الجزيرة:
2025-05-15@15:45:57 GMT

أزهار عباد الشمس.. كيف ترى الشمس كي تتبعها؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

أزهار عباد الشمس.. كيف ترى الشمس كي تتبعها؟

بينما تدور الأرض وتتحرك الشمس عبر السماء من الشرق إلى الغرب، تُدير أزهار عباد الشمس وجوهها الصفراء اللامعة لتتبعها، فهي تتحرك خلال النهار من أجل تتبع الشمس وفقا لتكوينها البيولوجي، وذلك كي تتمكن من تحقيق أقصى قدر من فوائد ضوء الشمس عبر عملية التمثيل الضوئي.

وتعتبر معرفة الآليات الكامنة وراء هذه الحركة لغزا بالنسبة للعلماء، وهو ما تحاول الإجابة عليه الدراسة التي أجراها علماء الأحياء النباتية في جامعة كاليفورنيا ديفيس والمنشورة في دورية بلوس بيولوجي في عددها الصادر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

دراسة بجامعة كاليفورنيا ديفيس تحاول معرفة الآليات وراء حركة عباد الشمس نحو الشمس. (جامعة كاليفورنيا ديفيس) الاستجابة الضوئية

ويقول البيان الصادر من جامعة كاليفورنيا ديفيس، في الماضي كان يُعتقد أن قدرة عباد الشمس على التحرك نحو مصادر الضوء مدفوعة في المقام الأول بمسار استجابة يعتمد على الضوء يُعرف باسم الاستجابة الضوئية، أو ما يسمى بالانتحاء (أو الانحناء) الضوئي (phototropism).

والانحناء الضوئي هو قدرة النباتات على النمو باتجاه مصدر الضوء، حيث تتأرجح رؤوس أزهار عباد الشمس عن طريق النمو أكثر قليلاً على الجانب الشرقي من الساق، مما يدفع الرأس غربا خلال النهار وأكثر قليلاً على الجانب الغربي في الليل، لذلك يتأرجح الرأس مرة أخرى نحو الشرق.

ويضيف بيان جامعة كاليفورنيا ديفيس، أنه نظرا إلى أن النباتات متجذرة في مكان واحد، فإنها لا تستطيع التحرك إذا كان الضوء الذي تحتاجه لصنع الطعام يحجبه أحد الجيران أو إذا كانت في الظل، كما أن النباتات تعتمد على النمو أو الاستطالة للتحرك نحو الضوء، وهناك عدة أنظمة جزيئية وراء ذلك.

عباد الشمس جنس نباتي يتبع الفصيلة النجمية ويضم نحو 52 نوعاً أهمها دوار الشمس (بيكسلز)

وتعتبر الاستجابة الضوئية من الأنظمة الجزيئية الأكثر شهرة، حيث تستشعر البروتينات التي تسمى فوتوتربينز (phototropins) الضوء الأزرق الذي يسقط بشكل غير متساو على الشتلات، ويتم إعادة توزيع هرمونات النمو في النبات، مما يؤدي في النهاية إلى انحنائه نحو الضوء.

لقد تساءل علماء النبات منذ فترة طويلة عن كيفية عمل الانتحاء الشمسي للسماح للنبات بتتبع مسار الشمس عبر السماء مع إبقاء وجهه دائما موجها نحو الشمس. وعلى الرغم من أنه كان من يفترض في البداية أن يكون نوعا من الانتحاء الضوئي، فإن العلماء في جامعة كاليفورنيا ديفيس اكتشفوا أن الانتحاء الشمسي هو آلية متميزة خاصة بها وهي أكثر تعقيدا وتفصيلا، وتتضمن تنشيط عدد كبير من الجينات عبر إعادة التوصيلات الجينية المحتملة.

التحقق من الفرضيات

وللتحقق من الفرضية في تفسير أسباب انحناء وتوجه عباد الشمس نحو الشمس، استخدم الفريق العلمي الذي قام بالدراسة عباد الشمس المزروعة في المختبر وغيرها المزروعة في الهواء الطلق تحت ضوء الشمس، وذلك من أجل معرفة الجينات التي تتفعّل عندما تعرضت مجموعتا النباتات لمصادر الضوء الخاصة بها.

