشعراوي علامة فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديثة
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا بمناسبة ذكرى وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، استعرض فيه مسيرة إمام الدعاة وأبرز المحطات في حياته.
وأوضح المركز أن فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ولد في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
وبعد حصوله على الثانوية الأزهرية، التحق بكلية اللغة العربية؛ لتكون اللغة العربية بابَه إلى جميع العلوم الشرعية، علاوة على ما تمتع به الشيخ من تمكُّنٍ في فنون اللغة العربية وملكاتها، كالنحو، والصرف، والبديع، ونظم الشعر، والخطابة، وطلاقة اللسان، ووضوح البيان.
وبالفعل كانت اللغة العربية وملكاتها سبيله إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ إمامًا للدعاة وعلامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وارتبط وجدانهم بحديثه وخواطره حول كتاب الله عز وجل.
وأشار المركز إلى أن الشيخ له مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم.
وأضاف أنه في كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك.
وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته.
ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، كما شغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م، إضافة إلى العديد من المناصب التي عُرضت عليه واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.
ونوه المركز بأن الشيخ له مؤلفات علمية عديدة منها: معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة.
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.