ولاحظ الباحثون أن زهور عباد الشمس الداخلية نمت مباشرة نحو مصدر الضوء الأزرق في المختبر ونشطت الجينات المرتبطة بالفوتوتروبين.

أما الزهور التي نمت في الهواء الطلق وأرجحت رؤوسها مع الشمس، كان لها نمط مختلف من التعبير الجيني، إذ لم يكن لدى عباد الشمس أي اختلافات واضحة في جزيئات الفوتوتروبين بين جانب واحد من الجذع وآخر.

تقول ستيسي هارمر المشاركة في الدراسة وعالمة الأحياء النباتية في الجامعة: "لقد فوجئنا عندما كنا ندرس كيف تتبع هذه الأزهار الشمس كل يوم، وقد ذكرنا في هذه الورقة أن نباتات عباد الشمس تستخدم مسارات جزيئية مختلفة لبدء حركات التتبع والحفاظ عليها، وأن المستقبلات الضوئية المعروفة بالتسبب في انحناء النبات يبدو أنها تلعب دورا ثانويا في هذه العملية الرائعة".

علماء النبات تساءلوا منذ فترة طويلة عن كيفية عمل الانتحاء الشمسي للسماح لهذا النبات بتتبع مسار الشمس (بيكسلز)

من ناحية أخرى قام الفريق أيضا بحجب الضوء الأزرق أو فوق البنفسجي أو الأحمر أو الأحمر البعيد باستخدام صناديق الظل، لتظهر التجربة عدم وجود تأثير على الاستجابة للانتحاء الشمسي.

ويوضح ذلك أنه من المحتمل وجود مسارات متعددة تستجيب لأطوال موجة مختلفة من الضوء، وبالتالي اتجه الباحثون نحو معرفة الجينات المشاركة في الانتحاء الشمسي.

ولتحقيق هذا الهدف قام الباحثون بنقل زهور عباد الشمس المزروعة في المختبر إلى الخارج، ثم بدؤوا بتتبع الشمس في يومهم الأول حيث ظهرت في البداية موجة ضخمة من التعبير الجيني على الجانب المظلل من النبات، وهو ما لم يحدث في الأيام التالية.

وقالت هارمر: "إن هذا يشير إلى حدوث نوع من "تجديد الأسلاك" في المصنع، و بالإضافة إلى التخلص من بعض العمليات التي تكمن وراء كيفية تتبع عباد الشمس للشمس، فإن هذا العمل له أيضا أهمية لتصميم تجارب مستقبلية مع النباتات لفهم آلياتها، حيث إن الأشياء التي تحددها في بيئة خاضعة للرقابة مثل غرفة النمو قد لا تنجح في العالم الحقيقي، فقد أدى نقل النباتات من الداخل إلى الخارج إلى موجة من التعبير الجيني".

——————————————————-

المصادر: البيان الصادر من جامعة كاليفورنيا – ديفيس How Sunflowers See the Sun https://www.ucdavis.edu/curiosity/news/how-sunflowers-see-sun الدراسة المنشورة في دورية بلوس بيلوجي  PLOS Biology Multiple light signaling pathways control solar tracking in sunflowers https://journals.plos.org/plosbiology/article?id=10.1371/journal.pbio.3002344

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عباد الشمس

إقرأ أيضاً:

«الاتحاد الأوروبي» يطلق مائدة مستديرة ودورة تدريبية للصحافة بالإسكندرية حول مشروعات المياه

نظم الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الإسكندرية، مائدة مستديرة ودورة تدريبية متخصصة موجهة للصحافة المحلية، وذلك تحت عنوان "مشاريع الاتحاد الأوروبي في مصر في قطاع المياه من عام 2021 إلى عام 2027".

أدار فعاليات الدورة التدريبية كل من لمياء راضي وعبد المجيد وطارق عبد الله، بحضور رفيع المستوى للدكتور أيمن عياد، مدير قطاع المياه والبنية التحتية المجتمعية ببعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر. كما شارك في الفعاليات نخبة من الاستشاريين المتخصصين في مشروعات المياه التابعة للاتحاد الأوروبي، والدكتور محمد فؤاد، المستشار الإعلامي لمحافظ الإسكندرية، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات الصرف الصحي والنقل العام بالإسكندرية، وجمع من الصحفيين والإعلاميين من مختلف الجرائد ووسائل الإعلام المحلية.

هدفت المائدة المستديرة والدورة التدريبية إلى تسليط الضوء على المشروعات الهامة التي يمولها الاتحاد الأوروبي في قطاع المياه الحيوي بمصر خلال الفترة الحالية والمستقبلية، واستعراض أهداف هذه المشروعات وأثرها الإيجابي على تطوير البنية التحتية المائية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

تضمنت الدورة التدريبية أربع جلسات رئيسية، جاءت على النحو التالي الجلسة الأولى حيث تناولت فهم مشاريع الاتحاد الأوروبي وآثارها المحلية و الإطار التوجيهي لعمل الاتحاد الأوروبي في قطاع المياه و مبادرات فريق أوروبا و أمثلة على المشروعات الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي في مجال المياه و كيفية حصول الصحافيين على المعلومات وتفسيرها بشكل فعّال.

ناقشت الجلسة الثانية أهمية قضايا المياه، حيث نسلط الضوء على دور الإعلام في زيادة الوعي المجتمعي بشأن ندرة المياه وتأثيراتها البيئية. سيكون الصحافيون بمثابة حلفاء وداعمين لقضايا المناخ والمياه، مع تقديم أمثلة رائدة للتغطية الإعلامية التي تركز على هذا الموضوع الحيوي.

تناولت جلسة الثالثة أدوات وطرق التحقيق الصحفي في مجال المياه، تشمل استراتيجيات البحث عن المعلومات الدقيقة والموثوقة، مثل الوثائق المتعلقة بالمشاريع والدراسات والأبحاث العلمية، وصور الأقمار الصناعية كما تتضمن الجلسة أهمية لقاء أصحاب المصلحة، بما في ذلك مسؤولي الاتحاد الأوروبي والجهات الحكومية، بالإضافة إلى المواطنين و تم التركيز أيضاً على عناصر السرد البصري واستخدام الوسائط المتعددة بشكل فعّال لرواية قصص مرتبطة بالمياه.

تناولت الجلسة الرابعة إعداد تقارير شاملة وأخلاقية حول قضايا المياه، مع التركيز على تجنب المعلومات المضللة وتحقيق الدقة و تم تسليط الضوء على أصوات المجتمعات الضعيفة المتأثرة بالمشكلات المتعلقة بالمياه. كما تقديم نصائح لإعداد تقارير تأخذ بعين الاعتبار حساسية الفوارق بين الجنسين وتغير المناخ.

مقالات مشابهة

  • ترامب بطريقه إلى الإمارات من قاعدة العديد في قطر
  • «دو» شريك التكنولوجيا والاتصال الرسمي
  • الأحد.. انطلاق أعمال المؤتمر الدولي "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"
  • «الملتقى الأدبي» يناقش رواية «ملمس الضوء»
  • هذا أبعد من عين الشمس .. والمستحيل بذاته
  • خبير إيطالي: مقتل الككلي تسلط الضوء على وضع مقلق في طرابلس
  • أعطيت الضوء الأخضر لزوجي حتى يتزوج عليّ.
  • حلقة عمل بصلالة تُسلِّط الضوء على تقنية جديدة لعلاج كهرباء القلب
  • «الاتحاد الأوروبي» يطلق مائدة مستديرة ودورة تدريبية للصحافة بالإسكندرية حول مشروعات المياه
  • حرائق الغابات في كاليفورنيا تكلف "ميونخ ري" نحو مليار يورو